تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العمري لـ القبس: ثقة المستثمرين غادرت البورصة السعودية تماما



مغروور قطر
16-12-2006, 05:30 AM
مدير جمعية الاقتصاد في المملكة يرسم صورة متشائمة عن سوق الأسهم
العمري لـ القبس: ثقة المستثمرين غادرت البورصة السعودية تماما

عبدالحميد العمري


16/12/2006 الرياض - عبدالحي يوسف:
اكد خبير واقتصادي سعودي ان ثقة المستثمرين بسوق الاسهم السعودية 'رحلت' تماما من السوق، وان هناك الكثير من المستثمرين يحاولون استعادة رأس مالهم ثم 'يهربون' بعدها من السوق، موضحا ان حدوث انهيارين كبيرين في عام واحد كان السبب المباشر وراء انعدام ثقة المستثمرين في السوق.
وقال عبدالحميد العمري المدير التنفيذي لجمعية الاقتصاد السعودية في حوار مع 'القبس' ان عدم الثقة في سوق الاسهم يجعل الاموال تخرج من هذا السوق الى قطاعات اخرى بديلة، بيد ان التراجع الكبير الذي حدث في سوق الاسهم سيكون من شأنه التأثير في بقية القطاعات الاخرى في الاقتصاد السعودي بسبب ضعف المقدرات المالية والادخارية لكل المستثمرين، وطالب العمري بوضع حلول عاجلة لسوق الاسهم، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة تأجيل كل الاكتتابات القادمة في السعودية الى حين استعادة السوق لبعض مكاسبه، وقدم الخبير السعودي خلال الحوار عدة مقترحات لهيئة سوق المال ولمؤسسة النقد السعودي وللمستثمرين، قائلا: انه في حال الاخذ بهذه المقترحات يمكن ان يحدث بعض التحسن في سوق الاسهم.
وشدد العمري على ان جميع الانظمة والتدابير التي اتخذتها هيئة سوق المال السعودي في الوقت السابق لم تكن مجدية بدليل التراجع الاخير، واكد انه كان على الهيئة اتخاذ المزيد من الضبط في السوق واصدار الانظمة التي تكفل للمستثمرين اموالهم واستثماراتهم.. وهنا الحوار:
هل يعني التراجع في سوق الاسهم السعودية أن التصحيحات التي قامت بها هيئة السوق لم تكن ذات جدوى؟
- نعم هذا صحيح، فما قامت به الهيئة من إجراءات وقرارات أضعف بكثير من أن يقف بوجه انهيار الجدار المتراكم من الأخطاء والاختلالات القديمة في ساحة السوق، إنها أشبه ما تكون بمحاولات طالب بدأ استذكار مقراراته الجامعية قبيل امتحانه النهائي الصعب بدقائق! كما أن الهيئة، على رغم حداثة تجربتها، كانت في المواجهة وحيدة، وهذا لا ينفع أبدا مع هكذا أزمات مالية من الوزن الثقيل.
غياب الأولويات
هل ترى انه كانت هناك اصلاحات أخرى كان ينبغي على هيئة السوق القيام بها ولم تفعل.. ولذلك جاءت هذه الانتكاسة؟
- بالتأكيد! وهذا في رأيي ما زاد من وطأة الأزمة الراهنة، ولعل أبرز ما أغفلته الهيئة في بداية اضطلاعها بمهامها الاشرافية والرقابية على السوق أنها لم تضع لها برنامج عمل يقوم على الأولويات أمام الاختلالات الكبيرة الكامنة في السوق! كما أنها افتقدت الدعم والمساندة من بقية الأجهزة والمؤسسات الاقتصادية التي تؤثر قراراتها وإجراءاتها كثيرا في معطيات السوق، كوزارة المالية ومؤسسة النقد )البنك المركزي( ووزارة التجارة والصناعة، وهي الجهات التي كانت تتشكل منها اللجنة الوزارية المشرفة على تنظيم سوق الأسهم قبل تأسيس هيئة السوق المالية.
اختلالات قديمة
هل هناك اي تشابه بين الاسباب التي ادت للانتكاسة التي حصلت في فبراير من العام الحالي والتراجع الحاصل الان؟
- في رأيي أن الاختلالات الكامنة والقديمة في السوق التي حدثتك عنها قبل قليل استمر تأثيرها على واقع السوق، ولست أفصل بين ما حدث في نهاية فبراير الماضي وما يحدث الآن، إذ إن الحالة المرضية للسوق أعمق مما قد نتصور في ظاهر التطورات، ولك أن تتساءل ماذا حدث حيال تلك الاختلالات منذ فبراير الماضي حتى اليوم؟! الإجابة ستكون لا شيء، إذا كارثة السوق حقيقة مستمرة منذ فبراير لم تنقطع وشائجها، وما حدث أخيرا ليس إلا دليلا على تغلغلها في جسد السوق.
هل تعتقد أن المستثمرين السعوديين سيفقدون الثقة في السوق بعد هذه الانتكاسة خاصة أنها الثانية خلال عام واحد؟
- يجب الاعتراف بأن الثقة في السوق قد رحلت تماما عن مجتمع المستثمرين السعوديين، وأغلبهم يفكر الآن في استعادة رأسماله ثم الهرب! أما استعادتها في الأجل القريب فهذا أمر مستبعد، ويتطلب الكثير من الجهود والعمل قد ينجح وقد يفشل!
كخبير في السوق هل كنت تتوقع حصول هزة أخرى للأسهم بعد فبراير؟
- الأسواق المالية تتسم بالتقلبات صعودا وهبوطا، وكانت الأكثرية تتوقع تصحيحا اعتاد السوق عليه في الفترات القريبة الماضية، قياسا على التصحيحات التي حدثت بعد 2002 وكان أبرزها ما حدث خلال الفترة من 13 الى 23 سبتمبر 2003 حينما خسر السوق أكثر من 14%، ثم التصحيح الثاني الشهير في النصف الثاني من مايو 2004 بخسارة فاقت 19.4%، عقبه تراجع السوق في نهاية نوفمبر 2004 بخسارة فاقت 9.4%، ثم تصحيح ابريل 2005 بخسارة فاقت 9.8%، وآخرها قبل الكارثة الأخيرة في يوليو 2005 بخسارة السوق لأكثر من 15.4%. أصدقك القول ألا أحد كان يتوقع هذه الكارثة المالية بصورتها الحالية لا من الجهات الرسمية أو المراقبين والمحللين، فقط كانت هناك أصوات خافتة حذرت من كارثة متوقعة لم تتصور حتى تلك الأصوات أن يحدث ما حدث، مؤكدا لك أنني لم أكن من الفريق الثاني إنما من الفريق الأول الذي لم يتوقع ما حدث.
الارتداد المتوقع
هل تعتقد أن خسائر سوق المال ستعود إيجابا على قطاعات أخرى في السعودية، وستعزز من مكانتها؟
- على العكس تماما! فالنتائج الحتمية لاستمرار تلك الخسائر يمكن أن تؤدي إلى القضاء التام على المقدرات المالية والادخارية لعموم المستثمرين بما يمثلونه من ثقل كبير مع أسرهم في ميزان المجتمع يصل إلى أكثر من 85 في المائة من إجمالي السكان، وزيادة احتمال تحقق الآثار المدمرة لاحقا على مستوى انخفاض أو قل انعدام الطلب الداخلي على السلع والخدمات بصنفيها الاستهلاكي والمعمر، وما سيجره من عواقب وخيمة على النشاط التجاري والصناعي المحلي، إضافة إلى التناقص المؤكد في أحجام التبادل التجاري الخارجي، وقد تنتهي تلك النتائج الخطيرة إلى التسبب في انكماش الاقتصاد الكلي لأجل طويل، وحينها سنكون بحاجة أعقد للبحث عن حلول أكبر للاقتصاد ككل وليس السوق فقط، وسيكون الوضع بالغ الصعوبة قياسا على محدودية القاعدة الانتاجية لاقتصادنا المعتمد بصورة كبيرة على مورده الناضب (النفط).
مستقبل الاكتتابات
في ظل هذا التراجع كيف ترى مستقبل الاكتتابات القادمة في السعودية؟
- لعل ما حدث لسهم شركة سبكيم يحمل في طياته مؤشرا واضحا حول مستقبل تلك الاكتتابات، فمن جانب قد تحترق تلك الاكتتابات كفرص استثمارية جديدة انتظرها السوق وقتا طويلا، ومن جهة أخرى ستزيد من الضغط على السوق. والقرار الأجدر أن يتم تأجيلها مؤقتا حتى تنتهي حالة الانهيار الراهنة.
هل ترى ان قنوات الاستثمار في السعودية، محدودة وفي حاجة لزيادتها؟
- نعم، وكما ذكرت أن شح تلك القنوات كان أحد أسباب بلوغنا نقطة الانهيار، كما أنها كانت سببا مباشرا في زيادة احتقان المدخرات على الفرص المحدودة في السوق، أدت فيما بعد إلى الارتفاعات غير المبررة في أسعار أصول السوق المالية، فهي أيضا أحد أهم خيارات الحل في الأجل الطويل، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار الوضع الراهن للسوق، وأن الاندفاع في هذا الطريق بصورته الراهنة من تدافع الاكتتابات على السوق المنهارة، قد يحدث نتائج عكسية لا تتحملها أبدا هشاشة عظم السوق الآن!
اقتراحات حلول
ما هي الحلول المطروحة للخروج من ربق أزمة السوق الراهنة؟
- هناك حلول عدة اقترحتها على هيئة السوق المالية ومؤسسة النقد (البنك المركزي)، أتمنى أن ترى النور وتجد قبولا من تلك الجهات، وقد لمست اتفاقا وتفهما كبيرا من قبل بعض مسؤولي تلك الجهات من خلال الاتصال المباشر معهم، وأتمنى أن تكلل جهودهم بالنجاح بما ينهي أحداث هذا المسلسل الدامي في السوق. تلخصت تلك الحلول فيما يلي:
في ما يختص بهيئة السوق المالية:
-

مغروور قطر
16-12-2006, 05:31 AM
عليها تهدئة وتيرة الاكتتابات التي زادت وتيرتها فيما بعد انهيار السوق المالية بصورة لا تخدم استقرار السوق، ورغم أن زيادتها أمر مرغوب فيه سينعكس إيجابا على عمق السوق، لكنها خطوة متأخرة جدا كانت أوضاع السوق خلال السنوات الماضية مؤهلة تماما لاستقبالها ب'حفاوة'، ولعل مقارنة عدد الاكتتابات الماضية قبل الانهيار كما هو موضح في الجدول مع عددها بعد الانهيار، توضح بجلاء حجم التأخير والأثر الذي تركته على أوضاع السوق. بل من المستغرب أن يفوق عدد الاكتتابات الحديثة بعد الانهيار (أقل من تسعة أشهر) عددها خلال السنتين الماضيتين! ووفقا لما أوضحته مبالغ الاقبال على الاكتتابات ما قبل الانهيار حالة العطش التي كانت تعيشها السوق ففي الفترة 2003 الى 2005 تجاوزت تلك المبالغ أكثر من 166 مليار ريال، دفعها أكثر من 26.9 مليون مكتتب! متزاحمة على 9 شركات فقط تبلغ قيمة طرحها نحو 20.2 مليار ريال فقط، كان بإمكان السوق استيعاب أضعافها في تلك الفترة، والاستفادة فعلا منها في تعميق السوق وامتصاص فوائض السيولة الضخمة التي كانت تمخر السوق طولا وعرضا، وأن تحد بفعالية من الارتفاعات القياسية التي أصابت أصول السوق في المقتل فيما بعد. في المقابل حينما نقارن بين الحالة أعلاه وحالتها بعد الانهيار، سنجد أننا أمام 7 اكتتابات في أقل من 8 أشهر بلغت قيمتها عند الطرح 10.5 مليارات ريال (نصف قيمة فترة 3 سنوات ماضية)، استجاب لها أكثر من 27 مليون مكتتب بأكثر من 27 مليار ريال، رغبة في عدم تفويت فرصها التي لا تنافس وفقا لطبيعة الاكتتابات ولعل حالة سهم سبكيم بعد إدراجها في السوق تؤكد أن حتى هذه الفرص في طريقها للتمزق والتلاشي. كل ما ننشده هو أن يتم تأجيلها إلى حين استقرار أوضاع السوق، أو على أقل تقدير المباعدة زمنيا بين تلك الاكتتابات حتى تستقر أوضاع السوق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حالة السوق المنهارة في الوقت الراهن غير مؤهلة على الاطلاق لأن تستقبل شركات جديدة، خاصة أن أغلب أسعار الشركات المدرجة الآن في حالة يرثى لها.
- تأخير وقت التعامل الموحد الجديد على أقل تقدير ساعتين حتى يلائم حاجات ووقت المستثمرين الأفراد الذين يشكلون أكثر من 90% من إجمالي المستثمرين، ذلك أن أغلبهم مرتبط بوظائف وأعمال، كما يمكن التفكير بتقليصه إلى 4 ساعات فقط. إذ يعاب على هذا التوقيت عدم أخذه بالاعتبار اختلاف الوقت بين شرق ووسط وغرب السعودية، كما يتخلله وقت صلاتي الظهر والعصر. وأخشى ما أخشاه أن يكون الهدف من هذا التوقيت هو الزام مجتمع المستثمرين الأفراد للخروج من السوق والعودة إليه عبر الصناديق الاستثمارية المحدودة العدد والتنوع، أو عبر شركات الوساطة المالية التي لم يعمل منها حتى شركة واحدة إلى الآن، بمعنى أن الهيئة تفكر بتحويل السوق المحلية إلى سوق قائم على المؤسساتية بأقصر وقت، وهذا أمر له آثاره السلبية خاصة في ظل الأوضاع الانهيارية الراهنة.
عقاب شديد
- إيقاع أشد العقوبات النظامية على المتورطين في عمليات التدوير والغش في السوق، خاصة أن تلك العمليات الإجرامية قد زادت وتيرتها بصورة ملفتة بعد انهيار فبراير الماضي.
- تعليق تداول أسهم الشركات التي ترتفع بطريقة غير مبررة ودون وجود أسباب جوهرية تفسر تلك الارتفاعات الغريبة ولعل حالة سهم الباحة الذي ارتفع بين منتصف مايو وسبتمبر الماضيين بأكثر من 1041% خير دليل على خطورة ما أنوه إليه هنا.
- تطوير مستوى المعلوماتية على موقع تداول، الذي يعج بالأرقام الخاطئة أحيانا، وأحيانا أخرى بمؤشرات أساسية تستند إلى أرقام مالية غير محدثة. وتأتي أهمية الحديث عن المعلوماتية لما سيأتي إيضاحه لاحقا حول ضرورة تبني المستثمرين لقرارات استثمارية رشيدة وعقلانية. ولعل مقارنة ما يقدمه من معلومات وبيانات ومؤشرات مع ما تقدمه بعض المواقع الالكترونية لمؤسسات مالية لا تنافس تداولا ماليا، كفيل بكشف حجم المعاناة التي يعانيها المستثمرون والمختصون.
- إيجاد 'صندوق استقرار السوق'، ولا أعني به صانع السوق إذ أن شروط نجاح عمله غير متوافرة حتى الآن في سوقنا الناشئة! يضطلع هذا الصندوق بمهمة أساسية وحيدة، تتلخص في امتصاص الصدمات المفاجئة التي تصعق السوق من وقت إلى آخر، كما أنه ليس الهدف من إيجاده أن يرفع المؤشر العام أو يخفضه، إذ ينحصر دوره في كبح جماح الارتفاعات غير المبررة، وكذا الحال بالنسبة للانخفاضات غير المبررة في قيم أسهم الشركات ذات العوائد. كما يجب وضع ضوابط لعمل هذا الصندوق حتى لا يتحول فيما بعد إلى منافس عملاق آخر لصغار المستثمرين.
مؤسسة النقد
وفي ما يختص بمؤسسة النقد العربي السعودي اقترح عليها ان تأخذ بالمقترحات التالية:
- عليها أن تضع سياسات وضوابط صارمة على البنوك التجارية فيما يتعلق بمنح التسهيلات المالية للمستثمرين، ولعل أهم تلك الضوابط ربط منح التسهيل من عدمه بجدوى الاستثمار الذي سيقدم عليه المستثمر، والهدف هنا تحفيز الاقبال على أسهم الشركات ذات العوائد، واقفال الأبواب أمام السيولة الراغبة في خوض غمار المضاربات العشوائية.

النصيحة الذهبية: لا تضغوا بيضكم في سلة واحدة!

سألنا عبدالحميد العمري:
ما النصائح التي يمكن ان تقدمها لمستثمري سوق الاسهم في الوقت الراهن؟
فأجاب: النصيحة التي اقدمها في الوقت الراهن هي النصيحة الاستثمارية القديمة التي اغفلها الكثيرون، الا تضع البيض في سلة واحدة! تنويع خيارات الاستثمار أمر جوهري لا يمكن تجاهله، ولعل ما حدث في سوقنا السعودية واحد من اخطر الامثلة على العواقب الوخيمة التي يمكن ان يدفع ثمنها المستثمر المنصب اهتمامه وتركيزه على خيار استثماري واحد مرتفع المخاطرة كالأسهم كما في حالتنا هنا، أؤكد ان القيام بهذا الامر بالنسبة للكثير من المستثمرين قد فات وقته عليهم، انهم في مستنقع خسائر رأسمالية تفوق ال 90% بالنسبة لاكثرهم، وحتى لا نبعث على اليأس فيهم رغم انه السحابة السوداء المطبقة تماما على سمائهم، الحل الممكن الآن 'عقلنة' قراراتهم الاستثمارية والقيام باحلال الاسهم ذات العوائد محل الاسهم البائسة العائدة لشركات المضاربة، وانتظار عودة الاستقرار الى السوق، الذي سينتج عنه في الاجل الطويل تنامي اسهمهم القيادية.

إعادة شراء الأسهم مجرد مسكن للألم

رأى مدير جمعية الاقتصاد في السعودية وجوب استبعاد تنفيذ فكرة السماح للشركات باعادة شراء اسهمها، قائلا ان هذا الخيار لا يتعدى كونه مسكنا لألم السوق والشركة في الوقت الراهن، فيما يمكن ان يتحول مستقبلا الى 'فخ' يصعب على الشركة ان تخرج منه، ولنا بما حدث في الاسواق المالية المجاورة التي سمحت بهذا الامر مثال واضح على عدم جدواه في الاجل القريب، وما يمكن ان ينشأ عنه من مخاطر مستقبلية.

هذا ما يحدث في البورصة السعودية

قدم عبدالحميد العمري وصفا لما يحدث في سوق الاسهم السعودي حاليا، معددا اسباب هذا التراجع الكبير،حيث قال: اعتقد انا ما حدث ولايزال يحدث من انتكاسة مروعة لسوق الاسهم السعودية كان نتيجة حتمية للعديد من العوامل الرئيسية التالية:
- تأخر معالجة الاختلالات الهيكلية الكامنة في جسد السوق منذ تأسيسها، واستفحال خطرها فيما بعد مطلع 2003 تحت ضغط التطورات المتسارعة والمتعاظمة التي مرت على السوق.
- التدفق السريع لملايين المستثمرين بمدخراتهم المقدرة بمليارات الريالات باتجاه سوق محدودة في عدد شركاتها المدرجة، وشحيحة جدا في خياراتها الاستثمارية البديلة، تفتقد تماما الكفاءة والعمق والتطور.
- الافراط غير المدروس من قبل البنوك التجارية في منح التسهيلات المالية الضخمة للمستثمرين، ضاعف من خطورته افتقاد اغلبية المستثمرين الجدد لأبسط درجات الوعي المالي والاستثماري.
- انعدام الفرص الاستثمارية البديلة في الاقتصاد الوطني، في مقابل اكتظاظه بالفوائض المالية الضخمة المتأتية من الارتفاعات المتتالية لاسعار النفط، وعودة جزء كبير من المدخرات الوطنية المهاجرة بعد سبتمبر .2001
- قصور السياسات والاجراءات التنظيمية والاشرافية والرقابية عن المستوى المطلوب للتعامل الكفء مع معطيات السوق، وذلك اما لنقص الخبرة او لافتقاد الادوات الفاعلة او لعدم وجود خطة تطوير للسوق تتسم بالشمولية والخطوات المحددة تفصيلا، تستند الى الاولويات بالدرجة الاولى والسرعة والدقة في التعامل مع المستجدات او لتجاوز تطورات السوق حدود وقدرة تلك السياسات والاجراءات او جميع ما تقدم حسب نوع وحجم تلك المعطيات التي مرت على السوق.
- انخفاض مستوى التنسيق والتعاون بين الجهات الرسمية ذات العلاقة، وقد اثبت الانهيار فيما بعد ضعفه التام بعدم وجود ما يسمى بادارة الازمات، حتى في ابسط صورها.