المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «مجمعات الأسواق»: فسخ العقود... قطع للرؤوس



مغروور قطر
06-12-2006, 05:20 AM
«مجمعات الأسواق»: فسخ العقود... قطع للرؤوس
ناقش تقرير شركة مجمعات الاسواق لشهر نوفمبر قضية فسخ العقود المبرمة مع القطاع الخاص بنظام الـ«بي.أو.تي»، التي اثيرت انطلاقا من تقرير ديوان المحاسبة واثارة حوله العديد من ردود الفعل بهذه القضية ونتجت عنها القرارات الاخيرة للحكومة في فسخ بعض هذه العقود.
ورأى تقرير «مجمعات الاسواق» أن «البلاد دخلت في نفق عرفنا بدايته لكنا نجهل تماما نهايته كما لا نعرف درجة الظلمة فيه». وأضاف «فسخت الحكومة عدداً من عقود الـ«بي.أو.تي» وتقول انها استندت في ذلك الى ملاحظات ديوان المحاسبة التي وردت في تقرير مفصّل عن عدد من المخالفات التي شابت تلك العقود. وأكدت الحكومة أنها ماضية في درس عدد من العقود لترى درجة المخالفات فيها وما اذا كان ذلك يستدعي فسخا للعقود. في المقابل هددت الشركات المتضررة من الفسخ باللجوء الى القضاء للمطالبة بتعويضات قيل انها ستكون بأرقام فلكية».
وأكد التقرير «أننا أمام مشهد لا يقل خطورة عن مشهد أزمات مالية واقتصادية كبرى شهدتها البلاد من قبل»، مشيراً الى أن «التداعيات السلبية بدأت بالظهور أولا في سوق الكويت للأوراق المالية الذي فقد نحو ألف نقطة منذ بدء تفاعل هذه القضايا في الاعلام أو في محافل الحكومة ومجلس الأمة. واذا كانت محاربة الفساد هدفاً ترمي الى تحقيقه الحكومة فهذا أمر لا يمكن لاثنين أن يختلفا عليه. ولابد للقطاع الخاص الا أن يشد على يد الحكومة في هذا المضمار لان (البيزنس النظيف) مطلب كل صاحب ضمير حي. ولا يمكن لأي صاحب حس وطني الا أن يدافع عن المال العام، على أن المساس به من المحرمات وعلى الجميع الذود عنه بكل الوسائل وعلى كل المنابر وبجميع الأدوات المتاحة احقاقا للحق وترسيخا للشفافية والعدالة في توزيع الثروة».
وتوقف التقرير عند «الأبعاد السياسية التي بدأت معالمها تتضح رويدا رويدا في سياق الحملات والحملات المضادة من هنا وهناك. فالشق السياسي أطل برأسه بقوة عندما ساق البعض تفسيرات لفسخ العقود على أنها جاءت مرضاة لمجلس الأمة ورسالة توجهها الحكومة الى النواب بأنه حكومة اصلاح وصلاح».
وحذرت «مجمعات الأسواق» من «مغبة أخذ القضية في غير نصابها الصحيح، فكلنا يعرف مدى الغوغاء الذي يحكم علاقة السلطتين التنفيذية والتشريعية وكم من مرة شهدنا على الشد والجذب بينهما لتحقيق نقاط للواحدة ضد الأخرى سواء في قضايا هامشية أو جوهرية. وما المعارك التي تخاض لأغراض شعبوية من قبل البعض الا خير دليل على أن المطالب أحيانا تخرج عن أي قواعد مالية واقتصادية سليمة متعارف عليها ومعمول بها حول العالم. فهل لاسقاط القروض سابقة في أي بلد غير الكويت؟ وهل لشطب ديون الكهرباء والماء مثيل في أي بلد ودولة؟ وهل زيادات الرواتب غير المدروسة وغير المبنية على واقع الأحوال المالية للدولة والأفراد يعتد بها على أنها قاعدة وليست شواذ؟ وهل توزيع أسهم مجانية على المواطنين ممارسة من ممارسات العمل الاقتصادي والمالي الحر وفقا لأعراف الأسواق وتقاليدها الرأسمالية؟ هذه أسئلة وغيرها الكثير الذي لا اجابات شافية له الا لأن في مجلس الأمة صقوراً يرفعون الصوت عاليا ويحققون المكسب تلو المكسب بتسجيل النقاط على الحكومة التي لا تملك رؤية واضحة لانفاق الفوائض المالية ولا تملك أدوات فعالة لتوزيع الثروة بعدالة. اذاً نحن أمام مشهد قل نظيره في العالم ولا يمكن قياسه على تجربة أو سابقة يعتد بها على أنها ناجحة لتتحول الى قاعدة يمكن تطبيقها».
واعتبر التقرير أنه «اذا صحت الحجج التي يسوقها فريق في الحكومة لجهة أن السلطة التنفيذية تريد أن ترفع رصيدها السياسي بناء على ضرب مواقع تكدس الأموال والثروات في القطاع الخاص المتهم بالفساد...فان زج الحجة السياسية يأتي في غير مكانه الصحيح اذ لا يجوز أن توضع مقدرات المشاريع الحيوية على محك علاقة السلطتين وحسب. فللعقود قواعد فنية ومالية واقتصادية وتجارية وادارية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي تجاذب سياسي وهي بحاجة الى دراية ومعرفة وخبرة خاصة قد لا تتوافر دائما لدى الرجل السياسي. ولا يمكن أن تخضع العقود الى بزارات انتخابية ونكايات لها علاقة بالمصالح السياسية». واضاف «ان السعي وراء ارضاء نواب على حساب عقود مشاريع حيوية يستوجب دق ناقوس الخطر، والا دخلت البلاد في متاهة لا نهاية لها، اذ لا يعود هناك أي خط أحمر وكل شيء مباح حتى يرضى عنك السياسيون».
وقال التقرير «اذا كان يجب أن نعطي كل ذي حق حقه، فعلينا أن نعود الى بيت القصيد الا وهو تقارير ديوان المحاسبة بشأن العقود، لنسأل أنفسنا هل أوصى الديوان بالفسخ؟ الجواب أن التقارير وضعت اليد على جرح المخالفات وحملت المسؤوليات الأولى للجهات الحكومية التي منحت الاستثناءات والتراخيص «المضروبة» والموافقات العشوائية فضلا عن التراخي في متابعة تنفيذ العقود ومراقبتها».
وأضاف ان «الفساد لا ينبت هكذا كالعشب البري، بل ينتعش ويزدهر اذا كان هناك بيئة تساعد على هذا الفساد او التجاوزات، وهذه البيئة خلقت بفضل عدم وجود قوانين وانظمة ولوائح تساعد في تنظيم وتقنين هذه المشاريع، الامر الذي كان دائما صوت القطاع الخاص هو الوحيد المنادي بهذه المسألة، وهذه الثغرة لا بد لها ان تجد من يستغلها في الدخول والخروج منها كبوابة تتيح له التخلص من الروتيتن والعقبات التنظيمية وحتى الحصول على فرص على حساب المصحلة، فبتالي اولى ان تقام الحجة في البداية على من سمح بكرة الثلج ان تكبر وان تعظم».
وسجل التقرير عدداً من النقاط، هي:
1 - لماذا لم تعط كل الشركات حق الرد وتوضيح موقفها بالرد على ملاحظات ديوان المحاسبة. ولنا في تجربة البنك المركزي أفضل دليل على كيفية معالجة الثغرات وردع المخالفات. فالرخص المصرفية تمنح من الحكومة وعندما يحصل أن يخالف مصرف ما الشروط والقواعد الموضوعة بموجب قانون النقد والتسليف وتعاميم البنك المركزي فان العقوبة لا تكون بشطب رخصة البنك بل هناك فرصة للبنك المعني بتوضيح موقفه واذا فشل يعطى انذارا أو تدخل اليه جهات رقابية تتابع عن كثب كيف سيتجاوز المخالفة واصلاح ما أفسده. وتبقى عين البنك المركزي ساهرة ليل نهار حتى تنتفي المخالفة. وفي موازاة ذلك هناك انذارات وغرامات مالية وغيرها من العقوبات التي تردع المخالفين ونادرا ما تخرج الى الرأي العام على شكل فضيحة أو ما شابه. فاذا كان للمال العام حرمة مقدسة فان لأموال المودعين أيضا حرمة لا تقل أهمية، ومقارنة الحالتين فيها دروس لمن يريد أن يعتبر. أجل، للشركات حق الرد والفصل بين طرفي النزاع لا يكون سيفا مسلطا على أحدهما فقط، أي أن موضوع الخلاف أو الاختلاف هو بين الجهات الحكومية والشركات المتعاقدة معها فاذا بتلك الجهات الحكومية هي الخصم والحكم معا، وهي غير مستعدة البتة لسماع أي مبررات مهما كانت وجيهة ومنطقية من قبل الشركات المخالفة.
2 - من قال ان التقارير والمستندات التي استند اليها ديوان المحاسبة مستوفية تماما أو كاملة غير منقوصة أبدا؟ الا يجوز أن يكون الديوان قد اطلع على الجانب الذي عرض عليه فقط وبالتالي غاب عنه الوجه الآخر للقضية؟ وثمة من يقول ان طريقة عمل الديوان تخلو تماما من اخذ اي اعتبارات اقتصادية ومالية كالتي يعمل وفقها القطاع الخاص. فقد يكون هناك مبررات مقنعة لمجتمع الأعمال لا يمكن للديوان أن يأخذ بها لان نظم عمله مجردة وهي كالمسطرة التي يمكن أن تطبق على عدد كبير من العقود التي لها أوجه شبه بينها، وقد يحتاج فحصها الى أساليب تقييم مختلفة.
3 - في العدل الاسلامي، تقطع يد السارق ولا يقطع رأسه. فأي تحقيق موضوعي في المخالفات كان يمكنه أن يصل الى لب المشكلة والمسؤول عنها. فالمشروعات كالأجسام ذات رأس وجذع وأطراف. والطرف الفاسد يمكن تطويق خطره ومعالجته موضوعيا. أما الحل الجذري أو الذي لا يفرق بين رأس وطرف فقد أوصل الى ما نحن فيه من قطع للرؤوس دون هوادة فلماذا لم تلجأ الجهات المختصة الى استئصال الورم الخبيث مع الحرص على بقاء الجسم الكامل حياً يرزق حيث هناك موظفون ومساهمون وأصحاب مصالح كثيرة مرتبطة مباشرة وغير مباشرة بهذا المشاريع.

مغروور قطر
06-12-2006, 05:20 AM
4 - ان ديوان المحاسبة عندما يطبق مسطرته فهو غير معني بمعرفة الخلل الذي شاب توقيع العقود حيث هناك مشروعات وقعت عقودها ببنود عفا عليها الزمن ولم تعد صالحة حاليا. وهناك عقود وقعت وفيها بنود ملتبسة أدت الى اختلاف في وجهات التطبيق بين الجهات الحكومية والشركات الملتزمة. فعلى سبيل المثال، هناك عقود تم توقيعها قبل 5 أو 10 سنوات، وكان واقع السوق آنذاك كفيلا بلقاء العرض مع الطلب لتكون المشاريع مجزية. ومع مرور الوقت تغيرت معادلات وتبدلت أحوال الأسواق ولم تعد الأنشطة المتعاقد عليها صالحة لاستمرار جدوى العقد. لذا رأينا كيف أن أنشطة كثيرة طرأت على العقود ومنحت مساحات اضافية لعدد من المشروعات التي توسعت أعمالها ليس بدافع الجشع وحسب كما يجزم البعض بل لاختلاف طبيعة المشروعات وجدواها. وكان حري بالجهات المعنية أن تسعى أولا بأول الى تعديل شروط العقود وبالقنوات الرسمية كلما كان هناك تغير جوهري ما في أساسيات العرض والطلب. وهنا يمكن إلقاء اللوم على شركات التي لم تحرص على توضيح ذلك بل لجأت الى «تظبيط» أوضاعها بالسعي وراء الاستثناءات أو التراخيص غير المتوافقة مع الشروط الأساسية أو الى أخذ موافقات بطرق ملتوية...حتى وقع الفأس في الرأس ووقع الجميع في مأزق الفسخ.
5 - لماذا لم تعط شركات مهلة ما لتعديل أوضاعها، فبين قرار الفسخ والفسخ نفسه أيام قليلة كانت مشبعة بالاشاعات المغرضة والتطمينات الوهمية والآمال الواهية حتى أن أحدا لم يصدق أن الفسخ سيحصل. فاذا بالكأس المر يتجرعه مجتمع الأعمال ككل وليس الشركات المعنية وحسب.
6 - التسرع في اخذ القرارات سيخلف مضاعفات ليست بالحسبان، حيث ان الحكومة لا تملك دراسات وافية عن الواقع القانوني بشموليته وما سيترتب على القرارات من تداعيات ليست بالحسبان حاليا لكنها قد تكون أشد مرارة من الفسخ. فهل تعرف الحكومة تماما ما يمكن أن تدفعه من تعويضات اذا لجأت الشركات المتضررة الى القضاء وأخذت أحكاما لصالحها. أكثر من ذلك، هل وعت الحكومة الأثر السلبي الذي سيلحق المال العام جراء ملكيتها لأسهم في عدد من الشركات المتضررة والتي هوت أسعار أسهمها في البورصة الى الحضيض بين ليلة وضحاها. فملكية التأمينات أو شؤون القصّر أو الأوقاف في المخازن والوطنية العقارية وغيرها لا يستهان بها. وانخفضت القيمة السوقية لهذه الملكيات بشكل كبير والآتي أعظم.
7 - هناك رأي قانوني يقول ان قرارات الفسخ يجب أن تصدر عن القضاء وفي المحاكم وليس بقرار اداري. ان وجهة النظر هذه جديرة بالاهتمام والا كيف يمكن للحكومة أو جهاتها التابعة أن تكون طرفا في النزاع وهي التي تحل النزاع. أما كون العقد شريعة المتعاقدين، والعقد ينص على الفسخ في حالات المخالفات فهذا بند يحب اعادة النظر فيه وربما كان بين البنود ما هو مجحف سواء للحكومة أو للشركات. من الأجدى أن يكون للقضاء دور وكلمة من هكذا قضايا قبل أن تصل الى حد الطلاق النهائي. أما أن يكون للقضاء دور بعد الفسخ وتقديم دعاوى وشكاوى فهذا يترك للجهات الحكومية اليد المطلقة في اجراءات قد تكون صحيحة وقد لا تكون وفقا لمزاج اللحظة السياسية أو للمناخ كالذي هو سائد حاليا والقاضي بارضاء مجلس الأمة بأي ثمن. وربما كان هناك تعسف وسوء استخدام للسلطة المطلقة اليد.
8 - لماذا لم تعمل اللجنة القضائية البرلمانية التي شكلت للنظر في مخالفات العقود. فكما هو معلوم، شكلت تلك اللجنة ومنحت صلاحيات الحل والربط بعد البحث والتدقيق. ثم تسارع الوقت السياسي وفسخت العقود من دون أثر يذكر لتلك اللجنة.
9 - ان نحو 90 في المئة من المخالفات التي رصدها ديوان المحاسبة هي تغيير في أنشطة أجزاء من المشاريع وهذا يدل على أن الشركات الملتزمة كانت وصلت الى طريق مسدود بشكل العقود ومضامينها حتى اضطرت للمخالفة. فلماذا لا تكون هناك مرونة في تلك العقود بحيث يتم التفاعل ايجابيا مع المستجدات والمتغيرات؟ فما كان صالحا قبل 20 سنة غير صالح غدا.
10 - هل في الكويت اليوم من يمكنه أن يجري مقارنة لما أعطته مشاريع الـ «بي.أو.تي» من ايجابيات للبلد واقتصاده مقابل السلبيات التي بات الجميع يتحدث عنها؟ المنطق السليم يقضي بموازنة الأمور لمعرفة رجحان الكفة. فاذا كانت الايجابيات أكثر مردودا على الاقتصاد الوطني من ناحية التنمية الحضرية والعمرانية والتجارية من الفسخ، فلماذا لا يصار الى التعقل والتعاطي مع الأمر بحكمة أكبر ودراية أكثر؟
11 - ثم من قال ان الحكومة باستطاعتها أن تدير المشاريع المفسوخة عقودها؟ ليس هناك في أي جهاز في الدولة الكوادر البشرية والفنية اللازمة لذلك، وسنقع في المحظور اذا حصلت اساءات في الادارة المؤقتة قد تكون نتائجها أوخم وثمنها أبهظ مما يعتقده كثيرون.
12 - بالنسبة لكلفة الفسخ على عاتق الاقتصاد الوطني، فان سوق الكويت للوراق المالية عبّر بوضوح عن حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدها آلاف المساهمين جراء تلك القرارات القليلة التي صدرت، فما بالك بالقرارات الأخرى الموعودة والتي ستكون ذات نتائج وخيمة أيضا. انها كرة ثلج ستكبر وتكبر وسيكون لتدحرجها ضحايا لا يمكن أن نعرف احصاءهم حاليا.
13 - ماذا سيكون مصير التمويلات التي قدمتها المصارف لهذه المشروعات؟ انها تقدّر بعدة مئات من الملايين وموزعة على عدد من البنوك منها القادر على تحمل الوقت ومنها من هو عاجز. فحالات عدم الدفع والتعثر قد تنعكس سلبا على أقوى قطاع في البلاد ألا وهو المصارف.
وختم التقرير بالقول: «تذهب سدى كل محاولات الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار اذا استمرت المعالجات على النحو الحاصل حاليا. يجدر تغليب العقل والمنطق والحكمة على التسرع والتفرد واستغلال السلطة. فالاقتصاد الوطني أكبر من الجميع والأولى بنا جميعا أن نسعفه لا أن نعمل فيه تهديما. ان مستقبل البلاد التنموي على المحك، فاما ان نصلح الاعوجاج بيسر وسلاسة وأما نستمر في المعالجات الجزئية والعشوائية وغير المدروسة كفاية. المطلوب سلة شاملة من الحلول بوقفة وطنية عامة لأننا جميعا في مركب واحد ولا يظنن احد أن غرق المركب من صالح أحد دون آخر... مازال أمامنا فرصة للحل الشامل بأقل الأضرار. أما القول ان المشاريع سيعاد طرحها في مزاد كأن شيئا لم يكن ففيه تبسيط ما بعده تبسيط. وسنرى كيف أن عزيمة القطاع الخاص ستحبط وسينظر المستثمر الأجنبي الينا بعين الريبة... عندئذ لا ينفع الندم ولا البكاء على اللبن المسكوب».


30 ألف مساهم... هذا هو حجم القضية
أشار تقرير «مجعات الأسواق» الى أن العقود التي هي محط قضية هذه الأيام تبلغ كلفة الاستثمارات فيها أكثر من مليار دينار من دون كلفة الارض وفيها أكثر من 30 ألف موظف وترتبط بها عشرات لا بل مئات الشركات من الباطن سواء بالتوريد أو بالمقاولات والصيانة والخدمات الأخرى. أما عدد المساهمين في الشركات المدرجة التي يتردد أنها محل تحقيق بشأن المخالفات فيزيد على 50 ألف مساهم.


حذار من الخلط بين السياسة ومستقبل المشاريع
رأى تقرير مجمعات الأسواق أن قضية فسخ العقود تستوجب أخذ عدد من الدروس والعبر، هي:
الدرس الأول: هو الاسراع في انجاز واقرار مشروع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي يشمل مشروعات الـ «بي.أو.تي» والمبادرات وبات يعرف بنظام P.p.p.
الدرس الثاني: هو أن العقود التي أبرمت وفقا للنظام القديم تعتريها شوائب في البنود ولا يجوز أن تدفع ثمنها الشركات وحدها.
الدرس الثالث: يتمثل في دق ناقوس الخطر من تفاقم الدعوات لوقف الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمجرد أن هناك مخالفات في بعض العقود. ان نظام الـ «بي.أو.تي» يعد أفضل نظام في العالم حاليا وهو اسهم في الكويت باستيعاب العمالة الوطنية ويحرك العجلة الاقتصادية ويخفف الأعباء المالية عن كاهل الدولة وزيادة وتيرة التنمية.
الدرس الرابع: هو التحذير من خلط المصالح والمآرب السياسية بمصير المشاريع التنموية لأننا سندفع الثمن غاليا. وربما نحن الآن في بداية المشكلة والمفيد تطويقها لان الاستمرار في الدوامة التي دخلناها سيؤدي بنا الى أزمة وطنية يختلط فيها الحابل السياسي بالنابل الاقتصادي فتستفحل المشكلة ليستحيل حلها بكلفة معقولة.
الدرس الخامس: هو الاتعاظ من تجارب الماضي. حيث مازالت أزمة المناخ ماثلة أمامنا حتى اليوم. يومئذ قالت الحكومة: العقد شريعة المتعاقدين من دون معرفة تبعات وتداعيات ذلك فاذا بنا ندخل نفقا بالكاد نخرج منه الآن وبعد نحو ربع قرن لندخل في نفق آخر وحده الله يعرف مداه.