المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنابي اليد وكوريا في مواجهة جماهيرية نارية



أبوتركي
11-12-2006, 02:00 PM
عنابي اليد وكوريا في مواجهة جماهيرية نارية

متابعة - رمضان مسعد:- يخوض عنابي اليد في الساعة الثامنة من مساء اليوم علي صالة الغرافة مباراة مصيرية نارية ثأرية مع كوريا الجنوبية في دور نصف نهائي مسابقة كرة اليد في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006.

عندما وصفنا هذه المواجهة بالمصيرية فذلك لان الخاسر فيها يودع المنافسة علي الذهب والفضة ويلعب مباراة أخيرة علي البرونزية بينما يتأهل الفائز إلي المباراة النهائية وهذه المباراة لا بد وان تنتهي بفوز احدهما أي ان التعادل فيها يصل بها إلي وقت إضافي ومن بعده إلي رميات الترجيح لحسم النتيجة إذا ما استمر التعادل قائما وهذا أن حدث سيكون من الأمور النادرة في اللعبة.

ووصفناها بالثأرية لأن منتخبنا خسر من كوريا في تصفيات القارة المؤهلة لمونديال ألمانيا في نصف النهائي ولقاء اليوم فرصة للثأر من الكوريين ورد الاعتبار والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور.

الأمر الواقع هو أن المباراة ستكون صعبة علي كلا المنتخبين فلكل منهما أساليبه الخاصة ولكل منهما طموحاته وأمنياته.

العنابي يدخل المباراة قادما علي رأس مجموعته من دور ربع نهائي بعد أن تغلب في الدور الأول من البطولة علي الهند ومكاو والبحرين علي التوالي وعلي إيران وسوريا والسعودية في دور ربع نهائي ولم يخسر أي مباراة حتي الآن في البطولة.

أما المنتخب الكوري فهو عازم اليوم أكثر من أي وقت مضي علي مواصلة المشوار بعد أن خدمه الحظ وتأهل بفارق الأهداف عن اليابان من دور ربع النهائي والمنتخب الكوري وصيف بوسان يبحث بكل تأكيد عن إنجاز أفضل في هذه الدورة

من الأمور التي ترجح كفة العنابي أيضا في مباراة اليوم هو ما أظهره من مستوي جيد للغاية في البطولة بالدور الأول والثاني حيث نجح لاعبونا في عكس صورة رائعة عن منتخب طموح يسعي للوصول إلي منصة التتويج، بل والي الميدالية الذهبية الأغلي في الدورة كلها من خلال ما يمتلكه من مقومات فنية وبدنية يمكن أن تترجم اليوم أيضا إلي نتيجة طيبة ترضي طموحات الجمهور الكبير الذي سيحرص بالتأكيد علي مواصلة وقوفه خلف المنتخب بكل قوة ليشد من أزر لاعبيه ويدفع بهم نحو تقديم افضل ما لديهم لتجاوز هذه المحطة المهمة من المسابقة التي اقتربت من نهايتها.

والأرجحية التي نتحدث عنها هنا تبقي أرجحية نظرية بانتظار أن تترجم إلي واقع عملي علي ارض الملعب وهذا يتطلب من لاعبينا بذل جهد كبير يرتقي إلي حجم أهمية مثل هذه المباراة الكبيرة والحاسمة وينسجم مع طموحاتهم ويتفق مع السمعة الطيبة التي باتت تحظي بها كرة اليد القطرية علي الصعيدين الإقليمي والقاري ..

أما إذا عدنا إلي التفاصيل الفنية فقد نجد أن العنابي يتمتع بتكامل الصفوف وبالانسجام التام بين مجموعة لاعبيه الذين كانوا قد لعبوا إلي جانب بعضهم منذ فترة طويلة وهذا ما يجعلهم قادرين علي تقديم مباريات كبيرة عندما يكون التحدي حاضرا في النفوس مثلما حدث في المباراة الأخيرة أمام إيران حيث قدموا أداء رائعا وفازوا بالأداء والنتيجة.

ومن مميزات المنتخب الكوري والتي قد تسبب صعوبات لعنابي السرعة في التنفيذ ونقل الهجمة حيث كان قد نجح في الإبقاء علي حظوظه في المباريات الست التي خاضها إلا أن الأمر قد يختلف هذه المرة عندما يواجه العنابي صاحب الأرض والجمهور والذي أثبت أنه أحد أقوي منتخبات البطولة. فوجود أحمد سعد وراشد فاضل ومحمد وليد و مبارك بلال ويوسف عاشور عبد الله سعد لابد وان يتسبب بالكثير من المشاكل للدفاع الكوري خصوصا وان هذا الهجوم يتمتع كما شاهدنا في الدور الأول والثاني بالكثير من الانسجام والتفاهم وهو ما يجعله قادرا علي فك الشفرة الدفاعية الكورية مهما بلغت قوتها وصلابتها.

ولعل مما يزيد من خطورة الهجوم العنابي ما يحظي به من إسناد مهم من العمق وأيضا من الجانبين حيث يؤدي محمد بيجاوي و يوسف عاشور دورا بالغ الأهمية في ذلك من خلال الإسهام في الانطلاقات الهجومية عند الأطراف، غير أن كل ذلك يبقي بحاجة إلي التركيز علي الجانب التنظيمي مثلما حدث في المباراة قبل الأخيرة مع سوريا والتي ربما كانت تحركات لاعبينا فيها تقترب من النموذجية بعد أن استفادوا كثيرا من الدروس السابقة .

ومن المؤكد أن ينتبه ياجنيتش إلي أن من بين الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها لاعبونا اليوم لمواجهة صلابة الدفاع الكوري هو اللجوء إلي التسديد القوي والمباشر من خارج الدائرة حيث أن ذلك من شأنه أن يتسبب في خلق الكثير من المتاعب لهذا الدفاع مثلما يمكن أن يدفعه إلي الانفتاح قليلا للتصدي لتلك المحاولات وهو ما يسمح بالتالي في خلق بعض الثغرات بين صفوفه.

و إمكانات مهاجمينا الذين يتمتعون بمهارات عالية وصلابة خطنا الدفاعي عندما يلعب بطريقة سليمة مثلما حدث أمام سوريا حيث لم يسمحوا بحدوث ثغرات متعددة والمطلوب اليوم هو سرعة التغطية عند العودة من الهجمات ولا سيما أن خطورة المنتخب الكوري تتمثل في هذا الجانب حيث يعتمد علي السرعة في تنفيذ المرتدات السريعة وهذا سيتسبب في صعوبات لمنتخبنا وهو ما سيحاول المدرب معالجته في هذه المواجهة الهامة.

والمطلوب أيضا في هذه المباراة هو ضرورة التمسك بالمزيد من الحذر وعدم المبالغة في ترك المواقع الخلفية وذلك بسبب مما يتمتع به لاعبو كوريا من سرعة في التحرك والانطلاق وهذا ما يمثل الورقة المهمة التي يراهن عليها هذا المنتخب مثلما شاهدنا في مبارياته السابقة .

ورغم أن نطالب بالحذر في هذا الجانب لكننا نطلب أيضا بضرورة عدم السماح للاعبي كوريا بفرض أسلوب لعب يناسبهم ويمنحهم حرية في تشكيل خطورة مستمرة علي منتخبنا وذلك لان هناك اكثر من لاعب بينهم يجيد التسديد القوي وأيضا فإن أمام الظهيرين محمد بيجاوي ويوسف عاشور مهمة أخري ترتبط بالجانب الدفاعي والهجومي في نفس الوقت هذا حيث انهم سيكونان في مواجهة لاعبين يتميزون بسرعة تحركاتهم في الانطلاقات الجانبية والتي يمكن ان تكون مصدر خطر حقيقيا علي مرمي حارس منتخبنا من الثلاثي بادي جوهر أو يوسف المعلم أو محسن اليافعي.

ويجب أن نعترف أنها مباراة صعبة بالتأكيد ليس فقط بسبب قوة الفريق الخصم وانما لأنها حاسمة ولا تقبل التعثر مثلما أشرنا من قبل، لكنها في المقابل يمكن أن تفجر قدرات لاعبينا إلي أقصي درجة لأنها مباراة تحد ولاعبونا يعشقون مثل هذا التحدي مثلما أثبتت التجارب السابقة وذلك ما يجعلنا ننظر بالكثير من التفاؤل إلي ما يمكن أن يحدث اليوم علي أمل أن ينجح العنابي في مهمته ليواصل مشوار البحث عن الذهب خاصة وانه إذا فاز اليوم سيكون علي بعد خطوة واحدة من تحقيقه وفي المباراة النهائية كل الحسابات ستكون مختلفة تماما.