سكاي
04-01-2007, 09:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس وفوائد تربوية من حديث
" إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ ...
لقد تنوعت الأساليب التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم الصحابة الكرام رضي الله
عنهم ؛ فكان التعليم والتربية بالقدوة ، عن طريق ضرب المثل ، التربية بالقصة ، بالوصية ،
بالموعظة ، بالملاحظة ، بالممارسة والعمل ، وعن طريق السؤال وغير ذلك .
دعونا نستعرض أمثلة على أحد هذه الأساليب التربوية ، ألا وهو ( التعليم عن طريق السؤال ) :
إن طريقة السؤال والجواب، من الأساليب التربوية الناجحة قديماً وحديثاً، وقد تكررت في تعليم ا
لنبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية ؛ لما فيها من لفت انتباه
السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح.
وهذا الأسلوب يعتبر من أبرز الأساليب التي اتبعها سيدُنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
تعليم الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
وإليكم مثالا : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا
المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام
وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من
حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت
عليه ثم طرح في النار ". [أخرجه الإمام مسلم في البر والصلة (2581) والترمذي في صفة القيامة (2418)]
مثالٌ آخر : وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول :" تدرون من المسلم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :" من سلم المسلمون من
لسانه ويده"، قال :" تدرون من المؤمن ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :" من أمنه
المؤمنون على أنفسهم وأموالهم ، والمهاجر من هجر السوء ؛ فاجتنبه ". [أخرجه الإمامُ أحمدُ في مسنده (6886)].
مثالٌ آخر : عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من الشجر شجرة
لا يسقط ورقها ، وهي مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البادية ، ووقع في
نفسي أنها النخلة ، قال عبد الله فاستحييت ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا بها ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن
تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا .[ البخاري في صحيحه في مواضع ، منها :
العلم حديث رقم (131)، وفي تفسير القرآن (4698) ، ومسلم في صفة القيامة برقم (2811) ].
وفي رواية : قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ، وَلا تَحُتُّ وَرَقَهَا ؟ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ
وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هِيَ النَّخْلَةُ . فَلَمَّا خَرَجْتُ
مَعَ أَبِي قُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ ! وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا ؟ لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا
كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : مَا مَنَعَنِي إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَرَكَ وَلا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا ، فَكَرِهْتُ .[ البخاري في الأدب (6144)].
وفي أخرى ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ إِذَا أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ " فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي
النَّخْلَةَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ الْتَفَتُّ ، فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ ، أَنَا أَحْدَثُهُمْ
فَسَكَتُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَةُ ".[ البخاري في الأطعمة (5448) ] وهذا أعم من الذي قبله .
ولنتفيؤ معا الظلال الوارفة لهذا المثال الأخير ولنقطف بعضا من ثمار فوائده ولنتذوق جنى عوائده
منقووول....
دروس وفوائد تربوية من حديث
" إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ ...
لقد تنوعت الأساليب التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم الصحابة الكرام رضي الله
عنهم ؛ فكان التعليم والتربية بالقدوة ، عن طريق ضرب المثل ، التربية بالقصة ، بالوصية ،
بالموعظة ، بالملاحظة ، بالممارسة والعمل ، وعن طريق السؤال وغير ذلك .
دعونا نستعرض أمثلة على أحد هذه الأساليب التربوية ، ألا وهو ( التعليم عن طريق السؤال ) :
إن طريقة السؤال والجواب، من الأساليب التربوية الناجحة قديماً وحديثاً، وقد تكررت في تعليم ا
لنبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية ؛ لما فيها من لفت انتباه
السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح.
وهذا الأسلوب يعتبر من أبرز الأساليب التي اتبعها سيدُنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
تعليم الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
وإليكم مثالا : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا
المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام
وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من
حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت
عليه ثم طرح في النار ". [أخرجه الإمام مسلم في البر والصلة (2581) والترمذي في صفة القيامة (2418)]
مثالٌ آخر : وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول :" تدرون من المسلم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :" من سلم المسلمون من
لسانه ويده"، قال :" تدرون من المؤمن ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :" من أمنه
المؤمنون على أنفسهم وأموالهم ، والمهاجر من هجر السوء ؛ فاجتنبه ". [أخرجه الإمامُ أحمدُ في مسنده (6886)].
مثالٌ آخر : عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من الشجر شجرة
لا يسقط ورقها ، وهي مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البادية ، ووقع في
نفسي أنها النخلة ، قال عبد الله فاستحييت ، فقالوا : يا رسول الله أخبرنا بها ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن
تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا .[ البخاري في صحيحه في مواضع ، منها :
العلم حديث رقم (131)، وفي تفسير القرآن (4698) ، ومسلم في صفة القيامة برقم (2811) ].
وفي رواية : قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ، وَلا تَحُتُّ وَرَقَهَا ؟ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ
وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هِيَ النَّخْلَةُ . فَلَمَّا خَرَجْتُ
مَعَ أَبِي قُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ ! وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا ؟ لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا
كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : مَا مَنَعَنِي إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَرَكَ وَلا أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا ، فَكَرِهْتُ .[ البخاري في الأدب (6144)].
وفي أخرى ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ إِذَا أُتِيَ بِجُمَّارِ نَخْلَةٍ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ " فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي
النَّخْلَةَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ الْتَفَتُّ ، فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ ، أَنَا أَحْدَثُهُمْ
فَسَكَتُّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَةُ ".[ البخاري في الأطعمة (5448) ] وهذا أعم من الذي قبله .
ولنتفيؤ معا الظلال الوارفة لهذا المثال الأخير ولنقطف بعضا من ثمار فوائده ولنتذوق جنى عوائده
منقووول....