المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغلة العربية في بوسان.. تراجعت أمام «ألعاب العمر»



أبوتركي
15-12-2006, 01:01 PM
الغلة العربية في بوسان.. تراجعت أمام «ألعاب العمر»

حقق العرب في دورة بوسان عام 2002، ومقارنة مع الألعاب الآسيوية الـ 13 التي اجريت في بانكوك عام 1998، قفزة نوعية على الصعيد الشخصي، ولكن ليس على الصعيد العام. فمن بانكوك الى بوسان، قدر للعرب ان يزيدوا غلتهم 11 ميدالية ذهبية و9 برونزيات في مقابل انخفاض 4 فضيات، فحققوا في بوسان 52 ميدالية مختلفة (17 ذهبية و11 فضية و24 برونزية)، في مقابل 36 في بانكوك (6 ذهبيات و15 فضية ومثلها برونزية).

ويفسر ارتفاع الغلة العربية، الى دخول البحرين ولبنان والسعودية في صلب الحدث، فالاخيرة غابت عن بانكوك بسبب علاقتها المتوترة آنذاك مع تايلاند، في حين صام لبنان والبحرين عن الميداليات منذ ألعاب سيئول عام 1986، حتى قدر لهما الفوز بالذهب بعد 16 عاما. فاحرزت البحرين ثلاث ذهبيات وفضيتين ومثلهما من البرونز، واكتفى لبنان بذهبية واحدة. كما دونت فلسطين واليمن اسميهما في لائحة الميداليات للمرة الأولى في تاريخ مشاركتهما، ولم تنل عمان هذا الشرف، فكانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تدخل جدول الميداليات.

ولم تكن الإنجازات على قدر الامكانات، وابرز مثال على ذلك الإمارات التي شاركت بوفد كبير كلف تحضيره زهاء 1.1 مليون دولار، فكانت الحصيلة هزيلة ولم تتعد فضيتين وبرونزية واحدة وفي لعبة البولينغ الهامشية وغير الأولمبية!!

اما الكويت، وان حققت نتيجة افضل، إلا انها لم تكن على قدر الطموحات، فحملت ذهبيتين، الاولى في ألعاب القوى عبر فوزي دهش الشمري في الـ 400م واخرى في الكاراتيدو غير الأولمبية عبر احمد منير فقير محمد، وافلتت منها ذهبية كرة اليد فاكتفت بالفضية بعد ان هزمت امام كوريا مما فوت عليها فرصة الانتقال للنهائيات الأولمبية، كما حققت الكويت 5 برونزيات، منها ثلاث في الكاراتيدو، وواحدة في البولينغ واخرى في البلياردو.

واللافت ان الكويت بطلة آسيا في اليد خسرت نهائي «الآسياد» امام كوريا للمرة الثانية على التوالي.

إنجاز الشمري في الـ 400م الذي سجل فيه رقما جديدا للألعاب (44.93 ث) حقق للكويت الذهبية الاولى في أم الألعاب على مستوى الألعاب الآسيوية، علما بأن الشمري يحقق انتصاره للمرة الثانية على التوالي على السعودي حمدان البيشي بعد بطولة العالم للشباب في كولومبو.

وكان الشمري شق طريقه دوليا في بطولة العالم السابعة للشباب في فرنسا عام 1998 عندما احرز برونزية الـ 400م، فكانت تلك اول ميدالية عالمية تحققها الكويت في ألعاب الميدان، علما بأن بدايته الرياضية كانت في كرة السلة عام 1995 في نادي الصليبخات قبل انتقاله بعد عام الى نادي القادسية فتحول هناك الى ألعاب القوى.

اكد الشمري حضوره في البطولة الآسيوية لألعاب القوى في سري لانكا قبل نحو شهرين من دورة بوسان عندما فرض نفسه بطلا في الـ400م لاكبر قارات العالم، كما احرز الميدالية الفضية في الـ 200م، وهي الميدالية الأولى لبلده في السباق المذكور على الصعيد الآسيوي.

ذاع صيت الشمري في مسابقات الجائزة الكبرى التي ينظمها الاتحاد الدولي، فحقق نتائج لافتة، ففاز في الـ400م في لقاء الدوحة الدولي خلال مايو مسجلا 44.93 ثانية ومحطماً رقمه الشخصي الذي صمد 4 اعوام، وحل ثانياً في اوسلو في يونيو، وثانياً في لقاء روما الدولي في يوليو.

اما قطر التي بنت آمالها على أم الألعاب نظراً لخبرتها في هذا الميدان وحلولها ثانية خلف الصين في بطولة آسيا لألعاب القوى الأخيرة في كولومبو بـ 8 ذهبيات و7 فضيات و4 برونزيات، لم تحصد في بوسان سوى ذهبية يتيمة في الـ 3000م موانع عبر خميس عبدالله، اضافة الى 3 ذهبيات اخرى و4 فضيات و3 برونزيات في ألعاب هامشية مثل الرماية، التي حققت فيها ذهبيتين في فردي السكيت عبر مسعود صالح، وفي زوجي المسابقة ذاتها عبر ناصر العطية (بطل الشرق الاوسط للراليات) وصالح أحمد وبرقم آسيوي جديد هو 360 طبقاً. كما حملت قطر ذهبية رفع الأثقال لوزن 105 كلغ عبر أسعد سيف، وفضية وبرونزية في البولينغ ماسترز، وبرونزية في كل من الكاراتيدو وكمال الأجسام والتايكواندو.

وفي خضم النتائج العربية الخجولة، برزت البحرين الى الساحة كقوة واعدة في ألعاب القوى، فحملت ذهبيتين وفضية وبرونزية، فنال رشيد رمزي «المجنّس» ذهبية الـ1500م، ومحمد راشد ذهبية الـ800م، بينما نال زكريا عبدالحق فضية الـ5000م، وبرونزية الـ10000م.

كما فازت البحرين بذهبية وفضية وبرونزية في كمال الاجسام، وكانت الذهبية من نصيب طارق الفرساني في وزن دون 90 كلغ، بينما نال سامي الحداد فضية وزن 87 كلغ، ومحمد حسن برونزية الوزن ذاته.

وتميز لبنان بذهبيته الاولى منذ ألعاب سيئول 1986 والتي حملها محمد عانوتي في كمال الأجسام لوزن 90 كلغ، بينما اكتفت سوريا بثلاث برونزيات، منها اثنتان في الملاكمة وواحدة في المصارعة اليونانية الرومانية، والأردن ببرونزيتين في التايكواندو.

وشكّلت البرونزية التي حملها اليمني أحمد كرم عبدالله في التايكواندو، منعطفا مهما في تاريخ بلده كونها الأولى التي يحققها اليمن على الصعيد الآسيوي، بينما اعتبرت البرونزية التي حملها الفلسطيني منير أبو كشك في الملاكمة لوزن 81 كلغ مفصلا في تاريخ الرياضة الفلسطينية منذ بداية اشتراكها على الصعيد الآسيوي عام 1990.

ويبقى عزاء العرب، من خلال ما تحقق في مسابقات الميدان، خصوصا من جانب السعوديين الذين ذكروا الآسيويين في الشرق، ان الآسيويين العرب ما زالوا موجودين على خريطة اكبر قارة في العالم.

صحيح ان الميداليات العربية تنوعت في بوسان، لكن تبقى اهمها الميداليات الذهبية السبع التي حصدتها السعودية في ألعاب القوى، والتي صنفتها اولى امام الصين (7 في مقابل 4)، واولى بين العرب، علما بأن السعودية شاركت في 13 لعبة كلها فردية، كما نالت برونزية واحدة في التايكواندو.

وحسنت انجازات بوسان موقع ألعاب القوى السعودية عالميا من المركز الـ90 الى الـ 30.

والحديث عن الانجاز السعودي الهائل في «أم الألعاب» يقود للحديث عن صانعيه بدءا من مخلد العتيبي بطل الـ5000 والـ10000م، والذي بات رابع عداء في تاريخ الألعاب الآسيوية يفوز بالسباقين المذكورين، كما انه اهدى بلاده اول ذهبية في بوسان، علما بأنه لم يكن من المرشحين حتى لاحتلال مركز متقدم، لا سيما انه حل رابعا في بطولة آسيا الاخيرة في كولومبو، لكنه فاجأ الجميع بسرعته في الامتار الاخيرة، و«طار» نحو المركز الاول.

أبوتركي
15-12-2006, 01:01 PM
يذكر ان اول انجاز سعودي على المستوى الآسيوي كان عام 1994 في هيروشيما عندما حمل سعد شداد الاسمري فضية الـ3000م موانع، تلاه عليان القحطاني بعد 4 اعوام في بانكوك عندما حمل برونزية الـ10000م.

وشاء التاريخ أن يخلد اسم العتيبي بعد يومين على حمله ذهبيته الأولى، عندما حقق ذهبية الـ5000م على حساب القطري خميس عبدالله حامل ذهبية الـ3000م موانع.

مخلد العتيبي ضابط في القوات الجوية السعودية، بدأ «مزاولة» حلمه في الميادين بعد دورة هيروشيما وتحديدا عام 1996، ونسب انجازيه الى رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد الذي وفر كل التسهيلات للاعبين. والمناخ المناسب للتألق الناجح، والى المدرب الجزائري محمد سالم الذي علمه كيفية التعاطي الفني والتقني مع المسافات الطويلة.

ودخل حسين السبع التاريخ من اوسع ابوابه عندما حقق ذهبية الوثب الطويل، مضيفا اياها الى تلك التي احرزها في بطولة آسيا الاخيرة، علما بأنه اول سعودي يتجاوز حاجز الثمانية امتار، وذلك في البطولة العربية في الطائف عام 1997، حين وثب 8.10م، وتمكن من تحسين رقمه في الاعوام التالية حتى بلغ 8.33م.

وبدأت انجازات السبع عام 1997 عندما احرز بطولة الخليج في دبي، وتمكن في العام ذاته من تخطي حاجز الثمانية امتار، لكن مستواه تراجع بعد ذلك، فنال البرونزية في كأس الخليج السابعة.

شارك السبع في الدورة العربية في عام 1997 في بيروت ونال الفضية وحمل اول ذهبية في الدورة العربية عام 1999 في الاردن، وفي اول اطلالة دولية له، حل سادسا في لقاء الدوحة عام 1998، وسجل رقما سعوديا جديدا هو 8.06م، وانبرى بعد عام، وسجل في البطولة الآسيوية الـ 13 لألعاب القوى في جاكرتا رقما قياسيا مقداره 8.33م، فرشحه الخبراء لاحتلال احد المراكز الثلاثة الاولى في دورة سيدني الأولمبية عام 2000، لكن رهبة الحدث حالت دون ذلك.

واكسبت المشاركات الأولمبية السبع خبرة كبيرة، فنجح في احتلال المركز الاول في لقاء دولي في الدوحة عام 2000، لكنه لم يتألق في بطولة العالم في ادمونتون، فاحتل المركز العاشر، وكذلك في البطولة العربية في سوريا.

وبرهن جمال الصفار انه اسرع عداء في آسيا، فبعدما توج بطلا للقارة في كولومبو بـ 10.43ث، فاجأ منافسه الياباني والمرشح الاول للفوز نوبوهارو اساهارا في الـ100م في بوسان، علما بأن العداء الياباني كان يحلم في النزول تحت حاجز الـ10 ثوان، لكن الصفار الذي قام بانطلاقة بطيئة تمكن من تخطي خصمه في الامتار العشرين الاخيرة وسط ذهول الحاضرين، خصوصا اساهارا الذي لم يصدق ذلك.

تألق الصفار للمرة الأولى عربيا عام 1998، فسجل رقما سعوديا جديدا هو 10.13ث وبلغ هذا الزمن عربيا للمرة الاولى منذ عام 1995، قبل ان يسجل 10.39ث في نهائي الدورة العربية عام 1999 في الاردن، كما اسهم في احراز بلاده ذهبية سباق البدل 4 مرات 100م برقم سعودي جديد مقداره، ومنح وسام مديرية الدورة لاحرازه ذهبيتين.

وفي البطولة العربية الحادية عشرة في بيروت، فاز الصفار بذهبية البدل 4 مرات 100م برقم سعودي جديد.

وكان اول حضور خليجي للصفار في الدورة السادسة لمجلس التعاون الخليجي عام 1996 في الكويت، ونال فضية البدل 4 مرات 100م، وبرونزية الـ100م، قبل ان يحرز الميدالية الذهبية عام 2000 في الكويت.

في عام 1999 حل الصفار سابعا في آسيا، ثم انتزع الذهب في العام التالي، وشارك في أولمبياد سيدني، لكنه خرج من الدور التمهيدي، وحل خامسا في ربع نهائي بطولة العالم في أدمونتون عام 2001.

هادي صوعان حامل فضية أولمبياد سيدني في الـ400م حواجز، والذي حمل علم بلاده في حفلة الافتتاح، وهو عميد العدائين السعوديين غاب عن بطولة آسيا الاخيرة، لكن انجازاته في بوسان جاءت حسبما يتمنى، ففاز بذهبيتي الـ400م حواجز والبدل 4 مرات 400م.

شارك صوعان في عدد من اللقاءات الاوروبية صيف 2002. وحقق نتائج مقبولة. وكان يتدرب باشراف البطل الاميركي الأولمبي السابق جون سميث، وذلك تحضيرا لبطولة العالم في باريس عام 2003.

اما الانجازات السعودية الاخرى على صعيد أم الألعاب، فكانت ذهبية الوثبة الثلاثية التي نالها سالم الاحمدي، وفضية الـ400م التي حملها حمدان البيشي، وعدا ميداليات ألعاب القوى، حققت السعودية برونزية في التايكواندو.

وبالنسبة الى الألعاب الجماعية في الألعاب الآسيوية ظلت العقدة الملازمة للعرب طوال مشاركتهم في الاسياد، فانتهت ألعاب بوسان وظل العرب على ذكرى ذهبيتهم الوحيدة التي حققها العراق في كرة القدم في ألعاب نيودلهي 1982، لأن الغلة في كوريا الجنوبية، اقتصرت هذه المرة على فضية وبرونزية حققتهما الكويت وقطر على التوالي في كرة اليد، بينما اقتصرت نتائجهم في كرة القدم بلوغ ربع النهائي عبر الكويت والبحرين، فتمكنت الاولى من الفوز ببطولة مجموعتها السادسة بنقاط كاملة، ففازت على باكستان (6-صفر) سجل منها بشار عبدالله «هاتريك» وهونغ كونغ (1-صفر)، وكوريا الشمالية (2-صفر) سجل احدهما بشار ليرتفع رصيده الى 4 اهداف.

اما البحرين فتأهلت كصاحبة افضل مركز ثان ولكنها خسرت امام كوريا في ربع النهائي (0-1).

اما الفرق العربية الاربعة الاخرى التي شاركت، فتوقفت مسيرتها عند الدور الاول، وهي عمان التي احتلت المركز الثاني في المجموعة الاولى خلف كوريا الجنوبية، والإمارات واليمن الثاني والثالث في المجموعة الثانية خلف تايلاند، وقطر ولبنان ثاني وثالث المجموعة الخامسة خلف البطلة ايران، علما بأن السعودية لم تشارك في مسابقة كرة القدم.

والكويت التي كانت الوحيدة التي حافظت على وجودها في الألعاب الجماعية في الدورات الثلاث الاخيرة، بات لها حصة الاسد في الميداليات العربية للألعاب الجماعية (6 من 11) والتي اقتصرت على كرة القدم (7) وكرة اليد (4).

ومع حصيلة بوسان يرتفع عدد الميداليات العربية في الألعاب الآسيوية الى 198، بينها 48 ذهبية، وكلها في الألعاب الفردية باستثناء ذهبية العراق في كرة القدم.

وقد برزت ألعاب القوى العربية هذه المرة، ومن طريق السعودية، وكانت الغلة 20 ميدالية، منها 11 ذهبية.