المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا قمرا غاب.. فهل يجيء!



RayeG
24-06-2005, 01:11 PM
كان لي صديق، غاب، اختفى، لم أعد أرى له صورة ولا أسمع له صوتاً، هو الذي ذهب، ومعه حق، وشعرت بالوحدة، بالغربة، بأن الدنيا بها ثقب طويل عريض وأنها تنساب، تجف، تغرب، تختفي، حزنت ومعي حق.

لا أنا ظالم ولا هو مظلوم، ولا هو ظالم ولا أنا مظلوم، وانما هذا هو أقصى درجات احتماله، وهذه نهاية درجات انتظاري، أو توشك على النهاية، فما الذي انتهى بيننا.

لا شيء في هذه الدنيا ينتهي، وإنما كل شيء يصير شيئاً آخر، الحي يموت ويكون تراباً يتحول غذاء إلى نبات والنبات غذاء إلى حيوان والحيوان طعام للإنسان، ولا شيء ينتهي، لا المادة تنتهي ولا الطاقة ولا الحياة ولا ما نشعر به ولا ما تتمنى ألا تشعر به، وكما أن هناك غروباً وشروقاً وحياة وموتاً ثم حياة، فكل شيء دوار، أولنا آخرنا وآخرنا أول لغيرنا.

ما الذي بين الناس، ما الذي يجمع بين الناس وما الذي يفرقهم، ما الذي يرضي وما الذي يغضب ما الذي يسعد وما الذي يتعس، كل شيء سبيل إلى أي شيء وكل شيء.

ما الذي يحبه الناس في الناس وما الذي يكرهون وما الذي يمسك الناس ما الذي يتمسك به الناس، ما الذي يحبه الناس وما الذي يكرهون، ومن الذي يحبون ومن الذي يبغضون، أنت لا تعرف، ولا أنا، وإنما أنت تجسد نفسك في حالة حب، فإذا كنت تحب فأنت لا تجد نفسك، وإنما أنت أضفت نفسك في غيرك لتجد نفسك أكبر وأروع، ما الذي يباعد بين الناس، ما الذي يشد الناس بعيداً عن الناس.

انت تجد نفسك قد تباعدت فبعدت، وأنت لا تريد ذلك، فمن الذي يريد، من الذي يريد لك ألا تكون، لا أحد يعرف، صدقني.. إذا أحببت فأنت لا تعرف كيف ولماذا؟ وإذا جف الحب فيك فأنت لا تعرف ما الذي جفف نضارة المشاعر.

تعاسة؟ والله تعاسة، فالذين يحبون سعادتهم تعاسة، وتعاستهم هي سعادتهم، بالضبط ما الذي يريد أي انسان من نفسه ومن الذي يحب، يريد الصعب، يريد الممكن ثم بعد ذلك المستحيل، فلماذا لا يفعل ما دام هذا يسعده؟ انه لا يقوى على المستحيل ولا يرضى بالممكن، ان أقصى درجات الحب ألا يكون المحب، أن يذوب أن يفنى ألا يعرف قلباً من عقل من غد من أمس، ويريد ألا يفيق، ويريد من حين إلى حين أن يصحو وهو نائم، وان ينام صاحياً، جنون؟ الحب كذلك.

المحب هو الذي لا يشعر بأنه يحب، ولا يعرف بالضبط ما هو الذي يملأ جوانبه، ليلاً ونهاراً، والذي لا يحب الخسارة والأرباح في صفقة العشق، فخسارة الحب هي مكسبه، ومكسب الحب ألا يكون مكسب، وما من حب ألا في أعماقه رغبة في الفرار وما في فرار الا في أعماقه رغبة في الرجوع والإقامة والاستقرار، ولكن كيف يخفق قلب ويظل ساكناً كيف يكون شوق ولا يكون قلق، كيف يكون قلق ولا يكون، كيف يكون خوف ولا يكون يأس، كيف يأس للآخرين، كيف حزن بلا نهاية.

أهي صرخة في واد؟ كل الصرخات في الوديان بلا صدى، فوديان الحب تنهش الأصداء والأصوات، وضياء الحب هي (بقع سوداء) وهي سوداء لأنها تسد الأصداء وتسحبها وتدفنها ولأنها تطبق العين فلا ترى وتخرس القلب وتلغي الزمن فلا يوم ولا غد ولا أمس، ولا حب ولا كراهية، ولا أنا ولا أنت.

حزين؟ والله حزين، ولا أمل؟ لقد أصبح ترفاً عظيماً، وبس! وبس!.


انه لا يقوى على المستحيل ولا يرضى بالممكن

المقالة للكاتب أنيس منصور ... هل هي فعلا فلسفة فكر .. ام مجرد فلسفة خاليه من المنطق؟

ضايق الصدر
24-06-2005, 01:19 PM
شكرا على الطرح الجميل

RayeG
24-06-2005, 05:26 PM
شكرا على الطرح الجميل
العفو يا الغالي ..

الصراحة اول ما قريت المقالة .. شدني اسلوب التناقض الى درجة انه بدأ يناقض التناقض نفسه!