المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزيرة مباشر - وقائع المؤتر



عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:25 PM
قامت قناة الجزيرة مباشر بتغطية وقائع المؤتمر الدولي لنصرة الشعب العراقي وكانت اهم وقائع المؤتمر :
1- شهادة الشيخ المعتقل سابقا عبدالكريم عبدالرزاق عضو هيئة علماء المسلمين
2- كلمة الدكتور عبدالله النفيسي ( الحسبة الاستراتيجية في العراق )
3- مداخلتي في الشأن العراقي ( الشيخ سلمان فهد العودة)
4- دور المليشيات في قتل وتهجير اهل السنة في العراق ( علي القيسي)
5-الحقيقة من داخل العراق وانتهاك حقوق الانسان (عمر الجبوري )
6-واقع أهل السنة في العراق ومستقبلهم وانعكاس ذلك في المنطقة (د. زياد محمود العاني)
7-الإعلام بين محنة أهل السنة ومحنة العراق وبين المصداقية وأكذوبة العولمة (مجدي أحمد حسين )
8-هذه هي الحقيقة المرَّة في العراق( د. محمد بشار الفيضي )
9- كلمة حارث الضاري ( رئيس هيئة علماء المسلمين )
1- البيان الختامي

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:26 PM
1- شهادة الشيخ المعتقل سابقا عبدالكريم عبدالرزاق عضو هيئة علماء المسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
جزى الله تعالى كل الخير من كان سبباً في هذا الجمع المبارك وأسأله تبارك وتعالى أن ينادي فيهم يوم القيامة اذهبوا فقد غفرتُ لكم، اللهم آمين.
أيها الأخوة الكرام:
لا أدري أيكفي هذا الوقت أن أوصل لكم الأمانات التي عنقي ... أمانات طوقت عنقي وأثقلت كاهلي .. أمانات قال لي أصحابها بلغها إلى كل مسلم فوق كل أرض وتحت كل سماء.
أيكفي هذا الوقت لأسمعكم صرخة فتاة عراقية كانت في الزنزانة التي كانت بجانبي عندما دخل عليها وحوش الاحتلال، وعندما بدءوا بالاعتداء عليها سمعتها تقول:
"والله أنا مسلمة والله أنا شريفة والله أنا عذراء والله أنا من حافظات القرآن، ثم أخذت تنادي وتصرخ بأعلى صوتها واإخوتاه وامحمداه ..."
بقيت تئن لمدة ثلاثة أيام ثم انقطع أنينها.
إن صرخة هذه الفتاة المسلمة شقت حجب المسافات ووصلت الآن إلى جمعنا هذا لتقول لنا: "أما من معتصم يغيث ..."، يغيث من استغاث به وصاح.
أيكفي هذا الوقت لأسمعكم صرخة فتاة عراقية كانت في الزنزانة التي كانت بجانبي عندما دخل عليها وحوش الاحتلال، وسمعتها تقول:
"والله أنا مسلمة والله أنا شريفة

بل هل يكفي هذا الوقت لأصف لكم كيف قطعت أوصال الأطفال العراقيين بالأسلحة المحرَّمة؟
هل يكفي هذا الوقت لأصف لكم كيف يشوى الإنسان ويحرق بحامض الكبريتيك ويعلَّق ويصعق بالكهرباء في سجون الحكومات الصفوية المتعاقبة علينا ؟
لقد رأيت إخواني يموتون في حجري نسأل الله تعالى أن يجعلهم في الشهداء. لقد كنَّا في زنازين ضيِّقة تحت الأرض، وتكدست الأجساد على الأجساد، والله لقد رأيت كيف تقلع الأظافر، وكيف يثقب الإنسان المسلم بالدريل (الثقاب الكهربائي)، بل رأيت كيف تسلخ جلود أبناء شعبنا وهم ينادون: "أما من مغيث، أما من منجد، أما من ينتصر؟".
وحتى لا تقولوا جئتَ لتزرع الخوف والهزيمة النفسية في قلوبنا.. أقول لكم لا بل جئت أبشركم بنصر قريب بإذن الله تعالى...، تقولون لي: كيف عرفت ذلك ؟ أقول لكم: من ثبات أنس الشباب أنس الذي كان معتقلاً معنا ... نادوا عليه: ما اسمك ؟ قال: أنس..، كم عمرك: ستة عشر عاماً، فقال الذي يحقق معه: من أنت؟ ثم قال للذين حوله: ماذا فعل هذا المسخ؟، لماذا تقتلوه ؟ لماذا جئتم به ؟، قالوا له: يا سيدي هذا الذي يسمى أنس ضرب سيارة همر أمريكية وأحرقها ..، فقال له المحقق: هل صحيح أنك ضربت سيارة همر أمريكية ؟، فقال أنس: لا أنا ضربت سيارتين.

قال المحقق إضربوه ..، فضربوه وعذبوه واستمر التعذيب ستة ساعات ثم ألقوه علينا عند الفجر وإذا بي أسمعه يقول لي: يا شيخ أسألك بالله العظيم هل أن الله راضٍ عنَّا الآن؟ هل أرضينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ... ثم مات، بل ارتفع ... إن شاء الله تعالى.
أيها الإخوة الكرام:
إن عشرات الآلاف من إخوانكم العراقيين أصبح يطلق عليه: خطفه مجهولون. وأن الأطفال يسألون الأمهات عن الآباء.
وأختم كلامي مع حضراتكم ولست بأحسنكم عن نداءٍ من أخت عراقية زوجة شهيد هُجِّرت من بيتها مع آلاف العوائل التي هجِّرت حتى عوائل الشهداء لم تسلم من التهجير والقتل والخطف. أخت من أخواتكم بلغ بها العوز والحصار والجوع أن أخرجت أطفالها فوق سطح بيتها في جوف الليل ... بل عند الفجر وقصَّت شعرها ورفعته إلى الله تعالى وقالت:
يا الله ... يا الله أتقرب إليك بشهادة زوجي في سبيلك أن تغثنا الساعة ... ولم تشرق شمس الغد حتى استجاب الله تعالى لها ...
حتى لا تقولوا جئتَ لتزرع الخوف والهزيمة النفسية في قلوبنا.. أقول لكم لا بل جئت أبشركم بنصر قريب بإذن الله تعالى...، تقولون لي: كيف عرفت ذلك ؟ أقول لكم: من ثبات أنس الشباب أنس الذي كان معتقلاً معنا

أيها الأخوة؛ نحمد الله تعالى أن وُجد في أمتنا من يبكي على حمزة يوم عزَّت البواكي على كل حمزة في كل زمانٍ ومكان ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:30 PM
كلمة الدكتور عبدالله النفيسي
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي1992 وانتهاء الحرب الباردة (التي استمرت ما بين 1945-1990) برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة تتحكم في مفاعيل النظام الدولي الجديد. ومع ميلاد نظام القطب الواحد Monopolar System وسقوط نظام القطبين Bipolar System بدأ المناخ الفكري في الأوساط الإستراتيجية الأميركية يمر عبر مراحل متسارعة من التطور والتحول شهد نهايته عندما نضج تيار المحافظون الجدد Neo Cons حيث قدموا لإدارة كلينتون منتصف التسعينات من القرن الماضي وثيقتهم الخطيرة (القرن الأميركي الجديد The New American Century) وهي وثيقة لمشروع المستقبل -أي القرن الواحد والعشرين الحالي- كما يراه المحافظون الجدد أمثال: ولفووتيز Wolfowitz ورامسفيلد Rumsfield وبيرل Pearl وفوكوياما Fukuyama وأمثالهم من النافذين حاليا في إدارة بوش.
o
o من يقرأ هذه الوثيقة يدرك تماما أن مشروع المحافظين الجدد الذي نضج في تلك الفترة وقبل 11/9/2001 كان يروم منذ ذلك التاريخ 1995 الشروع في الهجوم التاريخي على حقول النفط في الشرق الأوسط ووضع اليد عليها وبذا مراكمة النفوذ الدولي الأميركي للتحكم الاستراتيجي بالكتلة الأوروبية واليابان والصين وهذه الأخيرة يعتبرها الأمريكان كابوسا مزعجا يهدد في نموه وحجمه وطاقته وقابلياته نفوذ الولايات المتحدة على مستوى الكون (يعتبر مايكل كلير Michael Clare في كتابه الأخير-حروب الخامات Resource Wars- النفط والاستيلاء على حقوله مدخلا عظيماً لمراكمة النفوذ الدولي) هذا من جهة ومن جهة أخرى سنلاحظ أن معظم الموقعين والمساهمين في صياغة نص وثيقة (القرن الأميركي الجديد The New American Century) أمثال ولفووفيتز وبيرل وغيرهم كانوا من اليهود أو من الصهاينة المسيحيين Christian Zionists المنشغلين بتأمين الأمن القومي للكيان الصهيوني.



o إذن كان هدف المشروع المضمّن في هذه الوثيقة هو لتحقيق غرضين:
1- وضع اليد على حقول النفط في الشرق الأوسط.
2- ضمان الأمن القومي للكيان الصهيوني.
o ولكي يحقق المحافظون الجدد هذين الهدفين كان لا بد من تحرك عسكري مباشر –في غياب المنافس والنقيض الدولي الذي كان يتمثل بالاتحاد السوفيتي- لاحتلال شريط النفط في الشرق الأوسط وصياغة الوضع الاستراتيجي فيه لتأمين الكيان الصهيوني وتعويمه في المنطقة عبر عملية معقدة من الضغوط على العرب عموما وعلى الفلسطينيين خصوصا سمّوها بـ عملية السلام (Peace Process) وهي عملية ولغ فيها السادات بزيارته المشئومة للكيان الصهيوني ودخل إليها عرفات وفريقه من شباك أوسلو ولم تجن الأمة من ذلك سوى الخذلان والتشرذم والتفرق والهوان، وها نحن نلاحظ أن الأمريكان حريصون على (العملية Process) لكنهم غير معنيين بمحصولها المرتجى (السلام Peace) وكأن العملية ما هي إلا وسيلة لإشغال العرب والفلسطينيين واستنفاذ طاقتهما كما أوصى بذلك يحوشغات هركابي Harkabi في كتابه الخطير (العقل العربي The Arab Mind) علما بأن هركابي كان يرأس كل أجهزة المخابرات الصهيونية الشين بيت Shin-Bet،والموساد Mossad وأمان Aman (المنسِّق العام (General Auditor).



التعاون الأميركي-الإيراني:
o دون شك كانت ضربة 11 سبتمبر 2001 في مانهاتن- نيويورك منشطا ومحركا قويا لبلورة المناخ السياسي والسيكولوجي والدولي للشروع مباشرة في التحرك العسكري نحو الشرق الأوسط لاستهداف طالبان بحجة إيوائها لتنظيم القاعدة المتهمة بضربة مانهاتن وكذلك استهداف نظام صدام حسين المتهم باتهامات شتى من أهمها بالنسبة للمحافظين الجدد حرص ذلك النظام على التسلح بأسلحة الدمار الشامل وبكافة أنواعها Weapons of Mass Destruction (سوف نشير لها لاحقا في هذه الورقة بـ WMD) ولتحقيق هذه الاستهدافات كانت الإدارة الأميركية بحاجة إلى تأمين التعاون الإيراني وهو تعاون حصلت عليه الإدارة الأميركية من إيران بدون صعوبة تذكر، لا بل إن إيران -وعلى لسان وزير دفاعها آنذاك شامخاني- رحبت بهذا التعاون أيّما ترحيب وفتحت مجالها الجوي لفترة تزيد عن الشهرين لطائرات B52 العملاقة التي انطلقت من قاعدة إنجرليك التركية وعبرت المجال الجوي الإيراني لقصف أفغانستان وتورابورا تحديدا لفترة طالت أكثر من ثلاثة أسابيع.


هناك مدرسة من المفكرين الاستراتيجيين الإيرانيين -من ضمنها عباس مَلَكي- يؤمنون بأن على إيران الاستدارة شرقاً لأنها أكثر قبولاً هناك ولأن مصالح كبيرة للغاية في إقليم شمال غرب آسيا.



o أدرك الأمريكان بعد سقوط طالبان وتشتيت تنظيم القاعدة أن إيران -بالرغم من كل الجلبة عن الشيطان الأكبر- لديها قابليات كبيرة للتعاون معه في بعض المهمات الاستراتيجية المجدولة في برنامج إدارة المحافظين الجدد برئاسة بوش، ولذا حرص الأمريكان على اطلاع إيران والتنسيق معها في غزو بغداد والطلب من إيران عشية الغزو تحريك الميليشيات الشيعية التي دربها الحرس الثوري الإيراني –ومن أهمها منظمة بدر (25ألف مقاتل)- وذلك للسيطرة على الأراضي العراقية في الجنوب فور أن يعبرها الجيش الأميركي الزاحف إلى بغداد أبريل 2003 من الأراضي الكويتية والسعودية. أما على الصعيد السياسي والإعلامي فقد أبدى الزعماء الشيعة العراقيين الذين دخلوا مع القوات الأميركية (موفق الربيعي-الجعفري-المالكي-الجلبي كمثال) كل التأييد للقوات الأميركية وكل التأييد للتعاون الأمريكي الإيراني أما على صعيد المرجعية في النجف فقد أصدر السيستاني (وهو بالمناسبة إيراني الجنسية من مدينة سيستان – إيران ويحمل جواز سفر إيراني) فتواه الشهيرة بتحريم مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق أي جعل المقاومة عملا محرما وفي هذا أعلى مستوى من مستويات التعاون مع الاحتلال الأميركي للعراق وهو غير بعيد من التوجيه الإيراني الذي وجد مصلحة كبيرة في احتلال الأمريكان للعراق إذ يرى الإيرانيون أن التعاون مع أمريكا مكنهم من القضاء على طالبان في الشرق وصدام في الغرب.




رؤية إيران للتعاون مع الولايات المتحدة:
o يرى عباس ملكي (وكيل وزارة الخارجية الإيرانية سابقا لشؤون البحث والتدريب السياسي) أن السياسة الخارجية الإيرانية مشغولة على ثلاثة مستويات:المستوى الأول ضمان طريق النفط عبر مضيق هرمز والمستوى الثاني تهيئة جميع السبل لدعم التنمية داخل إيران والمستوى الثالث الاستدارة شرقا نحو الجمهوريات الإسلامية الجديدة الوليدة لضخامة المصالح هناك وكل هذه المستويات لا يمكن تحقيق درجة الإتقان فيها إلا بالتعاون مع الولايات المتحدة نظرا لأن الأخيرة هي القوة النافذة في هذا الإقليم (غرب آسيا) أكثر من 90% من المداخيل العامة في إيران مستخلصة من مبيعات النفط وكل الخطط الحكومية هناك في التنمية تعتمد في نجاحها على مبيعات النفط وليس هناك مخرج للنفط الإيراني اليوم إلا عبر مضيق هرمز لذلك فأمن المضيق هو أمن لإيران وأي مشكلة في المضيق ممكن أن تنعكس فوراً على الأمن الإيراني. من هنا تبدو إيران شديدة الحساسية في موضوع هرمز وشديدة الاهتمام في تبليغ حساسيتها تلك لكل الأطراف في المشهد الخليجي: والذي يشكل الأمريكان الطرف الأهم فيه. وأما التنمية داخل إيران فهي مرتبطة دون شك باستقرار سوق النفط المربوط بدوره باستقرار إقليم الخليج والجزيرة خصوصاً والمنطقة الأوسع عموماً. لا بل إن عباس مَلَكي يعكس رأياً رسمياً إيرانياً عندما يطالب جميع الأطراف في الخليج والجزيرة العربية لبلورة آلية إقليمية وقائية للأزمات Crisis- prevention mechanism لذلك سنلاحظ أنه طوال 15 عاماً من الاقتتال الداخلي الأفغاني وعلى الرغم من محاذاة إيران لأفغانستان بذلت إيران ما في وسعها لتقليص أي تدخل من طرفها في الصراع الداخلي إلا ما اعتبرته ضرورياً لحماية الأقلية الشيعية هناك (الهزارة) . إن أي توسع في النزاع الإقليمي يضر كثيراً بإيران لذا فإن إيران ملزمة بموضوع الاستقرار من باب الحرص على استكمال إعادة البناء والتأهيل الاقتصادي الذي بات يحتل المرتبة الأولى في سلًم الأولويات الإيرانية.


والموضوع في جوهره ليس بين (شيعة قبالة سنة) كما يحب أن يتخيلها البعض بل الأمر أعقد من ذلك بكثير إذ نلاحظ أن إيران توظف هذه المعادلة بغية ترسيخ الدور (الفارسي) في العراق ومحو الدور (العربي) فيه وهذا أمر انتبه إليه بعض المراقبين الشيعة في العراق والخليج والجزيرة العربية


إن انهيار الاتحاد السوفيتي خلًف ميلاد 15 جمهورية جديدة من ضمنها مجموعة تجمعها حدود مشتركة مع إيران وتكوًن مع إيران ما نستطيع أن نُسميه (شمال غرب آسيا Northwest Asia) وهو معبر للبحر الأسود وأوربا وشرقاً إلى الصين والمحيط الهادي وبذا من الممكن لإيران بانتمائها لهذا الإقليم أن تنسحب من النظام الفرعيSubsystem للشرق الأوسط وتبدي إيران حرصاً كبيراً على الاندماج بهذا الإقليم والتأثير فيه والتبادل المنفعي معه.
هناك في هذا الإقليم نفطاً يقارب في كميته ما هو موجود في المملكة العربية السعودية وفي هذا الإقليم من المقومات الإستراتيجية الأخرى التي يتمتع بها والذي من شأنه أن يستوعب كل نشاط إيران وهناك مدرسة من المفكرين الاستراتيجيين الإيرانيين -من ضمنها عباس مَلَكي- يؤمنون بأن على إيران الاستدارة شرقاً لأنها أكثر قبولاً هناك ولأن مصالح كبيرة للغاية في هذا الإقليم.

وفي هذا الإطار من التفكير وبعيداً عن الجلبة الإعلامية الموظفًة للاستهلاك المحلي ترى الأوساط الرسمية في إيران إن التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في كل المنطقة خط أحمر لا ينبغي المساس به وما نشاهده من تحالف إيراني أمريكي في العراق هو محصول سياسي لهذا التفكير الاستراتيجي. لقد تمكن الأمريكان من خلال التعاون مع الإيرانيين في العراق من توظيف الشيعة في العراق لضرب المقاومة السنية العربية للاحتلال الأمريكي للعراق. وتغاضى الأمريكان مقابل ذلك عن الاختراقات الإيرانية للأمن العراقي لا بل شجعت الإدارة الأمريكية شيعة العراق على المبادرة في السيطرة على العملية السياسية وقدمُت لهم كل دعم لوجستي في الانتخابات المتكررة هناك وكانت القوات الأمريكية تحاصر المناطق السنية العربية وتشاغلها وتفتعل المواجهات خاصة في مدة الانتخابات وذلك لتعطيل مشاركة تلك المناطق في العملية السياسية عكس ما يعلن.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:31 PM
تابع : كلمة الدكتور عبدالله النفيسي

رؤية الأمريكان للتعاون مع إيران:
o يستهدف الأمريكان تحقيق ثلاثة أهداف في الخليج العربي والجزيرة العربية:
أولها الدفاع عن النفط ووصوله إلى الأسواق الغربية بالأسعار المقبولة غربياً.
ثانياً تهيئة الإقليم والمنطقة لقبول الكيان الصهيوني من خلال عملية سياسية كبيرة ومستمرة برعاية الولايات المتحدة.
ثالثاً نزع كل أسلحة الدمار الشاملWMD لدى العرب والإيرانيين وتشجيع الجميع في الإقليم للانخراط في اقتصاد -السوق.
ومن دون شك فإن تعاون الأمريكان مع إيران يساعد الأمريكان على تحقيق هذه الأهداف، ومعاداة إيران قد يعقِّد الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف. وبالرغم من الجلبة الإعلامية بين الطرفين إلا أنهما -في العراق- أدركا حاجة كل طرف إلى الآخر فظهرت إلى السطح كل مؤشرات التحالف والتنسيق بينهما. هذا من جهة.

o من جهة أخرى تروج في الأوساط الفكرية والإستراتيجية الأمريكية أن تعاون إيران هذا سيقودها في النهاية لأن تطوقها القوات الأمريكية من كل جانب (أفغانستان من الشرق والعراق من الغرب والجمهوريات الإسلامية من الشمال والجزيرة العربية من الجنوب) حيث يوجد في كل هذه المناطق كثافة عسكرية أمريكية وقواعد عسكرية أمريكية لتصبح إيران مثل الفص الذي يسهل عصره وإملاء التغييرات عليه). ويبدو أن بعض الإيرانيين في مركز الدراسات السياسية والدولية (دفتر مطالعات سياسي وبين المللي) النادي الدبلوماسي سابقاً والملحق بوزارة الخارجية الإيرانية (وزارة أمور خارجي) بدأ يحذر من التمادي بالتعاون مع الأمريكان في العراق.



o يتمحور المشروع الأمريكي العالمي حول فكرة (توحيد العالم من خلال توحيد السوق) طبعاً هذا التوحيد سيعني مضاعفة الاستقطاب العالمي وتغذية النزاعات الخفيفة المحدودة LOW INTENSITY CONFLICTS لكن من المهم أن نعلم أن هذا لا يتم في الخليج والجزيرة والعراق إلا عبر بوابة واسعة من القبول وبالأخص القبول الإيراني فكان لابد أن تقدم الولايات المتحدة بعض الاستدراجات لإيران في العراق والتغاضي عن الاختراقات الإيرانية في العراق، إن ثلاثة من كبار العقول الإستراتيجية الأمريكية لطالما كتبوا الكتب والمقالات التي تدعو الإدارة الأمريكية لضرورة التفاهم والتعاون مع إيران ومن أبرزهم بريجنسكي (عمل مساعداً للرئيس الأمريكي كارتر لشؤون الأمن القومي 1977 – 1980)، وسكوكروفت (عمل مساعداً للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي للمدة من 1989 - 1993) وميرفي فيشغل حالياً إختصاصياً في مجلس العلاقات الخارجية ولهؤلاء الثلاثة (Breginski, Scowcroft, Murphy) مقالة مشتركة نشروها في مجلة شؤون خارجية foreign affairs ذائعة الصيت يدعون فيها للتعاون مع إيران في المنطقة وها نحن نرى نتيجة دعوتهم في العراق المحتل اليوم.



أهل السُّنة العرب في العراق: ضاعوا بين الفيلين.
o ضاع أهل السنة والجماعة في العراق بين الفيل الأمريكي والفيل الإيراني وما يعانونه اليوم من ذبح وتشريد وتهميش وإقصاء من طرف التحالف الأمريكي الإيراني في العراق هو نتيجة متوقعة لتفرقهم وتشتتهم وتخلفهم السياسي الذي لا يعترفون به هذا من جهة وضخامة الإمكانيات الهائلة التي يتسلح بها الأمريكان والإيرانيين من جهة أخرى وهو أمر يتطلب تدخل طرف ثالث لديه إمكانيات وثقل سياسي إقليمي ودولي لإحداث شيء من التوازن على المشهد العراقي ولا تتوفر هذه الخصائص في طرف كما تتوفر في المملكة العربية السعودية الحاضنة التاريخية لأهل السنة والجماعة في المنطقة. لقد قامت الدولة السعودية الأولى والثاني والثالثة على أساس ذلك ولذا فهي مطالبة –وفوراً- أن تغشى العراق وتحدث التوازن المطلوب هناك قبل أن يفيض الكأس ويندلق علينا في الجزيرة العربية وفي بلاد الحرمين تحديداً وعندها تتعقد كثير من الأمور ولا يعود العلاج ممكناً. إن تردد المملكة العربية السعودية في المبادرة هذه سيعقد دورها في المستقبل ويصعبه وهذا التردد يشجع إيران على تطوير دورها في العراق وترسيخه واستثماره للضغط على المملكة العربية السعودية ومعها منظومة التعاون الخليجي. المطلوب أن تعيد المملكة العربية السعودية قراءة المشهد العراقي وترسم لنفسها دوراً يستهدف المباشرة في تحقيق التوازن المطلوب بين الشيعة (المدعومون بقوة من إيران) والسنة الذين يفتقرون إلى الدعم من أي جهة كانت. ليست هذه دعوة (لصب مزيد من الزيت على الحرب الطائفية) التي أشعلت أوارها إيران في العراق لكنها دعوة لتحقيق السِّلم الأهلي من خلال إحداث التوازن الميداني الذي قد يتمكن من إعاقة التوجيه الإيراني في العراق.



والموضوع في جوهره ليس بين (شيعة قبالة سنة) كما يحب أن يتخيلها البعض بل الأمر أعقد من ذلك بكثير إذ نلاحظ أن إيران توظف هذه المعادلة بغية ترسيخ الدور (الفارسي) في العراق ومحو الدور (العربي) فيه وهذا أمر انتبه إليه بعض المراقبين الشيعة في العراق والخليج والجزيرة العربية ومن أبرزهم الباحثة سميرة رجب في البحرين فهي برغم كونها تنتمي إلى الطائفة الشيعية في البحرين تحذر من الدور الإيراني في العراق وتدعو لمقاومته ليس في العراق فحسب بل حتى في البحرين بين الطائفة الشيعية هناك . إن المؤامرة على (عروبة) العراق باتت واضحة وإن الدور الإيراني في هذا المجال بات من الوضوح ولطالما حذرنا إيران والمسئولون هناك من هذا التوجه لكن لا مجيب ولذا فنحن مطالبون بالدفاع عن (عروبة) العراق قبل أن تستكمل عمليات (التطهير العرقي) والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أهل العرب السنة في العراق . فنحن مطالبون بدعم (المقاومة العراقية) الشريفة التي تقوم بدورها في زخم من الصعوبات التاريخية والميدانية. والمقاومة مطالبة بمراجعة شاملة لأوضاعها بحيث تقود هذه المراجعة إلى بلورة وضع استراتيجي أفضل: وحدة التنظيمات و على الأقل التنسيق بينها (مكتب تنسيق)، والارتقاء بالوعي السياسي والإعلامي لأبناء المقاومة عبر دورات من الإرشاد السياسي وتأسيس شبكة من العلاقات العامة الخارجية بالأحزاب الحاكمة والمعارضة والبرلمانات في العالم والمنظمات الحقوقية والغرف التجارية والمستثمرين وغير ذلك، ورفع مطالب موحدة وتأكيدها إعلامياً وأهمها:


1 – جدولة واضحة ومحددة ومعلنة لانسحاب كافة القوات المحتلة لأرض العراق بجميع مظاهرها وأشكالها يتم الالتزام بها وفق ضمانات دولية.
2 - إلغاء مبدأ المحاصة الطائفية والعرقية والإثنية واعتماد مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون.
3 - إقرار مبدأ حق الشعب العراقي في رفض الاحتلال والاعتراف بالمقاومة العراقية وحقها في الدفاع عن بلدها.
4 – بما أن الانتخابات في العراق ناقصة الشرعية لا يحق للإدارة الناشئة عنها إبرام أي اتفاقية أو معاهدة من شأنها المساس بسيادة العراق ووحدته أرضاً وشعباً واقتصاداً.
5 – التأكيد على هوية العراق العربية والإسلامية والوقوف بحزم ضد كل من يهدد ذلك.
6- إطلاق سراح جميع المعتقلين والمحتجزين ولاسيما النساء والأطفال وإيقاف عمليات الدهم المستمرة وانتهاكات حقوق الإنسان

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:36 PM
3- كلمة الشيخ سلمان فهد العودة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وأزواجه وأصحابه أجمعين.
مثل المؤمنين كمثل الجسد الواحد، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الجسد يألم بعضه لبعض.
وعلة هذا الجسد من ذاته قبل غيره، وعلينا أن نمتلك الشجاعة لنواجه أنفسنا بهذه الحقيقة المرة، ولا أدل على ذلك من أننا هزمنا أعداءنا الخارجيين مرات كثيرة، ولقّنّاهم دروساً لا تنسى، برغم قلة عددنا وإمكاناتنا، ولكننا ننهزم أمام أنفسنا وأمام قوة الهدم الداخلية، فمشكلة المسلمين هي من المسلمين، ومشكلة العراق هي من العراقيين، ومشكلة السنة هي من السنة، ويجب ألا نتجاوز هذه الحقيقة قبل أن نمنحها حقها من الروية والنظر والتفكير.

العراق يسير في نفق مظلم ومعاناة شعبه العظيم تثير أسى المشفقين وحزنهم، والوقود اليومي لهذه الحرب الغاشمة من دماء أبناء العراق وشيوخه وأطفاله ونسائه توجب ألا يقف المسلمون كتوفي الأيدي تجاه ما يحدث.
وعلى الحكومات والجمعيات والمؤسسات والأفراد جزء من هذه التبعة.



الخطر قائم في العراق، ومحدث بجيرانه، والنار قد تستعر لتأكل من أوقدها ومن لم يوقدها، والمخوف أن "الحرب القادمة" سواء كانت حرباً باردة أو ساخنة، ستكون شيعية سنية، أو عربية فارسية، وسيوقدها المستفيد الأكبر منها، من نوى التطرف الغربي والصهيوني، والخاسر فيها هو الذي يخوضها، والرابح من يفلح في تجاوزها.

وهذه بعض الأفكار التي يحسن التداول حولها بشأن المستقبل العراقي:
1 – الوحدة الوطنية مطلب صحيح وعادل، وقد عاش العراقيون زمناً طويلاً بعضهم بجوار بعض، دون بغي أو عدوان، وينبغي أن يكون عودة الوئام وتجنب الصدام والسعي المشترك لإعادة الحياة الطبيعية إلى العراق هو الهدف الذي يسعى إليه الجميع.

نعم، الأصل هو توزيع الفرص بحسب الاستحقاق، لكن لا يمنع قبول قول فئةٍ بعينها إنها أحق، ولا يجوز أبداً أن يستغل طرف ما الظروف الصعبة التي يمر بها العراق من احتلال واضطراب وخلط للأوراق للزحف على مؤسساته بحجة تصحيح الوضع أو إزالته المظلومية كما يقال، لأن هذا الاندفاع بمثل هذه الحجة، وفي مثل هذه الظروف هو من أهم الممهدات لقيام الفتنة وإشعالها، والعرب كانت تقول:



جاء شقيق عارضاً رمحه
إن بني عمك فيهم رماح!




يجب رفض تهميش أبناء العراق الأصلاء ورجالاته التاريخيين ومخلصيه المعروفين بصدقهم وانتمائهم الوطني.
لقد وقع ظلم على السنة وتهجير وإقصاء تحت حجج وذرائع هي أقسى من ذلك الظلم، كما وقع على فصائل لا يستهان بها من أبناء الشيعة العرب وغير العرب المعروفين بوطنيتهم ورفضهم للعدوان والاحتلال.

2 – المقاومة الشريفة الصادقة المشروعة التي تسعى لتحرير البلد وطرد المحتل وحماية الأرض والثروات ليست إرهاباً، بل هي لون من الجهاد المشروع "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (الحج:39).
والإرهاب هو الذي يقتل الأبرياء ويسفك دم أبناء العراق البررة، ويمارس التعذيب والتطهير العرقي، ويعتدي على الأطفال والنساء والشيوخ، وهو عمل قامت به قوات الاحتلال، وشاركتها في ذلك قوى من الميليشيات الطائفية والمجموعات التكفيرية يجب على المخلصين أن يعلنوا استنكار أعمالها ورفض جراءتها على الدماء.



3 – المقاومة وسيلة وليست غاية، والجهاد ذاته وسيلة لحفظ الأمة وحماية دينها ودعوتها.

4 – المشاركة في العملية السياسية محل اجتهاد، والعمل السياسي ليس خيانة، وإن كان يخطئ ويصيب.

5 – وأهل السنة خاصة تنقصهم القدرة على تنظيم أنفسهم وترتيب أوراقهم، والقدرة على التنازل وتقديم جانب وحدة صفهم على المواقف والاجتهادات الفرعية التي يطول الجدل حولها وقد لا يخرج المتجادلون بطائل.
وقد يجد أهل العراق أن بإمكانهم تشكيل جهة موحدة شاملة تمثل فيها كل القوى الفاعلة في الساحة، كانت قبلية أم سياسية أم اجتماعية أم عسكرية، وتكون ذات تأثير ونفوذ، وليس واجهة أو لافتة فحسب.

وحين يكون ثمة هدف واضح يسعى إليه الجميع لا يلتفت للأطراف الجانبية التي لا تملك الرؤية والوعي والخبرة.
إن السنة لم يعيشوا عبر تاريخ العراق لأنفسهم فحسب، بل كانوا نسيج العراق وصمام أمانه وضمانة وحدته وانسجامه، ولن يفلح الصف ما لم يكن للعلماء وأهل الرأي تأثير قوي على المقاومة الراشدة.



6 – آن الأوان لدول الجوار التي وقفت موقف المتفرج أن تؤدي واجبها نحو الشعب العراقي المنكوب، وأن تسهم في الوقوف إلى جانبه في محنته الراهنة، بجسور الإغاثة، والعون الإنساني، والخدمات الصحية والطبية، وإنشاء المدارس وإعادة تأهيل القائم منها، والمنح الدراسية والتسهيل الوظيفي.. ولعل الدولة المستضيفة لهذا المؤتمر هي جزء من هذا الحق، فإن هذا يساعد على تضميد الجراح، وإعادة اللحمة، وإعادة التوازن داخل العراق، وتفويت الفرصة على قوى الانفصال والفتنة التي تريد عزل العراق عن عمقه العربي والإسلامي. ومن ذلك دعم المؤسسات القائمة العلمية والسياسية والدعوية، وتمكينها من أداء دورها المنشود داخل السنة، بل داخل العراق كله.

7 – إنه لا مصلحة لأحدٍ قط في أن يشتعل فتيل حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، ويمتد لهبها إلى الجيران، إلا للقوى الصهيونية وحلفائها، وعلينا السعي للحيلولة دون ذلك بالتزام العدل والإنصاف والتقوى والمجادلة بالتي هي أحسن، وألا نعتبر الوضع القائم فرصة للاستيلاء على المزيد من المكاسب، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:39 PM
4- دور المليشيات في قتل وتهجير اهل السنة في العراق ( علي القيسي)

بحث مقدم للمؤتر للاستاذ علي القيسي

http://www.almoslim.net/coverage/ThjeerSunnah.doc

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:43 PM
5-الحقيقة من داخل العراق وانتهاك حقوق الانسان (عمر الجبوري )
أ. عمر الجبوري

المقدمة:
حقيقة ما يجري على أرض العراق هو صراع بين مشروعين مشروع، بقيادة إيران والساسة الشيعة والمرجعية في العراق، يريد هذا المشروع أن يحول العراق إلى ضيعة مكملة للهلال الشيعي. ومشروع وطني إسلامي بقيادة الإسلاميين والوطنيين في العراق للحفاظ على وحدة العراق وهويته العربية والإسلامية.
ونجد على أرض الواقع في العراق ان المشروع الإيراني الشيعي يحظى بدعم إيران والمليشيات والخُمس، والاحتلال الى حد ما.
وأن المشروع الوطني الإسلامي يحظى بدعم قطاع واسع من مكونات الشعب العراقي قدموا لهذا المشروع طيلة ثلاث سنوات دماءهم وأموالهم وأولادهم وأمنهم وأمانهم، وآن الآوان لأن يقف العرب والمسلمون إلى جوار هؤلاء المرابطين على أرض العراق. وكل ما حدث ويحدث اليوم على أرض العراق يصب في مصلحة أحد المشروعين.
لذا يمكن لمن يتتبع الملف العراقي وخاصة في قضية انتهاكات حقوق الإنسان أن يقسم الملف إلى ثلاث مراحل:


1· المرحلة الأولى من 9/4/2003 ولغاية 9/4/2005، وهذه المرحلة أبلت فيها قوات الاحتلال الأمريكي بلاءاً حسناً في انتهاكات حقوق الإنسان في العراق.
2· المرحلة الثانيةمن 9/4/2005 ولغاية 9/4/2006، وهذه المرحلة استلم زمام انتهاكات حقوق الإنسان وأقامت المجازر الجماعية والاعتقالات العشوائية والتعذيب الوحشي حكومة الجعفري والمليشيات المكونة لوزارتي الدفاع والداخلية.
3· المرحلة الثالثةمن 9/4/2006، ولغاية اليوم استلم زمام انتهاكات حقوق الإنسان واستمرار عمليات التهجير وسفك الدماء والخطف والتفجير حكومة المالكي والمليشيات المؤازرة له.
وفي ظل هذه المراحل الثلاثة نرى أن حقوق الإنسان في العراق كانت ضحية برنامج تعاونت على تخطيطه وتنفيذه عدة جهات هي:
(القوات الأمريكية – وزارة الداخلية – وزارة الدفاع – وزارة العدل – وزارة حقوق الإنسان – مجلس القضاء الأعلى – وزارة الصحة).

أولاً: انتهاكات حقوق الإنسان لدى القوات الأمريكية


لقد قامت القوات الأمريكية بانتهاك حقوق (196) ألف مواطن عراقي في سجون أبي غريب وبوكا وسوسة لفترات زمنية طويلة وصلت إلى ثلاث سنين بدون محاكمة، وهي دائماً تحتفظ بـ (15) ألف معتقل.
والمتابع لملف المعتقلين يجد أن هؤلاء الـ (196 ألف) إطلاق سراح (99%) منهم يكون دون محاكمة، وأن القوات الأمريكية حينما تطلق سراحهم توقعهم على ورقة تنازل عن أي حقوق من حقوقهم، ومن يمتنع عن التوقيع مصيره المكوث في المعتقل.
وأن نسبة (1%) يحال إلى المحاكمة فيطلق سراحهم لعدم كفاية الأدلة، ونجد من أصدرت المحكمة بحقه عقوبة السجن لا يتجاوزون العشرات – علماً أن نسبة أهل السنّة والجماعة من هذا العدد (99%)، هذا العدد الهائل من المعتقلين هو الذي وصل إلى المعتقلات الرئيسية، أما العدد الذي لم يصل إلى هذه المعتقلات بل مكث عشرين يوماً في القواعد المنتشرة في طول العراق وعرضه فأكثر من ذلك بكثير.
أما تعذيب المعتقلين في أبي غريب فمعروف لدى الجميع، ونداء الاستغاثة يطلق من معتقل سوسة في شمال العراق، فهناك الحرب النفسية، وضع السلاسل في الأيدي والأقدام في الليل والنهار حتى يوم زيارة ذويهم لهم، ويضاف إلى السلاسل حارسان من (البيش مركة) أحدهم يجلس بجوار المعتقل والآخر بجوار الزائر لكي يتجسس على ما يقولون. وفي المساء يتناول كل معتقل حبة تتسبب بسوء الحالة الصحية، ومن يمتنع يتعرض إلى عقوبة قاسية جداً ...


ومن أبشع الجرائم التي قامت بها قوات الاحتلال بعد فضيحة أبي غريب:
1· مجزرة حديثة.
2· مجزرة الإسحاقي.
3· حادثة اغتصاب الفتاة عبير وقتلها مع عائلتها.

أمام هذا الملف لم نقف مكتوفي الأيدي بل عملنا على فتح قنوات الاتصال مع :
1- القادة الميدانين للجيش الأمريكي وكنا الطرف الوسيط بين المواطنين وبينهم لحل الإشكالات وتخفيف ردة الفعل تجاه المواطنين الأبرياء، وقد كانت نسبة النجاح ضعيفة بشكل عام، وجيدة لجانب اعتقال النساء، إذ كنا نستطيع إطلاق سراح نسبة كبيرة بعد ساعات من الاعتقال. ومن المقترحات التي كنا نعمل عليها مع الجيش الأمريكي تشكيل لجنة تزكية من شيوخ العشائر والمساجد وعضو من المجلس البلدي ومنظمة لـngo) من أجل إطلاق سراح الأبرياء.
2- فتح قناة مع السفارة الأمريكية ومسؤول المعتقلين في العراق، وكان لنا حوارات ولقاءات عديدة وقدمنا خطة إطلاق سراح وإعادة تأهيل المعتقلين.


3- إقامة الاعتصامات على باب معتقل أبي غريب وبوكا، وتنظيم المظاهرات والمؤتمرات والندوات واللقاءات عبر الفضائيات والمعارض لفضح هذه الانتهاكات.
4- وضع قضية إطلاق سراح المعتقلين لدى القوات الأمريكية على رأس برنامج تشكيل الحكومة، وقد قدمنا جدولاً زمنياً لا يتعدى الثلاثة أشهر لإطلاق سراح (12500) معتقل بريء، وفعلاً بدأ البرنامج وأطلق سراح 4 آلاف منهم، وتدخل الائتلاف والحكومة وأوقفوا هذا البرنامج.
5- مازلنا نتابع الوضع المأساوي لمعتقل سوسا في شمال العراق حتى أغلقته القوات الأمريكية.
6- شكلنا هيئة الدفاع عن المعتقلين لمتابعة ملفات من تحال أوراقه إلى المحاكم المختصة.
7- مفاتحة مجلس النواب العراقي بالتصويت على مشروع رفع الحصانة عن الجنود الأمريكان.
8- تم إيصال المخاطبات التي وجهناها إلى السفارة الأمريكية إلى كلٍ من السيناتور الذي زار العراق أحد عشر مرة، وممثل الإدارة الأمريكية العقيد مايك الذي جاء للوقوف على حقيقة ما يجري ميدانياً.



ثانياً: انتهاكات حقوق الإنسان لدى وزارة الداخلية
لقد بدأت حملتها بانتهاك حقوق الإنسان في الشهر الرابع من العام المنصرم (2005)، بدأها رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري بحملة المداهمات والاعتقالات التي أطلق عليها اسم (البرق – الرعد)، وكانت الحملة على النحو الآتي:
1- حملة اعتقالات واسعة دون أمر قضائي أو عرض معتقل على قاضٍ خلال الفترة الزمنية المسموح بها قانونياً وهي (24 ساعة)، حتى تضخم الملف فوصلنا اليوم إلى (15500 معتقل) في سجون بغداد والحلة والكوت والبصرة، والمفارقة المحزنة المضحكة أن المعتقلين كلهم من أهل السنة والجماعة. علماً أن في السجون ما لا يقل عن (500 معتقل ) من ذوي الكفاءات العلمية (بكالوريوس – ماجستير – دكتوراه).
منذ أوائل نيسان(2005 ) حيث بدأت فيه حملة انتهاكات حقوق الإنسان بدأنا برصد هذه الانتهاكات وتوثيقها بالتصوير ورفع الكتب الرسمية إلى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ووزارة الداخلية ووزارة حقوق الإنسان من خلال الحزب الإسلامي العراقي – المقر العام؛ لأن الظرف الأمني لا يوفر الغطاء لأي مؤسسة من مؤسسات الـ (ngo). لذا كنا نقدم الوثائق والصور والأدلة الدامغة على تورط ألوية مغاوير الداخلية بانتهاك حقوق الإنسان إلى مقر الحزب الإسلامي كي يخاطب الجهات المختصة، ولدينا ملفات ضخمة من المخاطبات إلى الداخلية دون أي رد.


وكنَّا نوضِّح لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أن السكوت وعدم التدخل لإيقاف انتهاك حقوق الإنسان سوف يؤدي إلى تجرؤ الآخرين، ولكننا للأسف لم نجد آذناً صاغية لما نقول.
بعد الاعتقال تبدأ حملة التعذيب الوحشي للمعتقلين بحجة التحقيق وانتزاع الاعترافات، فيتعرض المعتقلون إلى أشد أنواع التعذيب (من التثقيب بالدريل الكهربائي وتقليع الأظافر والصعق بالكهرباء ووضع القضيب الحديدي في الدبر وشد الذكر بالأثقال الحديدية والتعليق بالسقف لساعات طوال وتكسير الأيدي والأرجل) وبعد كل هذا جلب الزوجة أو الأخت كوسيلة ضغط للاعتراف بجرائم لم يرتكبها، وقد سجلنا حالات كثيرة موثقة لدينا.
2- ثم تلا ذلك حملة القتل والإبادة الجماعية أو المجازر الجماعية فبدءاً بمجزرة المدائن (11 ضحية) والإسكان الغربي الأولى (21 ضحية) والإسكان الغربي الثانية (22 ضحية) وأبي غريب (14 ضحية) والحرية الأولى (36 ضحية) والحرية الثانية (20 ضحية).
وقد طلبنا من الحكومة تشكيل لجنة تحقيق، وإظهار نتائج التحقيق، ومحاكمة كل من تجرأ على إقامة مجزرة المدائن لكي يكون عبرة لمن من يتجرأ على هذا الفعل الإجرامي، ولكن إلى اليوم لم تظهر نتائج التحقيق، لذا تجرأ المجرمون على إعادة المجازر مرة تلو مرة دون أن يكون هناك إظهار لنتائج التحقيق.


وجاءت فضيحة ملجأ الجادرية لتتوج هذه الجرائم ولتقول لكل العراقيين ولكل منظمة مهتمة بحقوق الإنسان: "إن وزارة الداخلية وبحماية رئيس الوزراء متورطة هي وألوية المغاوير بهذه الجرائم، ولكن إلى اليوم لم يُحاسب أحد منهم، والعالم بأسره يتفرَّج؛ الأمم المتحدة – الجامعة العربية – منظمة المؤتمر الإسلامي – روابط وجمعيات وجماعات وهيئات دينية.
3- وبعد 22/2/2006 بعد تفجير سامراء بدأت حملة الاعتقال والخطف والتعذيب والقتل ونهب أثاث البيوت وإحراقها وتهجير أهلها منها، وهذا ما يحدث للعوائل السنية في مناطق بغداد ذات الأغلبية الشيعية على يد جيش المهدي ومغاوير الداخلية. وهناك تهجير لبعض العوائل الشيعية من بعض المناطق السنية، ولكن نسبة المهجرين الشيعة إلى نسبة السنة هي (كل 100 عائلة عراقية مهجرة: 98% سنية 2% شيعية) ونرفق لكم أسماء وعناوين العوائل المهجرة. وقد سارعنا إلى إغاثة هذه العوائل بالأغطية والمواد الغذائية وبتقديم ( 50000 ألف دينار لكل عائلة) من خلال التنسيق مع المؤسسات الإغاثية.


3- تشكيل هيئة الدفاع عن المعتقلين:
وأمام هذه الهجمة الشرسة من قبل وزارة الداخلية على حقوق الإنسان العراقي، وأمام غياب المعيل الوحيد للعوائل وعدم قدرة العوائل على متابعة قضايا المعتقلين لارتفاع أجور المحامين، أعلنا تشكيل هيئة دفاع عن المعتقلين، بالتنسيق مع الحزب الإسلامي العراقي لتوفير أجور المحامين. واليوم لدينا (20 محامٍ) يتابعون الملفات قانونيا.
التواصل مع الحكومة:
ولدينا اتصالات مع قائد الألوية الخاصة (اللواء عدنان ثابت) وقائد ألوية المغاوير (اللواء رشيد فليح) وقائد ألوية حفظ النظام ( اللواء ركن مهدي الغراوي) وكذلك ضباط استخبارات الألوية والضباط المسئولين على حقوق الإنسان داخل قيادات الأولية.
ثالثاً: انتهاكات حقوق الإنسان لدى وزارة الدفاع
لقد تورث الجيش العراقي من الحرس الوطني مظالم كثيرة منها (260 معتقلاً) أصبحت ملفاتهم لدى استخبارات الدفاع، و (400 معتقل ) أصبحت ملفاتهم لدى استخبارات ألوية الدفاع.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:45 PM
تابع : الحقيقة من داخل العراق وانتهاك حقوق الانسان (عمر الجبوري )
وقد بدأنا العمل مع وزارة الدفاع من أجل العمل على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين من خلال إحالتة ملفاتهم إلى القضاء، ولكن في بدء الأمر أنكرت وزارة الدفاع وأصرت على عدم وجود معتقلين لديها، وبعد جمع العديد من زوجات المعتقلين وسجلنا لهن لقاءً مصوراً حول مصير أزواجهن المعتقلين منذ وقت طويل تجاوز بعضهم ( 8 شهور ) دون زيارة أو سماح للمحامين بمتابعة ملفاتهم، وأرسلنا نسخة من هذا اللقاء إلى الوزير، أعلنت أسماء المعتقلين، ونحن اليوم نحاول العمل على إطلاق سراحهم، وقد بدأت وزارة الدفاع بإطلاق سراح وجبات صغيرة منهم. ومازلنا نتفاوض مع الدائرة القانونية لوزارة الدفاع من أجل إحالة ملفات المعتقلين إلى المحاكم ذات الاختصاص المكاني.
رابعاً: انتهاكات حقوق الإنسان لدى وزارة العدل
وجدنا وللأسف أن وزارة العدل لم تقف بجوار المعتقلين، ولم تحسِّن إدارة السجون، ولم توفر للمعتقلين أبسط مستلزمات النزلاء من مغاسل صحية أو على الأقل وجبة غذاء كافية، بل وجدنا أن المعتقلين يعانون من سوء التغذية وضيق المكان وعدم وجود منفذ لدخول أشعة الشمس مع قلة منافذ التهوية، وقد انتشر مرض الجرب والحساسية بين السجناء.


مع العلم أن حراسات سجون وزارة العدل عبارة عن مليشيات تعمل على تعذيب المعتقلين وعلى خطف وقتل من يطلق سراحه من قبل المحاكم المختصة، وإليكم بعض هذه الحوادث.
ووجدنا هناك تلكؤاً لدى الوزارة في تقبل عمل اللجنة الرباعية المختصة بإطلاق سراح المعتقلين لدى القوات الأمريكية.
ناهيك عن عدم السماح للمحامين بمتابعة أوراق تحقيق المعتقلين، ومعاناة المحامين إذ يتعرض المحامون إلى مضايقات كثيرة، وقد تعرَّض البعض منهم للخطف والقتل والاعتقال أثناء المراجعة.
وبالإضافة إلى كل هذا فقد تم فصل 400 قاضٍ من أصحاب الخبرة بحجة قانون اجتثاث البعث، واستبدالهم بتعيين محامين شباب كقضاة لا يملكون خبرة وإنما يملكون ولاءات للمرجعيات والمليشيات، لذا أصدروا أحكاماً بالإعدام على أشخاص أبرياء بالعشرات، وقد نفِّذت هذه الأحكام ! بالاضافة إلى أحكام بالسجن على الأبرياء لفترات تتراوح ما بين 10-15 سنة.
خامساً: انتهاكات حقوق الإنسان لدى وزارة حقوق الإنسان


لقد خذلت الشعب العراقي، لقد كنا نأمل أن تكون العين التي تبصر والأذن التي تسمع واليد التي تدافع واللسان الذي ينطق للدفاع عن حقوق الإنسان العراقي، ولكن وجدناها على العكس من هذا تماماً !
1- لدى الوزارة قسم السجون والمعتقلات (بقيادة سعد سلطان)، وهذا القسم لديه لجان لزيارة كافة المعتقلات، ولكن إلى اليوم ما رأينا أن الوزارة استناداً إلى التقرير المرفوع من اللجان تتكلم عن (التعذيب وسوء التغذية والاعتقال بدون أمر القضاء).
2- لدى الوزارة قاعدة معلومات على الحاسوب فيها أسماء المعتقلين لدى ألوية الداخلية ووزارة الدفاع والقوات الأمريكية، والواجب عليها أن تعلن عن أسماء وأماكن الاعتقال. ولكننا نجد أن الوزارة تتسكع ولا تعلن، بل تجعل المواطن يبحث طوال شهر أو شهرين حتى يعثر على مكان اعتقال ولده.
3- إلى اليوم لم تتعاون الوزارة معنا لإصدار جدول زيارات منظم للمعتقلين لدى الداخلية والدفاع، أو تعمل على إصدار تقرير يتكلم عن سوء حالة المعتقلين.


4- إلى اليوم لم تقدم الوزارة أي دعم مادي أو معنوي أو عيني لعوائل المعتقلين.
5- إلى اليوم والوزارة لم تسع لإعلان نتائج التحقيق في مجازر ألوية الداخلية.
ومع كل هذا تواصلنا مع الوزارة على أمل تفعيلها لخدمة حقوق الإنسان.
سادساً: انتهاكات حقوق الإنسان لدى وزارة الصحة
لقد أدت وزارة الصحة دوراً كبيراً في انتهاكات حقوق الإنسان من خلال تحويل المستشفى إلى أماكن للاعتقال والخطف والتعذيب، مثل مستشفى النور في الشعلة، ومستشفى الكندي، ومستشفى الكاظمية العام، ومستشفى اليرموك.
فأصبح المواطن السني لا يستطيع الرقود في هذه المستشفيات، ومن تجرأ فإن المريض ومرافقه مصيرهما الخطف والمساومة على فدية، وبعد التعذيب والقتل نجد الجثث في مشرحة الطب العدلي. بل أصبح الأطباء السنَّة لا يستطيعون الذهاب إلى هذه المستشفيات لأداء واجبهم الإنساني لأنهم قد يتعرضون للخطف والقتل مثل ما تعرض إخوانهم لذلك.
بل وصل الحال أن ذوي المتوفى لا يستطيعون الذهاب إلى مشرحة الطب العدلي لاستلام جثثهم لأن المليشيات المسيطرة على المشرحة تقوم بعمليات الخطف والقتل، وحدث هذا الأمر كثيراً.


وقد تم التنسيق مع وزارة الدفاع لإخراج قوة من الجيش تذهب مع المواطنين لاستلام الجثث والحيلولة دون خطفهم.
وقد نجحت وزارة الصحة في تجنيد المليشيات داخل مؤسسات الوزارة كافة من خلال تشكيل لواء اسمه(ngo)، واختطاف الدكتور علي المهداوي المرشح لمنصب وكيل وزير الصحة من مكتب الوزير خير مثال على ذلك ... وهذه نماذج لما يحدث داخل مؤسسات الوزارة.
التوصيات:
1- تشكيل لجنة لمتابعة ملف إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء لدى قوات الاحتلال والحكومة العراقية من خلال (منظمة المؤتمر الإسلامي – الجامعة العربية – الأزهر – منظمة الأمم المتحدة).
2- تشكيل لجنة لمتابعة إيصال التقارير إلى لجنة حقوق الإنسان ولجنة المعذبين في الأمم المتحدة، والمطالبة بالتدخل الدولي لإيقاف الإبادة الجماعية والتهجير القصري للعوائل.
3- تشكيل لجنة مع دول جوار العراق وحثهم للتدخل في إيقاف المأساة التي يعيشها الشعب العراقي عامةً وأهل السنّة خاصةً، إعلامياً وسياسياً. والضغط على الحكومة العراقية وقوات الاحتلال لتفعيل مبدأ التوازن.


4- مفاتحة الجمعيات الخيرية في كافة دول العالم العربي والإسلامي لتشكيل لجنة إغاثة أهل العراق، لاسيما دول الجوار (الكويت – السعودية – قطر – وغيرها).
5- إصدار الفتوى التي تشجع أهل السنّة على الانخراط في صفوف الجيش والشرطة وقوى الأمن لتحقيق التوازن.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:47 PM
6- واقع أهل السنة في العراق ومستقبلهم وانعكاس ذلك في المنطقة (د. زياد محمود العاني)
د. زياد محمود العاني
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغر الميامين، وبعد:
أولاً: واقع أهل السنة ومستقبلهم
لم يكن مستغربا عند أهل الحل والعقد من أهل السنة في العراق ما حصل من الشيعة ضد السنة بعد الاحتلال، وإن كان مفاجئاً لعامتهم , ذلك لأنهم عاشوا مع الشيعة جنباً إلى جنب ولم يقع أي اضطهاد طائفي بينهم طيلة القرون الأخيرة المنصرمة، بل كانت العلاقات طيبة وعلى أحسن ما يرام، لذلك لا نجد عندهم أي إحساس سلبي أو خوف من شركاء الوطن وإخوة الدين ... إما أنه لم يكن مستغرباً من عقلائهم وقادتهم ومفكريهم ولاسيما الإسلاميين منهم؛ ذلك لما اطلعوا عليه من خطط عن ساسة القوم وعليتهم، أو ما يمكن أن نسميه بروتوكولات مدروسة بيتت الشر وأعدت العدة للهيمنة والسيطرة على البلد بأسره عند أية فرصة سانحة، وهذا ما تجده وأنت تقرأ بطون كتبهم الصفراء أو تصفح التاريخ وتنظر في مواقفهم عند كل غزو تعرض له العراق من البويهيين أو الصفويين وأخيراً ما حصل لأهل السنة في إيران بعد نجاح ثورة الخميني، ولقد وقع بأيدينا بعض من بروتوكولاتها وخططهم المستقبلية للهيمنة على المنطقة وتشييعها قبل أكثر من عشرين سنة، ومما وقع في أيدينا الخطة الخمسينية التي تهدف إلى تشييع إيران برمتها، وكذلك العراق والدول المجاورة ...


لذلك فان مستقبل أهل السنة في العراق إن استمر الوضع على ما هو عليه مظلم ولا يبشر بخير. ويمكن أن نتكلم عن ذلك وفق الآتي :
1- هيمنة الشيعة على جميع مرافق الدولة وسيطرتهم على الوزارات كافة وطردهم لأهل السنة منها، إما بالفصل أو بالتهديد أو بالقتل أو بالخطف، سواء كانت هذه الوزارة خدمية أم سيادية، مما سيؤدي إلى إفقار أهل السنة وابتعادهم عن المجتمع ... بل إن السني لا يستطيع مراجعة الكثير من دوائر الدولة ولا سيما المستشفيات لأنها تحولت إلى بؤر لمليشيات جيش المهدي ومنظمة بدر.
2- أن سيطرة الشيعة على الأجهزة الأمنية والعسكرية -كالجيش والشرطة والأمن الوطني وغيرها- جعل أهل السنة تحت طائلة المساءلة المستمرة وعرضة للاعتقال والتعذيب والقتل، مما حدا بأغلبهم إلى الهجرة من مناطق التماس والنزوح عنها وتركها للشيعة، وقد بدأوا بتطبيق خطة التهجير في بغداد التي نصف سكانها من السنة فسلطوا المليشيات وقوات المغاوير والحرس الوطني على العوائل والأهالي العزل فقتلوا من قتلوا واعتقلوا من اعتقلوا مما أضطر أهل السنة في أغلب مناطق الرصافة إلى النزوح والهجرة منها خارج الوطن أو إلى المناطق السنية، وكذلك فعلوا في بعض أجزاء الكرخ كالشعلة وأبو دشير وغيرها.


3- أن استمرار هجرة السنة من العراق تحت هذه الضغوط المتقدمة والمتواصلة سيؤدي إلى اختلال المعادلة الديمغرافية. إذ أن خطتهم الآن السيطرة على بغداد، وقد ابتدأت، وبالتالي ستخلوا لهم بغداد تحت وطأة الضربات الهمجية البربرية المغولية الصفوية والتي تقوم بها المليشيات بدعم القوات الحكومية الشيعية. والخطة التالية هي الهيمنة على طوق بغداد السني، إذ أن بغداد محاطة بمدن سنية كالمدائن والمحمودية واليوسفية والطارمية وأبي غريب والتاجي والرضوانية وغيرها، والآن هناك خطط لتهجير السنة من هذه المدن وتغيير ديمغرافيتها .. وهناك أيضا خطط للسيطرة على محافظة ديالى وتهجير السنة منها، وقد سيطروا على الطرق الموصلة بينها وبين بغداد ونصبوا السيطرات التي تخطف أهل السنة وتقتلهم. وهذه الإجراءات سينجم عنها خلو هذه المناطق من السنة وإحلال الشيعة بدلهم.
4- أن هيمنة الشيعة على مرافق الدولة المهمة وسيطرتهم على الوزارات والمؤسسات التابعة لها سيخل بالمعادلة السياسية وسيجعل القرار السياسي في البلد بيدهم، مما ينجم عنه عزل السنة وإبعادهم عن المشاركة في إدارة بلدهم.


5- نجم عن هيمنة القوى الأمنية والمليشيات على الجامعات العراقية اغتيال العديد من الأساتذة والطلبة مما اضطر الباقين من أساتذة وطلبة إلى ترك الجامعات والتدريس أو الدراسة فيها كما حصل في الجامعة المستنصرية التي تحولت إلى ما يشبه الحسينية، وهكذا في بعض كليات جامعة بغداد ولا سيما مجمع باب المعظم الذي يضم العديد من الكليات، إذ تحت وطأة التهديد ترك الأساتذة كراسيهم في كلية الآداب العريقة وكلية اللغات وكلية الإعلام وكلية التربية، ومثلهم فعل الطلبة؛ لهيمنة المليشيات عليها؛ وحصل مثل هذا في كلية طب الكندي.
6- فعلوا مثل هذا في وزارة التربية والمؤسسات التابعة لها، إذ هيمنوا على هذه الوزارة وأقصوا جميع أهل السنة من مرافقها المهمة وغيروا المناهج الدراسية ولا سيما التربية الدينية والتاريخ ليكتب وفق رؤيتهم ومنهجهم، وقد وظفوا مؤخراً ما يزيد على مئة ألف معلم ومدرس من الشيعة في المدارس الابتدائية والإعدادية خلال السنتين الماضيتين.


أما وزارة الصحة فقد أقصوا جميع المدراء العامين ومدراء المستشفيات وتحولت المستشفيات إلى مصائد لأهل السنة ممن يراجعها للاستشفاء فيقع فيما هو أعظم منه؛ الخطف ثم القتل كما تقدم.
مما سيؤدي في المستقبل إلى انحسار الكفاءات عند أهل السنة والذين اشتهروا بها في العقود السابقة وانحصارها فقط عند طائفة الشيعة؛ مما يزيد من تهميش السنة وإقصائهم.
7- في المجال الاقتصادي قامت الحكومات الشيعية المتعاقبة على الحكم بعد سقوط النظام بتحويل كافة المشاريع الاقتصادية العملاقة من مناطق السنة إلى مناطق الشيعة، مثل مصفى جرف الصخر الذي ابتدأ العمل به عام 1990 وتوقف بسبب غزو العراق للكويت، قاموا بتحويله إلى منطقة الكفل في العمارة، وقاموا بإقرار بناء محطات توليد الطاقة في مناطق النجف والديوانية وغيرها من مناطق الجنوب، بل قرروا نقل المحطات القديمة من مناطق السنة إلى مناطقهم، وهكذا بقية المشاريع. وهذا كله سيؤدي إلى تفشي البطالة عند أهل السنة ويتسبب في إفقارهم وهجرتهم.


8- زيادة على كل ما تقدم فإن الشيعة لا يكتفون بكل هذا، فعمليات التهجير التي استهدفت بغداد وضواحيها (أقضية المحمودية واليوسفية والمدائن والحسينية وسيتلوها الطارمية وأبو غريب وغيرها) لا يكتفون بكل ما تقدم بل يريدون إعادة النظر في حدود المحافظات السنية، فهناك مطالبة باقتطاع جزء كبير من محافظة الأنبار، كذلك اقتطاع أجزاء من محافظة صلاح الدين.
وهناك أيضا ضغط من قبل الأكراد لاقتطاع أجزاء من محافظة نينوى وصلاح الدين وديالى، مما يتسبب فيما لو نجح هذا المخطط بانحسار السنة في مناطق ضيقة غير ذات بال.
9- يزيد في ضعف أهل السنة عدم وجود مرجعية شرعية تجمع سياسييهم كما فعل الشيعة، وفشل علمائهم في تحقيق توافق بين أطياف السنة. كذلك وجود تأثير خارجي (إيراني – سوري) على بعض الفصائل السنية -السياسية منها والمقاتلة- يصب هذا بشكل أو بآخر في مصلحة إيران والشيعة ...
لقد كان هَمُّ غالبية أهل السنة بعد الاحتلال هو مدافعة المحتل ومقاومته، ولم ينتبهوا إلى أن خطر الطائفية أشد من خطر المحتل الغاشم ... لذلك ابتعدوا عن المشاركة في العملية السياسية؛ إذ أن الأغلب عدّها تصب في مصالح المحتل، مما مكن الشيعة الذين جاؤوا على الدبابات من الهيمنة والسيطرة التي تقدم ذكرها، وجاء انتباه أهل السنة إلى المشاركة السياسية كحل للمشكلة الطائفية متأخراً وبعد أن هيمن الشيعة على مفاصل الحكم، ولم يكن بإمكانهم تغيير شيء مما وقع لتمسك الشيعة وتشبثهم واستمرار نهجهم في إقصاء أهل السنة وتهميشهم، إذ رفضوا الموازنة المتفق عليها لحد هذه الساعة مما يؤكد خبث نواياهم وتخطيطهم المسبق.


لعبت إيران دوراً خبيثاً لإنجاح المشروع الشيعي الصفوي إذ دعمت الشيعة بكل قوة وشجعتهم في عملهم السياسي ومنعتهم من مقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه عملت مع السنة عكس ذلك؛ إذ شجعتهم على مقاومة المحتل وعلى مقاطعة المشاركة السياسية وروّجت لذلك كي يتحقق حلمهم في الهيمنة السياسة والطائفية على البلد والتحكم بمقدراته، لذلك أفتت المراجع الشيعية من أول يوم بعدم مقاومة المحتل، بل كان لهم دور كبير وفاعل في حل كثير من إشكالاته، وقد ذكر ذلك مفصلاً بريمر في مذكراته لمن أراد الرجوع والاستزادة. (هناك ثلاثة وأربعون رسالة بين بريمر والسيستاني في مدة 14 شهراً قضاها بريمر في العراق).
ثانيا: انعكاس ذلك على المنطقة
لا يخفى على أحد أن إيران بعد نجاح الثورة على الشاه أعلنت صراحة عن نيتها في تصدير الثورة الإسلامية، وهذا من الأمور المسلّمة التي لا يختلف عليها اثنان، وكان ضمن أولوياتها العراق ولبنان وأفغانستان، وقد صرّح قبل أيام محسن رضائي سكرتير لجنة تشخيص النظام في مقابلة نقلتها جريدة الحقائق العدد 313 في 27/9/2006 إذ قال : تم تدريب عناصر للقتال في العراق ولبنان وأفغانستان منذ ثمانينات القرن الماضي.


وهذا ليس بمستغرب، إذ أن هذه الوسائل والتصريحات والتدخلات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني، لكن الغريب في الأمر أن الساسة في هذه البلدان ينكرون هذه التدخلات السافرة بل وينفونها من أصلها، وأن الكثير من الدول العربية تقف موقف المتفرج منها ولا تحرك ساكناً. وقد أصبح هذا الأمر مكشوفاً ومفضوحاً أكثر بعد احتلال العراق، إذ أن البلد احتل من إيران أيضاً، وأصبحت الحكومة الحالية آلة مسخرة بيد حكام طهران ليملوا عليها كيف شاؤوا. ومن هنا يأتي الانعكاس السلبي لتهميش السنة وضعف دورهم في العراق على المنطقة برمتها، وذلك لعدة أمور، منها:
1- هيمنة الشيعة على القرار السياسي في العراق سيؤدي إلى اختلال التوازن في المنطقة التي ستخضع لاستراتيجيات إيران وخططها، ومنها قيام المحور الشيعي الذي يمتد من طهران مروراً ببغداد إلى سوريا وجنوب لبنان، وسيضع هذا المحور الأردن ودول الخليج تحت رحمته.
2- هيمنة الشيعة على العراق سيضع أكبر احتياطي نفطي في العالم تحت تصرفهم (بعد إضافة احتياطي العراق إلى احتياطي إيران) وسيمكن طهران من التحكم في السوق النفطية وتصبح أوربا واليابان والولايات المتحدة تحت رحمتهم.


3- سيطرة الشيعة على العراق ونشوء محور شيعي قوي في المنطقة سيغري العلويين في تركيا للتحرك وتصعيد مطالبهم بما يهدد الأمن الوطني التركي.
4- شيعة دول مجلس التعاون الخليجي (في الكويت والبحرين والسعودية) سيتعرضون لضغوط وإغراءات عديدة للانضمام إلى المحور الشيعي، بل إنهم بأنفسهم سيطالبون بذلك مما سيعرّض أمن دول الخليج للخطر، وقد بدأ تململهم منذ الآن في شرق السعودية وفي البحرين والكويت.
5- ستشهد دول المنطقة مزيداً من التطرف والغلو كردود أفعال لتهديدات الشيعة وسيتعزز ذلك في أوساط السنة.
6- ستشهد المنطقة موجات نزوح وهجرة وفرز طائفي من السنة المضطهدين في العراق مما يعرّض استقرار المنطقة للخطر.
7- سيكون لهذا المحور الشيعي القوي دور كبير في الترويج للفكر الشيعي ونشره في أنحاء العالم الإسلامي، وقد ظهرت بوادر ذلك في فلسطين ودول شرق آسيا والدول الإفريقية ودول أوربا بما تقوم به إيران من أعمال التبشير بمذهبهم المنحرف، ولا شك أن ذلك سيتضاعف أكثر بعد قيام المحور أو الهلال الشيعي، ولا سيما أن هناك رضاً عن الشيعة عند إسرائيل وبعض دول الغرب

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:52 PM
7-الإعلام بين محنة أهل السنة ومحنة العراق وبين المصداقية وأكذوبة العولمة (مجدي أحمد حسين )

عندما سقطت بغداد في أيدي الاحتلال الأمريكي- الصهيوني البغيض يوم 9 إبريل 2003 كان من المفترض أن يكون هذا اليوم علامة فارقة بين عهدين أو مرحلتين للأمة العربية والإسلامية فقد كان الحدث جللاً، بل كانت المصيبة الأعظم منذ احتلال فلسطين. ولكن رد الفعل الشعبي العربي والإسلامي لم يكن بحجم الحدث للوهلة الأولى، حتى برهنت المقاومة العراقية على قدرتها على وقف ليس تداعيات احتلال العراق فحسب بل وقف تداعيات امتداده لمناطق ودول أخرى من أمتنا كان قد تم الإعلان بصورة رسمية على أن الدور سيأتي عليها قريبًا لتحتل كالعراق.

والحقيقة فإنه يتعين رسم صورة مركزة ومكثفة للوضع السياسي في العراق، وتداعياته على أمتنا العربية والإسلامية، حتى يمكن أن نقيم دور الإعلام تجاه القضية العراقية، ما الإعلام إلا أدوات ووسائل تستخدمها أطراف مختلفة لخدمة سياساتها وأغراضها الخاصة، وما الحديث عن الإعلام المحايد إلا أكذوبة كبرى، وما الحديث عن الشفافية الإعلامية في زمن العولمة حيث تحول العالم إلى قرية صغيرة لا يوجد فيها سر واحد، وكل ما يحدث فيها يتم كشفه فوراً على الهواء على الملأ، ما هذا إلا أكذوبة أكبر من حكاية الإعلام المحايد.


لا يمكن إذن تقييم دور الإعلام دون تقييم الأدوار والمواقف السياسية على مسرح الواقع السياسي. ومن هنا نبدأ.
*******************

كان احتلال العراق وسيظل علامة فارقة في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية بل كان وسيظل علامة فارقة في تاريخ البشرية. لأنه الساحة المرشحة لأن تنكسر على أرضها غطرسة القوة الأكبر في العالم. وعندما تنكسر القوة العظمى فإن وجه التاريخ يتغير. وقد توقع كاتب السطور هذه النتيجة السريعة للعدوان أما الآن فإن الأمر لم يعد محل خلاف بل إن الأمريكيين أنفسهم حكومة وشعب، جمهوريين وديمقراطيين، يؤكدون وصول أمريكا إلى طريق مسدود في العراق، والمسألة كيف تخرج أمريكا بكرامة من العراق ( كما صرحت كونداليزا رايس في القاهرة) أي بالحفاظ على ماء الوجه.

وعندما كتبنا قبل وبعد سقوط بغداد إن هذه الحرب ستكون حتف أمريكا، وكنا نسبح ضد التيار، فإن الآن كل التحليلات الموضوعية والجادة داخل وخارج الولايات المتحدة تقول بذلك، وكان أهم وآخر الدراسات لريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية ( ومعروف صلته بالخارجية الأمريكية) التي يتحدث فيها عن 5 عهود في الشرق الأوسط:


1. بداية من عام1774 الذي يشهد بداية تراجع الإمبراطورية العثمانية حتى انهيارها في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
2. انفراد بريطانيا وفرنسا بالشرق الأوسط.
3. نشوء التيار القومي وحرب 1956 وتبلور عهد الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.
4. زيادة نفوذ الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق والذي ظهر في حرب 1990 بالخليج.
5. سقوط العهد الرابع بغزو العراق!!
إذن فإن هاس يعتبر أن عهد الهيمنة الأمريكية سقط بقرار غزو العراق، لأنه أدى إلى:-
1. زيادة نفوذ إيران ونفوذ الشيعة في العراق.
2. ولأن العراق تحول إلى بؤرة إرهاب وفوضى وتنشرهما في المحيط ( هذا اسم المقاومة!!).
3. ولأن الكراهية ازدادت تجاه الولايات المتحدة بالمنطقة.
4. تعرقلت عملية السلام.
5. ازدياد نفوذ التيار الإسلامي وتعثر الأنظمة العربية التقليدية.

ويؤكد هاس أن استخدام جانب كبير من القوة العسكرية الأمريكية أدى إلى تقليص نفوذ
واشنطن على المستوى العالمي واصفًا ذلك بأنه من " سخريات التاريخ".


وتؤكد الدراسة- التي أعتقد أنها تعبر عن رؤية تيار عريض داخل السلطة الأمريكية- أن نفوذ الولايات المتحدة خلال المرحلة الخامسة وهى مرحلة الفوضى والإرهاب والاضطراب سيتجه إلى المزيد من التقلص وإن ظلت أمريكا أكثر نفوذًا من غيرها من القوى العالمية، إلا أن هذه القوى ستصعد مزاحمتها للنفوذ الأمريكي، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا.
وترى الدراسة أن من ملامح هذا العهد الخامس بروز دولتين كبيرتين في المنطقة: إيران- إسرائيل. ويؤكد الكاتب أن إسرائيل اليوم أصبحت من المنظور الاستراتيجي في وضع أضعف مما كانت عليه قبل المواجهة الأخيرة لها ضد حزب الله في لبنان.
ولم يكتف الكاتب بذلك بل عاد ليؤكد أن وضعها سيزداد تدهورًا إذا ما تمكنت إيران من حيازة السلاح النووي.

وتؤكد الدراسة أن الإسلام سيملأ الفراغ السياسي والثقافي في العالم العربي على حساب فكرة القومية العربية. وأن النظم المعادية لأمريكا ستستمر.


وأخيراً هناك نصيحة إلى الإدارة الأمريكية بعدم الاعتماد المبالغ فيه على القوة العسكرية لأنها تؤدى إلى زيادة انتشار التيار الراديكالي في العالمين العربي والإسلامي.
هذه رؤية العدو التي نرى أنها أرضية صحيحة لتحليل الواقع مع الخلاف في الأسماء والمسميات، ومع الخلاف في الأغراض والنوايا والأهداف. هذه هي الخريطة التي يتفق فيها الأعداء والأصدقاء.
ونعود مرة أخرى على ضوء هذا التحليل إلى الساحة العراقية، لقد كان غزو العراق أغبى قرار استراتيجي يمكن أن تتخذه دولة عظمى. فقد كان النظام العراقي قد خرج من مرحلة التعاون مع الغرب ( خلال الحرب ضد إيران) إلى مرحلة العصيان. وكان يمثل مشكلة حقيقية لاستكمال الهيمنة الأمريكية. ومن هنا كان الشعار الأمريكي المديد( نظرية الاحتواء المزدوج للعراق وإيران) بعد سياسة ضرب إحدهما بالآخر طوال الحرب العراقية –الإيرانية (8 سنوات). وشعار الاحتواء المزدوج كان يشير بوضوح إلى الرفض الأمريكي للنظامين، والسعي لإضعافهما وإسقاطهما معاً. وفى تلك الفترة بدأت أشكال من التعاون بين البلدين ( العراق- إيران) استمرت حتى سقوط بغداد.


كانت الخطوة العراقية لاحتلال وضم الكويت أمرًا سهل وضع العراق على رأس جدول الأعمال، وبدا أن الخلاص أولاً يجب أن يكون من النظام العراقي. وكانت حرب 1990 –1991، ووقفت إيران على الحياد طوال 45 يومًا. وعندما رأت قوى المعارضة الشيعية والكردية انه يمكن استغلال انكسار الجيش العراقي في الكويت، وحالة الضعف التي انتابت النظام من جراء القصف الأمريكي المتواصل على مدار أكثر من شهر، وبعد وقف إطلاق النار، تم تنظيم انتفاضة في جنوب البلاد تواكبها أخرى في الشمال الكردي.

وهنا كان القرار الأمريكي المزدوج:
1. رفض تقدم الجيش الأمريكي إلى بغداد لإسقاط النظام.
2. غض الطرف عن استخدام النظام العراقي لقواه العسكرية خاصة الجوية لإخماد الانتفاضة الشيعية.
هنا كان الموقف الأمريكي صحيحًا من وجهة نظر المصالح الأمريكية، فهو من ناحية راعى ماء وجه الحلفاء العرب والدوليين الذين تجمعوا تحت شعار " تحرير الكويت" لا " احتلال العراق" وحرصت إدارة بوش على الاحتفاظ بهذا التحالف الدولي الشامل. أما الأهم من ذلك فقد كان قرار جورج بوش الأب وإدارته صائبًا من وجهة نظر المصالح الأمريكية، لان أي عاقل يدرك أن إسقاط النظام العراقي سيكون في المحل الأول لصالح إيران وحلفائها الشيعة في العراق، أما الوجود الأمريكي في العراق فهو في كل الأحوال لن يكون إلا مؤقتًا ولا يستند إلى قاعدة سياسية أو اجتماعية وسيرحل في النهاية وستسقط الغنيمة في فم إيران خصوصًا والشيعة عموماً، ليس بالضرورة عن طريق الهيمنة الكاملة على العراق ( فهذا غير ممكن واقعيًا حتى وان رغبت إيران في ذلك) ولكن من خلال إقامة نظام حليف وصديق في بغداد لأول مرة منذ فترة طويلة. وأي دولة في العالم تسعى-إذا كانت الظروف مواتية- إلى هذا الهدف وتعتبره أمرا مشروعًا من صميم الأمن القومي، خاصة إذا كانت هذا البلد المجاور مصدراً لاضطرابات وقلاقل وحروب عبر التاريخ الحديث والقديم!



لكل هذه الاعتبارات، وليس على سبيل السهو أو الخطأ أو التكاسل أو التقاعس أو الاستجابة لطلب رئيس عربى، ليس لكل ذلك لم تتقدم القوات الامريكية- او على الاقل لم تحاول- الى بغداد. بل هى أصلاً لم تدخل أراضى العراق.
وظل الموقف الأمريكي على حاله اثنى عشر عامًا، ولم يكن الموقف مريحًا، ولم يكن استمرار النظام العراقى من المصلحة الامريكية، مع استمرار نظام ايران، وغيرها من مواقع الممانعة العربية والاسلامية، ولكن كان العزوف الأمريكي عن غزو العراق اجباريًا للحفاظ على كل المعادلات الاقليمية، مع تحقيق تقدم ملحوظ فى فصل الشمال الكردى عن العراق، وجعله فى احضان امريكية- غربية- صهيونية. هذا الصمت الأمريكي كان تحت شعار ( مكره اخاك لا بطل). وأخيرًا جاءت الادارة الممسوسة من الشياطين، من يطلق عليهم المحافظون الجدد. فهؤلاء دفعوا امريكا الى حتفها على اكثر من صعيد. ولكن ظلت منطقة الشرق الاوسط فى المقدمة كبؤرة للعالم، ماديًا ( البترول) وروحياً ( الاماكن المقدسة) واستراتيجياً ( الكيان الصهيونى) وايديولوجياً ( الحرب على الاسلام ).



تصور رامسفيلد انه اخترع نظريات عسكرية جديدة حين روج انه انتصر فى افغانستان وانتهى الامر بأصغر جيش احتلال ممكن (8-10 آلاف جندى) اعتمادًا على القوة الجوية. والنتيجة بعد 5 سنوات نسمعها على لسان قادة جيش بريطانيا وآخرهم المارشال بيتر اينج القائد السابق للجيش البريطانى الذى أكد ان بلاده ستتعرض للهزيمة فى افغانستان. بينما طالب قائد الجيش البريطانى الحالى السير ريتشارد دانات بسحب القوات البريطانية من العراق!!
فى العراق كان جنون قرار الغزو، الذى وان افتتح ملفًا مأساويًا للعراق الشقيق، إلا انه ان شاء الله سينهى ملف هيمنة امريكا على منطقتنا والعالم.
ويجب ألا يغيب عنا كمسلمين- وكأهل سنة داخل وخارج العراق- ان هذا هو الحدث التاريخى الجوهرى، ولابد من اعادة ترتيب وتطويع كل المتغيرات الاخرى لخدمة هذا الهدف العظيم.

تصور جهابذة الادارة الامريكية ان التاريخ يمكن اعادة رسمه وفقًا لرغباتهم ومزجوا بين التصورات الايديولوجية ( وهى بالمناسبة ليست جديدة وليست بعيدة عن كل الادارات السابقة وكل حكام امريكا) مع مزيد من الجمود العقائدى مزجوها برؤى استراتيجية تسعى لتأكيد هيمنة امريكا على العالم وقطع الطريق على صعود أى قوة منافسة جديدة خلال القرن 21 سواء من الشرق أو الغرب. وهو امر لا يمكن حدوثه بدون السيطرة على الخزان البترولى العالمى، وعلى هذه البقعة المحورية من العالم. وضرب المنافس الحضارى الأوحد ( المد الاسلامى).

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:55 PM
تابع : 7-الإعلام بين محنة أهل السنة ومحنة العراق وبين المصداقية وأكذوبة العولمة (مجدي أحمد حسين )
وكان من ضمن الحسابات الخاطئة- من وجهة نظر المصالح الامريكية- هو تجاهل الرؤية الأصلية لدى مختلف الادارات السابقة ( بوش الاب- كلينتون) حول عدم الاخلال فى التوازن بين العراق وايران. وحل بعض الملفقين هذه المشكلة بتصور اقامة علاقة استراتيجية مع شيعة العراق ومن ثم ربما من خلالهم مع ايران، وتطويع ايران- كمرحلة تالية- بالترغيب والترهيب. عندما تم غزو العراق كان خاتمى فى سدة الرئاسة، وبعد ذلك جاء انتخاب احمدى نجاد الذى أعلن مرحلة جديدة بكل المقاييس فى السياسات الايرانية الخارجية والداخلية. ولم تكن تصريحات أحمدى نجاد حول ازالة اسرائيل من الخريطة، والتشكيك فى مبالغات وأساطير المحرقة على خطورتها الا مجرد بداية، أشبه بنوبة صحيان، وإعادة بناء وتلاحم المجتمع السياسى والشعبى الايرانى، حول مرحلة جديدة تجدد دم الثورة الايرانية وتعيدها سيرتها الاولى. وكان تمسك ايران ببرنامجها النووى جزءًا جديدًا ظهر من جبل الجليد الغاطس تحت الماء، ثم جاءت الاعلانات المتكررة عن الأسلحة الجديدة. ولعلها من ارادة الله أن تورط الحمقى الامريكان- الصهاينة فى حرب لبنان ليذوقوا طرفًا من التسليح الايرانى وليدركوا جدية الأمر، فبينما كان عدوان اسرائيل على لبنان تحت شعار الردع، تحولت الحرب الى ردع لاسرائيل وسيدتها امريكا، حتى لا يفكروا مرة اخرى فى ضرب لبنان، ومن باب أولى ايران!!



سقوط النظام العراقى بعد 3 أسابيع من الغزو، رأت فيه ايران ومعها شيعة العراق هدية جاءتهم على طبق من فضة. وكان الخط التكتيكى الذى تبناه قطاع عريض من القوى السياسية الشيعية هو عدم التصادم عسكريًا مع الاحتلال. والاستفادة من فسحة من الوقت لاعادة بناء قواها الذاتية من أعلى ( أى من خلال السلطة) ومن اسفل من خلال المنظمات والهيئات الاهلية.. بينما اعلنت القوى الاسلامية السنية وعدد من تكوينات وهيئات النظام السابق ( حزب البعث- تشكيلات الجيش- الاجهزة الامنية) الجهاد المسلح ضد الاحتلال وكان هذا الاعلان مبررًا لأن هذه القوى تملك القوى المادية والبشرية لشن مقاومة فورية واسعة ومؤثرة ضد الاحتلال والواقع- على عكس ما يتصور البعض- ان الحرب لم تتوقف بسقوط بغداد، فقد تحولت الحرب النظامية الى حرب عصابات ( مقاومة شعبية ) فورًا وبدون أى فاصل زمنى، ولم يعرف العراق فى أى لحظة وقفًا شاملاً لاطلاق النار، حتى عندما كان بوش يحتفل بالنصر المزعوم على متن احدى حاملات الطائرات الامريكية.



وكان هذا التصادم فى الخطط، وفى التعامل مع الاحتلال أول بوادر الشقاق الشيعى- السنى، رغم وجود معسكر وسط، قطاع شيعى يرفض التعاون مع الاحتلال، حتى وصل الامر الى حد المشاركة فى الكفاح المسلح (جيش المهدى) ومساندة معنوية ومادية للمقاومة فى معاقل السنة. وفى المقابل ظهر قطاع سنى يتبنى تكتيك التعامل السلمى مع الامر الواقع الاستعمارى والمشاركة فى الحكومة، والعملية السياسية، وبدا واضحًا ان الخلاف سياسى وليس مذهبيًا. ومع ذلك فقد تعمق الوضع مذهبيًا بعودة التيار الصدرى الى العملية السياسية، وبهذا أصبح التيار الغالب فى أوساط الشيعة (مع العملية السياسية وضد اعلان الكفاح المسلح) وأصبح التيار الغالب فى السنة هو مواصلة المقاومة المسلحة بلا هوادة، فتعمق الفالق بين الطرفين. وكان يمكن للطرفين ان يقسما الادوار بينهما، وقد حدث فى فترة ما ما يشبه التقسيم الفعلى والعملى للادوار، ولكن منطق مجريات الصراع لم يسمح بتبلور ذلك، فلم تكن هناك قيادة موحدة محكمة لأى طرف من الاطراف وتباعدت المواقف لتضارب المصالح والمواقع،وحدثت خلافات سنية- سنية الى حد العنف وحدثت خلافات شيعية- شيعية الى حد استخدام العنف. ولم يكن الطرف المحتل بريئاً أو متفرجًا.



حتى معارك الفلوجة الأولى والثانية لم تكن الفتنة الطائفية قد تبلورت، وكانت بعض القوات الحكومية ( الحرس الوطنى ) يسند الهجمات الامريكية فى معاقل المقاومة، وكانت نسبة مشاركة الباشمركة ( الاكراد) غير قليلة، وهناك من لا يقدر حجم دور الخطير للقيادة الكردية الطائفية (طالبانى- برزانى) فى إحداث الوقيعة بين السنة والشيعة، لانها الوسيلة الاساسية لمشروع الانفصال الذى كاد أن يكتمل فصولاً على الأرض. المهم كانت مشاركة الحرس الوطنى وغيره فى اطار الصراع السياسى المميت، ولم تتبلور مذهبيًا لأن ذات القوات العراقية النظامية اشتبكت بعد ذلك بالتعاون مع قوات الاحتلال ضد جيش المهدى.

ويبرر التيار الشيعى ( الاسلامى السياسى) الذى يشارك فى العملية السياسية موقفه استنادًا الى التاريخ القديم والحديث، وما تعرض له من مظلومية، واستبعاد من العملية السياسية بعد ثورة العشرين وحتى نهاية القرن. وكان خزان المواجهات الدموية مع نظام صدام حسين مما يصعب عملية لملمة الجراح أو تجنب المخاوف. وكان من المأمول أن تصل المراجع الشيعية الى اعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال فى لحظة ما من الصراع وهو الامر الذى كان كفيلاً بردم أى هوة طائفية وتوحيد الشعب العراقى فى وحدة وطنية لا مثيل لها. وحدثت خطوات على هذا الطريق بالصدام الكبير بين جيش المهدى والقوات الامريكية فى النجف وحولها حيث قدمت المقاومة السنية مساندة عسكرية لجيش المهدى.



وتحدث بوتائر متفاوتة عمليات فى الجنوب والوسط تتبنى مسئوليتها منظمات شيعية مجهولة ضد قوات امريكية وبريطانية وغيرها.
بعد حوالى عامين من الاحتلال أدرك الامريكيون حجم ورطتهم، وأدركوا أن الصراع الطائفى هو الحل. أدرك الامريكيون انهم مهزومون لا محالة، وخارجون من العراق، حتى دون أن ينجزوا تأسيس نظام موال لهم، فقد أدركوا ان القوى السياسية الشيعية التى تعاونت معهم ( فيما عدا بعض الاختراقات ) تخدعهم، وأنها اقرب الى ايران منها اليهم، واذا انسحبوا فإن النظام العراقى سيصبح نظامًا مواليًا لايران. وهكذا تكون امريكا بذلت كل هذه الجهود المادية والعسكرية وبذلت عشرات الالاف من القتلى والجرحى، والاهم من ذلك دمرت سمعتها ومكانتها الدولية، على مذبح ايران، أى لتصبح ايران هى القوة الاقليمية العظمى بلا منازع فى الشرق الاوسط وهذه هى الحماقة الاستراتيجية العظمى لأمريكا.

وهنا نجد الانقلاب فى الوجه المعلن للسياسة الامريكية وفى أدوات هذه السياسة، أما الوجه المعلن فهو اظهار التعاطف مع السنة، فبعد أن كان أهل السنة هم أوكار الشياطين والارهاب أصبحوا المستضعفين المظلومين، وتوجه الهجوم نحو الشيعة والممارسات الطائفية للحكومة، وأعلنت امريكا استعدادها للتفاوض مع قوى المقاومة بل لقد بدأت بالفعل التفاوض مع العديد منها. وضغطت من اجل المزيد من تمثيل السنة فى الحكومة والبرلمان، وكشفت عن انتهاك حقوق الانسان فى بعض السجون العراقية!! وهى تصطدم الآن بين حين وآخر مع جيش المهدى بحجة أنه يحتوى فى داخله بعض ما يسمى فرق الموت. باختصار شديد قررت الولايات المتحدة أن تلعب دور الحكم بين الطرفين بعد أن أوقعت وأفسدت بينهما. على اساس أن يشتكى لها السنة من مغالاة الشيعة، والعكس بالعكس. والحقيقة ان هذه السياسة لم تكن جديدة فاحداث درجة من الشقاق كانت واردة منذ اليوم الاول، ولكنها استفحلت وأصبحت هى الاداة الاولى والرئيسية للاحتلال، فإحداث الفتن وتطويرها يصبح هو الاساس بعد أن يفشل الاحتلال فى المواجهة مع المقاومة السلمية والمسلحة. وهناك كم لا بأس به من المعلومات الموثوقة التى تؤكد دور الاصابع الامريكية والصهيونية فى اشعال نار الفتنة، والقيام بشكل مباشر بعمليات ضد حسينية وضد مسجد وبقتل على الهوية، والمنفذون لا شك انهم فى الاغلب عملاء عراقيون، ولكن فى بعض الاحيان ضبط بريطانيون وأمريكيون فى حالة تلبس. ( لاحظ هنا دور الاعلام فى اخفاء هذا الجانب الاساسى) اذن هذه العمليات المتعمدة من الاحتلال، فى اطار الخلاف السياسى الأصلى المشار اليه، يمكن ان يشعل نار الفتنة الحقيقية. وتتحرك مجموعات شيعية وسنية للقتل على الهوية بشكل منظم أو عشوائى وهكذا تدور الدائرة. فالذى يشعل حريقًا يكفيه اذكاء النار فى بعض الحطب، ثم يترك آلية انتشار النيران فى بقية الحطام والهشيم وكل المواد القابلة للاشتعال، فتبدو الحريق طبيعية.
وفى هذا المناخ يكون الصوت الاعلى، والكلمة العليا للتيار الاكثر تشددًا أو تعصبًا على كل جانب، فهناك من يكفر الآخر من الجانبين، وهذا يعطى مادة اضافية للمزيد من الاشتعال، بل والمزيد من التأصيل للفتنة الطائفية على حساب المعركة الرئيسية مع الاحتلال. ونحن لا نتكلم عن حملات اعلامية أو صحفية، بل دماء تسيل، وفى هذا المناخ ترتفع رايات الثأر، ويتراجع صوت العقل والمنطق ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) ولا شك ان الطرف الشيعى يتحمل المسئولية الاكبر لانه الطرف الاقوى فى هذه اللحظة وان كانت التقديرات تختلف حول الطرف الذى أصاب الآخر بصورة أكبر بالذات فى مجال القتل العشوائى للمدنيين، كذلك لا يمكن تقدير نسبة العمليات المدبرة من الاحتلال، كضرب المساجد بالهاونات، والسيارات المفخخة المجهولة، والجثث التى توجد بالعشرات كل يوم ملقاة فى الطرقات، ان معظم عمليات القتل تجرى فى الخفاء ولا يمكن الجزم بمن قام بها.
فعندما أدرك الاحتلال أن حلمه باحكام السيطرة على العراق الموحد قد تبدد فقد راهن بصورة اكبر على التقسيم الفعلى مع الاحتفاظ بمركزية واهية وضعيفة وشكلية، وتكون امريكا هى الحكم بين الاطراف الثلاثة فى اطار الفيدرالية الواهية ( سنة- شيعة- أكراد). وفى اطار هذا المخطط العدوانى الذى يضرب السنة بالشيعة والشيعة بالسنة فان الحل لا يكون الا بالتوحد فى مواجهة الاحتلال. وإن حركتنا يجب ان يكون شعارها كما كان فى الاصل: مقاومة العدوان، وعلينا ان نساند أهلنا من السنة فى مقاومتهم للاحتلال، ونعلن فى ذات الوقت مساندتنا لأى طرف عراقى يقاوم الاحتلال، سنى أو شيعى، علمانى أو اسلامى، كردى أم عربى أم تركمانى أم اشورى أم مسيحى..إلخ.
كذلك فإننا ندعم المقاومة فى مواجهة الاحتلال وكل القوى التى تساند الاحتلال. ولابد ان نفعل مقررات مؤتمر مكة- من جانبنا- لانه فى مصلحة السنة ومصلحة الاسلام ومصلحة العراق. وقد نصت على حرمة دماء وأموال وأعراض المسلمين.
وبالتأكيد وصلتنا تقارير لا يمكن التهوين منها عما تعرض له أهلنا من السنة فى الجنوب خاصة فى البصرة، وأيضًا وصلتنا بصورة مؤكدة بيانات رسمية مقرونة بالافعال ومعترف بها من تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين تجاه اخوتنا من الشيعة المدنيين وكل طرف يعتبر ان الطرف الاخر هو الذى بدأ وهو صاحب السجلات الاسوأ، واذا كنا حقًا نريد ان ندرأ الفتنة ونزيف الدم فليس من المهم الآن التأكد من هذه الاتهامات المتبادلة، ذلك أن واجب الوقت هو وقف النزيف بصورة فورية وعلى أى صورة من الصور. وهذا هو معنى الآية الكريمة " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" هذا الشطر الاول من الآية يشير الى وقف اطلاق النار بصورة فورية " فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت" ثم تنتهى بعد ذلك بالعدل والقسط " فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) ( 9-10 الحجرات)
يقول اخوتنا السنة فى العراق وخارجها وهم يسردون العديد من الوقائع ان الاخوة الشيعة استقوا بايران المجاورة وبسلبية قوات الاحتلال فى مناطق الجنوب والوسط، ليمارسوا نفوذهم كما بدا لهم، ويطغوا على الوجود السنى. ونحن يجب الا ننكر على بعضنا اعتزاز كل منا بمذهبه، فهو اجتهاده فى ممارسة العقيدة وهو أمر محورى فى حياته.ولكن فى هذا المجال كما فى شتى مجالات الدعوة فإن الاساس هو الحكمة والموعظة الحسنة، ومساندة الدعوة بكل السبل المادية والروحية ولكن ليس بأى شكل من أشكال الإكراه، فالاكراه مرفوض ومدان حتى مع أصحاب العقائد الأخرى.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:56 PM
تابع : 7-الإعلام بين محنة أهل السنة ومحنة العراق وبين المصداقية وأكذوبة العولمة (مجدي أحمد حسين )

فاذا كان شيعة العراق يستظلون بالمرجعيات الدينية فى قم وبالنفوذ الايرانى، ففى اطار التنافس فى الخير أين هى الدولة السنية التى ترعى الاسلام والحركات الاسلامية فى العراق. إن أكبر الدول السنية ( مصر- السعودية- الاردن) المحيطة بالعراق تتآمر على الحركات الاسلامية السنية قبل الشيعية فى العراق وفى بلادها وفى فلسطين. وبالتالى بدون كثير بحث وتدقيق فى الانباء التى يوردها الاخوة السنة بالعراق، فنحن نرى بشكل عام أن وضعهم النسبى فى تراجع مستمر ليس بسبب القلة العددية المثيرة للجدل، ولكن بسبب غياب الظهير السنى من أى بلد مجاور أو حتى غير مجاور. وبالتالى فان اعادة الحالة العراقية إلى نقطة التوازن الصحية التى تفتح الباب لاعادة أجواء التسامح والعيش المشترك وفق المشتركات العقدية، هو وجود مساندة سنية خارجية للحركات الاسلامية والمقاومة السنية ليس ضد الشيعة ولكن ضد الاحتلال، ومن أجل ايجاد صيغة متوازنة للوحدة الوطنية.
ولكن هذه النظم التى تتحدث باسم السنة هى فى الحقيقة ضالعة فى تحالف استراتيجى مع أعداء الله (امريكا- الصهيونية- الغرب). وهى سبب الخراب الذى يعانى منه العراق الآن، لأنها هى التى كانت الجسور التى عبرت من فوقها قوات الاحتلال فى الحربين الآخيرين 1990، 2003، بالمعنى الحرفى للكلمة، فقد مرت القوات الاجنبية من أراضيها وأجوائها ومياهها الاقليمية كما قدمت هذه النظم المحسوبة على " السنة" كل المبررات الشرعية " الدينية" والسياسية لضرب وتدمير واحتلال العراق، وهو الامر الذى لم تفعله ايران الشيعية، ولا تركيا المنطوية تحت لواء حلف الناتو!!

وهى نفسها ذات الانظمة التى دفعت العراق ومولته فى حربه العبثية ضد إيران على مدار 8 سنوات تحت شعارات " معاديه للشيعة " وهذه النظم تأتى الأن مره أخرى بعد تحطيم نظام صدام حسين , وبعد 15 عاماً من كيل المديح لإيران (1990 ـ 2005 ) وفقاً للتوجيهات الأمريكية . وتعود مرة أخرى ـ وفقاً لتوجيهات واشنطن الجديدة ـ إلى الحملة على إيران والشيعة وعلى الحركة الشعبية خاصة الإسلامية السنية ألا تنساق وراء هذا المخطط رغم كل تحفظاتها أو إنتقادتها على ممارسات قطاع واسع من القوى السياسية الشيعية في العراق , أو حتى رغم وجود أي ملاحظات أو تحفظات أو خلافات مع السياسة الإيرانية, فإن البوصلة يجب ألا تختل في أي وقت تجاه العدو الرئيسى للأمة : الحلف الصهيوني الأمريكي .
إن الساحة العراقية مفتوحة ومن يرد أن يدعم أهلنا السنة فليتفضل ويقويهم ما الذي يمنعه ؟!
الحقيقة أن الدعم الرئيسى للسنة إن أردتم هو دعم المقاومة المسلحة ضد الأحتلال , هذا هو أهم إنجاز تاريخى وعالمى قام به السنة رغم ثقتنا بأن المقاومة تضم شرائح شيعية وكردية بنسب متفاوتة , ولكن بلا شك فإن الخسائر الكبرى للاحتلال الأمريكي كانت معظمها في معاقل السنة , أي المناطق الشمالية والغربية التي يغلب عليها التكوين السنى.
ولابد للقوى السنية المجاهدة في العراق وخارج العراق ان تجرى حواراً مع إيران، قبل ان تعلن استعدادها للحوار مع أمريكا، بل لقد بدأ البعض بالفعل هذا الحوار مع أمريكا. ولابد من ايجاد صيغة مشتركة مع إيران لحل الأزمة العراقية. وان توازن القوى حتى بين الأصدقاء هو الذي يحدد نتائج هذا التفاعل. وعلينا ان نرفض هذه النغمة الممجوجة: كل طرف يرى الحوار والتعاون مع أمريكا أفضل من الحوار والتعاون مع أخيه المسلم. واعتقد أن الموقف الايرانى قابل للتطور والتفاعل الايجابى في ظل التهديدات الأمريكية المتصاعدة ضد البرنامج النووي الايرانى. كما يجب ان نلحظ ان الموقف الايرانى ليس متطابقًامع كل التصرفات التي يقوم بها شيعة العراق. والموقف الايرانى نفسه يحمل درجة من التعددية في اطار مؤسسات الجمهورية الاسلامية. وأيضًا الموقف الشيعى العراقي ليس موحدًا. وهكذا.
إذن مساندة أهلنا من السنة في اطار مساندتنا للعراق تتوقف على:
1. دعم سياسى ومالى ومادى ومعنوى للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال.
2. تقديم كافة أشكال الدعم لهيئات العمل الاسلامى الخيرية والدعوية السنية.
3. تشجيع تنمية هيئات اسلامية مشتركة تجمع السنة والشيعة وكانت في العراق مبادرات في هذا الاتجاه.
4. تكتيل كل الجهود لانجاح اعلان مكة وتفعيله على أرض الواقع لوأد الفتنة.
5. تكثيف اتصالات القوى الاسلامية والعلماء السنة مع مختلف الاطراف العراقية لتوحيد الموقف العملى ضد الاحتلال الأجنبى.

عبدالرحمن33
18-12-2006, 07:59 PM
8-هذه هي الحقيقة المرَّة في العراق( د. محمد بشار الفيضي )
/11/1427
د. محمد بشار الفيضي
عضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق والمتحدث الرسمي باسمها.
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد ،وعلى آله وصحبـه أجمـعين :
وبعد :
بادئ ذي بدء نشكر الإخوة القائمين على إعداد هذا المؤتمر، لما بذلوه من جهد ومعاناة من اجل انعقاده، رغم كثرة العقبات، فجزاهم الله خيرا.
أن ما يجرى ـ اليوم ـ على القوى الوطنية المناهضة للاحتلال الأمريكي في العراق، ولاسيما أهل السنة الذين يشكلون مركز الثقل في هذه القوى ،شيء يجل عن الوصف ،ويندى له جبين الإنسانية ،فثمة تحالف سافر بين قوات الاحتلال ،وقوى سياسية طائفية ذات ميليشيات ،تدعمها بعض دول الجوار،وأخرى عرقية على ممارسة التطهير الطائفي والعرقي بحق هذه القوى .
تتعرض هذه القوى لعمليات إبادة وتشتيت منظمة ،من قبل قوات الاحتلال الأمريكي والميليشيات التي تم احتواء معظمها في أجهزة الشرطة والحرس الوطني وتوزعت في شمال العراق ووسطه وجنوبه ،وظل جزؤها الآخر خارج إطار هذه الأجهزة ،ولكن الطرفين يعملان بتنسيق واضح ،وعلى طريقة تبادل الأدوار،في سبيل خدمة التكتلات السياسية التي ينتميان إليها ومصالحها الطائفية والعرقية الضيقة،على حساب مصلحة الشعب العراقي كله ،وأهل السنة خاصة.


وتأخذ هذه العمليات مناحي عديدة ،منها:

أولاً: استهداف المساجد بالحرق والتدمير والاستيلاء ،وقد تم في بغداد استهداف أكثر من مائتي مسجد وجامع ،بينها أربعون أحرقت بالكامل،وهي شاخصة حتى اللحظة تشكو إلى الله جرأة من وصفهم القرآن الكريم بأنهم (أظلم) ،الذين منعوا مساجد الله إن يذكر فيها اسمه وسعوا في خرابها،وهي تنتظر أن يحل فيهم وعيده (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم عذاب عظيم ).
ومايزال استهداف المساجد قائما حتى اليوم من قبل الميليشيات الطائفية ،ويستهدف ـ كل أسبوع ـ كمعدل من مسجد إلى ثلاثة مساجد ،إما حرقا أو هدما ،أو استهدافا بأسلحة الآربي جي أو الأسلحة الرشاشة .
كما لايزال قسم كبير من هذه المساجد مغتصبا ،يمنع أهل الحي من قصدها للصلاة فيها،وبعضها يستغل مكاتب للميليشيات من اجل جمع المعلومات عن الشخصيات الوطنية في الحي الذي يتواجد فيه الجامع بغية تصفيتهم، أو حملهم على الهجرة قسرا.


ثانياً: قتل الأئمة والخطباء وتعذيبهم بطريقة مقصودة في البشاعة لإلقاء الرعب في نفوس الآخرين على نحو يحملهم على ترك مساجدهم،وقد قتل حتى الآن أكثر من 180اماما وخطيبا جلهم أئمة وخطباء ،وفيهم علماء أركان لا يعوضون ،احدهم بمنزلة الأمة في العلم والنشاط في الدعوة ،وقد سحلت جثث بعضهم بالأزقة والطرقات العامة،كما حصل للشيخ الشهيد غازي الزوبعي إمام وخطيب جامع الصبار في حي الحسينية ببغداد وغيره ،ويوجد ضعف هذا العدد في سجون الاحتلال وسجون الحكومة وسجون الميليشيات .
والطريقة التي يعذب فيها هؤلاء العلماء الأجلاء،ربما لا تخطر على بال الشيطان نفسه، مثل غرس المثاقب الكهربائية في الأجساد عامة والرأس خاصة ،أو كي المعتقلين بالمكواة، أو غمسهم في أحواض ماء النار ،أو شد الأكف بمسامير الحديد الى الجدران، أو رضخ الرؤوس بين كتل الحديد،وغير ذلك مما لا يحتمل ذكره،ولا يتوقع حصوله.
ثالثاً: استهداف الكفاءات العلمية العراقية ،فقد قتل أكثر من 300 أستاذ جامعي وباختصاصات نادرة معظمهم من كل المكونات العراقية ،وان كان معظمهم من السنة ،وقتل أكثر من 60 طبيبا وعشرات آخرين أصحاب كفاءات نادرة ،كان من آخرهم أخونا الكبير الشهيد الدكتور عصام الراوي عضو مجلس شورى هيئة علماء المسلمين ،ورئيس رابطة التدريسيين الجامعيين .


رابعاً: الدفع باتجاه إفقار هذا المكون بشكل عام من خلال طردهم من مواقعهم في الأسواق والجامعات و ميادين العمل الأخرى ،وخطف أبنائهم ثم مساومتهم على الإفراج عنهم مقابل مبالغ خيالية يضطر معها ولي المخطوف إلى بيع ممتلكاته واستهلاك أمواله ـ وأحيانا ـ داره التي يسكنها ،ومع ذلك ففي الغالب يستلم ولده بعد أن يدفع المبلغ جثة هامدة عليها آثار تعذيب مروعة ،وقد لا يستلمه أصلا ،وكثير منهم وجدوا أبناءهم قد دفنوا بعلم من الحكومة او تسهيل للمهمة من قبلها في مدن الجنوب مثل كربلاء والنجف مع أنهم ليسو من أهالي هذه المدن، والأسوأ من ذلك أنهم عثروا على أبنائهم هناك مدفونين في مقابر جماعية ،كتب عليها القائمون على الدفن، هؤلاء ضحايا الإرهابيين ،فيا لدناءة التصرف ،ويا لسخرية الأحداث!!
وبأموال الحرام هذه ،وبما يسرق من المال العام ،وبأموال يدفعها المحتل، وأخرى تأتي من الخارج ،تواصل هذه الميليشيات مسلسلها الدموي
ومن هذا القبيل أيضا استهداف تجارهم وطردهم من متاجرهم وإخلاء الأسواق الرئيسية منهم،وقد تم إخلاء كل من سوق الشورجة وسوق جميلة وهما اكبر سوقين في بغداد من هؤلاء التجار


وحتى الأمريكيين يتخذون خطوات تصب في الاتجاه نفسه ،وقد حدثنا بعض التجار انهم اجتمعوا مع مدير في شركة حاسوب Ibm في دولة عربية ،وكان لديه عقد للحكومة العراقية بملايين الدولارات،فاشترط أن ألا يكون التاجر أو الوسيط من أهل السنة!!
خامساً: ضرب البنى التحتية لهذا المكون من مدارس ومستشفيات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب .
هذا ما يفعله الأمريكيون .
أما الحكومات المتعاقبة في ظل الاحتلال ،ومنها الحكومة الحالية فماضية بتخطيط مدروس في هذا الاتجاه ..
فوزارة الصحة ـ على سبيل المثال ـ التابعة للتيار الصدري لا تقدم في الغالب دعما للمستشفيات في المناطق السنية بحجة عدم وجود الأمن في المنطقة أو أنها مستشفيات تدعم الإرهاب، أما مستشفيات بغداد فمسيطر عليها اليوم من قبل التكتلات والميليشيات الطائفية،والمريض الذي يسوقه قدره إلى إحدى هذه المستشفيات يؤول مصيره إلى ثلاجة الأموات فيها،وحتى الطب العدلي الذي يقوم بتسليم جثث الموتى غدا مصائد لذويهم ،فكل من جاء يتسلم جثث موتاه يجد الميليشيات بانتظاره لتلحقه بمن سبقه،وقد سجلت حادثة مروعة ان احد هم قتلت له الميليشيات ولدا وأخا ،وعلم أن جثتيهما في الطب العدلي ،وكان على علم بما تفعله الميليشيات من قتل من يأتي لتسلم الجثث أيضا فانتدب من عشيرته خمسة وعشرين شخصا ،ليتمكن بهم من استلام جثة كل من ولده وأخيه،وكانت الصدمة له غير متوقعة كادت تذهب بعقله، إذ اختطفت الميليشيات من انتدبهم جميعا ،وحتى الساعة لا يعرف لهم خبرا !! .


إن الواقع الطبي والصحي والخدمي في العراق يمر بمرحلة خطيرة وهي مرحلة الإهمال المتعمد لمناطق معينة دون أخرى ،فمحافظة الأنبار التي تعدل مساحتها ثلث العراق وتزيد نسماتها على مليون ونصف نسمة لا يوجد في مركز محافظتها سوى مستشفى واحد ،وقد تعرض للدمار منذ ثلاث سنوات نتيجة لاجتياحات قوات الاحتلال وهجمات الحرس الوطني والشرطة ،ومدينة الفلوجة والقرى التابعة لها ذات الكثافة السكانية العالية لا تمتلك سوى مستشفى قديم تعرض للدمار مرتين خلال الهجوم العسكري الأمريكي في نيسان وتشرين الثاني من سنة 2004.
وهذه حال مستشفيات أخرى دمرت عن عمد في مناطق معينة مثل القائم وحديثة وعانة وهيت وغيرها،وكذلك في محافظات أخرى مثل ديالى وصلاح الدين والموصل ،ومناطق أخرى.
إن التقارير التي تأتي عن واقع المستشفيات مخيف ،فهل يعقل أن عمليات الولادة تجري في العراء أو في خيم نصبت لتعويض صالات الولادة التي سويت بالأرض نتيجة القصف كما هو الحال في مستشفى القائم مثلا،وهل يعقل أن أحد الخطباء ،يقسم على منبر الجمعة انه بسبب هذا الحصار الظالم ،والاضطهاد اضطره ليمارس دور الطبيبة في توليد زوجته..


وهل يعقل أن الجرحى المدنيين يموتون نزفاً إما بسبب كثرة الأعداد التي لا يمكن استيعابها كما هو الحال في مستشفى الفلوجة أو لعدم وجود أكياس لنقل الدم كما هو الحال في مستشفى سامراء .
وهل يعقل أن مستشفى في وسط بغداد وهي مستشفى النعمان في الأعظمية ليس فيها مغذيات أو جهاز لسحب السوائل ،والمرضى يموتون أمام أعين الأطباء ولا يستطيعون أن يفعلوا لهم شيئا،في الوقت الذي تنعم فيه مستشفيات أخرى بكل المستلزمات .
إن التأثير الطائفي البغيض الذي تمارسه السلطة الحاكمة في البلد لم يقتصر على السياسة في الحكم وتوزيع الكراسي والمناصب بل تجاوز ذلك ليشمل الخدمات الصحية والاجتماعية والخدمية الأخرى ،ولو كان بمقدرهم أن يحجبوا الهواء عن الآخرين لفعلوا.
سادساً: التهجير المنظم لهذا المكون من مناطق في جنوب العراق ،والتركيز على تهجيرهم من بغداد فثمة عشرات آلاف العوائل فيها نزحت من مواقعها،وثمة وثائق الأمم المتحدة تتحدث ـ اليوم ـ عن مئات الآلاف من العوائل المهجرة ،والمسلسل يمضي بسرعة تفوق التوقعات،وقد لاحظنا أن الحكومة كلما أعلنت عن مبادرة للمصالحة ،سمحت للميليشيات بالقيام بعمليات تهجير ضخمة ،آخرها ما حدث من تهجير أكثر من 150 عائلة في يوم واحد في منطقة الحرية ببغداد ،فقد تزامن ذلك مع مبادرة أطلقها رئيس الوزراء الحالي للمصالحة في سعي واضح لإشغال الرأي العام عما تفعله هذه الميليشيات من جرائم ضد الإنسانية والتغطية عليها، وقد اعترف رئيس البرلمان أن الحكومة كانت على علم بكل ما جرى ،ولكنها لم تحرك ساكنا،مما يؤكد تورطها بالمشروع

عبدالرحمن33
18-12-2006, 08:00 PM
تابع : هذه هي الحقيقة المرة في العراق( د. محمد بشار الفيضي )
وكما أن هناك تهجيرا طائفيا ،ثمة تهجير عرقي يجري هو الآخر على قدم وساق في مناطق مثل كركوك والموصل وضواحيهما.
سابعاً: نشر الثقافة الطائفية من خلال فضائيات عديدة وعشرات الصحف ومواقع الانترنت ،وكذلك نشر الثقافة العرقية من قبل جهات أخرى ،والتفاصيل في ذلك طويلة وهي ذات شجون لكن ما أريد التنبيه عليه أن هذه الأطراف تستغل الوجود الأمريكي المحتل إلى جانبها ،وتعمل ضد مكون واحد ،وتظن أن الاحتلال باق إلى الأبد .
ثامناً: مهاجمة الأحياء ذات الأغلبية السنية من قبل الميليشيات وإرسال أوراق التهديد لهم أو ارتكاب فضائع بحقهم تدفع ضعفاءهم إلى الهجرة ،مثل قتل كل من اسمه عمر أو كل من دلت هويته على انه من مواليد الأنبار أو من عشيرة كذا وكذا ،وأحيانا يقدمون على جرائم تقشعر منها الأبدان ،وعلى سبيل المثال قامت بعض ميليشياتهم بشي طفل لا يتجاوز عمره 7سنوات في فرن في منطقة حي الأمين الثانية ببغداد وسلمته إلى أهله مشويا وقد وضعت فوق جسده حلقات من الطماطم !!،وقامت هذه الميليشيات أيضا بحرق سبعة من أهالي مدينة الحرية وهم أحياء.


وهذا كله القصد منه معروف ،وهو إلقاء الرعب في قلوب الآخرين ليستجيبوا لما يطلب منهم من التهجير ،وترك منازلهم .
والأحياء التي تدافع عن نفسها تقوم القوات الأمريكية ـ بتنسيق مع هذه الميليشيات او بتحريض منها ـ بمداهمتها ،وفي بعض الأحيان بتطويقها ،وإجراء عمليات تفتيش واسعة لتجريدها من السلاح تماما ،وبعد أن يتم ذلك تعاود الميليشيات هجماتها على هذه الأحياء لتلحق بها مزيدا من الأذى والخسائر في الأرواح والممتلكات .
وقد رصدنا حالات كثيرة تتواطأ فيها قوات الحرس الوطني ،وقوات الشرطة مع الميليشيات في ارتكاب هذه الجرائم ،كما رصدنا تواطأ من قبل قوات الاحتلال في الاتجاه نفسه أيضا.
تاسعاً: استهداف القادة العسكريين والطيارين ورجال السياسة الذين يمكن أن يكون لهم دور ايجابي في مستقبل العراق من قبل جهات عديدة ،في مقدمتها منظمات إرهابية معروفة طائفية التوجه دخلت بعد الاحتلال، من بعض دول الجوار ،وقد بدأ ت هذه الميليشيات تصفيات جسدية في وقت مبكر،ومازالت ،وهي تمتلك قاعدة معلوماتية كبيرة بسبب الدعم اللوجستي الذي تتلقاه من قبل أجهزة مخابرات لدول جارة ذات خبرة في مثل هذه المهام .


عاشراً: استهداف كل القوى الوطنية التي ترفض احتلال العراق ،أو الهيمنة عليه من قبل دول الجوار، وقد عملت هذه الميليشيات على استهداف العشائر العربية في الجنوب من الشيعة أيضا على مستوى الشيوخ والشخصيات البارزة فيها ,ممن لا يكنّون ولاء لهذه الميليشيات ولا لمن يقف وراءها ،وبالتالي فان هذه الميليشيات بدأت تمارس إضافة إلى التطهير الطائفي التطهير العرقي فتأمل !!
حادي عشر: توريط جهات سياسية سنية بالعملية السياسية لإضفاء الشرعية على مجمل العملية ،دون منحهم أي دور مهم في إدارة شؤون البلاد .
وقد بدأ استهداف هذه الجهات باغتيال أقربائهم وذويهم بغية إضعافهم ،وجعلهم يستسلمون لأي أجندة تفرض عليهم ،فضلا عن حرمانهم من أي مواقع سيادية.
أيها الأخوة
هذه هي الحقيقة المرة ..
إن العراقيين اليوم يخضعون لمؤامرة لم يشهد التاريخ لها مثيلا ،فقد اجتمعت عليه قوى العدوان من الشرق والغرب تحت مسمى ( العدو المشترك)


فالكل يعمل في العراق بمشارطه ،والكل يسعى الى تمزيق نسيجه وجسده،والكل يستهدف خيراته وثرواته.
فأين المسلمون البررة ؟!
ولماذا كفوا أيديهم عن مناصرة العراق وهو يخوض هذه المعركة المقدسة في سبيل حريته واستقلاله ،والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا .
ماذا ينتظرون وهم يرون أبناء جلدتهم يذبحون كالخراف ،ويعذبون بأبشع وسائل التعذيب ،حتى الموت ؟! .
أن بغداد إذا لم تصمد، وتمكن منها أعداؤها ،فان أحدا من أبناء هذه الأمة لن يكون بمنأى عن أن يصيبه ما أصاب بغداد ،ولو كان في أطراف الدنيا.
إن أبناء العراق الغيارى إذ يقاتلون عن دينهم وأعراضهم إنما يقاتلون في الوقت ذاته دفاعا عن حياض الأمة ،فلماذا تتردد الأمة في نصرتهم ،وواجب دعمهم وإسنادهم .
هذه الأسئلة متروكة لكم أيها الإخوة ،لتجيبوا عليها ،عسى المولى عز وجل أن يهديكم عبر هذا اللقاء المبارك،لتلمس السبل الكفيلة بتدارك الوضع قبل فوات الأوان ،وإسقاط المسؤولية عنكم أمام الله عز وجل أولا ،ثم من بعد ذلك أجيالكم القادمة والتاريخ

عبدالرحمن33
18-12-2006, 08:04 PM
9- كلمة حارث الضاري ( رئيس هيئة علماء المسلمين )
في مداخلته أمام المؤتمر الدولي لنصرة الشعب العراقي الذي بدأ أعماله في اسطنبول اليوم الأربعاء، شدد الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق على أن ما يحدث في العراق ليس فتنة مذهبية بين السنة والشيعة ولا فتنة طائفية بين العرب والأكراد، وإنما فتنة سياسية تستهدف الشعب العراقي كله بجميع أطيافه.

وقال الضاري: إن الذي يقف وراء هذه الفتنة السياسية هو الاحتلال الأمريكي، وتم تنفيذ مخططها المعد سلفا بإشراف مباشر من السفير الأمريكي في بغداد وبمعاونة مباشرة من حكومة الجعفري السابقة وحكومة المالكي الحالية.






واعتبر الضاري أن الهدف النهائي من هذه "الفتنة السياسية" على حد قوله تقسيم العراق حتى تطلق يد الاحتلال في العراق ويتحرر من أذى المقاومة.

وقال الضاري إنه في السنتين الأخيرتين، وعندما فشل الاحتلال في قهر المقاومة وحين أوشك مشروعه على الفشل هو وعملاؤه، أخذوا على أنفسهم تعهدا للاحتلال بأنهم سيقضون على المقاومة وكل المعارضين له بالسيف أو بالكلمة، ولذا فالاحتلال أعطاهم المسؤوليات الأمنية وأعطاهم كل الصلاحيات التي تمكنهم من القيام بما خطط له، ظنا منه أن هذه الزمرة الحاكمة المتحالفة معه من الجعفري وإلى يومنا هذا ستأتي له بالأمن .




وأكد الضاري أن ما يجري في العراق اليوم من فتنة يدعونا إلى مناصرة كل مظلوم في العراق وفي مقدمتهم أهل السنة الذين تأثروا أكثر من غيرهم، وشدد على أن ما يحدث ليس "فتنة مذهبية" أو "فتنة طائفية"، بل هي فتنة "سياسية" تقودها أمريكا وجيشها باتفاق مع الحكومة العميلة للاحتلال التي تمثلها قوات الداخلية ومليشياتها الذين أطلق عليهم وصف "القرامطة الجدد".

عبدالرحمن33
18-12-2006, 08:07 PM
10- البيان الختامي
نظراً للمرحلة الدقيقة والخطيرة التي يمر بها العراق منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم لأرضه، وما يتعرض له أهل السنة بصفة خاصة من استهداف بدأت تتكشف معالمه وأبعاده، فلقد توافقت آراء العديد من المهتمين بالشأن العراقي والمتابعين لأحواله من علماء ومفكري العالم العربي والإسلامي على أهمية عقد لقاء تسلط فيه الأضواء على حقيقة الأزمة وحجم المعاناة، ومحاولة التباحث في الآليات الأصوب لتجاوز هذه المحنة بأسرع وقت.

ولقد كان للحملة العالمية لمقاومة العدوان المبادرة بالدعوة والتنظيم لهذا المؤتمر والذي عنونت له بمؤتمر نصرة الشعب العراقي وعقدته في مدينة اسطنبول بتركيا على مدى يومي الأربعاء والخميس22- 23/11/1427هـ الموافق لـ 13 – 14 /12/2006 م.
ولقد دعي لهذا المؤتمر وشارك فيه غالبية الأطراف السنية في العراق مع عدد من إخوانهم من العلماء والمفكرين وممثلي المؤسسات المدنية والإعلامية في الدول العربية والإسلامية.
ولقد تداول المؤتمرون أوضاع الشعب العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي البغيض والتدخل الإيراني السافر، وهالهم ما يتعرض له أهل السنة -بصورة ممنهجة- من تهميش واستهداف لعلمائهم وأئمتهم ومناطقهم ومساجدهم، وتصفيات لرجالهم ونسائهم بناءً على الهوية.
وخلصوا بعد المداولات والنقاشات إلى إعلان الاتفاق على القضايا المحددة التالية:
1. للعراق أهمية مركزية لا يمكن نسيانها ولا تجاوزها، ولقد كان عبر التاريخ وسيظل بإذن الله قطراً عربياً إسلامياً موحداً وصامداً أمام مشاريع الاحتلال أو التقسيم. وسيبقى أهله الصادقون الأوفياء هم الأقدر على إدارته وتطوير مقدراته والتوفيق بين شرائحه المختلفه، كما قد فعلوا ونجحوا في ذلك لسنين طويلة.
2. ما كان لمحبي العراق من كافة دول العالم العربي والإسلامي أن يقبلوا باستمرار هذا الانتهاك لأرضه وسيادته وهويته، ولا باستمرار معاناة أهله دون أن يكون لهم وقفة عملية مدروسة تسهم في صد هذا العدوان، وإعادة الأمن والاستقرار والعزة إليه.
3. تحميل الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني مسؤولية تدهور الأوضاع في العراق وما آلت إليه من تفكك واختلال أمني وهدم للمعاني الانسانية وانتهاك لكافة الحقوق. واعتبار أن الاحتلال الأمريكي هو من يوفر المظلة السياسية لهذه المجزرة البشعة الواقعة في العراق، وأن اعتداءاته المتكررة هي من يمنح المظلومين في العراق الحق بمقاضاة قوات الاحتلال وفق القوانين الدولية على ما لحق بهم من مجازر وتطهير عرقي وهضم للحقوق السياسية والمدنية.
4. تحميل الأحزاب الصفوية المتواطئة مع المحتل والمهيمنة على الحكومة العراقية الحالية والسابقة، وميليشياتها العسكرية المدعومة من قبل إيران، مسؤولية ما يتعرض له أهل السنة في العراق من فظائع وبشائع، والعمل على تغيير واقع العراق وتهديد مستقبله والتآمر عليه خدمةً لمصالح طائفية ضيقة.
5. إعتبار الحكم العراقي الناشيء تحت ظل الاحتلال فاقداً للشرعية ومفتقراً للأهلية القانونية التي تخوله عقد الاتفاقيات وإبرام المعاهدات والصفقات باسم العراقيين وعلى حسابهم، والتي من شأنها المساس بسيادة العراق ووحدته أرضاً وشعباً واقتصاداً.
6. استنكار صمت الحكومات العربية والإسلامية وانشغالها عن نصرة الشعب العراقي المظلوم وخاصة أهل السنة منهم، وإغفالها لخطورة الهجمة الأمريكية الإيرانية على المنطقة.
7. الإشادة بالأدوار البطولية للمقاومة العراقية التي عطلت المشروع الأمريكي الصهيوني، وتصدت للأهداف الإيرانية الصفوية.
ومن منطلق هذه القضايا المتفق عليها بين المشاركين في مؤتمر نصرة الشعب العراقي، فلقد اتفق المؤتمرون على المطالبة بالمجالات المحددة التالية، حتى تكون برنامجاً عملياً لنصرة المظلومين من أبناء الشعب العراقي وعلى رأسهم السنة، وللتعامل مع الأطراف المؤثرة في القضية العراقية:
1. مطالبة الاحتلال الأمريكي بالانسحاب من العراق وإزالة كافة مظاهر وأشكال وجوده العسكري، وأن يتم الالتزام بذلك وفق ضمانات دولية معلنة.
2. مطالبة إيران برفع يدها تماماً عن العراق ووقف كافة أشكال تدخلها في شؤونه، والامتناع عن دعم الأحزاب الصفوية في العراق لما لذلك من تهديد لاستقرار العراق وزرع لبذور الفرقة والشقاق بين طوائفه التي عاشت لسنين طويلة متجاورة في بلدها الواحد. وتحذير إيران وأنصارها من خطورة الفتنة الطائفية التي يعملون على إشعالها وما يمكن أن تجر إليه من تنازع قد يشعل المنطقة بأسرها ولا يسلم من لهيبه أحد.
3. المطالبة بإلغاء العملية السياسية المفروضة على العراق حالياً من قبل المحتل وما ترتب عنها من نتائج، والاستعاضة عن ذلك بمشروع سياسي يتفق عليه العراقيون أنفسهم دون أي تدخل من أي طرف كان.
4. المطالبة بحل الميليشيات الطائفية ونزع سلاحها، وكشف ومحاسبة الأطراف التي استغلت الغطاء الحكومي والرسمي في المرحلة الماضية لتحقيق مآربها الطائفية.
5. التأكيد على هوية العراق العربية والإسلامية، وعلى أهمية الوقوف بحزم ضد كل المحاولات المشينة لتقسيم العراق وتفتيته أو تغيير واقعه ومستقبله.
6. تأييد المقاومة العراقية الباسلة التي أئبتت أنها - بتسديد الله - الدرع الواقي للعراق وأهله في وجه قوى الاحتلال، وأنها هي المؤمل منها – بتوفيق الله- إخراج البلد من أزمته الراهنة إن هي تمسكت بأسباب الائتلاف واجتماع الكلمة وتجنبت أسباب الفرقة والاختلاف وتشبثت بالعدل وبالصبر فالنصر مع الصبر.
7. دعوة الحكومات العربية والإسلامية للتوقف عن التعاطي المخيب للآمال مع القضية العراقية، والعمل بشكل متواصل للبحث عن حلول عملية وواقعية لحفظ الأمن والاستقرار والتوازن في العراق، مع فتح المجال أمام المؤسسات المدنية والشعبية في كل بلد لتقديم ما يمكنها من وسائل الدعم الإنساني والإغاثي للعراقيين.
8. إتفق المؤتمرون على دعوة الحملة العالمية لمقاومة العدوان لمواصلة جهودها في متابعة مطالب هذا المؤتمر وتشكيل لجنة متابعة تحقق الأهداف المنشودة وأن تحاول ما أمكنها ذلك على تفعيل المجالات العملية التالية:
• العمل السياسي والقانوني: تفعيل جهود القوى السياسية العراقية السنية للضغط على الدول المجاورة والتفاوض معهم لدعم أهل السنة في العراق وحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم. والعمل على إطلاق سراح المعتقلين بأسرع وقت، وإقامة دعاوى قانونية ضد الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب العراقي، وتقديم المسئولين عنها إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب.
• العون والإغاثة: تنسيق وتفعيل جهود كافة المنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية العاملة في هذا المجال.
• الأسرة والمجتمع: معالجة أوضاع الأسر المكلومة في العراق وخصوصاً من النساء والأطفال والعجزة، ومداواة جراحهم وإصلاح أوضاعهم النفسية والمادية والإنسانية.
• الإعلام: المحاولة المتواصلة للتأثير في وسائل الإعلام المختلفة وتحميلها أمانة عرض حقائق ما يحدث في العراق بكل دقة ومصداقية والبعد عن الخوف من الانعكاسات التي قد تنشأ من ذلك، فالمرحلة قد بلغت مستويات لا يمكن التغاضي عنها.
وختاماً تضرع المؤتمرون إلى الله عز وجل أن يعجل بنصره لإخواننا في العراق وأن يبدلهم من ضيقهم سعة وفرجا من خوفهم أمنا ومن كربتهم رفعة وعزة ومنعة، وأن يجمع كلمتهم على الحق والعدل والهدى، وأن يجعل عاقبة أمورهم كلها إلى خير، إنه وكيل ذلك والقادر عليه.

اّل ثاني 77
18-12-2006, 10:26 PM
جزاك الله خير أخوي على جهدك......

عبدالرحمن33
19-12-2006, 11:22 PM
وجزاك الله تبارك وتعالي خيرا مثله اخي الكريم ال ثاني

فريق أول
21-12-2006, 08:23 PM
الله يبارك فيك اخوي عبدالرحمن 33

فعلا مؤتمر مهم جدا ... ووضح الكثير من الحقائق

الله يخفف الآلام والحذن على اهل العراق ... ويخلصهم من شر الظالمين

الله يجزيك اخوي عبدالرحمن 33 كل خير على الموضوع ... وجعله في ميزان حسناتك

السهم الذهبي 2007
21-12-2006, 10:47 PM
جزاك الله خير

عبدالرحمن33
23-12-2006, 11:02 PM
الله يبارك فيك اخوي عبدالرحمن 33

فعلا مؤتمر مهم جدا ... ووضح الكثير من الحقائق

الله يخفف الآلام والحذن على اهل العراق ... ويخلصهم من شر الظالمين

الله يجزيك اخوي عبدالرحمن 33 كل خير على الموضوع ... وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا اخي الكريم فريق اول

عبدالرحمن33
24-12-2006, 07:01 PM
جزاك الله خير
وجزاك الله تبارك وتعالى خيرا مثله