ROSE
07-01-2007, 01:04 PM
تشهدها أجواء منطقة الخليج لأول مرة منذ سنوات
قطر: موجة البرد القارس تخلق سوقا سوداء للدفايات
07/01/2007 الدوحة - القبس:
في العادة، وكما هو مألوف لدى دول مجلس التعاون الخليجي، يهرب المواطنون والمقيمون من قيظ الحر، خصوصا خلال شهري يوليو وأغسطس الذين يشكلان ذروة ارتفاع درجات الحرارة، لكن أن يتحول الأمر الى هروب من البرد القارس، فهذا هو غير المألوف بالنسبة الى العديد من المواطنين الخليجيين والمقيمين في دول التعاون، كونهم لم يألفوا بردا، ربما في أي وقت مضى، مثل الذي تشهده أجواء منطقة الخليج هذه الأيام.
دول الخليج كانت تتسم على الدوام بطقس معتدل خصوصا في الشتاء، إضافة الى نسبة برودة لطيفة خلال ليالي الصيف.
درجة الحرارة في بعض مناطق السعودية مثلا وصلت الى صفر وفي الكويت الى درجتين خلال الأيام القليلة الفائتة، وفقا لما ذكره مسؤول في إدارة الأرصاد الجوية القطرية ل'القبس'.
يؤكد العديد من كبار السن في قطر أن البلاد لم تشهد موجة برد مماثلة لما تشهده خلال هذه الأيام منذ ما يزيد على 30 عاما، كما أن النهار ظل في حالة معانقة للسحب التي فرضت سطوة برودتها سواء داخل البيوت أو خارجها.
ولأول مرة منذ سنوات تختفي أصوات المكيفات التي كانت تهدر في منازل القطريين والخليجون خلال أشهر الشتاء القصيرة بطبيعتها، ودفعت موجات البرودة، التي لم يتهيأ السكان لمواجهتها بملابس شتوية ثقيلة، بالكثيرين الى تفضيل قضاء عيد الأضحى المبارك في المنازل بصحبة العديد من القنوات الفضائية.
لكن هذه الأجواء الباردة التي تبعث على القشعريرة في بعض ليالي الدوحة، لم تمنع أسرا كثيرة من الذهاب الى حديقة الحيوانات لقضاء يوم من إجازة العيد، فقد استقبلت الحديقة خلال أيام العيد الأربعة نحو 20 الف زائر، لكن هذا العدد يقل كثيرا عن مستوياته في أعوام سابقة، فخلال اليوم الأول فقط للعيد لم تستقبل حديقة الحيوانات سوى 4 آلاف زائر مقابل 10 آلاف في أعوام سابقة، وهو ما تكرر في العديد من عواصم الدول الخليجية.
هناك عائلات وأسر وأخرى فضلت التوجه الى الأماكن المغلقة بصحبة أطفالها للحيلولة دون التعرض لتداعيات البرد وانعكاساته السلبية.
ومع ذلك، يشاهد كثير من الشباب القطري في بعض شوارع الدوحة ليلا لا يرتدون سوى الثوب الأبيض، ربما أراداوا أن يقولوا للآخرين إننا قادرون على تحدي موجة البرد القارسة.
ويرجع مسؤول إدارة الأرصاد الجوية موجة البرد الشديدة التي تشهدها المنطقة الى امتداد مرتفع جوي قادم من حوض البحر الأبيض المتوسط، ويرى أنها الأسوأ منذ خمس سنوات تقريبا.
ومن غير المنتظر بحسب المسؤول أن تتحسن حالة الطقس خلال الأيام القليلة المقبلة، وإن كان من الممكن أن يضعف المرتفع في بعض الأحيان، ليعاود استعادة قوته التي تتجلى في تفاقم موجة البرد التي نشهدها حاليا.
وتطبيقا للمثل القائل 'مصائب قوم عند قوم فوائد'، أدت موجة البرد الراهنة الى إنعاش سوق الدفايات والبطاطين والأغطية الثقيلة في أسواق قطر والعديد من أسواق الدول الخليجية.
ففي السوق القطري على سبيل المثال، اختفت الدفايات في غضون أيام قليلة فقط على بدء موجة البرد، وما زال العديد من المراكز التجارية ومحال بيع الأجهزة الكهربائية عرضة لسيل من الأسئلة والاستفسارات حول تلك الدفايات لدرجة دفعت بالقائمين على مراكز تجارية عديدة ومحال بيع أدوات كهربائية الى وضع لوحات إعلانية في محالهم تشير الى نفاد 'الدفايات والسخانات'، لأنهم على ما يبدو أرادوا إراحة أنفسهم من عناء الإجابة عن استفسارات المستهلكين حول الدفايات.
وخلق هذا الوضع سوقا سوداء للدفايات في قطر أصبحت فيه المدفأة تباع بأسعار خيالية تتجاوز سعرها الحقيقي بأضعاف.
ويبدو أن التجار والمستوردين في قطر لم يحسبوا حساب مثل هذا البرد، حيث لم يولوا اهتماما كبيرا لاستيراد كميات كافية من الدفايات وأدوات التدفئة عموما.
البعض من المستهلكين ممن فقدوا الأمل في العثور على مدفأة كهربائية، اضطر الى اللجوء الى شراء دفايات تعمل على الكاز (الكيروسين) راضخين بذلك لضغوط مواجهة البرد والتغلب عليه أو التخفيف من حدته بأي طريقة.
وقال أحد المتسوقين بينما كان يبحث عن أغطية شتوية دافئة: إننا فقدنا الأمل في العثور على مدفأة كهربائية، فتوجهنا الى البحث عن بطانيات يمكن أن تساهم في تخفيف وطأة البرد، لكننا فوجئنا بالأسعار الباهظة التي ارتفعت في غضون أيام فقط بنسبة وصلت في بعض الحالات الى 50 في المائة.
مواطنة قطرية طالبت 'حماية المستهلك' بالتدخل لوضع حد لموضوع الدفايات واختفائها وارتفاع أسعارها في السوق المحلي، مؤكدة أنه يتعين على حماية المستهلك عدم ترك المواطن عرضة لتلاعب التجار به من خلال تحكمهم بالأسعار.
وكان سوق الدفايات والبطانيات والأغطية الشتوية يشهد في العادة ارتفاعا في حجم المبيعات خلال موسمين هما موسم الإجازات السنوية للمقيمين الذي يحرصون على شراء تلك المواد كهدايا مستغلين جودتها وانخفاض أسعارها خلال فصل الصيف، والموسم الثاني هو فصل الشتاء الذي يساهم في إنعاش حركة الطلب المحلي وإن كان غير بارد كثيرا خلال السنوات السابقة كما هو حاصل حاليا.
واعترف أحد أصحاب محال بيع الأجهزة الكهربائية بقيام التجار برفع أسعار الدفايات بالتحديد، مبررا ذلك بأنه أمر طبيعي في ظل معادلة العرض والطلب.
قطر: موجة البرد القارس تخلق سوقا سوداء للدفايات
07/01/2007 الدوحة - القبس:
في العادة، وكما هو مألوف لدى دول مجلس التعاون الخليجي، يهرب المواطنون والمقيمون من قيظ الحر، خصوصا خلال شهري يوليو وأغسطس الذين يشكلان ذروة ارتفاع درجات الحرارة، لكن أن يتحول الأمر الى هروب من البرد القارس، فهذا هو غير المألوف بالنسبة الى العديد من المواطنين الخليجيين والمقيمين في دول التعاون، كونهم لم يألفوا بردا، ربما في أي وقت مضى، مثل الذي تشهده أجواء منطقة الخليج هذه الأيام.
دول الخليج كانت تتسم على الدوام بطقس معتدل خصوصا في الشتاء، إضافة الى نسبة برودة لطيفة خلال ليالي الصيف.
درجة الحرارة في بعض مناطق السعودية مثلا وصلت الى صفر وفي الكويت الى درجتين خلال الأيام القليلة الفائتة، وفقا لما ذكره مسؤول في إدارة الأرصاد الجوية القطرية ل'القبس'.
يؤكد العديد من كبار السن في قطر أن البلاد لم تشهد موجة برد مماثلة لما تشهده خلال هذه الأيام منذ ما يزيد على 30 عاما، كما أن النهار ظل في حالة معانقة للسحب التي فرضت سطوة برودتها سواء داخل البيوت أو خارجها.
ولأول مرة منذ سنوات تختفي أصوات المكيفات التي كانت تهدر في منازل القطريين والخليجون خلال أشهر الشتاء القصيرة بطبيعتها، ودفعت موجات البرودة، التي لم يتهيأ السكان لمواجهتها بملابس شتوية ثقيلة، بالكثيرين الى تفضيل قضاء عيد الأضحى المبارك في المنازل بصحبة العديد من القنوات الفضائية.
لكن هذه الأجواء الباردة التي تبعث على القشعريرة في بعض ليالي الدوحة، لم تمنع أسرا كثيرة من الذهاب الى حديقة الحيوانات لقضاء يوم من إجازة العيد، فقد استقبلت الحديقة خلال أيام العيد الأربعة نحو 20 الف زائر، لكن هذا العدد يقل كثيرا عن مستوياته في أعوام سابقة، فخلال اليوم الأول فقط للعيد لم تستقبل حديقة الحيوانات سوى 4 آلاف زائر مقابل 10 آلاف في أعوام سابقة، وهو ما تكرر في العديد من عواصم الدول الخليجية.
هناك عائلات وأسر وأخرى فضلت التوجه الى الأماكن المغلقة بصحبة أطفالها للحيلولة دون التعرض لتداعيات البرد وانعكاساته السلبية.
ومع ذلك، يشاهد كثير من الشباب القطري في بعض شوارع الدوحة ليلا لا يرتدون سوى الثوب الأبيض، ربما أراداوا أن يقولوا للآخرين إننا قادرون على تحدي موجة البرد القارسة.
ويرجع مسؤول إدارة الأرصاد الجوية موجة البرد الشديدة التي تشهدها المنطقة الى امتداد مرتفع جوي قادم من حوض البحر الأبيض المتوسط، ويرى أنها الأسوأ منذ خمس سنوات تقريبا.
ومن غير المنتظر بحسب المسؤول أن تتحسن حالة الطقس خلال الأيام القليلة المقبلة، وإن كان من الممكن أن يضعف المرتفع في بعض الأحيان، ليعاود استعادة قوته التي تتجلى في تفاقم موجة البرد التي نشهدها حاليا.
وتطبيقا للمثل القائل 'مصائب قوم عند قوم فوائد'، أدت موجة البرد الراهنة الى إنعاش سوق الدفايات والبطاطين والأغطية الثقيلة في أسواق قطر والعديد من أسواق الدول الخليجية.
ففي السوق القطري على سبيل المثال، اختفت الدفايات في غضون أيام قليلة فقط على بدء موجة البرد، وما زال العديد من المراكز التجارية ومحال بيع الأجهزة الكهربائية عرضة لسيل من الأسئلة والاستفسارات حول تلك الدفايات لدرجة دفعت بالقائمين على مراكز تجارية عديدة ومحال بيع أدوات كهربائية الى وضع لوحات إعلانية في محالهم تشير الى نفاد 'الدفايات والسخانات'، لأنهم على ما يبدو أرادوا إراحة أنفسهم من عناء الإجابة عن استفسارات المستهلكين حول الدفايات.
وخلق هذا الوضع سوقا سوداء للدفايات في قطر أصبحت فيه المدفأة تباع بأسعار خيالية تتجاوز سعرها الحقيقي بأضعاف.
ويبدو أن التجار والمستوردين في قطر لم يحسبوا حساب مثل هذا البرد، حيث لم يولوا اهتماما كبيرا لاستيراد كميات كافية من الدفايات وأدوات التدفئة عموما.
البعض من المستهلكين ممن فقدوا الأمل في العثور على مدفأة كهربائية، اضطر الى اللجوء الى شراء دفايات تعمل على الكاز (الكيروسين) راضخين بذلك لضغوط مواجهة البرد والتغلب عليه أو التخفيف من حدته بأي طريقة.
وقال أحد المتسوقين بينما كان يبحث عن أغطية شتوية دافئة: إننا فقدنا الأمل في العثور على مدفأة كهربائية، فتوجهنا الى البحث عن بطانيات يمكن أن تساهم في تخفيف وطأة البرد، لكننا فوجئنا بالأسعار الباهظة التي ارتفعت في غضون أيام فقط بنسبة وصلت في بعض الحالات الى 50 في المائة.
مواطنة قطرية طالبت 'حماية المستهلك' بالتدخل لوضع حد لموضوع الدفايات واختفائها وارتفاع أسعارها في السوق المحلي، مؤكدة أنه يتعين على حماية المستهلك عدم ترك المواطن عرضة لتلاعب التجار به من خلال تحكمهم بالأسعار.
وكان سوق الدفايات والبطانيات والأغطية الشتوية يشهد في العادة ارتفاعا في حجم المبيعات خلال موسمين هما موسم الإجازات السنوية للمقيمين الذي يحرصون على شراء تلك المواد كهدايا مستغلين جودتها وانخفاض أسعارها خلال فصل الصيف، والموسم الثاني هو فصل الشتاء الذي يساهم في إنعاش حركة الطلب المحلي وإن كان غير بارد كثيرا خلال السنوات السابقة كما هو حاصل حاليا.
واعترف أحد أصحاب محال بيع الأجهزة الكهربائية بقيام التجار برفع أسعار الدفايات بالتحديد، مبررا ذلك بأنه أمر طبيعي في ظل معادلة العرض والطلب.