ابوالجازي
25-12-2006, 07:27 PM
إذا كنت ستحذر عدوك مرة
وصديقك ألف مرة
فكم عدد المرات التي يفترض بك أن تحذر فيها" صديق عمرك" بصفته أكثر من يقاسمك دقائق حياتك ..وأدق تفاصيلك ؟!!
.
.
.
حينما ألحت عليّ خالتي لمرافقة ابنتها الباحثة عن وظيفة إلى إحدى الادارات الحكومية لم يدر بخلدي حجم المفاجأة التي تنتظرني هناك ..!!إلا عندما أخذت بالتجول في ممرات المبنى تقطيعا للوقت..لأجدني وجها لوجه مع موظفة الأرشيف التي خرجت لتوها تحمل أكواما من الملفات ..لاشعوريا ابتسمت لها .. فتجاهلتني ..حينها فقط شعرت بالارتياح واستدرت بسرعة مبتعدة عنها وأنا احمد الله في نفسي وأكرر: من حسن الحظ ..لم تتذكرني
تابعت سيري ..إلى ابنة خالتي التي نظرت إليّ باستغراب متسائلة :
- ما بك ؟ ..هل رأيت شبحا؟!!
- شبح!! .. نعم قد يكون هذا مارأيته فعلا
مع فارق بسيط ..في الماضي كان شبحا مثيرا للرعب
أما اليوم فهو يثير الشفقة أكثر!!
- من هي ؟
- موظفة الأرشيف
- تعرفينها؟؟
- نعم .. إنها مديرتي
أقصد ..من كانت مديرتي
- مديرتك ؟؟ وماسبب وجودها في الأرشيف !!
- صديقتها .. بل أعز صديقاتها
ذراعها الأيمن ..وصندوقها الأســـــود .
كنا نحتار من فيهما المديرة !!.. فقد كانت إيمان تجلس أكثر من المديرة على مكتبها وتصدر الأوامر أكثر منها ..وفي المقابل كانت ثقة مديرتنا عمياء ولاحدود لها في صديقة عمرها .. كيف لا ؟ وهي من استماتت حتى أحضرتها إلى جانبها ..
اعتبر تلك السنوات التي قضيتها تحت ادارتها من اسوأ سنوات عمري .. لم يزعجني تسلطها وعنجهيتها بقدر انزعاجي من التجاوزات الكبيرة والخطيرة التي كانت تحدث أمامي دون أن أستطيع ايقافها .
كثيرا ماكانت تـُـثار الزوابع ..وتُفتح المحاضر ولكن دون جدوى ..ودون أن تجرؤ أي واحدة منا على البوح ..فمن واقع خبرتنا أصبحنا ندرك أن مصير جميع الشكاوى و القضايا هو الحفظ لأن المديرة (مسنودة) و(حذرة) ولم يفلح أحد في إثبات شيء ضدها أو ايجاد دليل واحد يدينها ، لذلك دائما تنجو وتخرج منها كالشعرة من العجين لتزداد تسلطا وتنتقم من كل من شهد ضدها وتحوِّل حياته إلى جحيم
كانت قادرة على فعل كل شيء .. وكان اسمها مرادفا للسطوة والهيبة .. حتى وإن كثر الهمس من حولها فإنه يبقى كلاما في الهواء .. لم يهزها يوما .
حتى جاءت تلك اللحظة .. لا أدري مالذي أغضبها في ذلك اليوم ..ولكننا سمعناها تصرخ في وجه ايمان وتؤنبها أمام الجميع .. لم تُجب الأخيرة وانسحبت بهدوء ..
كل من شهد الموقف لم يتخيل أن ايمان قررت أن ترد صفعة صديقتها بـطعنــــــة نافذة .. تُنهيها ..وتقضي عليها !! ولم يكن ذلك عسيرا ..فالاتهامات جاهزة ..ولاينقصها سوى الاثبات بالدليل المادي الذي كان في حوزة ايمان وقدمته – وبدم بارد- للمسؤولين بعد أن عقدت معهم صفقة تنجو فيها بجلدها من كل تبعات القضيه .. وأن يضمنوا لها مكانا آمنا يفصلها عن صديقتها بأكثر من ألف كيلو متر..
خلال أسبوع واحد أوقِفت المديرة عن العمل .. واختفت ايمان ..رحلت دون أن نعلم إلى أين؟ ولكننا نعرف سبب هذا التكتم والسرية على وجهتها ..فقد أقسمت صديقة عمرها أن تشرب من دمها .
منقووووول
وصديقك ألف مرة
فكم عدد المرات التي يفترض بك أن تحذر فيها" صديق عمرك" بصفته أكثر من يقاسمك دقائق حياتك ..وأدق تفاصيلك ؟!!
.
.
.
حينما ألحت عليّ خالتي لمرافقة ابنتها الباحثة عن وظيفة إلى إحدى الادارات الحكومية لم يدر بخلدي حجم المفاجأة التي تنتظرني هناك ..!!إلا عندما أخذت بالتجول في ممرات المبنى تقطيعا للوقت..لأجدني وجها لوجه مع موظفة الأرشيف التي خرجت لتوها تحمل أكواما من الملفات ..لاشعوريا ابتسمت لها .. فتجاهلتني ..حينها فقط شعرت بالارتياح واستدرت بسرعة مبتعدة عنها وأنا احمد الله في نفسي وأكرر: من حسن الحظ ..لم تتذكرني
تابعت سيري ..إلى ابنة خالتي التي نظرت إليّ باستغراب متسائلة :
- ما بك ؟ ..هل رأيت شبحا؟!!
- شبح!! .. نعم قد يكون هذا مارأيته فعلا
مع فارق بسيط ..في الماضي كان شبحا مثيرا للرعب
أما اليوم فهو يثير الشفقة أكثر!!
- من هي ؟
- موظفة الأرشيف
- تعرفينها؟؟
- نعم .. إنها مديرتي
أقصد ..من كانت مديرتي
- مديرتك ؟؟ وماسبب وجودها في الأرشيف !!
- صديقتها .. بل أعز صديقاتها
ذراعها الأيمن ..وصندوقها الأســـــود .
كنا نحتار من فيهما المديرة !!.. فقد كانت إيمان تجلس أكثر من المديرة على مكتبها وتصدر الأوامر أكثر منها ..وفي المقابل كانت ثقة مديرتنا عمياء ولاحدود لها في صديقة عمرها .. كيف لا ؟ وهي من استماتت حتى أحضرتها إلى جانبها ..
اعتبر تلك السنوات التي قضيتها تحت ادارتها من اسوأ سنوات عمري .. لم يزعجني تسلطها وعنجهيتها بقدر انزعاجي من التجاوزات الكبيرة والخطيرة التي كانت تحدث أمامي دون أن أستطيع ايقافها .
كثيرا ماكانت تـُـثار الزوابع ..وتُفتح المحاضر ولكن دون جدوى ..ودون أن تجرؤ أي واحدة منا على البوح ..فمن واقع خبرتنا أصبحنا ندرك أن مصير جميع الشكاوى و القضايا هو الحفظ لأن المديرة (مسنودة) و(حذرة) ولم يفلح أحد في إثبات شيء ضدها أو ايجاد دليل واحد يدينها ، لذلك دائما تنجو وتخرج منها كالشعرة من العجين لتزداد تسلطا وتنتقم من كل من شهد ضدها وتحوِّل حياته إلى جحيم
كانت قادرة على فعل كل شيء .. وكان اسمها مرادفا للسطوة والهيبة .. حتى وإن كثر الهمس من حولها فإنه يبقى كلاما في الهواء .. لم يهزها يوما .
حتى جاءت تلك اللحظة .. لا أدري مالذي أغضبها في ذلك اليوم ..ولكننا سمعناها تصرخ في وجه ايمان وتؤنبها أمام الجميع .. لم تُجب الأخيرة وانسحبت بهدوء ..
كل من شهد الموقف لم يتخيل أن ايمان قررت أن ترد صفعة صديقتها بـطعنــــــة نافذة .. تُنهيها ..وتقضي عليها !! ولم يكن ذلك عسيرا ..فالاتهامات جاهزة ..ولاينقصها سوى الاثبات بالدليل المادي الذي كان في حوزة ايمان وقدمته – وبدم بارد- للمسؤولين بعد أن عقدت معهم صفقة تنجو فيها بجلدها من كل تبعات القضيه .. وأن يضمنوا لها مكانا آمنا يفصلها عن صديقتها بأكثر من ألف كيلو متر..
خلال أسبوع واحد أوقِفت المديرة عن العمل .. واختفت ايمان ..رحلت دون أن نعلم إلى أين؟ ولكننا نعرف سبب هذا التكتم والسرية على وجهتها ..فقد أقسمت صديقة عمرها أن تشرب من دمها .
منقووووول