المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يد العنابي والكويتي تتصارعان علي الذهب



أبوتركي
14-12-2006, 11:11 AM
يد العنابي والكويتي تتصارعان علي الذهب

متابعة - رمضان مسعد: تتجه الأنظار كلها في السادسة من مساء اليوم إلي صالة نادي الغرافة حيث يخوض عنابي اليد مصيرية لا تقبل القسمة علي اثنين في نهائي مسابقة كرة اليد في دورة الألعاب الأسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006 .

وهذه المواجهة هي قمة خليجية بنكهة أسيوية في الصراع علي الميدالية الذهبية للدورة الاستثنائية وهي أيضا مواجهة مصيرية لان الخاسر فيها يخسر الذهب وينال الفضة وهذه المباراة لا بد وان تنتهي بفوز أحدهما أي أن التعادل فيها يصل بها إلي وقت إضافي ومن بعده إلي رميات الترجيح لحسم النتيجة إذا ما استمر التعادل قائما وهذا أن حدث سيكون من الأمور النادرة في كرة اليد التي عادة تحسم قبل الرميات الترجيحية.

الواقع الذي شاهدنا عليه مستوي المنتخبين المقدم حتي هذا المشهد الأخير من البطولة يوحي أن المباراة ستكون صعبة علي كلا المنتخبين فلكل منهما أساليبه الخاصة ولكل منهما طموحاته وأمنياته في نيل الذهب الكويتي للحفاظ علي لقبه ومنتخبنا لتحقيق إنجاز فريد.

العنابي يدخل المباراة قادما من فوز كبير علي حساب كوريا الجنوبية في نصف النهائي وهذا الفوز الهام كان توابع لعدة انتصارات من الدور الأول في البطولة علي الهند ومكاو والبحرين علي التوالي وعلي إيران وسوريا والسعودية في دور ربع النهائي ولم يخسر أي مباراة حتي الآن في البطولة.

أما المنتخب الكويتي فهو عازم اليوم أكثر من أي وقت مضي علي مواصلة المشوار والحفاظ علي لقبه وحصد الميدالية الذهبية بعد أن أصبح علي بعد خطوة واحدة من تحقيقها.

ومن الأمور التي ترجح كفة العنابي أيضا في مباراة اليوم هو ما أظهره من مستوي جيد للغاية في البطولة بالدور الأول والثاني ونصف النهائي علي حساب النمر الكوري العنيد حيث نجح لاعبونا في عكس صورة رائعة عن منتخب طموح يسعي للوصول إلي منصة التتويج والي الميدالية الذهبية الأغلي في الدورة كلها من خلال ما يمتلكه من مقومات فنية وبدنية يمكن أن تترجم اليوم أيضا إلي نتيجة طيبة ترضي طموحات الجمهور الكبير الذي سيحرص بالتأكيد علي مواصلة وقوفه خلف المنتخب بكل قوة ليشد من أزر لاعبيه ويدفع بهم نحو تقديم افضل ما لديهم لتجاوز هذه المحطة الأهم من المسابقة في نهايتها ونتمني أن يكون السيناريو سعيدا للجماهير القطرية التي أثبتت وتثبت يوماً تلو الآخر أنها اللاعب رقم واحد في صفوف العنابي من خلال دعمها المستمر للمنتخب ولاعبيه.

والأرجحية التي نتحدث عنها هنا تبقي أرجحية نظرية بانتظار أن تترجم إلي واقع عملي علي ارض الملعب وهذا يتطلب من لاعبينا بذل جهد كبير يرتقي إلي حجم أهمية مثل هذه المباراة الكبيرة والحاسمة علي لقب البطولة وينسجم مع طموحاتهم ويتفق مع السمعة الطيبة التي باتت تحظي بها كرة اليد القطرية علي الصعيدين الإقليمي والقاري خاصة خلال السنوات القليلة الماضية.

أما إذا عدنا إلي التفاصيل الفنية فقد نجد أن العنابي يتمتع بتكامل الصفوف وبالانسجام التام بين مجموعة لاعبيه الشباب منهم والخبرة الذين كانوا قد لعبوا إلي جانب بعضهم منذ فترة طويلة وهذا ما يجعلهم قادرين علي تقديم مباريات كبيرة عندما يكون التحدي حاضرا في النفوس مثلما حدث في المباراة الأخيرة أمام كوريا حيث قدموا أداء رائعاً وفازوا بالأداء الرائع والنتيجة العريضة.

ومن مميزات المنتخب الكويتي والتي قد تسبب صعوبات للعنابي هي السرعة في التنفيذ ونقل الهجمة حيث كان قد نجح في الإبقاء علي حظوظه في المباريات السبع التي خاضها إلا أن الأمر قد يختلف هذه المرة عندما يواجه العنابي صاحب الأرض والجمهور والذي أثبت أنه أحد أقوي منتخبات البطولة. فوجود أحمد سعد وراشد فاضل ومحمد وليد ومبارك بلال ويوسف عاشور عبد الله سعد لابد وان يتسبب بالكثير من المشاكل للدفاع الكويتي خصوصا وان هذا الهجوم يتمتع كما شاهدنا في الدور الأول والثاني ونصف النهائي بالكثير من الانسجام والتفاهم وهو ما يجعله قادرا علي فك الشفرة الدفاعية الكويتية مهما بلغت قوتها وصلابتها.

ولعل مما يزيد من خطورة الهجوم العنابي ما يحظي به من إسناد مهم من العمق وأيضا من الجانبين حيث يؤدي محمد بيجاوي ويوسف عاشور دورا بالغ الأهمية في ذلك من خلال الإسهام في الانطلاقات الهجومية عند الأطراف، غير أن كل ذلك يبقي بحاجة إلي التركيز علي الجانب التنظيمي مثلما حدث في المباراة قبل الأخيرة مع كوريا والتي ربما كانت تحركات لاعبينا فيها تقترب من النموذجية بعد أن استفادوا كثيرا من الدروس في المباريات السابقة.

وهذا ومن المؤكد أن ينتبه أكرم ياجنيتش مدرب العنابي الي أن من بين الحلول التي يمكن أن يلجأ اليها لاعبونا اليوم لمواجهة صلابة الدفاع الكويتي وحارسه المتألق صاحب الخبرة هو اللجوء إلي التسديد القوي والمباشر من خارج الدائرة حيث أن ذلك من شأنه أن يتسبب في خلق الكثير من المتاعب لهذا الدفاع مثلما يمكن أن يدفعه إلي الانفتاح قليلا للتصدي لتلك المحاولات وهو ما يسمح بالتالي في خلق بعض الثغرات بين صفوفه تتيح الفرصة لمنتخبنا للوصول إلي شباكه.

وإمكانات مهاجمينا الذين يتمتعون بمهارات عالية وصلابة خطنا الدفاعي عندما يلعب بطريقة سليمة مثلما حدث أمام كوريا حيث لم يسمحوا بحدوث ثغرات متعددة والمطلوب اليوم هو سرعة التغطية عند العودة من الهجمات ولا سيما أن خطورة المنتخب الكويتي تتمثل في هذا الجانب حيث يعتمد علي السرعة في تنفيذ المرتدات السريعة وهذا سيتسبب في صعوبات لمنتخبنا وهو ما سيحاول المدرب معالجته في هذه المواجهة الهامة التي ستختلف فيها كل الحسابات عن المباريات السابقة.

والمطلوب أيضا في هذه المباراة هو ضرورة التمسك بالمزيد من الحذر وعدم المبالغة في ترك المواقع الخلفية وذلك بسبب مما يتمتع به لاعبو الكويت من خبرة ميدانية ومن سرعة في التحرك والانطلاق وهذا ما يمثل الورقة المهمة التي يراهن عليها هذا المنتخب القوي مثلما شاهدنا في مبارياته السابقة طوال البطولة والتي حقق فيها جميعا الفوز تلو الآخر.

ونحن إذ نطالب لاعبينا بالحذر في هذا الجانب لكننا نطلب أيضا منهم بضرورة عدم السماح للاعبي الكويت بفرض أسلوب لعب يناسبهم ويمنحهم حرية في تشكيل خطورة مستمرة علي منتخبنا وذلك لان هناك اكثر من لاعب بينهم يجيد التسديد القوي وأيضا فان أمام الظهيرين محمد بيجاوي ويوسف عاشور مهمة أخري ترتبط بالجانب الدفاعي والهجومي في نفس الوقت هذا حيث انهم سيكونان في مواجهة لاعبين يتميزون بسرعة تحركاتهم في الانطلاقات الجانبية والتي يمكن ان تكون مصدر خطر حقيقي علي مرمي حارس منتخبنا أي من الثلاثي بادي جوهر أو يوسف المعلم أو محسن اليافعي حسب رؤية المدرب للقاء.

ويجب أن نعترف أنها مباراة صعبة بالتأكيد ليس فقط بسبب قوة الفريق الخصم وانما لأنها حاسمة ولا تقبل القسمة علي اثنين فلابد من فريق فائز بالذهب واللقب وآخر خاسر يتوج بالفضة مثلما أشرنا من قبل، لكنها في المقابل يمكن أن تفجر قدرات لاعبينا إلي أقصي درجة لأنها مباراة تحد ولاعبونا يعشقون مثل هذا التحدي مثلما أثبتت التجارب السابقة وذلك ما يجعلنا ننظر بالكثير من التفاؤل الي ما يمكن أن يحدث اليوم علي أمل أن ينجح العنابي في مهمته لينهي مشواره بالذهب خاصة وانه إذا فاز باللقب سيكون الإنجاز الأهم في تاريخ الألعاب الجماعية.