المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسهم القطرية تداوي جراحها وتستفيق على ارتفاع مفاجئ



مغروور قطر
09-12-2006, 06:21 AM
حققت 6.2 مليارات ريال مكاسب في أسبوع
الأسهم القطرية تداوي جراحها وتستفيق على ارتفاع مفاجئ

09/12/2006 الدوحة - القبس:
تمكنت الاسهم القطرية من تقليص خسائرها خلال تعاملات الاسبوع الفائت بنسبة كبيرة، وذلك لاول مرة مقارنة مع الاسابيع القليلة الفائتة التي كانت تتعرض فيها لخسائر فادحة متراكمة، وذلك عندما تحول مؤشر الاسعار الى الارتفاع خلال آخر جلستي تداول (يوم الاربعاء والخميس).
وفي المجمل، استطاع مؤشر التعاملات الاسبوعي ان يكسب 154 نقطة بارتفاع نسبته 2.6 في المائة مقارنة مع تعاملات الاسبوع قبل الفائت ليغلق على 6109 نقاط.
وبلغت قيمة التعاملات اكثر من 1.289 مليار ريال، في حين بلغت القيمة السوقية للاسهم 199.2 مليار ريال ارتفاعا من 193 مليار ريال الاسبوع قبل الفائت لتبلغ مكاسب بورصة الدوحة 6.2 مليارات ريال.
وسجلت اسهم 26 شركة ارتفاعا في اسعارها خلال الاسبوع الفائت، في حين انخفضت اسهم 9 شركات اخرى، وحافظ سهم شركة واحدة على سعر اغلاقه السابق من دون تغير يذكر.
واثار هذا التحسن المفاجئ في اداء بورصة الدوحة موجة تفاؤل كبيرة في اوساط المستثمرين والمتعاملين القطريين، وهم الذين كانوا متعطشين لاي بارقة امل تلوح في الافق وتعيد معها في انفسهم الثقة التي فقدوها في البورصة.
وقال مستثمرون ان التحسن الذي تحقق في اداء بورصة الدوحة خلال آخر جلستي تداول من الاسبوع الفائت لم يكن ليتحقق لو بقيت احجام التداول ضمن مستوياتها التي كانت عليها طوال الاسابيع الفائتة، منوهين بأن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها بورصة الدوحة تتمثل في نقص السيولة.
واتفق وسطاء على ان ارتفاع وتيرة التداول خلال اليومين الماضيين وانتشار الاشارات الدالة على دخول السيولة الى البورصة، اضافة الى قرب فترة الاعلان عن نتائج الشركات وتوزيعات الارباح لنهاية العام، عدا عن الواقع القوي والمبشر للاقتصاد القطري جميعها عوامل لابد ان تترك بصمات واضحة على اداء بورصة الدوحة في الفترة المقبلة.
من جانبهم عول متعاملون على توجه جزء من السيولة المالية التي كانت تستهدف سوق العقار المحلي لتغيير اتجاهها صوب البورصة قائلين ان تكلفة الاستثمار في العقار اصبحت مرتفعة جدا نظرا لارتفاع اسعار الاراضي وعدد من العوامل الاخرى وهو ما قد يكون سببا في زيادة جاذبية واغراء اسواق الاسهم متزامنا مع مستويات الانخفاض القياسية على اسعارها.
الحالة المرضية
من جهة اخرى اكد احد الوسطاء الماليين ان بورصة الدوحة تمر بمرحلة صحية وما حدث لها في السابق من ارتفاع جنوني هو 'الحالة المرضية'، مشيرا الى ان المشكلة التي يعيشها غالبية المستثمرين في البورصة هي استمرار النظر الى الاسهم واسعارها اعتمادا على الارقام الحالية ومقارنتها بالاسعار السابقة، وهو ما يجب تجاوزه واعتماد المنطق القائل بضرورة التعامل مع الواقع الحالي للبورصة.
واشار الوسيط ذاته الى ان انخفاض سعر احد الاسهم ليس بالضرورة دليلا على جدوى الاستثمار فيه، فقد يظن البعض ان سعر 20 ريالا على سبيل المثال لاحد الاسهم هو مناسب جدا وقيمته مناسبة، لكن التحليل الفني ونتائج الشركة واداءها تؤكد جميعها ان سعر 20 ريالا يفوق بكثير القيمة الحقيقية العادلة التي يستحقها سهم تلك الشركة.
واوضح الوسيط ذاته ضرورة النظر الى الاسهم بواقعية اكبر واعتماد الاساليب الاستثمارية طويلة المدى عبر انتقاء اسهم الشركات التي تقدم اداء مناسبا ونتائج جيدة.
وشملت مظلة التعاملات خلال الاسبوع الفائت بنشاطها الجزء الاكبر من اسهم الشركات المدرجة رغم تركز وتيرة التداول على اسهم بعينها، الا ان ذلك لم يقلل من نسب التعاملات على باقي الاسهم التي شهدت نشاطا واضحا من قبل المضاربين الذين يبدو انهم الشريحة الاقل تضررا من واقع بورصة الدوحة نتيجة استغلالهم تذبذبات الاسهم وتحركاتها حول محور واحد في الجلسة ذاتها وتحقيق الارباح رغم ضآلة هوامشها.
تكثيف الرقابة
وطالب عدد من المستثمرين بتكثيف عمليات الرقابة من قبل البورصة على عمليات التمويل التي تقوم بها بعض مكاتب الوساطة لبعض المستثمرين عبر زيادة ملاءتهم المالية في الوقت الذي يشير فيه واقع محافظهم الى ارقام اقل من تلك الملاءة بكثير.
واكد احد المستثمرين ان بعض عمليات المضاربة التي شهدتها البورصة مؤخرا على بعض الاسهم والتي ادت الى زيادة اسعارها بشكل كبير ومن ثم انخفاضها، تعود الى قيام بعض مكاتب الوساطة بتمويل مستثمرين والشراء لهم بقيم تصل الى 3 اضعاف ما يمتلكون فعليا، وهو ما يسمح لهم بالتحكم بمجريات التداول الى حد ما وقيادة بعض الاسهم بالشكل الذي يضمن لهم ربحا اكبر.
وفي ظل غياب واضح لامكان الحكم على اتجاهات الاسعار، استفحل غياب واضح للقرار الجريء ليستقر معظم المستثمرين في موقع المراقب تاركين الساحة تماما لصولات وجولات المضاربين الذين استثمروا غياب القوة المسيطرة ورؤوس الاموال الجادة متسلمين زمام الامور عبر عمليات تجميع استهدفت اسهما بعينها لتحقيق منافع آنية من دون الالتفات إلى واقع البورصة وآلامها.
وابدى بعض المستثمرين استغرابهم الشديد من بعض عمليات البيع التي تؤدي بمجملها الى الخسارة متسائلين عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك النوع من البيوعات، مشيرين الى انهم يتقبلون الفكرة القائمة على الكسب الضئيل الى حد ما انسجاما مع الواقع المتراجع، لكن ما لا يمكن تقبله هي تلك البيوعات التي تكون نتيجتها خاسرة بالتأكيد، مما يدفع الى الشك بأهدافها وما ترمي اليه.
واكد عدد كبير من الوسطاء الماليين العاملين في بورصة الدوحة ان البورصة ستشهد مزيدا من التحسن في ادائها خلال تعاملات الاسبوع الجاري، كما ستشهد الاسهم ارتفاعا على اسعارها بنسب مختلفة، لكنهم استبعدوا على المدى القريب وحتى المتوسط رؤية الاسعار التي وصلت اليها الاسهم منتصف واواخر العام الفائت، مشيرين الى ان التحسن المنتظر من المتوقع ان يكون بطيئا، مما يستدعي الكثير من الصبر من قبل المتعاملين ونفسا اطول في الاحتفاظ بالاسهم وعدم التفريط بها بسهولة.

محفظة خليجية تفرض حضورها
رأى مستثمر طلب اغفال اسمه ان المحافظ ربما تكون قد اقتنعت اخيرا باسعار الاسهم التي انخفض بعضها بنسب تصل الى 80 في المائة من اعلى سعر بلغته، مما دفع بعضها الى البدء بتجميع الاسهم استغلالا للفرصة الحالية التي من الصعب تكرارها على حد قوله.
والمح المستثمر ذاته الى بعض الاشاعات التي تتناقلها اوساط المتعاملين بقوة والقائلة بدخول محفظة خليجية الى بورصة الدوحة والتي باشرت بشراء كميات من الاسهم ساهمت في ارتفاع احجام التعاملات خلال يومي الاربعاء والخميس.
لكن مستثمرا آخر قلل من الدور الذى تلعبه المحافظ قائلا انها لا تقوم بأي دور مختلف عن الدور الذي يقوم به المضاربون، حيث ان عمليات شرائها المتواضعة لا تدل على جدية في تعاملها مع البورصة، او رغبتها في لعب دور صانع السوق او الحفاظ على توازنه.

نمط جديد من المضاربة
لاحظ العديد من المستثمرين لمجريات التداول في بورصة الدوحة ظهور نمط جديد من اسلوب المضاربة يتم فيه ايهام المتعاملين بجدوى الشراء في احد الاسهم نتيجة ارتفاعها بالحد الاعلى المسموح به عبر عمليات التجميع التي يقوم بها بعض كبار المستثمرين بهدف المضاربة.
وتوزعت تعاملات الاسبوع الفائت بشكل متساو الى حد ما بين عمليات الشراء وعمليات البيع لتشهد الاسهم عمليات شراء منظمة تدل على وعي استثماري واقتناص لجاذبية الاسهم لمن يمتلك اهدافا استثمارية طويلة المدى تزامنت مع بيوعات ضئيلة مبرراتها تعود الى ضغوط الجهات الدائنة وحاجة بعض المتعاملين للسيولة النقدية للشراء في الوقت الحالي ومحاولة تعويض الخسائر التي تعرضوا لها طيلة الفترة الفائته.