أبوتركي
10-12-2006, 11:23 AM
ضحايا الملاعب «قائمة طويلة .. الكثير منها دون أسباب»
إعداد - عباس موسى
تركت وفاة الفارس الكوري في منافسات الفروسية فسفيالالعاب الاسيوية اثرا عميقا في نفوس اللاعبين والمشاهدين لألعاب الدوحة 2006، ولكن هده الحادثة ليست الاولى في تاريخ المنافسات الرياضية العالمية، وإذا كان وفاة الفارس جاءت نتيجة سقوط فرسه وليس بسبب عارض صحي فإن أزمات صحية كثيرة كانت سببا في موت الكثير من اللاعبين والرياضيين دون معرفة سبب مسبق. وقامت اللجان الصحية بتقييم هدا الوضع ووضعت معايير معينة للرياضي ليسمح له بمزاولة رياضته والمشاركة في المنافسات .فكيف بدأت الحوادث هذه وكيف قيمها الاطباء وما هي الالعاب الاكثر خطورة والتي قد تودي بحياة الرياضيين .
تاريخ الموت المفاجئ في الملاعب
أثير ذلك لأول مرة عام 1956 في ندوة دولية للطب الرياضي عندما تحدث الطبيب المعروف آنذاك الدكتور فري عن موت مفاجئ لثلاثة رياضيين في العاصمة اليوغسلافية بلغراد في رياضة المشي وكان أعمارهم بين 23 و25 سنة ومنذ ذلك الحين بدأ الاهتمام بالموت المفاجئ على ملاعب وميادين الرياضة وبدأ الطب الرياضي يعكف على دراسة الحالات التي تحدث وفي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال يموت سنويا ما بين 10 و 15 حالة وفاة ويكون معظمها للاعبين شباب أو في مقتبل العمر ، وفي تاريخ الألعاب الاولمبية سجلت أيضا عدة حالات للموت المفاجئ ولكنها كانت ناتجة عن تناول المنشطات وكانت معظمها في رياضة سباق الدرجات وذلك خلافا للحالات العديدة الأخرى التي كانت تحدث لرياضيين عرفوا بأنهم في صحة جيدة ولا يعانون أي أمراض أو عدوى تماما ولا يتناولون أية منشطات ولا عقاقير محظورة كما أن التشريح الطبي لم يسفر عن أي رأي قاطع لأسباب الوفاة.
الألعاب المرتبطة بحالات الموت المفاجئ
1 - رياضة سباق الدراجات تحتل الصدارة في قائمة الموت المفاجئ.
2 - رياضة ألعاب القوى وبصفة خاصة سباق المسافات القصيرة.
3 - لعبة كرة القدم.
4 - التزلج للمسافات الطويلة.
وهذه الألعاب تشترك كلها في قاسم مشترك وهو أنها تتطلب بذل جهد كبير يؤدي بالرياضي إلى الإرهاق مع مرور الأيام والمواسم والسنين حيث إن قلب بطل المسافات القصيرة يصفه خبراء الطب الرياضي بأنه قلب ذو متطلبات جهد عالية ويأتي بعده مباشرة قلب لاعب كرة القدم المصنف على أنه ذو متطلبات كبيرة وهذه المتطلبات تحتم على الرياضي بذل جهد عال بأقصى درجة من الشدة في أقل فترة زمنية كما يحدث في سباق 100 متر سرعة أو عندما يدخل لاعب كرة القدم في موقف متشعب يتطلب منه بذل مجهود بدني وفكري وتكتيكي ومعنوي كبير في وقت زمني لا يتجاوز الدقيقة الواحدة مثلا.
الضحايا العرب
الأمثلة الحديثة كثيرة ومنها ما حدث لثلاثة رياضيين من مصر خلال أسبوع واحد وكأمثلة للموت المفاجئ في الملاعب في الماضي نذكر حالة نجم الكرة التونسية المرحوم الهادي بن رخيصة الذي توفي عندما سقط على أرض الملعب أثناء سقوطه خلال مباراة الترجي التونسي مع فريق ليون الفرنسي وهنا يعود اسم ليون الفرنسي لذاكرة الموت المفاجئ مع وفاة فويه وكذلك نذكر اللاعب الجزائري عمر محنون المحترف بفرنسا الذي وافته المنية وبنفس الطريقة والأمثلة عديدة ومعظمها حصلت للاعبين يحملون قلوبا سليمة وأجسادا قوية وصلبة تماما.
أسباب الموت المفاجئ
يرجع خبراء الطب الرياضي أسباب الموت المفاجئ في الملاعب الرياضية إلى الأسباب الرئيسية التالية:
1 - توقف عمل الجهاز الدوري التنفسي ويؤدي إلى الموت بالاختناق وتوقف نشاط القلب.
2 - الموت بصدمة (انفي لاكتيك) وهذه الصدمة ترادفها في المعجم الطبي الموحد الصادر عن اتحاد الطب العربي مصطلح التأقي .
3 - حالات الموت أثناء الغطس.
4 - الحالات التي يتعرض فيها الرياضي لما يعرف بـ coltapsus ومرادفه في اللغة العربية الوهط وهو قصور في أجهزة اللاعب يتطور بصورة مفاجئة وسريعة وهو فتاك ويؤدي إلى الموت السريع.
5 - القصور المفاجئ في عمل القلب الذي ينتج بسبب توقف المضخة عن ضخ الدماء إلى الأوعية.
6 - توقف عضلة القلب عن العمل بسبب قصور في حصولها على مصدر الطاقة التي تمكنها من أداء عملها وهو المعروف باجليكوجين.
الإرهاق عدو الرياضي
أثبتت معظم النظريات الطبية أن الإرهاق المتهم الرئيسي في حالات الموت المفاجئ لأن الرياضي الذي يلعب كمحترف لمدة تفوق عشر سنوات يتعرض إلى حجم كبير من الضغوط البدنية والمعنوية والنفسية تؤدي في نهاية الأمر إلى عدم انتظام إيقاع دقات القلب التي ترتفع إلى ما يزيد على200 دقة في الدقيقة الواحدة.
وهذا الإرهاق يظهر على اللاعب في صورة أعراض متنوعة يلاحظها الطبيب والمدرب ولكن اللاعب يعتبرها عادية ويصر على مواصلة بذل المجهود البدني أثناء النشاط الرياضي وهذه النظرية تتمحور حول تعرض قلب الرياضي لجهد شديد يفوق طاقته لفترة طويلة من الزمن .
الملخص
ان الدرس الذي يمكن أن نستخلصه هو أهمية الإسعاف، الإنعاش القلبي الرئوي في الملاعب الرياضية حيث انه عندما يتعلق الأمر بإنقاذ روح بشرية فان الأمر يتجاوز وجود فريق إسعاف مجهز بنقالة أنيقة ويتمثل في ضرورة وجود فريق طبي مجهز بأحدث الأجهزة الإنعاشية الطارئة الطبية لأن الأمر في مثل هذة الحالات التي تتعدى إصابات ابتلاع اللسان يصل إلى مستوى المسؤولية الطبية وهذه المسؤولية يتحملها الطبيب المدرب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي والمتقدم وليس أخصائي إسعاف ، فالموت المفاجئ في الملاعب يهاجم أصحاء يملكون قلوبا سليمة ويفتك بهم بسرعة مذهلة ، وهذا يعني أن الإسعاف ينبغي ان ينجز في نفس مكان الإصابة لأننا نتعامل فقط مع دقائق معدودة حيث إن توقف القلب وعدم تلف الدماغ يحتاج فقط من 3 إلى 5 دقائق لإنقاذ المصاب. وهنا تبرز أهمية عامل الزمن في الإنعاش القلبي الرئوي ، أي بما يسمى عند العامة التدخل الطبي وعلية فعلى المسؤولين عن الحركة الرياضية العربية ضرورة تأمين عيادات طبية بالأندية تكون مجهزة ويقودها أطباء متخصصون في الطب الرياضي.
القلب والرياضة
القلب عضلة ومن خلال الرياضة والتدريب المتواصل ، يصبح قويا ، وقلة الحركة والرياضة تجعل عضلة القلب ضعيفة يسهل إصابتها بالأمراض والاضطربات المختلفة. بعكس القلب المتمرن والرياضي المتوازن تقوى عضلته ويكبر حجمه. يزن قلب الإنسان غير الرياضي حوالي 300 غرام وبواسطة الرياضة المتوازنة والتمرين المستمر والجهد المدروس يكبر القلب حتى يصل وزنه إلى 500 غرام.
يستطيع الإنسان الوصول إلى هذه النتيجة بالتدريب والتمرين المتوازن والجهد المدروس والحالة الصحية الطبيعية بعد عدة أسابيع فقط و لحوالي ساعة يوميا ولهذا يسمى قلب الرياضي (القلب النشيط). القلب الرياضي يقذف كل مرة كمية كبيرة من الدم إلى الدورة الدموية تستطيع ان ترتفع من 150 مليلترا إلى 200 مليلتر في كل انقباضة وهذا يعني أن القلب يستطيع أن يضخ حوالي 12 لترا من الدم في الدقيقة أما القلب غير المتمرن فيكون حجم الدم المقذوف في كل انقباضة من 70 مليلترا إلى 90 مليلترا ، وهذا يعني أنة يضخ حوالي 4، 5 لتر في الدقيقة.
نستنتج من كل ذلك أنه من خلال الرياضة تقل نبضات القلب وتطول الراحة بين النبضة والنبضة ، ويحصل القلب على وقت كاف للامتلاء بالدم ، وكذلك وقت كاف لتزويد عضلته بالدم والطاقة.
{ لان القلب يتغذى ويمر الدم خلال الشرايين الإكليلية فقط في حالة الانبساط. لهذا فإن الأشخاص قليلي الحركة لديهم أوعية دموية ضيقة وغير مرنة ، الشيء بالشيء يذكر فالجهد المبالغ والزائد على طاقة الجسم فإنه قاتل ، والدليل على ذلك ان الحيوانات التي ينبض قلبها أقل تعمر أكثر من الحيوانات التي تنبض بسرعة فمثلا قلب الفأر ينبض 600 نبضة في الدقيقة وبهذا يعمر أقل أما الفيل الذي ينبض قلبه حوالي 30 نبضة في الدقيقة فيعمر طويلا.
ماذا يحدث عندما نؤدي التمارين الرياضية؟
عند البدء في أداء التمارين الرياضية ترسل عضلات الجسم إلى مركز التنفس في المخ بأنها محتاجة لمزيد من الأوكسجين ، وبالتالي يرسل المخ إشارات إلى عضلات التنفس ، كالحجاب الحاجز والعضلات والعضلات بين الأضلاع ، وتنقبض وتنبسط بمعدل أكثر لكي تلبي احتياجات الجسم من الأوكسجين أثناء هذا المجهود ، وكذا تمتص أوكسجين أكثر، وتقوم كريات الدم الحمراء بحملة إلى العضلات المشاركة في هذا المجهود بكميات كافية .تحتاج الخلية إلى كميات كافية من الأكسجين لكي تتغذى وتقوم بعملية الأيض (استقلاب) للمواد الغذائية داخل الخلية ودون ذلك تموت الخلية. ولكي تقوم الخلية بوظائفها لابد من حصولها على طاقة كافية وإخراج الفضلات الناتجة عن الأيض داخل الخلايا خاصة عند القيام بأي مجهود كالرياضة.
من هنا نستنتج ان الرياضي مهما كانت حالته البدنية سليمة ، فانه معرض في أي وقت الى حالات مرضية قلبية وعليه أصبح لزاما على الاتحادات الرياضية وضع برنامج معينا لفحص الرياضيين ومراقبة مجهودهم خلال المباراة ، فالموت يمكن ان يحدث بطريقة مفاجئة ولأسباب مخفية لا تظهر عوارضها بوضوح.
إعداد - عباس موسى
تركت وفاة الفارس الكوري في منافسات الفروسية فسفيالالعاب الاسيوية اثرا عميقا في نفوس اللاعبين والمشاهدين لألعاب الدوحة 2006، ولكن هده الحادثة ليست الاولى في تاريخ المنافسات الرياضية العالمية، وإذا كان وفاة الفارس جاءت نتيجة سقوط فرسه وليس بسبب عارض صحي فإن أزمات صحية كثيرة كانت سببا في موت الكثير من اللاعبين والرياضيين دون معرفة سبب مسبق. وقامت اللجان الصحية بتقييم هدا الوضع ووضعت معايير معينة للرياضي ليسمح له بمزاولة رياضته والمشاركة في المنافسات .فكيف بدأت الحوادث هذه وكيف قيمها الاطباء وما هي الالعاب الاكثر خطورة والتي قد تودي بحياة الرياضيين .
تاريخ الموت المفاجئ في الملاعب
أثير ذلك لأول مرة عام 1956 في ندوة دولية للطب الرياضي عندما تحدث الطبيب المعروف آنذاك الدكتور فري عن موت مفاجئ لثلاثة رياضيين في العاصمة اليوغسلافية بلغراد في رياضة المشي وكان أعمارهم بين 23 و25 سنة ومنذ ذلك الحين بدأ الاهتمام بالموت المفاجئ على ملاعب وميادين الرياضة وبدأ الطب الرياضي يعكف على دراسة الحالات التي تحدث وفي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال يموت سنويا ما بين 10 و 15 حالة وفاة ويكون معظمها للاعبين شباب أو في مقتبل العمر ، وفي تاريخ الألعاب الاولمبية سجلت أيضا عدة حالات للموت المفاجئ ولكنها كانت ناتجة عن تناول المنشطات وكانت معظمها في رياضة سباق الدرجات وذلك خلافا للحالات العديدة الأخرى التي كانت تحدث لرياضيين عرفوا بأنهم في صحة جيدة ولا يعانون أي أمراض أو عدوى تماما ولا يتناولون أية منشطات ولا عقاقير محظورة كما أن التشريح الطبي لم يسفر عن أي رأي قاطع لأسباب الوفاة.
الألعاب المرتبطة بحالات الموت المفاجئ
1 - رياضة سباق الدراجات تحتل الصدارة في قائمة الموت المفاجئ.
2 - رياضة ألعاب القوى وبصفة خاصة سباق المسافات القصيرة.
3 - لعبة كرة القدم.
4 - التزلج للمسافات الطويلة.
وهذه الألعاب تشترك كلها في قاسم مشترك وهو أنها تتطلب بذل جهد كبير يؤدي بالرياضي إلى الإرهاق مع مرور الأيام والمواسم والسنين حيث إن قلب بطل المسافات القصيرة يصفه خبراء الطب الرياضي بأنه قلب ذو متطلبات جهد عالية ويأتي بعده مباشرة قلب لاعب كرة القدم المصنف على أنه ذو متطلبات كبيرة وهذه المتطلبات تحتم على الرياضي بذل جهد عال بأقصى درجة من الشدة في أقل فترة زمنية كما يحدث في سباق 100 متر سرعة أو عندما يدخل لاعب كرة القدم في موقف متشعب يتطلب منه بذل مجهود بدني وفكري وتكتيكي ومعنوي كبير في وقت زمني لا يتجاوز الدقيقة الواحدة مثلا.
الضحايا العرب
الأمثلة الحديثة كثيرة ومنها ما حدث لثلاثة رياضيين من مصر خلال أسبوع واحد وكأمثلة للموت المفاجئ في الملاعب في الماضي نذكر حالة نجم الكرة التونسية المرحوم الهادي بن رخيصة الذي توفي عندما سقط على أرض الملعب أثناء سقوطه خلال مباراة الترجي التونسي مع فريق ليون الفرنسي وهنا يعود اسم ليون الفرنسي لذاكرة الموت المفاجئ مع وفاة فويه وكذلك نذكر اللاعب الجزائري عمر محنون المحترف بفرنسا الذي وافته المنية وبنفس الطريقة والأمثلة عديدة ومعظمها حصلت للاعبين يحملون قلوبا سليمة وأجسادا قوية وصلبة تماما.
أسباب الموت المفاجئ
يرجع خبراء الطب الرياضي أسباب الموت المفاجئ في الملاعب الرياضية إلى الأسباب الرئيسية التالية:
1 - توقف عمل الجهاز الدوري التنفسي ويؤدي إلى الموت بالاختناق وتوقف نشاط القلب.
2 - الموت بصدمة (انفي لاكتيك) وهذه الصدمة ترادفها في المعجم الطبي الموحد الصادر عن اتحاد الطب العربي مصطلح التأقي .
3 - حالات الموت أثناء الغطس.
4 - الحالات التي يتعرض فيها الرياضي لما يعرف بـ coltapsus ومرادفه في اللغة العربية الوهط وهو قصور في أجهزة اللاعب يتطور بصورة مفاجئة وسريعة وهو فتاك ويؤدي إلى الموت السريع.
5 - القصور المفاجئ في عمل القلب الذي ينتج بسبب توقف المضخة عن ضخ الدماء إلى الأوعية.
6 - توقف عضلة القلب عن العمل بسبب قصور في حصولها على مصدر الطاقة التي تمكنها من أداء عملها وهو المعروف باجليكوجين.
الإرهاق عدو الرياضي
أثبتت معظم النظريات الطبية أن الإرهاق المتهم الرئيسي في حالات الموت المفاجئ لأن الرياضي الذي يلعب كمحترف لمدة تفوق عشر سنوات يتعرض إلى حجم كبير من الضغوط البدنية والمعنوية والنفسية تؤدي في نهاية الأمر إلى عدم انتظام إيقاع دقات القلب التي ترتفع إلى ما يزيد على200 دقة في الدقيقة الواحدة.
وهذا الإرهاق يظهر على اللاعب في صورة أعراض متنوعة يلاحظها الطبيب والمدرب ولكن اللاعب يعتبرها عادية ويصر على مواصلة بذل المجهود البدني أثناء النشاط الرياضي وهذه النظرية تتمحور حول تعرض قلب الرياضي لجهد شديد يفوق طاقته لفترة طويلة من الزمن .
الملخص
ان الدرس الذي يمكن أن نستخلصه هو أهمية الإسعاف، الإنعاش القلبي الرئوي في الملاعب الرياضية حيث انه عندما يتعلق الأمر بإنقاذ روح بشرية فان الأمر يتجاوز وجود فريق إسعاف مجهز بنقالة أنيقة ويتمثل في ضرورة وجود فريق طبي مجهز بأحدث الأجهزة الإنعاشية الطارئة الطبية لأن الأمر في مثل هذة الحالات التي تتعدى إصابات ابتلاع اللسان يصل إلى مستوى المسؤولية الطبية وهذه المسؤولية يتحملها الطبيب المدرب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي والمتقدم وليس أخصائي إسعاف ، فالموت المفاجئ في الملاعب يهاجم أصحاء يملكون قلوبا سليمة ويفتك بهم بسرعة مذهلة ، وهذا يعني أن الإسعاف ينبغي ان ينجز في نفس مكان الإصابة لأننا نتعامل فقط مع دقائق معدودة حيث إن توقف القلب وعدم تلف الدماغ يحتاج فقط من 3 إلى 5 دقائق لإنقاذ المصاب. وهنا تبرز أهمية عامل الزمن في الإنعاش القلبي الرئوي ، أي بما يسمى عند العامة التدخل الطبي وعلية فعلى المسؤولين عن الحركة الرياضية العربية ضرورة تأمين عيادات طبية بالأندية تكون مجهزة ويقودها أطباء متخصصون في الطب الرياضي.
القلب والرياضة
القلب عضلة ومن خلال الرياضة والتدريب المتواصل ، يصبح قويا ، وقلة الحركة والرياضة تجعل عضلة القلب ضعيفة يسهل إصابتها بالأمراض والاضطربات المختلفة. بعكس القلب المتمرن والرياضي المتوازن تقوى عضلته ويكبر حجمه. يزن قلب الإنسان غير الرياضي حوالي 300 غرام وبواسطة الرياضة المتوازنة والتمرين المستمر والجهد المدروس يكبر القلب حتى يصل وزنه إلى 500 غرام.
يستطيع الإنسان الوصول إلى هذه النتيجة بالتدريب والتمرين المتوازن والجهد المدروس والحالة الصحية الطبيعية بعد عدة أسابيع فقط و لحوالي ساعة يوميا ولهذا يسمى قلب الرياضي (القلب النشيط). القلب الرياضي يقذف كل مرة كمية كبيرة من الدم إلى الدورة الدموية تستطيع ان ترتفع من 150 مليلترا إلى 200 مليلتر في كل انقباضة وهذا يعني أن القلب يستطيع أن يضخ حوالي 12 لترا من الدم في الدقيقة أما القلب غير المتمرن فيكون حجم الدم المقذوف في كل انقباضة من 70 مليلترا إلى 90 مليلترا ، وهذا يعني أنة يضخ حوالي 4، 5 لتر في الدقيقة.
نستنتج من كل ذلك أنه من خلال الرياضة تقل نبضات القلب وتطول الراحة بين النبضة والنبضة ، ويحصل القلب على وقت كاف للامتلاء بالدم ، وكذلك وقت كاف لتزويد عضلته بالدم والطاقة.
{ لان القلب يتغذى ويمر الدم خلال الشرايين الإكليلية فقط في حالة الانبساط. لهذا فإن الأشخاص قليلي الحركة لديهم أوعية دموية ضيقة وغير مرنة ، الشيء بالشيء يذكر فالجهد المبالغ والزائد على طاقة الجسم فإنه قاتل ، والدليل على ذلك ان الحيوانات التي ينبض قلبها أقل تعمر أكثر من الحيوانات التي تنبض بسرعة فمثلا قلب الفأر ينبض 600 نبضة في الدقيقة وبهذا يعمر أقل أما الفيل الذي ينبض قلبه حوالي 30 نبضة في الدقيقة فيعمر طويلا.
ماذا يحدث عندما نؤدي التمارين الرياضية؟
عند البدء في أداء التمارين الرياضية ترسل عضلات الجسم إلى مركز التنفس في المخ بأنها محتاجة لمزيد من الأوكسجين ، وبالتالي يرسل المخ إشارات إلى عضلات التنفس ، كالحجاب الحاجز والعضلات والعضلات بين الأضلاع ، وتنقبض وتنبسط بمعدل أكثر لكي تلبي احتياجات الجسم من الأوكسجين أثناء هذا المجهود ، وكذا تمتص أوكسجين أكثر، وتقوم كريات الدم الحمراء بحملة إلى العضلات المشاركة في هذا المجهود بكميات كافية .تحتاج الخلية إلى كميات كافية من الأكسجين لكي تتغذى وتقوم بعملية الأيض (استقلاب) للمواد الغذائية داخل الخلية ودون ذلك تموت الخلية. ولكي تقوم الخلية بوظائفها لابد من حصولها على طاقة كافية وإخراج الفضلات الناتجة عن الأيض داخل الخلايا خاصة عند القيام بأي مجهود كالرياضة.
من هنا نستنتج ان الرياضي مهما كانت حالته البدنية سليمة ، فانه معرض في أي وقت الى حالات مرضية قلبية وعليه أصبح لزاما على الاتحادات الرياضية وضع برنامج معينا لفحص الرياضيين ومراقبة مجهودهم خلال المباراة ، فالموت يمكن ان يحدث بطريقة مفاجئة ولأسباب مخفية لا تظهر عوارضها بوضوح.