المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم الوداع الكبير.. في قرية الرياضيين



أبوتركي
15-12-2006, 01:09 PM
يوم الوداع الكبير.. في قرية الرياضيين

متابعة - رضا سليم

بدأت قرية الرياضيين في توديع الرياضيين من كل ارجاء آسيا الذين حضروا للدوحة للمشاركة في فعاليات الدورة الخامسة عشرة وسيكون اليوم هو يوم الوداع الكبير بقرية الرياضيين الذين اعتادوا علي الالتقاء في كل البطولات الآسيوية وصارت بينهم صداقة رياضية ولعل قرية الرياضيين ستكون بمثابة ذكري جميلة لهم لانهم تقابلوا معا فيها ودخلوا مركز الاستجمام والترويح ولعبوا معا في العاب التسلية بعيدا عن الشد العصبي في المنافسات.. نعم.. قرية الرياضيين كانت مقصداً لكل المشاركين في دورة الالعاب الآسيوية الخامسة عشرة وقبلة لكل اللاعبين والاداريين والمدربين حيث تحولت القرية الي خلية نحل تضم العديد من الوفود من مختلف ارجاء القارة انسجموا معا في حب وتآلف حيث جمعتهم لغة واحدة هي لغة الرياضة وهي اللغة العالمية لكل الرياضيين في انحاء العالم.. كثير من اللاعبين التقي اكثر من مرة في بطولات مختلفة ولكن دورة العاب العمر لها طابع مميز وانطباع خاص لكل الرياضيين.. القرية ازدانت بالاعلام علي البنايات حيث وضع كل وفد علم بلاده علي البناية التي يسكن فيها لتسهيل وصول أي لاعب جديد او وفد للمبني.

راية الدوحة 2006 رصدت يوماً كاملاً في قرية الرياضيين وتحركات اللاعبين من مختلف الجنسيات وبكل اللغات وفي كل اللعبات ايضا وكانت السمة الغالبة لكل الرياضيين هي تحرك الوفود من أماكن سكنهم بالقرية الي المطعم بشكل جماعي ايضا اكتظ مركز الاستجمام والترويح بالعديد من اللاعبين الذين راحوا يتسابقون في اماكن الترفيه علي طاولات تنس الطاولة وطاولة البليارد والانترنت والفيديو جيم.


جهود جبارة

اللجنة المنظمة المشرفة علي التنظيم بالقرية عملت ليل نهار من اجل تسهيل مهمة الرياضيين في كل مكان من القرية والخروج بأفضل شكل للقرية مع الضيوف وهو بالفعل ما حدث حيث ترك العاملون بالقري انطباعا جميلا لدي كل الرياضيين فعندما تدخل من الباب الرئيسي للضيوف كان الرياضي او الوفد يجد كل التسهيلات امامه و سيارات صغيرة تنقلك الي أي مكان تريد ان تصل اليه وفي كل مكان تجد ايضا من يقف في انتظارك بابتسامة عريضة ويطلب منك ان يساعدك في الوصول لما تريده.


تجمعات رياضية

كانت تجمعات اللاعبين في المطعم وصالة الاستجمام والترويح وكان اصدق تعبير ان هذه القرية ما هي الا مدينة داخل مدينة وهو اصدق ما قاله الرياضيون الذين وصفوا القرية بانها خيال ولم يشاهدوا مثلها في كل الدورات الآسيوية وكان الابهار والانبهار شعاراً رفعه كل الرياضيين الذين وصلوا القرية وهو ما جعلهم يؤكدون ان نجاح الدورة بهذه التجهيزات قادم لامحالة لان التجهيزات لم تقف عند القرية الرياضية فقط بل في الملاعب والمنشآت والصالات الرياضية.


أجمل المشاهد

أما اجمل ماكنت تشاهده في القرية هو ان هذه الوفود انها تسير في جماعات في شوارع القرية وبالزي الموحد بألوان زاهية مما جعل قرية الرياضيين تتحول الي كرنفال من الرياضيين وكل لون يعبر عن جنسية البلد خاصة ان معظم الوفود ترتدي زياً مشابهاً لعلم بلادهم.

صداقة الرياضيين ظهرت جلية داخل قرية الرياضيين التي احتضنت الفائز بافراحه والخاسر بهمومه واحزانه ولكن الصداقة استمرت بين الرياضيين بعيدا عن المنافسات بل تشعر وانت في قرية الرياضيين بأنك داخل اسرة واحدة ومواطنين من دولة واحدة وان اسيا القارة الكبيرة الصفراء تحولت الي دولة واحدة في قرية الرياضيين تجمعهم روح الوحدة والحوار الاخوي الذي ينسج خيوطه ابناء القارة الصفراء المشاركون في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة فيجب ان تذهب إلي قرية الرياضيين.. فكان المشهد أروع مشاهد الحب والتآخي في الحياة اليومية بين ابناء نصف المعمورة ففي هذه القرية الحياة لها طعم ثان وساعات اليوم تمر كالثواني من روعة ما تموج به الحياة بالحوارات النبيلة بين أعضاء الوفود المشاركة في الدورة والمفاهيم السامية التي زرعتها ألعاب العمر في قلوب جميع ضيوف الدوحة من ابناء القارة الصفراء المقيمين في هذه القرية العملاقة.


إجابة لكل سؤال

وفي قرية الرياضيين لا تسأل عن شيء إلا وتجد من يجيبك عن سؤالك في برهة من الزمن.. ولا تبحث عن شيء إلا ويظهر أمامك من يلبي ما تريد.. وفي هذه القرية تشاهد بنفسك العديد من النماذج التي تعكس لغة الترحاب والكرم والطيبة التي تميز ابناء دوحة الخير.. وفي هذه القرية تلحظ علي الفور روح انكار الذات التي يتحلي بها جميع المتطوعين من البنين والفتيات من المواطنين والمقيمين الذين توحد هدفهم وهو المساهمة بما يمتلكونه من جهد وعرق وما يستقطعونه من أوقاتهم من أجل المساهمة في تحقيق ألعاب العمر أقصي درجات النجاح التنظيمي وان تضرب الدورة الارقام القياسية استضافة هذا العرس الآسيوي مقارنة بالألعاب الآسيوية خلال السنوات الماضية.

في قرية الرياضيين كان الرياضي يجد الابتسامة قبل أول كلمة ينطقها أي شخص داخل القرية وهي روح الدوحة 2006 من اجل ان يكون ضيوف الدوحة 2006 اسرة واحدة وهو ما تحقق خلال اسبوعين من المنافسات وكانت روح الأسرة الواحدة هي السمة البارزة بين جميع رواد القرية.. هكذا كانت الحياة في قرية الرياضيين شكل ثان.


أفراح الفوز.. بالقرية

نعم قرية الرياضيين تركت انطباعا لدي كل الوفود التي زاروها ولكنها شهدت ايضا افراح واحزان عدد من الرياضيين سواء الذين احتفلوا بالفوز الكبير والحصول علي الميداليات أو الذين خرجوا من الدورة صفر اليدين.. وكانت الامال تحدوهم في تحقيق ميداليات علي ارض الدوحة واحتفل الرياضيون في كل الوفود بالميداليات التي حققوها.. وكان الباع الاكبر في التكريم لابطالنا الذين كانوا الابرز في الدورة وفازوا بالميداليات الملونة واستحقوا الاحتفال بهم مع المسؤولين عن الرياضة فكان المنظر جميلا تمنينا ان يتكرر يوميا.


زيارات تاريخية في سجل القرية


لم تتوقف قرية الرياضيين عند هذا الحد بل ان القرية كانت تستقبل يوميا المئات من الزائرين بل الآلاف اذا حسبت الاعلاميين الذين يتوجهون الي المنطقة الدولية من اجل عمل اللقاءات الاعلامية داخل القرية ولعل ابرز الزيارات التي قام بها المسؤولون بدولتنا الحبيبة للاطمئنان علي كل الوفود وزيارة وفدنا العنابي في البناية رقم واحد ولعل زيارة سمو الأمير والشيخة موزة للقرية هو من أهم وأبرز الاحداث التي جرت بالقرية بجانب الزياراة المتكررة من سمو الشيخ تميم بن حمد ولي العهد الامين ورئيسا اللجنة المنظمة للدورة وزيارة سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة الدوحة 2006 لقرية الرياضيين اطمأن من خلالها علي سير الأمور بالقرية والاطمئنان علي أحوال نجوم منتخباتنا وتشجيعهم وحثهم علي مضاعفة الجهود وتحقيق أفضل النتائج التي تعكس التطور الكبير والمستمر للرياضة القطرية بفضل ما تحظي به من اهتمام ودعم لا محدود من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد رئيس اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية.

بجانب زيارات الشيخ جوعان بن حمد السفير الفخري لشعلة أهل الكرم والشيخ عبد الله بن حمد رئيس نادي الريان والشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية وغيرهم من قيادات الرياضة في قطر.

كلمة للذكري والتاريخ


ولعل سجل الزيارات الموجود بالقرية يكشف عن الانجاز القطري الذي تحقق في الدوحة 2006 وهو الانجاز الذي سجله الضيوف الذين زاروا القرية سواء رؤساء البعثات او الشخصيات الرياضية الدولية والآسيوية بجانب ان وفدنا وضع سعادة عبد الله بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة كلمة في سجل زيارات وفدنا بالقرية الرياضية حيث وجه سعادته الشكر للوفد الإداري علي الجهد الكبير الذي يبذله لراحة الوفد وتهيئة الاجواء المناسبة لأبطالنا لتحقيق أفضل النتائج وتمني سعادته التوفيق للوفد الإداري ونجوم العنابي.

انتهت احداث الدوحة 2006 وبدا الرياضيون يتطلعون الي الدورة الآسيوية السادسة عشرة في شنغوا بالصين عام 2008 وماذا ستحمل من مفاجات لهم وهل ستكون بنفس المستوي الرئع والمبهر.. واذا كان عدد كبير من الرياضيين قد غادر القرية بعد انتهاء منافساتهم الا ان الوفود التي لازالت موجودة في القرية تبحث عن الاستمتاع بالساعات المتبقية لها في القرية قبل ان تغادرها للابد لان الرياضيين لن يعود اليها مرة اخري وستظل ذكري جميلة تطل عليهم كلما تذكروا الدوحة وقطر في كل المناسبات.. انه يوم الوداع الكبير في قرية الرياضيين.