المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زادت نبضات قلبي كلما هبطت أسعار الأسهم وارتفع ضغطي كلما قربت الأسعار من القاع



العبيـدلي
06-12-2006, 07:23 AM
زادت نبضات قلبي كلما هبطت أسعار الأسهم وارتفع ضغطي كلما قربت الأسعار من القاع, ولن يرتاح قلبي حتى لو تجاوز المؤشر أعلى نقطة مقاومة، فأنا دائما في هلع وفزع، فالمال قليل والأطماع كبيرة والمعرفة محدودة، وأذني دائما صاغية لكل شائعة ومشاركة في كل منتدى، فلا أفرق بين سهم مضاربة ولا سهم استثمار، وإنما ألقي اللوم على الهيئة كلما خسرت لأن السوق قد تتدهور، وأنا ألتقط أنفاسي شهيقا وزفيرا.

لقد أصابني الملل من سماع كبار المضاربين ( الهوامير) ومشاهدة شاشة الأسهم التي أحولت عيوني من ملاحقة أرقامها كلما استبق للونها الأحمر المتكرر للونها الأخضر ومع ذلك لم أتوقف وأستمر، فليس من طبعي الخوف ومراجعة الحسابات، فأنا تعودت دائما أن أقتحم اللون الأحمر في الشاشة وفي الشارع تلقائيا فلا تخيفني الخسارة ولا الصدمة، فلا أبيع وأقول النور الأخضر قادم، ولكن الشاشة زادت احمرارا ومصادفة التفت يمينا فإذا بمساهم يهز رأسه من هول مصيبته، ويقول لقد خسرت بيتي وأفقرت عائلتي بقروضي وكأنه يهمس في أذني فتنبهت لنفسي وتذكرت عائلتي وابنتي الصغيرة وبريق عينيها فقلت صحيح إن القناعة كنز لا يفنى، وما نوري الأخضر وشمعة حياتي التي لا تنطفئ إلا سعادة عائلتي، فقسما بعد اليوم لا أعود إلى الشاشة مرة ثانية.

إنها صورة تعكس حالة معظم صغار المساهمين الذين اقترضوا مبالغ كبيرة من البنوك ليست هينة, فواحد منهم كتب لي يقول لقد اقترضت 500 ألف ريال, إنهم فعلا يخسرون في سوق الأسهم والأعظم أن بعضهم قد باع أغلى ما لديه وهو سكنه ليلقي بأهله في غبار أرض أحلامه.

إنها مأساة وخسارة يصعب تعويضها، ولكن علينا أن نتعلم دروسا مما حصل للآخرين، وألا نكرر أخطاءهم أبدا. فمن أراد أن يستثمر مبلغا فائضا عن مصاريف معيشته ولا يضيق على عائلته وسعا ولا يؤدي إلى ترك عمله بمجرد أحلام احتمالية يكون تحقيقها شبه مستحيل في سوق الأسهم فلا بأس في ذلك.

لقد انتحر بعض أصحاب الملايين في الأسهم العالمية بعد أن خسروا كل ما كسبوه منها والقصص كثيرة فلا تدع العاطفة تسيرك إلى جحيم الأسهم بل دع العقلانية ورشادة الاستثمار تقودك إلى بر الأمان حتى لا تغرق في قاع البحر مثلما تغرق أسعار السوق فجأة وتكون بمثابة الضربة القاضية لك، فإفلاس وخسارة لما تملك.

إن سوق الأسهم ليست القناة الوحيدة لاستثماراتك، بل هناك قنوات عديدة وأكثرها أمانا شراء السندات والادخار والصناديق التعاونية والعقارية ولكل منها إيجابياتها وسلبياتها وعليك تفهمها جيدا, فضلا عن أن الاستثمار ليس شرطا يجب عليك تنفيذه، وإنما هو اختيار متى ما كان لديك فائض في دخلك.

فلا تدع سياسة الدعاية والإغراق في سوق الأسهم تخدعك مثل ما حصل للكثير من المضاربين الصغار حتى أنهم غرقوا في ديون وخسارة, واحذر منتديات الأسهم هذه الأيام التي تروج لسهم إحدى الشركات الصغيرة والخاسرة فلا تندفع وراء شراء هذا السهم فتصبح وجبة شهية لكبار المضاربين التي تتوافر لديهم معلومات داخلية عن الشركة فيقومون بإغراق السوق ببيع جميع أسهم تلك الشركة فيحققون أرباحا طائلة, وإنك سوف تكتشف هذه الخدعة بعد أن يهبط السعر بشكل سريع ولكن خسارة كبيرة وقرار متأخر لا ينفع ولا يعوض عن الخسارة, أليست هذه حقيقة في سوق الأسهم لدينا.

وإذا لم تكف الإنترنت إغراقا فإن رسائل الجوال القصيرة سوف تغرق كل من بقي من صغار المضاربين خسارة وبهتانا. لأن ارتفاع سعر هذا السهم ناتج عن الدعاية والشائعات الكاذبة وليس نتيجة تغير إيجابي حدث لشركة فلا بد أن تكون الخسارة مصير كل من اشترى هذا السهم.

إن حيلة الدعاية والإغراق تزداد فاعليتها يوما بعد يوم لأنها تمكن القائمين بهذه الدعاية من السيطرة على أسعار تلك الأسهم المحدودة وبيعها بأسعار مرتفعة ثم شرائها بأسعار رخيصة حتى تتكرر مؤامرة الإغراق مرة ثانية. فنسمع بعض الأحيان أن هيئة سوق المال قد أوقفت أحد المضاربين المشهورين لتبرهن على أنها تراقب أداء ومعاملات السوق ولكن المهمة صعبة, لأن إيقاف تسرب المعلومات الداخلية في الشركات التي يعمل لحسابها أفراد محترفون من أجل الحصول على صفقات رابحة سوف يستمر وهذا ما يحصل فعلا في (وول ستريت) فماذا تتوقع من سوقنا.

إن عليك أن تهتم بكل شيء يؤثر في أسهمك التي تمتلكها حتى لا تفاجئك المتغيرات التي تأتي من حيث لا تدري فتوقع كل شيء وحاول أن تعرف كل شيء. فإن لم تستطع التحكم في مشاعرك فابحث عن شيء غير سوق الأسهم لأنك لا تمتلك القدرة على تحمل المخاطرة ولن يزيدك انفعالك إلا مزيدا من الخسارة, هكذا تدفعك المشاعر المتأججة إلى خسارة مؤلمة عندما تتخذ القرار الخاطئ, لأن تحقيق الأرباح عملية طويلة وفي بعض الأحيان مملة، فأنت دائما تنتظر كثيرا حتى تجني تلك الأرباح فتحتاج إلى نفس عميق حتى يحين جني ثمار ما استثمرته.

وإذا ما حققت نجاحا في سوق الأسهم في حالة انتعاش السوق وارتفاع المؤشرات فيما فوق 19 ألف نقطة على سبيل المثال، فلا تعتبر نفسك عبقريا، ولا تجعل الثقة الزائدة تسيطر عليك، فأنت لا تملك أيا من هما لأن السوق هو الذي سهل ذلك لك. إن أغلبية المستثمرين الرابحين هم الذين ليس لديهم ارتباط عاطفي بالأسهم التي يشترونها بل يبتعدون عن الخوف والأحلام وينظرون إلى واقع السوق بقراءة البيانات الأساسية والفنية حتى يتخذوا القرار الاستثماري الصحيح.

وإذا ما كنت تستمع إلى المحللين في تلفاز أو تقرأ لهم ما يكتبونه فإنهم في بعض الأحيان متهورون في تحليلاتهم فهم قد يكذبون، وكذلك الاقتصاديون قد لا يجيدون تقييم أداء الاقتصاد، وأما المحاسبون فهم قد يزيفون الأرقام لتحويل الشركات الخاسرة إلى شركات رابحة وإلا لما أدرجت على قائمة السوق بعض تلك الشركات الخاسرة التي لا فائدة إلا لأصحابها.

فلا أتمنى أن تكون واحدا من هؤلاء المساهمين الكسالى والطامعين، وإنما عليك أن تتحمل مسؤولية مخاطرتك عند شرائك أو بيعك للأسهم بناء على معلومات سرية, وأن اعتقدت أنك قد أجدت اللعب في السوق لكسب الملايين، فقد تكتشف لاحقا أنك الملعوب عليه، فتجنب النصائح والمعلومات التي لا تثق بها ولا تستطيع فهمها. عليك أن تستثمر في نفسك أولا وأن تكون منظما تعمل في إطار استراتيجية معينة ومرنة حتى تتجنب أخطاءك وتركز على نجاحاتك من أجل تعظيم أرباحك.

وأخيرا لا تسئ إدارة أموالك ولا تخدع نفسك ففكر كثيرا قبل أن تستثمر حتى تدرك أنه من الصعب للغاية أن تجد استثمارات لا تخسر فيها أموالك، وهذا لا يمنعك من أن تحاول، ولكن احذر مغبة تقلب الأسعار والسوق والاقتصاد وما يروجه الإعلام والمنتديات من شائعات وإعلانات غير صحيحة. وأن تعرف أن الأسواق ليست عادلة مع المتعاملين الأفراد فإذا كنت لا تجيد اللعب في سوق يعج بالمخاطر فليس لك أي خيار إلا أن تعطي أموالك للمحترفين والمتخصصين لاستثمارها لك.



م ن ق و ل


لا تقترض أو تبيع بيتك من أجل المضاربة

ب ق ل م

د. فهد محمد بن جمعة

الغفير
06-12-2006, 10:45 AM
جزاك اللة خير على النقل الجميل !!

عتيج الصوف
06-12-2006, 12:33 PM
تسلم اخوي

أبو راكان
06-12-2006, 07:01 PM
لا تقترض أو تبيع بيتك من أجل المضاربة
بل ومن أجل الدخول في السوق أيضا سواء مضاربه أو أستثمار