المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنابي إلي النهائي الغالي



أبوتركي
13-12-2006, 09:34 AM
http://www.raya.com/mritems/images/2006/12/12/2_204428_1_209.jpg

العنابي إلي النهائي الغالي

متابعة - صفاء العبد : باستحقاق وجدارة عاليتين كسب العنابي بطاقة التأهل لنهائي مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاسيوية ليلاقي شقيقه العراقي علي الميدالية الذهبية الاغلي في الدورة يوم الجمعة المقبل وذلك بعد ان سجل امس فوزا رائعا هزم فيه حامل اللقب نظيره الايراني بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعتهما علي ملعب المغفور له جاسم بن حمد بنادي السد في الدور قبل النهائي لهذه المسابقة ..

وجاء فوز العنابي هذا منسجما تماما مع المستوي الذي قدمه في هذه المباراة حيث قدم عرضا ممتعا ومثيرا اتسم بالكثير من التنظيم وحسن التعامل مع احداث المباراة رغم انه كان يواجه منتخبا يتميز بقوة لاعبية البدنية ومهاراتهم الفردية العالية وخصوصا في الهجوم الذي ضم لاعبين متميزين بينهما احد هدافي المسابقة وهو اراش برهاني الذي وجد نفسه معطلا وبلا فاعلية بسبب الرقابة المشددة التي فرضت عليه وعلي زميله ميهرداد وكلاهما كانا يمثلان الورقة التي راهن عليها المدرب الايراني في هذه المباراة.

وقد يكون من المهم ان نشير هنا الي ان اداء العنابي كان يعكس تصاعدا جديدا انسجاما مع الخط البياني الذي ظل يتحسن من مباراة الي اخري حيث بذل لاعبونا جهدا كبيرا وتمكنوا من فرض هيمنتهم علي اغلب مساحات الملعب فكان المثلث الهجومي المؤلف من سبستيان وحسين ياسر وخلفان ابراهيم شديد الخطورة في الامام بينما كان مدافعونا في غاية الصلابة وخصوصا كوني وبلال محمد وكلاهما نجحا بامتياز في تجميد خطورة المهاجمين الايرانيين بينما بذل مسعد الحمد وعلي ناصر جهدا رائعا عند الجانبين وكذلك وسام رزق ومجدي صديق من خلال الدور المهم في الاسناد الدفاعي وكذلك في نقل الكرات السريعة نحو الامام ..

وكان طبيعيا ان تترجم تلك الجهود بهدف السبق الذي جاء بعد (29 ) دقيقة فقط من بداية المباراة وكان بواسطة الخطير سبستيان قبل ان يضيف العنابي الهدف الثاني في الشوط الثاني وتحديدا عند الدقيقة ( 74 ) بواسطة المتالق حسين ياسر هذه المرة ليخرج العنابي ببطاقة التاهل هذه الي المباراة النهائية التي ستكون عربية الطابع بوجوده الي جانب العراق بحثا عن ذهبية هذه المسابقة ..

الشوط الاول ..

اذا كان المنتخب الايراني قد بدأ المباراة بالكثير من التحفظ مع التركيز علي الجانب الدفاعي فإن العنابي كان قد اندفع بقوة نحو الامام منذ البداية معتمدا في ذلك علي سرعة الانطلاقات الجانبية التي نشط فيها مسعد الحمد في اليمين وعلي ناصر في اليسار في وقت كان فيه سبستيان وحسين ياسر ومن خلفهما خلفان ابراهيم يشكلون مثلثا هجوميا نجح في ارباك تحركات الدفاع الايراني من خلال التوغل السريع داخل المنطقة الخطرة ..

ومثلما كان هجوم العنابي نشطا وحيويا في الدقائق الاولي تلك كذلك كان الدفاع يقظا في مواجهة خطورة مهاجمي ايران حيث نجح عبدالله كوني في فرض رقابة مشددة علي الهداف الخطير اراش برهاني ومثله فعل بلال محمد مه ميهرداد ليحدا كثيرا من خطورتيهما رغم انهما لجأ الي التبادل السريع في مركزيهمت اكثر من مرة سعيا للتخلص من تلك الرقابة الفردية..

وكان يبدو واضحا ان مسعد الحمد وعلي ناصر قد استطاعا ان يمنعالاعبي الاطراف في المنتخب الايراني من التوغل عند الجانبين وهو ما تسبب بالكثير من المشاكل للمهاجمين الايرانيين بحيث دفع ذلك زملائهم في الدفاع الي محاولة التعويض عبر نقل الكرات الطويلة والسريعة الي الامام ولكن دون جدوي بسبب من يقظة مدافعينا وتماسكهم وقدرتهم علي منعهم من التحرك بحرية عبر الانقضاض السريع بعيدا عن منطقة الجزاء ..

وقد شهدت الدقيقة الثامنة من المباراة اول محاولة جادة للعنابي عندما انطلق مسعد الحمد بكرة سريعة عند الجانب الايمن ليمرر عرضية الي امام المرمي صعد لها سبستيان برأسية لكنها تعلو العارضة ، اعقبتها محاولة اخري محاولة اخري اكثر خطورة عند الدقيقة التاسعة عشرة عندما توغل سبستيان بالكرة في العمق لتنقطع من امامه ويتابعها خلفان الذي مرر الي حسين ياسر في الجهة اليسري ويسدد بقوة انها ترتطم بالحارس لتخرج الي ركنية .. ولم تمض أكثر من دقيقة اخري حتي عاد سبستيان ليتوغل من جديد ثم يمرر عرضية الي خلفان ابراهيم لكن الاخير لم يحسن توقيتها لتمر من امامه الي الخارج وهو في مواجهة المرمي ..

وكان طبيعيا والحال هذا ان يتوج العنابي تحركاته النشطة تلك الي هدف السبق بعد ان فرض الكثير من الهيمنة في اغلب مساحات الملعب وخصوصا في الامام وهو ما حصل فعلا عند الدقيقة التاسعة والعشرين عندما مرر مجدي صديق كرة طويلة من منتصف الملعب تقريبا الي سبستيان خلف المدافعين لينطلق بها نحو المرمي ويسدد ارضية الي اقصي الزاوية اليسري للحارس معلنا عن هدف العنابي الاول ..

واما كل هذه المحاولات الخطرة للعنابي كان المنتخب الايراني يواجه صعوبة كبيرة في سعيه للا قتراب من مرمي محمد صقر بحيث أحتاج الي (35 ) دقيقة ليشن اول هجمة جادة وخطيرة عندما مرر ميهرداد كرة الي زميله المهاجم الخطير اراش برهاني الذي انفرد بمحمد صقر لكن الكرة تطول منه قبل ان تنتهي في احضان الصقر ..

وتشهد الدقائق الاخيرة من هذا الشوط اكثر من هجمة اخري خطيرة للعنابي كان يمكن ان تترجم الي هدف في الاقل وخصوصا تلك التي شهدتها الدقيقة ( 38 ) عندما لعب علي ناصر كرة ثابتة طويلة الي رأس كوني المتوغل في داخل منطقة الجزاء ليلعبها برأسه ولكن فوق المرمي اعقبتها اخري بعد اربع دقائق فقط عندما لعب مسعد الحمد كرة عرضية من اليمين الي خلفان داخل منطقة الست ياردات لكنها تمر من امامه الي الخارج دون ان يحسن توقيتها مرة اخري لينتهي هذا الشوط بتقدم العنابي بهدفه الوحيد..

الشوط الثاني ..

ولم يختلف الحال كثيرا مع بداية الشوط الثاني حيث واصل العنابي هيمنته وخطورته فكان هو الاكثر قربا الي مرمي خصمه مثلما كان الاكثر استحواذا علي الكرة في وقت أصبح فيه المنتخب الايراني يشدد من تواجد اغلب لاعبيه في مناطقه الخلفية مع الاعتماد علي العمق في انطلاقاته بتلك الكرات السريعة والطويلة بحثا عن هدف يمكن ان يأتي بطريقة الهروب باحدي تلك الكرات ..

غير ان الامر لم يكن سهلا ابدا حيث كان ميهرداد يعاني من كماشة دفاعية مشددة ومثله ايضا اراش برهاني رغم ان هذا الاخير صار يتراجع نحو الخلف في اكثر الاحيان للتخلص من شدة الرقابة التي فرضها عليه عبدالله كوني ليمنعه من فعل شيء مهم يتفق من خطورته الهجومية والتهديفية ، وحتي لجؤه الي الجانب الاخر من الملعب لم يثمر هو الاخر لانه كان يواجه بلال محمد هذه المرة ليلاقي نفس المشكلة ..

وفي الحقيقة فإن الدقائق تلك من المباراة كانت تشهد المزيد من السيطرة العنابية اذ كانت الكرة تدور في ساحة المنتخب الايراني وقريبا من مرماه في احيان كثيرة ، وهاهو حسين ياسر يمرر عند الدقيقة ( 62 ) كرة ذكية جدا من الجانب الايسر الي سبستيان في مواجهة المرمي تماما ليسدد بقوة ولكن فوق العارضة بقليل ..

وحتي عندما تتاح فرصة للاعبي ايران للتوغل في ساحة العنابي فانهم كانوا يواجهون صلابة دفاعية تمنعهم من الاقتراب من المرمي او تهديده خصوصا وان وسام رزق ومجدي صديق سرعان ما كانا ينضمان الي الخلف ليشكلا مع زملائهم في الخلف كثافة عديدة يصعب المرور منها ..

وربما كان الايرانيون قد اضطروا للجوء الي الشد والدفع ومحاولة العرقلة في مواجهة انطلاقات خلفان ابراهيم الخطيرة عند الجانب الايسر غير ان تلك الخشونة التي كان يمارسها معه اللاعب رضائي علي وجه التحديد لم تمنع خلفان من ان يكرر محاولاته بكثير من الخطورة التي زادت من حالة الارباك التي يعاني منها خط الدفاع الايراني في الدقائق تلك ..

ثم يأتي الدور علي بلال محمد الذي نجح في قطع احدي الكرات في منتصف الملعب ليتقدم ثم يمررالي حسين ياسر حيث استجمع كل مهارته وخبرته ليصنع منها هدف العنابي الثاني عند الدقيقة (74) عندما سدد من خارج الجزاء الي اعلي الزاوية اليمني للمرمي الايراني دون ان يتمكن الحارس الايراني من فعل شيء ازائها بعد ان راح يتفرج اليها وهي تعانق شباك مرماه ..

وبعد ان أطمأن المدرب موسوفيتش الي نتيجة المباراة ليس من خلال الهدفين فقط بل وايضا من خلال السيطرة الواضحة في الملعب ، كان قد لجا الي بعض التغييرات التي اراد من خلالها اراحة بعض اللاعبين الي جانب تحاشي الاصابة في الدقائق الحرجة تلك والتي لجأ فيها منتخب ايران الي المزيد من الخشونة تعويضا عن ما يشبه العجز في مجاراة لاعبيينا الافضل والاخطر طوال هذه المباراة ..

فقد زج موسوفيتش باللاعب عادل لامي بدلا من علي ناصر عند الدقيقة (75) حيث تمكن عادل من ينقذ مرمانا بعد اربع دقائق من كرة خطرة كانت قد انطلقت من اقصي اليسار لتسقط خلف الحارس محمد صقر قبل ان يبعدها عادل بمهارة الي الخارج ..

اما التبديل الاخر الذي لجأ اليه موسوفيتش فهو الزج بماجد محمد بدلا من حسين ياسر في الدقيقة (80) ثم بيونس علي بدلا من خلفان ابراهيم في الدقيقة (85) ..

وكانت الدقائق الاخيرة من المباراة قد شهدت بعض المحاولات الايرانية للاقتراب من مرمي العنابي غير انها ظلت تتساقط بعيدا عن المرمي عند ذلك الجدار الدفاعي الصلب والمتماسك قبل ان يعلن حكم المباراة صافرة النهاية ليصبح العنابي الطرف الثاني في المباراة النهائية الي جانب شقيقه العراقي حيث يلتقيان في مباراة التتويج عند الساعة الثالثة من عصر الجمعة المقبل.