المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تسبب في أزمة هبوط البورصة فعليه حلها بشجاعة



مغروور قطر
09-12-2006, 06:40 AM
أمل حقيقي لدى المواطنين في التراجع عن القرارات المتسرعة لمصلحة الكويت وأهلها
من تسبب في أزمة هبوط البورصة فعليه حلها بشجاعة
كتبت بدور المطيري:
ما أشبه الليلة بالبارحة.. المشاهد التي مرت علينا في الأيام الماضية ليست غريبة بل كانت مألوفة، فقط تغير التاريخ في الرزنامة ومرت الأيام بينما لم يتغير شيء في العقليات التي تدير أهم المؤشرات الاقتصادية في البلد المتطور والذي يتقدم خطوتين ليتراجع ثلاث خطوات الى الوراء.
التاريخ يعيد نفسه تلك هي حقيقة ترتكز عليها الأسواق المالية نتيجة اعتمادها على النفسيات البشرية التي تحتفظ بأنماط معينة من التفاعل مع معطيات السوق ولكن أن يعيد التاريخ نفسه عبر قرارات وأفراد فتلك صدفة أغرب من الخيال.
ملاحظات عابرة تمت ملاحظتها حول هذا الهبوط تشابهت فيها مع هبوط فبراير من العام الحالي فما أشبه الليلة بالبارحة!ولمن يهمه الأمر لا نجد سوى أبيات نزار قباني ونجزم بأن قارئة فنجانه ستيأس حين تقرأ فنجان البورصة لأنها لن تجد سوى (طريق اصلاح مسدود...مسدود)وأبياته تقول
(ان من بدأ المأساة ينهيها.. وان من فتح الأبواب يغلقها...وان من أشعل النار يطفيها).

اولا تاريخ الهبوط:
¼ الهبوط في فبراير كان في الشهر الثاني من العام الحالي .
¼ الهبوط الحالي تم في نوفمبر أي في الشهر الثاني قبل نهاية العام الحالي.

ثانيا الادارة:
في 2006/11/13 أعلنت ادارة البورصة عن مخالفة عشر شركات حيث لوحظ وجود اختلاف في الأرباح غير المحققة من واقع البيانات المالية عن الأرباح غير المحققة التي أعلنت عنها الشركات من خلال النماذج المخصصة لذلك.وتم تبريرها فيما بعد بعدما وقعت الفأس بالرأس بأنها أخطاء ناتجة عن(حسن النية!).
وفي 2006/11/15أعلن وزير التجارة بصفته رئيس لجنة السوق بتحييد أسهم عشر شركات وفق تطبيق حرفي لقانون الافصاح.

ثالثا الحكومة (مو أبخص):
في 2006/2/20 قام د.يوسف الزلزلة وزير التجارة بزيارة مبنى البورصة الرئيسي وأشار للمتداولين اشارته الشهيرة بالارتفاع الا أن البورصة عاكست توقعاته اذ بعد زيارته في ذلك التاريخ خسرت البورصة بشكل درامي مايقارب 1780.6نقطة قبل ان يرتد ارتداد متوسط ويكمل الهبوط.
في 2006/11/22 قام وزير التجارة الحالي المهندس فلاح الهاجري بتطمين المتداولين الى ان السوق سيرتفع في تصريحات ادلى بها للصحافة الا انه منذ هذا التاريخ حتى تداولات الاثنين خسرت البورصة حتى الآن 823.7 نقطة،وهي دلالة تامة وقاطعة على أن (الحكومة مو أبخص).

الكويت ليست (كيكة)

من المعروف ان الذباب يلتف حول العسل فما بالنا اذا كان العسل هو الطبقة التي تزين الكعكعة! حين تكون البلد في نظر الكثيرين عبارة عن (كيكة) الكل يرى ان له حصة فيها فيكون الحل بابعاد المتنافسين بالعنف أحيانا أو بالحيلة أحيانا أخرى فان البلد لن ينصلح حالها بل ستكون من سيئ الى أسوأ
علاج الحكومة:
لا ننكر بأن الاصلاح بأسلوب الصدمة هي احد طرق العلاج ولكنه أشرسها وأكثرها عنفا نعم للاصلاح ولا للصدمات العلاجية فالتدرج هو أول الحلول للعلاج فحين تريد (تكحيلها تعميها) والدواء رغم مرارته يظل علاجا الا أن الحكومة ان كانت جادة في تبني سياسة الاصلاح فعليها أن تكشف عن خطتها المستقبلية والخطوات المقبلة لا أن نكتشف لاحقا أن الاصلاح هذه الكلمة الكبيرة تعني خطوة واحدة تقف وراءها أسباب تظل وراء الكواليس حتى اشعار آخر.ولا يتم الحاقها بخطوات أخرى وخريطة كاملة للاصلاح يتم تبنيها بجدية والا سيكون الاصلاح مزعوما وشعارا من شعارات (بيض الصعو) نسمع بها ولا نراها.


الحكومة وانفصام بالشخصية:

يبدو أن الحكومة مصابه بانفصام بالشخصية فحين تحاول تحويل الكويت الى مركز مالي نجد ان الأفعال تناقض الأقوال فالأفعال ليست سوى (تطفيشية) طرح مشاريع بي او تي وفسخ العقود دون مقدمات فمن يجرؤ على التقدم لمناقصات الحكومة؟
فشراء الود السياسي ليس بأهم من الاصلاحات في البلد التي تحتاجه في هذه الفترة بشدة فالكويت أولا وأخيرا هي الأهم وهي الأبقى.

المتداولون:

ما بين الأمل والألم هي حالتهم فما بين مرارة الواقع نجدهم يتأملون وينكرون كافة الحقائق التي هي أصلا أمامهم فساعة نرى معلومات وهمية يتم تداولها حول قرب الانفراج وتارة يبلغ اليأس مداه أما اتخاذ قرار بايقاف الخسارة منذ بدء الأزمة فلا احد يجرؤ على اتخاذه خوفا من حصول أية تطورات ايجابية في الموضوع وهنا كان الفخ الكبير الذي وقعوا فيه فحين استشعر الكبار بتفاقم الأزمة تم تسريب أخبار وتصريحات في بداية الاسبوع الماضي بأن الانفراجات مقبلة دون التصريح حول ماهيتها أو طبيعتها وكان كل من يسرب عكس ذلك أو يريهم الحقيقة هو بالنسبة لهم كاره للخير وأدت تلك التصريحات دورها كابرة تخدير في الاخضرار المؤقت للمؤشر في نهاية الاسبوع الماضي وزيادة الكميات المتداولة التي كانت بالطبع للكبار قبل أن تتضح الصورة بتفاقم الأزمة ويختفي بعض الكبار من الساحة ليهبط السوق بالصغار وحدهم والدليل أن السوق بدأ يتهاوى دون أية كميات تذكر في البيع أو الشراء فالكميات التي بدأت تهبط بالسوق هي ضئيلة.

من يدفع الفاتورة؟

صفعات متتالية تلقاها السوق منذ بداية العام حتى على الآن فما بين قرارات وتخبطات حكومية وسياسية جعلت البورصة تبكي دما.
مؤسف ان تصل الحالة الى ان تصبح البورصة هي الساحة التي يتم فيها فرد العضلات السياسية ومؤسف أيضا أن لا تلتزم بعض الشركات بالمهنية العالية في حين تلتزم التزاما تاما بها في التعاقدات الخارجية.


الغاء عقود شركتي الوطنية واجيليتي:

في صباح الثلاثاء 2006/11/28 قام وزير التجارة بالتوقيع رسميا على فسخ عقد مشروع المنطقة الحرة الذي تديره الشركة الوطنية العقارية وفسخ ثلاثة عقود تخص اجيليتي وفي يوم الأحد تم الاعلان رسميا عن ذلك في جريدة الكويت اليوم ليتضح أن هناك كان يومين تم استغلالهما للتصريف حيث أنهى المؤشر يوم الأربعاء من الاسبوع الماضي باللون الأخضر وذلك بناء على وعود وأوهام وتطمينات ليست من صنع الصغار الباحثين عن الأمل بل كانت من الكبار وتشهد الكميات المتداولة واللون الاخضرعلى ذلك.

الحقيقية المرة:

تظل الحقيقة حقيقة الا أن هناك من لا يطيقها لكونها مرة،المؤشر كسر الترند الداعم له منذ فترة وكل ما سيتم من ارتفاع هو ارتدادات ترتفع به لمستويات متوسطة الارتفاع الا أنها قد تقوده مرة أخرى الى نفق أكثر ظلمة ،في ظل هذه المعطيات السياسية والاقتصادية وفي ظل غياب رعاية رسمية للبورصة من العبث وفرد العضلات وتصفية الحسابات فلم يعد الاقتصاد قادرا على حمل الملاسنات ولا التهديدات السياسية فما كدنا نرتاح من الامن الخارجي حتى بدأنا في الانشغال بالداخل.
ولكن يبقى السؤال هل ادركت الحكومة تبعات قراراتها المتسرعة» وهل هناك امل حقيقي لدى المواطنين في التراجع عنها لمصلحة الجميع في هذا البلد طالما ان الكل متضرر من تلك القرارات التي لا نرى فيها اصلاحا؟

تاريخ النشر: السبت 9/12/2006