مغروور قطر
11-12-2006, 06:50 AM
لمصلحة من تتزايد الاكتتابات الآن؟!
سـعود الأحمد
بمناسبة استكمال إجراءات الاكتتاب في شركة البولي بروبلين الأسبوع الماضي والبدء هذا الأسبوع في طرح أسهم شركة العبد اللطيف، وعن أثر الاكتتابات الجديدة على السوق أقول إن هذه الاكتتابات الجديدة هو ما كنا نطالب به مراراً منذ ثلاثة أعوام وحتى كبوة فبراير (شباط) الماضي. لكن أحداً وقتها لم يحرك ساكناً، واليوم يأتي التحرك في الوقت غير المناسب.
ففي الأحوال العادية... تعتبر الاكتتابات الجديدة إضافة لعمق السوق وتوسيعا للقاعدة الاستثمارية وخلق فرص وخيارات جديدة في قطاعات أخرى تحقيقاً للتطلعات. ولتتوفر بالسوق أسهم بقطاعات مثل قطاع المعلومات وخدمات النقل الجوي والسكك الحديدية والعقار ومختلف المجالات الصناعية. لأنه ومن جانب (فلسفي) آخر... فالمنتظر من سوق الأسهم أنه بمثابة المعرض للأصول الممثلة لاقتصاد البلاد والمشاركة في الناتج القومي، في ظل اقتصاد رأسمالي حر يسعى إلى الانفتاح ومشاركة القطاع الخاص في ملكية المؤسسات الإنتاجية تمهيداً لنقل ملكيتها إليه. آخذين بالاعتبار أن الشركات الجديدة ينبغي أن تُطرح بأسعار محفزة مقارنة بأسعار السوق. مما يشجع على المزيد من ضخ السيولة في سوق الأسهم وجذب الاستثمارات الأجنبية... سواءً عن طريق مستثمرين مواطنين وأجانب أو عن طريق تسهيلات محلية تمنحها البنوك الأجنبية العاملة بالمملكة... لكن ذلك كله في الأحوال العادية.
أما عن التحفظ هنا... فهو على التوقيت جراء ما لا يمكن إغفاله عن وضع السوق. فسوق الأسهم السعودية تعرض في الحقيقة إلى ثلاث ضربات موجعة خلال أقل من عام، مما تسبب في إحباطات متتالية على المتعاملين فيه تولد عنه أزمة ثقة حقيقة شاملة... وما زالت أجواء التشاؤم تسيطر على نفوس العامة. والمنصف يجد أن الناس لا يلامون في ذلك وهم يعانون آثار هذا الانخفاض... فهناك العديد ممن أعرفهم شخصياً من الطبقة المثقفة والمكافحة الكادحة يتألمون لخسارتهم ما يعادل وفورات خمسة أو عشرة أعوام... ذهبت هكذا في مهب الريح، كل ذلك وهم لم يضاربوا في السوق ولكنهم فقط اشتركوا في صناديق استثمار. وهناك من فقد منزله وبعضهم فقد كل ما يملك وبعضهم أصبح مديناً مطارداً يتوارى عن الناس وبعضهم خسر مدخرات زواجه ونساء فقدوا أقيام حليهم، وهناك من أصيب بالجلطة الدماغية أو العجز أو الأمراض المستعصية ومنهم من فقد عقله... وحالياً معظم صالات التداول شبه فارغة.. وعقلاء المتداولين يتصبرون بنسيان موضوع السوق ويتشاغلون عن ذكره بأي شيء. وليس ذلك مجرد رواية أو رأي تحليلي، بل مؤشرات السوق... ولعل الأرقام أصدق من الآراء... فخسائر المحافظ الشخصية لصغار المستثمرين بلغت بالمتوسط 63% وبعضها وصل إلى 90% خلال العشرة أشهر الماضية. وخسائر صناديق الاستثمار قرابة 68% وبعضها تعدت خسارته ذلك بكثير. وإجمالي خسائر السوق 1.9 ترليون منذ 25 فبراير لهذا العام وحتى الأسبوع الماضي (فكم هو نصيب كل أسرة؟). إضافة إلى أن متوسط مكررات الربحية انخفض منذ ديسمبر الماضي وحتى الآن من 44.5 إلى 16.1. ومؤشر السوق انخفض منذ نهاية العام الماضي من 16,712.64 نقطة بنهاية الأسبوع الماضي بمعدل 52%. كما أن خسارة السوق منذ فبراير شباط الماضي 62% . وتشير التقديرات إلى أن مأساة كبوة سوق الأسهم تمس أكثر من ثلاثة ملايين مواطن سعودي، 90 في المائة منهم من صغار المتداولين. ولولا تزايد الإنفاق الحكومي الداخلي تدعمه زيادة الدخل بفعل ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية لواجهنا معضلة اقتصادية أكبر.
ومع هذا ومهما قيل فإنه إذا استمر الوضع كما هو عليه فلا بد في المستقبل القريب من أن نشهد انخفاضاً ملحوظاًَ في الإنفاق الاستهلاكي. إلا أن تدخل الحكومة بتفعيل مثل قرار صندوق صغار المتعاملين الذي أمر به الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي ينتظر أن يجبر كسر مستثمري الـ500 ألف ريال وأقل... ولننتظر ونراقب ونتذكر كل ذلك.
سـعود الأحمد
بمناسبة استكمال إجراءات الاكتتاب في شركة البولي بروبلين الأسبوع الماضي والبدء هذا الأسبوع في طرح أسهم شركة العبد اللطيف، وعن أثر الاكتتابات الجديدة على السوق أقول إن هذه الاكتتابات الجديدة هو ما كنا نطالب به مراراً منذ ثلاثة أعوام وحتى كبوة فبراير (شباط) الماضي. لكن أحداً وقتها لم يحرك ساكناً، واليوم يأتي التحرك في الوقت غير المناسب.
ففي الأحوال العادية... تعتبر الاكتتابات الجديدة إضافة لعمق السوق وتوسيعا للقاعدة الاستثمارية وخلق فرص وخيارات جديدة في قطاعات أخرى تحقيقاً للتطلعات. ولتتوفر بالسوق أسهم بقطاعات مثل قطاع المعلومات وخدمات النقل الجوي والسكك الحديدية والعقار ومختلف المجالات الصناعية. لأنه ومن جانب (فلسفي) آخر... فالمنتظر من سوق الأسهم أنه بمثابة المعرض للأصول الممثلة لاقتصاد البلاد والمشاركة في الناتج القومي، في ظل اقتصاد رأسمالي حر يسعى إلى الانفتاح ومشاركة القطاع الخاص في ملكية المؤسسات الإنتاجية تمهيداً لنقل ملكيتها إليه. آخذين بالاعتبار أن الشركات الجديدة ينبغي أن تُطرح بأسعار محفزة مقارنة بأسعار السوق. مما يشجع على المزيد من ضخ السيولة في سوق الأسهم وجذب الاستثمارات الأجنبية... سواءً عن طريق مستثمرين مواطنين وأجانب أو عن طريق تسهيلات محلية تمنحها البنوك الأجنبية العاملة بالمملكة... لكن ذلك كله في الأحوال العادية.
أما عن التحفظ هنا... فهو على التوقيت جراء ما لا يمكن إغفاله عن وضع السوق. فسوق الأسهم السعودية تعرض في الحقيقة إلى ثلاث ضربات موجعة خلال أقل من عام، مما تسبب في إحباطات متتالية على المتعاملين فيه تولد عنه أزمة ثقة حقيقة شاملة... وما زالت أجواء التشاؤم تسيطر على نفوس العامة. والمنصف يجد أن الناس لا يلامون في ذلك وهم يعانون آثار هذا الانخفاض... فهناك العديد ممن أعرفهم شخصياً من الطبقة المثقفة والمكافحة الكادحة يتألمون لخسارتهم ما يعادل وفورات خمسة أو عشرة أعوام... ذهبت هكذا في مهب الريح، كل ذلك وهم لم يضاربوا في السوق ولكنهم فقط اشتركوا في صناديق استثمار. وهناك من فقد منزله وبعضهم فقد كل ما يملك وبعضهم أصبح مديناً مطارداً يتوارى عن الناس وبعضهم خسر مدخرات زواجه ونساء فقدوا أقيام حليهم، وهناك من أصيب بالجلطة الدماغية أو العجز أو الأمراض المستعصية ومنهم من فقد عقله... وحالياً معظم صالات التداول شبه فارغة.. وعقلاء المتداولين يتصبرون بنسيان موضوع السوق ويتشاغلون عن ذكره بأي شيء. وليس ذلك مجرد رواية أو رأي تحليلي، بل مؤشرات السوق... ولعل الأرقام أصدق من الآراء... فخسائر المحافظ الشخصية لصغار المستثمرين بلغت بالمتوسط 63% وبعضها وصل إلى 90% خلال العشرة أشهر الماضية. وخسائر صناديق الاستثمار قرابة 68% وبعضها تعدت خسارته ذلك بكثير. وإجمالي خسائر السوق 1.9 ترليون منذ 25 فبراير لهذا العام وحتى الأسبوع الماضي (فكم هو نصيب كل أسرة؟). إضافة إلى أن متوسط مكررات الربحية انخفض منذ ديسمبر الماضي وحتى الآن من 44.5 إلى 16.1. ومؤشر السوق انخفض منذ نهاية العام الماضي من 16,712.64 نقطة بنهاية الأسبوع الماضي بمعدل 52%. كما أن خسارة السوق منذ فبراير شباط الماضي 62% . وتشير التقديرات إلى أن مأساة كبوة سوق الأسهم تمس أكثر من ثلاثة ملايين مواطن سعودي، 90 في المائة منهم من صغار المتداولين. ولولا تزايد الإنفاق الحكومي الداخلي تدعمه زيادة الدخل بفعل ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية لواجهنا معضلة اقتصادية أكبر.
ومع هذا ومهما قيل فإنه إذا استمر الوضع كما هو عليه فلا بد في المستقبل القريب من أن نشهد انخفاضاً ملحوظاًَ في الإنفاق الاستهلاكي. إلا أن تدخل الحكومة بتفعيل مثل قرار صندوق صغار المتعاملين الذي أمر به الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي ينتظر أن يجبر كسر مستثمري الـ500 ألف ريال وأقل... ولننتظر ونراقب ونتذكر كل ذلك.