سيف قطر
04-01-2007, 12:45 AM
كثيرا منا يكتب كلاما
جميلاً مرصعاً بجواهر اللفظ ومزيناً بجميل المعنى.. أو يتكلم كلمة يأسر بها الألباب
ويشد به العقول ويطرب بها .....المسامع.
فيجد من المديح والشكر...... و قائمة طويلة من الثناء على مابذل وقدم.
وليس في ذلك عيب .. لأننا مأمورون بشكر من أحسن إلينا وقد قال صلى
الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله)وقال: (من صنع
إليكم معروفاً فكافؤه فإن لم تجدوا فبكلمة طيبةة ).. لكن ما أردت التنبيه عليه هو أن
ذلك السيل من المديح والثناء، قد يكون باب فتنة عظيمة على العبد المسكين.. وربما
يصل به الحال إلى فساد نيته بعد ذلك فيكتب لأجل أن يمدح ويشكر فحسب وعلامة ذلك
أنه يحزن إذا لم يجد فيما بعد ما وجد سابقاً من الشكر والثناء، لأن النفس بطبيعتها
عاشقة للمدح محبة له وهي ضعيفة أمامه يسهل أن يؤثر فيها جداً ، فيسري إليها الداء
الفتاك المحبط للأعمال ، المذهب لأجرها الذي يصلح أن أسميه ( الآكلة) ليس آكلة
الجسم ولكن آكلة الحسنات وهو داء العجب أعاذنا الله منه. فالعبد معرض إذا توالى عليه
المديح على حسن كلامه وقوله لأن يصاب به، لكن أطباء القلوب قد وضعوا لنامن
الوصفات العلاجية والوقائية ما يدفع عن هذا بإذن الله هذا الداء .والحق أنني أعجبت جداً
بوصفة علاجية رائعة لطبيب القلوب الفذ العلامة ابن القيم رحمه الله هذه........
الوصفة الرائعة
ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد 1/152 فقال رحمه الله :
(أعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي فيه مرضاة الله مطالعاً فيه منة الله
عليه به وتوفيقه له فيه وأنه بالله لا بنفسه ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته بل هو بالذي
أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن فالذي من عليه بذلك هو الذي من عليه بالقول
الفعل فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه
وغيبته عن شهود منة ربه وتوفيقه وإعانته ومن هذا الموضع يصلح الله سبحانه أقوال
عبده وأعماله ويعظم له ثمرتها أو يفسدها عليه ويمنعه ثمرتها فلا شيء أفسد للأعمال
من العجب ورؤية النفس فإذا أراد الله بعده خيرا أشهده منته وتوفيقه وإعانته له في كل
ما يقوله ويفعله فلا يعجب به ثم اشهده تقصيره فيه وأنه لا يرضى لربه به فيتوب إليه
منه ويستغفره ويستحي أن يطلب عليه أجرا فالعارف يعمل العمل لوجه مشاهدا فيه
منته وفضله وتوفيقه معتذرا منه إليه مستحييا منه إذ لم يوفه حقه والجاهل يعمل
العمل لحظه وهواه ناظرا فيه إلى نفسه يمن به على ربه راضيا بعمله فهذا لون وذاك
لون آخر..)
وايضا ورد عن السلف رضي الله عنهم في علاج هذا الداء تلك الوصفة الذهبية الرائعة
للإمام الكبير الشافعي رحمه الله حيث قال فيما ذكره عنه
الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء:" إذا أعجبتك نفسك فتذكر: رضا من تطلب.....
وفي أي نعيم ترغب........ ومن أي عذاب ترهب...
جميلاً مرصعاً بجواهر اللفظ ومزيناً بجميل المعنى.. أو يتكلم كلمة يأسر بها الألباب
ويشد به العقول ويطرب بها .....المسامع.
فيجد من المديح والشكر...... و قائمة طويلة من الثناء على مابذل وقدم.
وليس في ذلك عيب .. لأننا مأمورون بشكر من أحسن إلينا وقد قال صلى
الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله)وقال: (من صنع
إليكم معروفاً فكافؤه فإن لم تجدوا فبكلمة طيبةة ).. لكن ما أردت التنبيه عليه هو أن
ذلك السيل من المديح والثناء، قد يكون باب فتنة عظيمة على العبد المسكين.. وربما
يصل به الحال إلى فساد نيته بعد ذلك فيكتب لأجل أن يمدح ويشكر فحسب وعلامة ذلك
أنه يحزن إذا لم يجد فيما بعد ما وجد سابقاً من الشكر والثناء، لأن النفس بطبيعتها
عاشقة للمدح محبة له وهي ضعيفة أمامه يسهل أن يؤثر فيها جداً ، فيسري إليها الداء
الفتاك المحبط للأعمال ، المذهب لأجرها الذي يصلح أن أسميه ( الآكلة) ليس آكلة
الجسم ولكن آكلة الحسنات وهو داء العجب أعاذنا الله منه. فالعبد معرض إذا توالى عليه
المديح على حسن كلامه وقوله لأن يصاب به، لكن أطباء القلوب قد وضعوا لنامن
الوصفات العلاجية والوقائية ما يدفع عن هذا بإذن الله هذا الداء .والحق أنني أعجبت جداً
بوصفة علاجية رائعة لطبيب القلوب الفذ العلامة ابن القيم رحمه الله هذه........
الوصفة الرائعة
ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد 1/152 فقال رحمه الله :
(أعلم أن العبد إذا شرع في قول أو عمل يبتغي فيه مرضاة الله مطالعاً فيه منة الله
عليه به وتوفيقه له فيه وأنه بالله لا بنفسه ولا بمعرفته وفكره وحوله وقوته بل هو بالذي
أنشأ له اللسان والقلب والعين والأذن فالذي من عليه بذلك هو الذي من عليه بالقول
الفعل فإذا لم يغب ذلك عن ملاحظته ونظر قلبه لم يحضره العجب الذي أصله رؤية نفسه
وغيبته عن شهود منة ربه وتوفيقه وإعانته ومن هذا الموضع يصلح الله سبحانه أقوال
عبده وأعماله ويعظم له ثمرتها أو يفسدها عليه ويمنعه ثمرتها فلا شيء أفسد للأعمال
من العجب ورؤية النفس فإذا أراد الله بعده خيرا أشهده منته وتوفيقه وإعانته له في كل
ما يقوله ويفعله فلا يعجب به ثم اشهده تقصيره فيه وأنه لا يرضى لربه به فيتوب إليه
منه ويستغفره ويستحي أن يطلب عليه أجرا فالعارف يعمل العمل لوجه مشاهدا فيه
منته وفضله وتوفيقه معتذرا منه إليه مستحييا منه إذ لم يوفه حقه والجاهل يعمل
العمل لحظه وهواه ناظرا فيه إلى نفسه يمن به على ربه راضيا بعمله فهذا لون وذاك
لون آخر..)
وايضا ورد عن السلف رضي الله عنهم في علاج هذا الداء تلك الوصفة الذهبية الرائعة
للإمام الكبير الشافعي رحمه الله حيث قال فيما ذكره عنه
الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء:" إذا أعجبتك نفسك فتذكر: رضا من تطلب.....
وفي أي نعيم ترغب........ ومن أي عذاب ترهب...