مشاهدة النسخة كاملة : الغرب يبحث عن بديل للنفط العربي
يوم اخضر
26-06-2005, 06:10 AM
برلين- سمير عواد : حين سمع المزارع لطفي خليلوف في قرية كرار لأول مرة عن أنبوب النفط تملكه خوف شديد. فقد خشي أسوأ الأمور: أن يخسر أرضه دون الحصول علي تعويض. فقد اعتاد خليلوف علي سماع أنه كلما اتفقت الدولة مع شركة أجنبية علي مشروع فإن هذا الاتفاق يجري عادة علي حساب المواطنين. نشأ خليلوف في ظل العهد الشيوعي ويعيش في أذربيجان، الجمهورية الواقعة علي ضفاف بحر قزوين ومعروف أنها تعبث بالفساد. وقد تعلم هذا المزارع من تجاربه المريرة مع الدولة من جهة ومع الرأسمالية من جهة أخري.
لو سئل خليلوف اليوم إذا مخاوفه في محلها فإنه يهز رأسه علامة النفي. إذ لم يخسر أرضه وإنما قام بتأجيرها مدة ثلاث سنوات لشركة أجنبية. وحالما تنتهي مدة الإيجار سيكون بوسعه العمل من جديد في حرثها. تحت هذه الأرض يمر أنبوب يضخ النفط. وقد حصل خليلوف علي تعويض قدره 3787 دولارا لقاء تأجير حقل طوله 80 مترا وعرضه 40 مترا. وهذا المزارع سعيد للغاية إذ لم يضطر حتي للتفاوض وقد حصل علي قيمة الإيجار قبل التوقيع علي العقد. الرجال الذين جلسوا حوله في القرية حصلوا علي عقود مماثلة. قصة المزارع خليلوف يجري تناقلها منذ وقت في أذربيجان.
علي بعد ألف كلم تقريبا من مكان خليلوف، في جيورجيا حيث يعيش زاكرو يوجولادزي في بيت ملحق به مزرعة دجاج صغيرة. لحق بمنزله وبمنازل أخري تصدع بسبب أعمال الحفر الجارية لمد أنبوب يضخ النفط. هذه القصة لا أحد يحلو له ترديدها في جيورجيا.
يعمل مايكل تاونزيند في باكو عاصمة أذربيجان في برج تابع لفندق من خمسة نجوم. تبلغ ميزانية مكتبه 3 مليارات دولار. منذ 25 سنة يتنقل تاونزيند من ورشة بناء لأخري وقد عمل في حفر مواقع لمد أنابيب في بحر الشمال وفي روسيا وألاسكا وأمضي حياته يعمل في صناعة النفط. وقبل أن جاء إلي منطقة القوقاز عمل في قسم العلاقات العامة التابع لشركة بريتيش بتروليوم في واشنطن وصافح نخبة معتبرة من المسئولين السياسيين. تاونزيند مهندس وسياسي علي دراية بالأرقام والإحصائيات ويتمتع بموهبة إقناع محدثيه وقد استعد جيدا للقيام بمهمته الجديدة. إذ أن رب عمله، شركة بريتيش بتروليوم أكبر مساهم في مجموعة دولية تعتزم استخراج خمسة مليارات برميل من النفط من أرض بحر قزوين ونقلها إلي المستهلكين في أنحاء العالم. وكي يتحقق هذا الهدف يتعين أولا بناء أنبوب لضخ النفط وقد حصل تاونزيند علي تكليف لإنجاز هذه المهمة.
يبدأ أنبوب النفط من مكان غير بعيد عن الشاطئ الغربي من بحر قزوين ويمتد وصولا إلي أذربيجان ومرورا بجبال جيورجيا ثم إلي تركيا وينتهي بعد مسافة طولها 1770 كلم عند ميناء جيهان. تبلغ كلفة هذا المشروع 3 مليارات دولار ومنذ الآن يعرف باسم أهم أنبوب نفط في العالم.
الإدارة الأمريكية في مقدمة الأطراف التي اهتمت بهذا الأنبوب منذ بدء التفكير بالمشروع وراحت تسعي لتحقيقه وبصورة خاصة كان يسعي الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إلي التعجيل بالمشروع الذي يرمي بصورة خاصة إلي خفض اعتماد الولايات المتحدة خاصة والغرب عامة علي النفط العربي.
غير أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لم تعد المجموعة الدولية المهتمة بالمشروع واثقة من نجاحه نظرا لكثرة النزاعات المسلحة وانعدام الاستقرار الأمني والسياسي في عدد من دول منطقة القوقاز لكن سرعان ما كشفت دراسات دولية عن وجود كميات ضخمة من النفط في بطن أرض المنطقة انصرفت الأطراف المعنية في وضع خطط لإتمام مشروع كبير وكان أمامها أن تختار طريق الأنبوب. الطريق الأول يقود من باكو إلي ميناء نوفوريزيسك علي البحر الأسود، الثاني عبر إيران والثالث وصولا إلي ميناء جيهان التركي.
يتبع
يوم اخضر
26-06-2005, 06:12 AM
رفضت الولايات المتحدة منذ البداية الطريقين الأول والثاني ورأت أنه لا ينبغي منح فرصة للرئيس الروسي أو القيادة الإيرانية للتحكم بشريان الاقتصاد العالمي. في عام 1999 وقع رؤساء أذربيجان وجيورجيا وتركيا علي اتفاقيات بالخصوص بحضور الرئيس كلينتون رغم أن قيادة المشروع لا تقوم بها شركة النفط الأمريكية العملاقة أموكو وإنما شركة بريتيش بتروليوم. غير أن اهتمام الولايات المتحدة بالمشروع لفت انتباه منتقدي العولمة وحماة البيئة. في وقت مبكر تشكلت جبهة مناهضة لهذا المشروع من بين أطرافها منظمة العفو الدولية التي حذرت من تعاون بريتيش بتروليوم مع تركيا في انتهاك حقوق 30 ألف مواطن سوف يؤدي قيام المشروع لخسارتهم منازلهم ووصفت(أمنيستي إنترناشيونال) المشروع بأنه عبارة عن رمز لاحتكار الشركات واعتداء واضح علي حقوق الإنسان. كانت أنابيب النفط والمصانع والمناطق الصناعية حين تنشأ في مناطق منسية في العالم لا تثير اهتمام أحد أما اليوم فإنها حين تظهر سرعان ما تلفت انتباه الرأي العام العالمي. في السابق أيضا لم تعر هذه الشركات أهمية لسمعتها لكنها اليوم تهتم كثيرا بأن تكون سمعتها حسنة. لهذا فإن تاونزيند مهتم جدا بأن تكون سمعة بريتيش بتروليوم حسنة وقد أصر عليه رئيس الشركة البريطانية جون براون أن يهتم كثيرا بالترويج لاسم جيد للشركة. براون الذي يرتبط بصداقة شخصية قوية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سعيد جدا لأن شركته استطاعت تطبيق مقررات مؤتمر كيوتو للمناخ الدولي بخفض انبعاث الغاز من المصانع وأن بريتيش بتروليوم أهم شركة أوروبية تعمل بالطاقة الشمسية وتنقل النفط بطريقة ملائمة للبيئة. وتشير الشركة عبر صفحاتها علي الإنترنت إلي أنها قامت في عام 2003 بوقف العمل باتفاقيات معقودة مع شركاء اتهمتهم بالفساد. وتعتني الشركة كثيرا بالدعاية لسمعتها عبر صفحاتها الإلكترونية غير أن منتقدي مشروع بناء أنبوب النفط في القوقاز لهم رأي آخر حول شركة النفط البريطانية. من يسافر علي الطريق الذي يشهد بناء المشروع من أذربيجان إلي جيورجيا يري مئات العمال الذين يرتدون الخوذ خلال العمل وسترات تحمل شعار شركة بريتيش بتروليوم. ويعمل هؤلاء في ساعات إضافية دون شكوي ولا يتوقف العمل حتي غروب الشمس. تجري مكافأة العمل حسب نظام ساعات العمل. في جيورجيا يحصل العامل علي أجر أقصاه 460 يورو والذين يعملون في مشروع بناء أنبوب النفط يتقاضون أعلي أجور في بلدهم. وتجري في شاطئ بحر قزوين في أذربيجان أعمال حفر ترمي إلي استخراج النفط من عمق ثلاثة آلاف متر. وفي ميناء جيهان التركي تستعد ناقلات ضخمة لنقل النفط وتم وضع تقديرات بأن تستمر أعمال الحفر والنقل مدة أربعين سنة. لكن منطقة جيهان معرضة لهزات أرضية وينتظر أن تقع هزة أرضية خلال هذه الفترة. علي الحدود بين أذربيجان وجيورجيا تقع قرية بيرزات. الناس فيها لا يستفيدون من المشروع لأن الأراضي مملوكة للدولة. لكن بريتيش بتروليوم تبرعت لهم بمبلغ خمسة آلاف دولار للقيام بمشروع يختارونه بأنفسهم تعويضا عن ضجيج أعمال الحفر. قيل لسكان القرية أن هذا المبلغ مساعدة خاصة لكن سكان القرية يعرفون الحقيقة وهي أن المشروع الصغير المدعوم ماديا من الشركة البريطانية يرمي إلي ضمان سلامة الأنبوب في المستقبل. وكان أفضل بالنسبة إليهم لو تم إشراك سكان القرية بأعمال البناء.شركات أخري تعمل في المشروع مولت برامج اجتماعية صغيرة في قري ومدن صغيرة تقع علي امتداد أنبوب النفط. تتصرف هذه الشركات التي تقع مراكزها الرئيسية في أوروبا والولايات المتحدة حفاظا علي سمعتها وفهم رؤساؤها أهمية استثمار بعض المال في كسب ود الجيران وأن هذا مهم مثل أهمية عقد الصفقات مع المستبدين بالحكم الذين يستفيدون ماديا كثيرا من وراء هذا المشروع. واكتشفت هذه الشركات أنه من الخطأ أن يقوم العمال بأعمال الحفر تحت حراسة الجيوش المحلية والتوفير عن نفسها عناء التعرض للمقاضاة مما يعرض سمعتها إلي أذي. تقول بريتيش بتروليوم أنه بوسع كل شخص الإطلاع علي العقود المبرمة مع حكومات تركيا واذربيجان وجيورجيا كما تنشر نتائج المشاريع الاجتماعية التي تقوم بها وذلك بأربع لغات. تؤكد الشركة أنه لا يجري إجبار أحد علي العمل ضد إرادته كما تجري حماية المواقع الأثرية. وتم إرسال صور لهذه العقود إلي المكتبات الوطنية في المدن الواقعة علي طول خط الأنبوب. يحلو لموظفي بريتيش بتروليوم الإشارة إلي أنه تم نشر 11 ألف صفحة علي الإنترنت تشير إلي نشاطات الشركة في القوقاز. غير أن هذا الرقم يرمي أيضا لصرف الأنظار عن ما لا يقال. الشريك الرئيسي لبريتيش بتروليوم في أذربيجان هي الحكومة التي تملك النفط الذي ستعمل الشركة البريطانية في استخراجه. وشركة النفط الوطنية في إذربيجان(سوكار) هي ثاني أكبر مساهم في المجموعة الدولية. رئيس أذربيجان هو أليهام ألييف الذي حصل علي السلطة من والده وفاز بمنصبه عقب التلاعب بنتائج الانتخابات. تتهمه منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان باضطهاد معارضيه واستخدام البرلمان كماكينة للتصفيق. بدون النفط لا تقوي أذربيجان علي الحياة حيث النفط يشكل نسبة 90 بالمئة من حجم الصادرات والأشخاص الذين يشكلون نسبة الأغنياء هم الذين يحظون برضا الرئيس الأذربيجاني. بينهم سمير شاريفوف مدير صندوق عوائد النفط(سوفاز) الذي يجلس علي مليار دولار حاليا. لا يحظي شاريفوف فقط بصلاحية التصرف بعوائد النفط بل هو من أبرز المقربين للرئيس. يشير المنتقدون إلي عدم وجود نظام مراقبة علي عوائد النفط لعدم تمكين الرئيس من التصرف بها بحرية. لكن شاريفوف ينفي وجود تجاوزات. وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد انتقدت نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت في عام 2003 مثلما سبق وانتقدت الانتخابات البرلمانية في عام 2000. كما تعتبر ترانسبيرانسي إنترناشيونال أكبر منظمة دولية تراقب الفساد في العالم أن أذربيجان واحدة من أبرز عشرة بلدان في العالم متفش فيها الفساد. بينما يرفض شاريفوف هذه الاتهامات ويدافع عن رئيسه، يتجنب تاونزيند التعليق علي هذه الاتهامات ويكتفي بالقول: نحن ضيوف في هذا البلد.
في مبني يقع بالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي يجلس رجل يعرف الكثير عن أذربيجان وأنبوب النفط وغير ذلك. اسمه رشاد قلداني وهو مدير قسم النفط والغاز في شركة التعاون والتمويل الدولية آي أف سي التابعة للبنك الدولي والتي تدعم مشروع بناء أنبوب النفط بمبلغ 250 مليون دولار. يحمل قلداني الجنسيتين السورية والأمريكية. وهو رجل كثير السفر. رغم أن وظيفته تحكم عليه أن يهتم بشئون الفقراء في العالم إلا أن أسلوب حياته يجعله يرتبط بصداقات مع المسئولين في شركات النفط ويجعله لا يختلف كثيرا عن تاونزيند. تقدم شركة آي أف سي قروض المشاريع التي ترمي لتخفيف حدة الفقر في البلدان النامية. وفي عام 2003 تم بصورة مفاجئة تقديم قرض لأذربيجان لاستخدامه في تمويل مشروع الأنبوب. ردا علي سؤاله هل يعقل منح قروض لأنظمة فاسدة أجاب قلداني: هذه أنظمة تتمتع بالاستقلالية ليس بوسعنا منعها بيع النفط عدا أن القروض يضمن لشركة آي أف سي الحصول علي النفوذ. يعترف قلداني أن الأموال التي تحصل عليها أذربيجان من بيع النفط تبقي مضمونة طالما هي محفوظة في صندوق يخضع لمراقبة غير أنه سرعان ما تنفق هذه الأموال في قنوات بحجة استخدامها في ميزانية الدولة تصبح المراقبة مهمة صعبة. يقول البعض أنه كان أفضل لو رفض البنك الدولي منح أذربيجان قرض قيمته 250 مليون دولار وهذا المبلغ من ضرائب الدول الأعضاء في البنك الدولي. غير أن هناك تكهنات بأن هناك دعماً من الولايات المتحدة التي تحوز علي حق الفيتو في البنك الدولي. أصبح لمنتقدي مشروع أنبوب النفط ما يشبه مقر القيادة وذلك في عاصمة جيورجيا، وعبارة عن مكتب صغير ألصقت علي جدرانه ملصقات تحمل شعارات مناهضة لشركة بريتيش بتروليوم. تدير الحملة كيتي كوجارايدزه التي تصف نفسها عضو في تنظيم الخضر وهذه منظمة صغيرة تهتم بالبيئة. تفقدت كيتي مواقع البناء أكثر من مرة لتقصي الحقائق, برأيها فإن المشروع عملية تآمر مدبرة بين حكومات المنطقة والبنك الدولي وشركة آي أف سي. وتشير كيتي إلي أنه رغم مساعي بريتيش بتروليوم للإيحاء بأنها تهتم بسلامة البيئة والناس لكنها في الحقيقة تتجاهل سلامية البيئة حين تمضي في تحقيق هدفها كما أنها تتعاون بصورة كبيرة مع الحكومات الفاسدة في المنطقة. وتشير بياناتها إلي أن الشركة البريطانية تستخدم في أعمال البناء مادة لحام يزول أثرها خلال سنوات لكن الشركة ترفض الاتهام وتقول للمنتقدين: لماذا نعمل في مشروع كلفته 3 مليارات دولار ليصبح عديم الفائدة بعد سنوات قليلة؟
بالنسبة لتاونزيند فإن الفرج بدأ يقترب وهو لا يكترث بالمناقشات الصاخبة التي تدور حول المشروع. في موعد أقصاه شهر سوف يبدأ ضخ أول كمية من النفط وبعد 4 أشهر سيمتلئ الأنبوب البالغ طوله 1700 كلم ثم يجمع حوائجه ويطير من المنطقة ليقول أنه بني أطول أنبوب نفط في العالم. لكنه يعترف أنه لم يساعد في تحقيق الديموقراطية في أذربيجان. ولماذا عليه أن يفعل ذلك، فهذا ليس من مهام عمله.
الراية القطرية
يوم اخضر
26-06-2005, 06:13 AM
الغرب يبحث عن بديل للنفط العربي
عندنا الغاز :mad:
@@ديزل@@
27-06-2005, 12:51 AM
اذ العين لن تراك القلب لن ينساك اذ فقدنا البترول لن نفقد الغاز اخوكم @@ديزل@@
اهم شي عندنا اللي يمشينا 50 سنه جدام ...
عاد الأجيال الجايه كيفهم
السهم الازرق
27-06-2005, 06:01 PM
الغرب يبحث عن بديل للنفط العربي
اخوي يوم اخضر يعطيك العافيه..
مادري ليش عنوان موضوعك ذكرني بصادوه :funny:
( الغرب يصنع طائرات و صواريخ )..!! :D
roadrunner
27-06-2005, 06:55 PM
الغرب يبحث عن بديل للنفط العربي
انشالله ما يحصلون بديل لييين ما يخلص بترولنا ... لو حصلوا كان بترولنا طاح بكبدنا و متنا جوع ..هههههههه
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions Inc. All rights reserved.