المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسرائيل: صدام عدو مرير



ابوطلال
05-01-2007, 01:58 AM
أحمد أبو صالح - صحيفة الأسبوع المصرية

'فليقولوا عنه ما يشاءون، فقد ذهب إلي موته بكبرياء، برأس مرفوع دون أن يطلب الرحمة، ودون أن يعانق أقدام جلاديه، هذا الرضا الأخير في أن يظهر مكسورا لم يعطه لأعدائه'.
بهذه الشهادة بدأت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' تعليقها علي قتل الرئيس العراقي صدام حسين، اقرءوها جيدا لأنها تأتي من ألد أعداء هذا الرجل الذي ظل طوال حياته يكره هذا الكيان الصهيوني كراهية التحريم وظلت فلسطين في داخله ..ذلك الجرح الذي لم يستطع أن يداويه،

وكانت القدس صوب عينيه، وكان أبناء فلسطين الذين يقبعون علي الحدود العراقية *الأردنية حاليا في الخيام في عينيه، وظل يمد المقاومة الفلسطينية حتي أسره بالسلاح والمال بشهادة الجميع حتي إن صورته مازالت بداخل بيوت الفلسطينيين وفي قلوبهم.
يقول ناحوم برنباع المحلل السياسي ل'يديعوت أحرونوت' :إن شنق صدام حسين في هذا الوقت كان قبل كل شيء فعلا سياسيا، حكومة لا تسيطر في بلادها، أرادت اظهار التصميم والاثبات لطائفتها* هي الطائفة الشيعية* بأنه رغم الثمن الباهظ الذي يجبيه 'الإرهاب' يوميا فإن هناك مردودا للرسوم.
ويكشف برنباع كره الكيان الصهيوني وقادته ومفكريه لصدام قائلا: لقد كان لإسرائيل حساب مرير مع صدام، ولكن هذا الحساب كان أكثر تعقيدا من الصورة التي اتخذها في العناوين الرئيسية للصحف، صحيح أنه حاول تطوير قدرة بلاده علي انتاج نووي ينوي أن يكون موجها ضد إسرائيل أيضا، واطلق أربعين صاروخا من طراز سكود نحو إسرائيل في حرب الخليج الأولي ووضعها في تجربة عسيرة، وساعد هنا وهناك 'الإرهاب' الفلسطيني.
ويضيف برنباع أن صدام تلقي ضربة المفاعل النووي العراقي عام 1981 ولم يرد، كما أنه لم يرد عندما ساعدت إسرائيل نظام آيات الله في إيران في الحرب التي أدارها مع العراق في الثمانينيات، ومنتقدو إسرائيل في الولايات المتحدة يكثرون من الادعاء بأن ضغطا إسرائيليا هو الذي حرك الرئيس بوش لمهاجمة صدام في العام 2003، وعلي الرغم من ذلك فإن المصلحة الإسرائيلية كانت في أن يواصل العراق وإيران مقاتلة بعضهما حتي الأبد، وابعاد صدام سمح لإيران بالتضخم إلي أحجام تهدد وجود إسرائيل وسلامة المنطقة برمتها.
ويؤكد برنباع في تحليله أن الاحساس العام في الولايات المتحدة علي الأقل أن الإعدام لن يغير الوضع في العراق بشكل جوهري فللحرب الأهلية هناك مسيرتها الخاصة التي لا تتعلق بصدام الحي أو بصدام الميت، فقد أخطأ الأمريكيون عندما انطلقوا إلي هذه الحرب، وعندما أقاموا نظام احتلال واخطأوا بالطريقة التي أداروا بها هذا النظام. بوش مازال يأمل في أن ينتصر في هذه الحرب، ولكن الكثير من الأمريكيين لا يشاطرونه تفاؤله. فالمسألة الحقيقية أصبحت الآن في كيفية الخروج من هناك دون أن تطاردهم الحرب، وما سيحدث بالفعل هو دولة 'إرهاب سنية' للقاعدة، والجنوب الشيعي سينتقل للسيطرة الإيرانية والشمال الكردي من شأنه أن يدخل في مواجهة مسلحة مع تركيا. وتلك هي حصيلة الحرب فعليا.
وفي تعليق آخر لافرايم هاليفي رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يؤكد فيه أن إعدام صدام حسين يخلي مسرح التاريخ من شخصية بطل محبوب من جماهير العرب والمسلمين في أرجاء المعمورة.. في نظرنا كان الرجل عدوا مريرا تجرأ علي مهاجمة إسرائيل بالصواريخ في حرب الخليج الأولي وهدد بحرق نصف إسرائيل في ابريل 1990 ونقل دعما ماليا سخيا لعائلات 'الانتحاريين ' الذين نفذوا عمليات 'إرهابية' مضرجة بالدماء علي مدار فترة الانتفاضة حتي سقوط نظامه عام 2003، وحاول المرة تلو الأخري التخطيط وإنتاج أسلحة غير تقليدية نووية وبيولوجية وكيماوية.
ويري رئيس الموساد السابق أن صدام حسين في سنوات حربه مع إيران صمم صورته كرمز للبطولة العربية، كبطل الجماهير المتحمسة التي خشيت من أثر الرياح الشديدة للثورة الإيرانية التي أسقطت نظام الشاه، وفي هذه السنوات تلقي صدام حسين الدعم من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة علي حد سواء(!!) فالروس زودوه بالوسائل القتالية بمليارات الدولارات وحسب تقرير علني في الصحافة الأمريكية أقامت وكالة المخابرات Cia قناة اتصال مباشرة بينها وبين المخابرات العسكرية العراقية نقلت عبرها معلومات مخابراتية حيوية أتاحت للعراقيين ضرب أهداف إيرانية بدقة شديدة، وكم هي من المفارقة أن يكون صدام حسين قد شنق بالذات في مبني قيادة المخابرات العسكرية العراقية في بغداد.
ويؤكد هاليفي أن السعودية التي شعرت بالتهديد مولت الجهود الحربية لبغداد بقروض بلغت أكثر من ثلاثين مليار دولار والكويت والامارات ساهمتا بثمانية مليارات.
ويشير هاليفي إلي تقلبات المصير التي قادت صدام إلي مواجهة مع الولايات المتحدة بعد سنتين من انتهاء الحرب التي كانوا فيها حلفاء.
هذا التحالف الذي انقلب بعد اجتياحه الكويت وهزيمته في المعركة.. ولكن بعد الحرب بقي صدام علي حاله وفي نظر الكثيرين من أبناء السنة أحاطت به هالة قائد عسكري أسطوري يعرف كيف يصمت في ظروف لا تحتمل ضد العالم بأسره.
ويؤكد رئيس الموساد السابق أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والسعودية عندما شعروا أن مصالحهم المشتركة تحتاج إلي الحاق الهزيمة بإيران عرفوا كيف يساعدون صدام في المعركة.
ويشير هاليفي إلي أن صدام قد حرص علي الظهور دوما ببذلة عسكرية، تماما مثل العديد من زعماء الشرق الأوسط ، والصلاحيات الأمنية التي عبرت عنها بذلته هي التي شكلت الأساس للقومية العراقية لدولة تتكون من ثلاثة قطاعات شيعية وسنية وكردية، تراكضت من خلف ظهره، وقد بث الرجل زعامة قوة وكرامة ووطنية، ورفاقه من حكام لمنطقة كانوا يخشونه ويهابون جانبه.
تلك هي إذن رؤية إسرائيل لصدام حسين تلك الرؤية التي لم يدركها الذين ابتهجوا بموت صدام وسقوط نظامه، أو لعلهم تجاهلوا إدراكها.

امل الحب
05-01-2007, 03:14 PM
كاان رجل ولكن كم اشخص ادرك هذا .؟؟