الرحال
01-01-2007, 03:46 AM
فتوى الشيخ حامد العلي بصدام: رجل تقلبت به الأحوال نوكل خاتمته إلى ربه ... إن شاء يغفر له
لاحظت أوساط المتابعة وجود فتوى على شبكة الانترنت باسم الشيخ حامد العلي في مسألة شنق صدام حسين وكان السؤال الموجه هو: في حال الحكم على صدام بالإعدام، هل يعتبر شهيداً بحيث انه اذا مات على أيادي العدو أم ماذا؟ خاصة بعدما نشر عنه ماذا كان يفعل بشعبه وانه طاغية ولم يقاوم وانه مستسلم:
وكان الجواب كالتالي:
أما هذا فعلمه عند الله تعالى، وقد أنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم لما دعا على أعدائه: «ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون».
قال ابن كثير رحمه الله: قال تعالى: «ليس لك من الأمر شيء» أي بل الأمر كله إليّ كما قال تعالى: «فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب»، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء»، وقال: «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء»، وقال محمد بن اسحاق في قوله: «ليس لك من الأمر شيء»، أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم، ثم ذكر بقية الأقسام فقال «أو يتوب عليهم» أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة «أو يعذبهم» أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال: «فإنهم ظالمون» أي يستحقون ذلك.
وقال البخاري حدثنا حبان بن موسى انبأنا عبدالله انبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر «اللهم العن فلانا وفلانا»، بعدما يقول: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد» فأنزل الله تعالى: «ليس لك من الأمر شيء» الآية أ. هـ.
واما ان كان صدام لا يزال يعتقد علمانية حزب البعث، فقد بينا حكم اللادينيين العلمانيين، وان كل من اعتقد انه يجوز للعباد ان يضعوا لهم شريعة تخالف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مرتد كافر، والرجل قد تقلبت به الأحوال، ونزل به ما هو أشد من الجبال، حتى ضرب الله به للناس الأمثال، ولا نعلم ما آله اليه أمره، وما استقر عليه دوره، فنكل خاتمته الى ربه، إن شاء يغفر له - إن مات على التوحيد - أو يرديه في جهنم جوره.
ولا نعلم انه قد استسلم أم لا، فالعلم بكيفية القاء القبض عليه، خبر ليس له طريق الا أعداؤه وهم ايضا أشد الناس عداوة لنا، بل جميع ما فعله صدام انما هو جزء يسير تابع لعداوة الصليبية الغربية المتصهينة لأمتنا أصلا، فكيف نصدقهم فيما يخبرون به، ولا يعتمد على مثل هذا في توثيق الأخبار عاقل!!
بل الأقرب انه قد خدر قبل الامساك به، لأنه كذلك لا يحاصر من يرغب اعداؤه في القبض عليه حيا الا ومع محاصرين غاز، بل لا تكاد الفرق الخاصة المعدة لمثل هذه الأغراض ان تخلو من هذا التدبير المعروف.
ومعلوم ان ما فعله بشعبه، كان قبل ان يغزو الكويت، ويهدد اطماع الغرب، ومع ذلك لم يكونوا يعدونه مجرما، بل كان جميع الحكام العرب شركاءه في جرائمه، والواجب ان يحاكموا جميعا معه بما أنزل الله تعالى، لا أن يحاكم وحده، ولا يخفى انهم لا يزالون يستر بعضهم معاور بعض، وهم المستبدون الطغاة الذين امتلأت سجونهم بالمعذبين والمظلومين، ويعلم كل منهم انهم كلهم يفعلون مثل ما فعل صدام: ان احتاجوا الى ذلك، أو هم في حالهم كذلك، وان سادتهم الغربيين استعملوهم فيما هم فيه من الظلم، وان سادتهم ان سخطوا عليهم فسيفعلون بهم مثل ما فعلوا في صدام، ولكنهم رضوا لأنفسهم بذل العبودية، وكذلك من أبى ان يكون عبدا لله تعالى، فيعزه ويرفعه، جعله الله تعالى عبدا ذليلا مهينا لغيره.
وتعالوا لنتذكر بعض التاريخ: فإن أميركا جاءت بالشاه للتخلص من مصدق الذي كان يريد ان يؤمم النفط الايراني، فخشي أصحاب شركات النفط الذين يحكمون البيت الأبيض على شركاتهم، فباعوا الشعب الايراني بتسليط الشاه الطاغية عليه، ثم لما قامت الثورة الخمينية - التي أضحت اليوم تمارس ايضا كل أنواع الجور والظلم - وهددت مصالحهم، أمدوا صدام حسين بكل أنواع السلاح ودعموه حتى أشعلوا نار حرب شعواء أهلكت الملايين، وفي تلك الفترة قتل صدام الأكراد بالسلاح الكيماوي، وهم أي الغرب الصليبي مع ذلك له مؤيدون، وعن جرائمه صامتون، لأنهم كانوا اذ ذاك يريدونه ان يحقق أطماعهم، حتى اذا تحقق لهم ما يريدون، أغروه باحتلال الكويت، ليحتلوا الخليج العربي ثم العراق، كما هي حالنا اليوم.
والخلاصة ان هذه الجرائم التي يلصقونها بصدام وحده، كل الحكام قد كانوا شركاءه فيها، وكان الذي تولى كبر ذلك، هي أميركا نفسها، وهذا لا يخفى على العقلاء الذين يقرأون التاريخ ويعتبرون بما فيه، انما يخفى على الدهماء الذين يسيرون بلا هدى وراء سحر الاعلام المزيف الذي يظهر للناس جزءا صغيرا من الصورة، لتنقلب الحقائق رأسا على عقب.
ومن الأمثلة على ذلك ان عدد الأكراد الذين قتلوا بسبب صراعات الح........ن الكرديين المتصهينين الملحدين الطالباني والبرزاني على الزعامات، هم أضعاف أضعاف من قتل من الأكراد على يد نظام صدام، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك، ولن يعلموه حتى يحتاج الماكرون من صناع السياسة الغربية الى سحر اعلامي جديد فيسلطون حينئذ اعلامهم الخداع على جرائم هذا الزعيم أو ذاك ممن تمرد عليهم، أو اعترض سياستهم!!
والخلاصة: ان علينا ان نتيقن أمرين ونكل أمرا ثالثا الى الله تعالى وحده: أما الأمران اللذان يجب علينا تيقنهما: فأحدهما: ان كل ما جري ويجري - من الأزمات السياسية الاستراتيجية - في أمتنا منذ نحو قرن انما هو في عامته بسبب اطماع وسياسات الصليبية المتصهينة، في فترة سابقة بسبب صراعها مع المعسكر الشرقي على الهيمنة على المنطقة، والآن بسبب اطماعها الاستعمارية، وكل جرائم حكامنا المستبدين هي آثار تلك الأطماع.
والثاني: انه لن يصلح حالنا الا بالرجوع الى ديننا أولا، ثم بأن نوجه المعركة توجيها صحيحا نحو عدونا الحقيقي والتاريخي والاستراتيجي ونطرده من بلادنا، ونطرد أولياءه اليهود المغتصبين لأرض الاسراء، ولا نسمح لعدونا ان يخدعنا بإعلامه المزيف فيخلط الأوراق، ويقلب حقيقة الصراع، فيلهينا عن هذه القضية الاستراتيجية.
وأما ما نكله الى الله تعالى فهو حال من حيل بيننا وبين ان نعرف ما يختم له به، فأمره عنا مستور، في حجر محجور، بيد عدو حاقد مثبور، حتى ينجلي حاله بخبر من قبله بما يظهر به حكمه شرعا من كفر أو اسلام، ولا نستصحب ما مضى مما ظاهره الكفر لطروء الشبهات، واختلاف أخبار الثقات، ولا نعدل بالسلامة في هذا الباب شيئا، ولا يبعد ان يسلم الكافر، ويتوب الظالم الفاجر فيقتله أعداؤه ويعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا بذهاب الملك، وزوال النعمة، وقتل الأولاد، والذل والهوان، ثم يفضي الى رحمة من الله تعالى، وما لنا وان ندخل بين الله وعباده، وما نحن بشامتين معاذ الله، سبحانه ذو رحمة واسعة، وهو أرحم الراحمين، غير ان رحمته مرهونة بالموت على الاسلام، ذلك انه لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة، فاللهم اغفر لعبد تاب واليك أناب، حتى لو ملأت ذنوبه ما بين السماء والتراب، انك انت الغفور التواب، العزيز الوهاب آمين والله أعلم.
لاحظت أوساط المتابعة وجود فتوى على شبكة الانترنت باسم الشيخ حامد العلي في مسألة شنق صدام حسين وكان السؤال الموجه هو: في حال الحكم على صدام بالإعدام، هل يعتبر شهيداً بحيث انه اذا مات على أيادي العدو أم ماذا؟ خاصة بعدما نشر عنه ماذا كان يفعل بشعبه وانه طاغية ولم يقاوم وانه مستسلم:
وكان الجواب كالتالي:
أما هذا فعلمه عند الله تعالى، وقد أنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم لما دعا على أعدائه: «ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون».
قال ابن كثير رحمه الله: قال تعالى: «ليس لك من الأمر شيء» أي بل الأمر كله إليّ كما قال تعالى: «فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب»، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء»، وقال: «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء»، وقال محمد بن اسحاق في قوله: «ليس لك من الأمر شيء»، أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم، ثم ذكر بقية الأقسام فقال «أو يتوب عليهم» أي مما هم فيه من الكفر فيهديهم بعد الضلالة «أو يعذبهم» أي في الدنيا والآخرة على كفرهم وذنوبهم ولهذا قال: «فإنهم ظالمون» أي يستحقون ذلك.
وقال البخاري حدثنا حبان بن موسى انبأنا عبدالله انبأنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر «اللهم العن فلانا وفلانا»، بعدما يقول: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد» فأنزل الله تعالى: «ليس لك من الأمر شيء» الآية أ. هـ.
واما ان كان صدام لا يزال يعتقد علمانية حزب البعث، فقد بينا حكم اللادينيين العلمانيين، وان كل من اعتقد انه يجوز للعباد ان يضعوا لهم شريعة تخالف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مرتد كافر، والرجل قد تقلبت به الأحوال، ونزل به ما هو أشد من الجبال، حتى ضرب الله به للناس الأمثال، ولا نعلم ما آله اليه أمره، وما استقر عليه دوره، فنكل خاتمته الى ربه، إن شاء يغفر له - إن مات على التوحيد - أو يرديه في جهنم جوره.
ولا نعلم انه قد استسلم أم لا، فالعلم بكيفية القاء القبض عليه، خبر ليس له طريق الا أعداؤه وهم ايضا أشد الناس عداوة لنا، بل جميع ما فعله صدام انما هو جزء يسير تابع لعداوة الصليبية الغربية المتصهينة لأمتنا أصلا، فكيف نصدقهم فيما يخبرون به، ولا يعتمد على مثل هذا في توثيق الأخبار عاقل!!
بل الأقرب انه قد خدر قبل الامساك به، لأنه كذلك لا يحاصر من يرغب اعداؤه في القبض عليه حيا الا ومع محاصرين غاز، بل لا تكاد الفرق الخاصة المعدة لمثل هذه الأغراض ان تخلو من هذا التدبير المعروف.
ومعلوم ان ما فعله بشعبه، كان قبل ان يغزو الكويت، ويهدد اطماع الغرب، ومع ذلك لم يكونوا يعدونه مجرما، بل كان جميع الحكام العرب شركاءه في جرائمه، والواجب ان يحاكموا جميعا معه بما أنزل الله تعالى، لا أن يحاكم وحده، ولا يخفى انهم لا يزالون يستر بعضهم معاور بعض، وهم المستبدون الطغاة الذين امتلأت سجونهم بالمعذبين والمظلومين، ويعلم كل منهم انهم كلهم يفعلون مثل ما فعل صدام: ان احتاجوا الى ذلك، أو هم في حالهم كذلك، وان سادتهم الغربيين استعملوهم فيما هم فيه من الظلم، وان سادتهم ان سخطوا عليهم فسيفعلون بهم مثل ما فعلوا في صدام، ولكنهم رضوا لأنفسهم بذل العبودية، وكذلك من أبى ان يكون عبدا لله تعالى، فيعزه ويرفعه، جعله الله تعالى عبدا ذليلا مهينا لغيره.
وتعالوا لنتذكر بعض التاريخ: فإن أميركا جاءت بالشاه للتخلص من مصدق الذي كان يريد ان يؤمم النفط الايراني، فخشي أصحاب شركات النفط الذين يحكمون البيت الأبيض على شركاتهم، فباعوا الشعب الايراني بتسليط الشاه الطاغية عليه، ثم لما قامت الثورة الخمينية - التي أضحت اليوم تمارس ايضا كل أنواع الجور والظلم - وهددت مصالحهم، أمدوا صدام حسين بكل أنواع السلاح ودعموه حتى أشعلوا نار حرب شعواء أهلكت الملايين، وفي تلك الفترة قتل صدام الأكراد بالسلاح الكيماوي، وهم أي الغرب الصليبي مع ذلك له مؤيدون، وعن جرائمه صامتون، لأنهم كانوا اذ ذاك يريدونه ان يحقق أطماعهم، حتى اذا تحقق لهم ما يريدون، أغروه باحتلال الكويت، ليحتلوا الخليج العربي ثم العراق، كما هي حالنا اليوم.
والخلاصة ان هذه الجرائم التي يلصقونها بصدام وحده، كل الحكام قد كانوا شركاءه فيها، وكان الذي تولى كبر ذلك، هي أميركا نفسها، وهذا لا يخفى على العقلاء الذين يقرأون التاريخ ويعتبرون بما فيه، انما يخفى على الدهماء الذين يسيرون بلا هدى وراء سحر الاعلام المزيف الذي يظهر للناس جزءا صغيرا من الصورة، لتنقلب الحقائق رأسا على عقب.
ومن الأمثلة على ذلك ان عدد الأكراد الذين قتلوا بسبب صراعات الح........ن الكرديين المتصهينين الملحدين الطالباني والبرزاني على الزعامات، هم أضعاف أضعاف من قتل من الأكراد على يد نظام صدام، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك، ولن يعلموه حتى يحتاج الماكرون من صناع السياسة الغربية الى سحر اعلامي جديد فيسلطون حينئذ اعلامهم الخداع على جرائم هذا الزعيم أو ذاك ممن تمرد عليهم، أو اعترض سياستهم!!
والخلاصة: ان علينا ان نتيقن أمرين ونكل أمرا ثالثا الى الله تعالى وحده: أما الأمران اللذان يجب علينا تيقنهما: فأحدهما: ان كل ما جري ويجري - من الأزمات السياسية الاستراتيجية - في أمتنا منذ نحو قرن انما هو في عامته بسبب اطماع وسياسات الصليبية المتصهينة، في فترة سابقة بسبب صراعها مع المعسكر الشرقي على الهيمنة على المنطقة، والآن بسبب اطماعها الاستعمارية، وكل جرائم حكامنا المستبدين هي آثار تلك الأطماع.
والثاني: انه لن يصلح حالنا الا بالرجوع الى ديننا أولا، ثم بأن نوجه المعركة توجيها صحيحا نحو عدونا الحقيقي والتاريخي والاستراتيجي ونطرده من بلادنا، ونطرد أولياءه اليهود المغتصبين لأرض الاسراء، ولا نسمح لعدونا ان يخدعنا بإعلامه المزيف فيخلط الأوراق، ويقلب حقيقة الصراع، فيلهينا عن هذه القضية الاستراتيجية.
وأما ما نكله الى الله تعالى فهو حال من حيل بيننا وبين ان نعرف ما يختم له به، فأمره عنا مستور، في حجر محجور، بيد عدو حاقد مثبور، حتى ينجلي حاله بخبر من قبله بما يظهر به حكمه شرعا من كفر أو اسلام، ولا نستصحب ما مضى مما ظاهره الكفر لطروء الشبهات، واختلاف أخبار الثقات، ولا نعدل بالسلامة في هذا الباب شيئا، ولا يبعد ان يسلم الكافر، ويتوب الظالم الفاجر فيقتله أعداؤه ويعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا بذهاب الملك، وزوال النعمة، وقتل الأولاد، والذل والهوان، ثم يفضي الى رحمة من الله تعالى، وما لنا وان ندخل بين الله وعباده، وما نحن بشامتين معاذ الله، سبحانه ذو رحمة واسعة، وهو أرحم الراحمين، غير ان رحمته مرهونة بالموت على الاسلام، ذلك انه لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة، فاللهم اغفر لعبد تاب واليك أناب، حتى لو ملأت ذنوبه ما بين السماء والتراب، انك انت الغفور التواب، العزيز الوهاب آمين والله أعلم.