تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قطاعات استثمارية تضررت بعد خسائر سوق الأسهم السعودي



ROSE
25-12-2006, 08:33 AM
قطاعات استثمارية تضررت بعد خسائر سوق الأسهم السعودي


أدت الخسائر التي تجرعها المتداولون في سوق الأسهم السعودي إلى عزوف الكثير منهم عن الشراء والاستثمار في القطاعات التجارية الأخرى مما أدى إلى ضعف في قنوات استثمارية أخرى واعترف العديد من المواطنين بتأثير الخسائر المترتبة لدخولهم سوق الأسهم السعودي على تسوقهم وأكدوا ان الخسائر في سوق الأسهم أدت إلى تغير في السلوك الشرائي والفكر الاستثماري عن قبل نتيجة الخسائر القوية وأكد عدد من المستثمرين والباعة بعدة قطاعات انخفاض القوة الشرائية في السوق السعودي لاكثر من 45 في المائة جراء الخسائر التي جناها متداولون الأسهم .

وبين عبدالله النعيمي ( صاحب مكتب عقار ) عن ضعف في الشراء وان كان قد واجه تحسنا ملحوظا بعد توجه العديد من كبار المستثمرين إلى القطاع العقاري بعد الهبوط الذي صاحب سوق الأسهم وأردف النعيمي حديثه بان الكثير من المتداولين في الأسهم فقدوا جزءا كبيرا من رؤوس أموالهم ووصل إلى فقدان معدل 75 في المائة من راس المال مما يعني عدم مقدرته على شراء قطعة ارض في أي مخطط عقاري بسبب ارتفاع أسعار الأراضي عن قبل خاصة بعد هبوط المؤشر العام للسوق السعودي للأسهم وكذلك بسبب ما أعلن عن إقراض موظفي الدولة لاجل المسكن مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي وهذا يعني صعوبة الشراء من قبل أي متداول في السوق لا يملك سيولة نقدية أخرى .

وقالت أم ميلاد ( معلمة ) خسائري في سوق الأسهم تجاوزت اكثر من نصف راس المال الذي دخلت به قبل سنة ونصف وكان لدخولي السوق دون دراية بخبايا السوق والاعتماد على ما يتم تداوله بين المعلمات في المدرسة وتوصيات البعض منهن دور في تلك الخسائر وقالت لا شك إن الحال تغير بعد تلك الخسائر ولم يعد التسوق مثلما كان سابقا فالسؤال عن السعر قبل الشراء اصبح لزاما ومحاولة الشراء بالسعر الأقل واستغلال التخفيضات والتخلي عن بعض اللوازم غير الضرورية التي كنا في السابق لا نستغني عنها وذلك بسبب خسائرنا في السوق والتي نأمل أن تعاود السوق وضعه السابق والذي كان عليه قبل سنة تقريبا للخروج اقلها براس المال .

وكشف خالد الغامدي ( مضارب ) أن تعلقنا بأسعار معينة للعديد من الشركات التي قمنا بالشراء بها أدت إلى خسارتنا في السوق والتي انعكست على مشترياتنا وأوقفت حلم إكمال بيت العمر الذي توقف عند حاله قبل سنة وتمنى أن يعاود السوق عافيته لتعويض الخسائر والخروج من السوق دون عودة له

ورفض احمد الرقيطي فكرة السفر إلى الخارج في عطلة العيد بعد خسارته في الأسابيع الأخيرة من إقفال السوق ويقول الرقيطي كنت مخططا لقضاء إجازة العيد برفقة العائلة في دبي إلا إن الخسائر التي تكبدها في الأسبوع الأخير ألغت السفر إلى الخارج والاكتفاء بالجلوس في البيت وقضاء الإجازة في المنطقة .

وقال البائع سلطان بن نقح إن القوة الشرائية لهذا العام تختلف عن السابق بسبب تقلبات سوق الأسهم وقال في السابق في أوقات المناسبات كالأعياد تشهد الأسواق استنفارا في الإقبال عليها وتحقيق مكاسب عالية للمحلات أما الآن فقد قلت الأرباح عن قبل بسبب أكده الكثير من انخفاض الأسهم إلى مستويات كبدت العديد خسائر مما جعل البعض يقل في الشراء.

وأكد علي القحطاني ( مستثمر في المواد الغذائية ) أن القوة الشرائية انخفضت بمعدل يتراوح بين 30 الى 40 في المائة عن معدلاتها المعتادة. وبين أن الطلب من قبل أصحاب مراكز البيع بالتجزئة انخفض بسبب انخفاض الشراء معللا ذلك بتوجه المستهلكين لشراء الأساسيات من المواد الغذائية، والرغبة أكثر في السلع والمنتجات الأقل سعراً .

وقال الدكتور محمد بن دليم القحطاني ( خبير اقتصادي ) في الآونة الأخيرة بات الدخول في سوق الأسهم في مثل هذه الظروف بما يشبه المخاطرة خاصة ممن ينظر إلى الاستثمار قصير المدى او المضاربة ويكمل في السابق حينما شهد السوق تضخما في اسعاره كان الدخول إلى سوق الاسهم أشبه بالإدمان المخيف لكثير من الناس وذلك لقلة وعي الكثير منهم بأساسيات السوق وخاصة إن السوق السعودي بوضعه الحالي لا يتصف بأساسيات ومعايير صحيحة وأكد الدكتور القحطاني في حديثه تأثير سوق الأسهم السعودي على الاقتصاد السعودي سلبا بالرغم من انه يجب إن يكون السوق ذو تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني واضاف يجب أن يكون هناك وعي للجميع وعدم توجه كامل السيولة إلى سوق الأسهم وترك الاستثمارات الأخرى وهو الأمر الذي يجب أن يعيه الجميع والاتجاه إلى فتح قنوات استثمارية أخرى عديدة وتنوع سلة الاستثمارات لكل فرد وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إيجاد نوع من التوازن في سوق الأسهم السعودي وركز الدكتور القحطاني إن مسألة المعلومات وغيابها عن البيئة المالية تؤدي إلى خلق مجال خصب للإشاعات التي لا يمكن القضاء عليها إلا باعتماد معايير محاسبية ومالية ومعلوماتية دقيقة تعتمد منتهى الشفافية وتمكن من العدالة بين الجميع في الحصول على المعلومة في سوق الأسهم السعودية وان ما تشهده حاليا يعود في جزء منه إلى انعدام مثل هذه المعايير الأمر الذي يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار صعودا وهبوطا. وطالب القحطاني كل الأطراف ذات العلاقة في السوق بتوخي الحذر واعتماد الأمانة ومصلحة الوطن العليا .

ومن جهته قال بندر الصويغ أخصائي اجتماعي إن الشراء يعتبر سلوكا لدى الجميع وهذا السلوك يعتمد على عوامل تؤثر به ولا شك إن للأزمات المالية التي يتعرض لها البعض عاملا مؤثرا في تغير هذا السلوك الشرائي وهذا ما ينطبق على سوق الأسهم السعودي وما يتعرض له البعض من خسائر تختلف من شخص لاخر التي لا بد منها أن تؤثر في القوة والسلوك الشرائي سواء بالارتفاع أو الانخفاض فالربح في سوق الأسهم السعودي يؤدي إلى الارتفاع في القوة الشرائية والعكس كذلك صحيح واضاف إن التعرض للخسائر في الأسواق تسبب في الكثير من الظواهر المقلقة على صعيد الصحة النفسية التي قد تتطور إلى مشاكل مزمنة وتفاقم فيما لو لم تتم معالجتها. ودعا إلى اعتماد عنصر الوقاية بعدم الميل إلى المجازفة أو المغامرة غير محسوبة العواقب والتي قد تودي إلى فقدان الأموال والمدخرات وقال الصويغ في حديثه إن انشغال العديد في تقلبات السوق اشغلته عن ذاته والاهتمام بشخصه وبمن حوله واصبح السوق في الشغل الشاغل للمستثمر في السوق بل اصبح فكره موجها للسوق وحده ولا يهتم بشيء آخر إلا بالسوق وتقلباته .