OTOsan
10-01-2007, 02:36 PM
ما أن تطأ رجلك المنطقة حتى تحس بأنك خرجت من قطر ودخلت أحد أحياء دول شرق آسيا، شوارع مستهلكة.. حفر وحفريات.. سيارات خردة.. مبان متهالكة.. مخلفات من كافة الأشكال والأنواع.. كل ما يرمز للعشوائية والفوضاوية والتخلف ستراه أمامك في منطقة صناعستان، ولاتدع ذهنك يذهب بعيداً.. فصناعستان ليست إحدى دول وسط آسيا أو بقايا الاتحاد السوفييتي، بل هي المنطقة الصناعية بغرب الدوحة.
كل شيء تطور في قطر عداها، فالمنطقة الصناعية منذ إنشائها قبل 30 سنة وهي في تخلف مستمر، جولة قصيرة فيها تشعرك بأن المنطقة خارج اهتمامات المسؤولين والدولة، وأن زمن النهضة القطرية قد تجاوزها.
الشوارع متهالكة بدون أرصفة، كلها حفر تتسع مع الزمن، على جوانبها شاحنات وآليات ثقيلة تقف بطرق عشوائىة، تحتل قدر احتياجها من الشوارع والأرصفة بلا حسيب أو رقيب.. زائر المنطقة يشعر بأنه في متاهة فاللافتات الإرشادية للمنطقة والشوارع محطمة ومتهالكة، المباني والورش بدون أرقام.. وأحياناً بدون أسماء.
العاملون فيها يعانون الأمرين من ازدحام المرور أوقات الذروة، فالدخول والخروج من المنطقة مشكلة المشاكل.. التجاوز بكافة الطرق غير القانونية أصبح سيد الموقف، وحتى رجال المرور تعبوا منها فحولوا الدوارات إلى شوارع باتجاه واحد.
بيئة المنطقة شيء آخر، الأوساخ والمخلفات معالم لها، والغبار والأتربة طقس دائم هناك، والأشجار والمسطحات الخضراء معدومة، المجاري والمياه تطفح على الشوارع من حين لآخر.. وشفط الصرف الصحي من الأعمال المربحة هذه الأيام، فسعر نقلة السيارة الواحدة ذات الحجم المتوسط ارتفع من 75 إلى 375 ريالاً.
الليل قصة أخرى للمنطقة، فبعد خروج العاملين فيها ونوم الآخرين بعد يوم مضن يسود المنطقة ظلام دامس بسبب انعدام إضاءة الشوارع، ولا ترى إلا أشباحا وكلابا سائبة تتجول فيها، ونظراً لانعدام الاهتمام بخدمات المنطقة، تشجع ضعاف النفوس من سكان المنطقة لتقديم خدماتهم من خمور ودعارة وأفلام خليعة، وبلغ عدد البلاغات الأمنية لدى الشرطة أكثر من 40 بلاغاً يومياً، والله أعلم بالمخفي.
يقول أحد الصناعيين إنه رتب زيارة لوفد من رجال أعمال الشركات التي يتعامل معها لزيارة مصنعه بالمنطقة، وكانت الزيارة قبل المساء، وأنه لم يجد تبريرا يستطيع أن يفسر به لزواره تخلف المنطقة، وكان حرجه أشد حين تاه في الظلام وقت خروجهم من المصنع، ويقول إن المنطقة بشكلها الحالي تمثل أسوأ انطباع يمكن أن يقدم عن دولة قطر.
نعلم أن بعض المسؤولين تحدثوا عن تطوير المنطقة وإنشاء مناطق صناعية أخرى، لكننا منذ زمن ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، ومازال التاجر ورجل الأعمال يجد الأمرين في الحصول على أرض لمزاولة نشاطه، فقائمة الانتظار طويلة وأسعار السوق السوداء تكسر الظهر، والخدمات المقدمة محدودة ولا تجاري سرعة التطور مع الاقتصاد القطري.
والأمر يتطلب سرعة النهوض بالمنطقة وتطويرها، وإنشاء مناطق أخرى منظمة ومقسمة إلى قطاعات صناعية وخدمية وسكنية، تتوافر بها كافة البنى الأساسية، وكذلك تسهيل الإجراءات والقوانين والحد من نشاط سماسرة الأراضي، والأهم الاهتمام بإنشاء بيئة استثمارية جيدة للمستثمر القطري والأجنبي لتكون المنطقة الصناعية وأمثالها رافداً أساسياً لجذب الفرص الاستثمارية لاقتصاد الدولة.
فاصلة أخيرة:
مسيعيد قبل عدة سنوات كانت مهملة مثل المنطقة الصناعية قبل أن تنقل مسؤولية إدارتها من وزارة البلدية إلى مؤسسة قطر للبترول، فتبدل أمرها من حال إلى حال.
عبد اللطيف آل محمود
=====
اعجبني جدا هذا المقال فاحببت ان انقله لكم ،، واعتقد انه يهمنا نحن الشباب وخاصة ممن تعشق سياراتهم الحوادث و( الخراب ) وتدمن على المبيت خارج المنزل متسكعة من كراج الى آخر :)
تقبلوا مني كل الود ،،
كل شيء تطور في قطر عداها، فالمنطقة الصناعية منذ إنشائها قبل 30 سنة وهي في تخلف مستمر، جولة قصيرة فيها تشعرك بأن المنطقة خارج اهتمامات المسؤولين والدولة، وأن زمن النهضة القطرية قد تجاوزها.
الشوارع متهالكة بدون أرصفة، كلها حفر تتسع مع الزمن، على جوانبها شاحنات وآليات ثقيلة تقف بطرق عشوائىة، تحتل قدر احتياجها من الشوارع والأرصفة بلا حسيب أو رقيب.. زائر المنطقة يشعر بأنه في متاهة فاللافتات الإرشادية للمنطقة والشوارع محطمة ومتهالكة، المباني والورش بدون أرقام.. وأحياناً بدون أسماء.
العاملون فيها يعانون الأمرين من ازدحام المرور أوقات الذروة، فالدخول والخروج من المنطقة مشكلة المشاكل.. التجاوز بكافة الطرق غير القانونية أصبح سيد الموقف، وحتى رجال المرور تعبوا منها فحولوا الدوارات إلى شوارع باتجاه واحد.
بيئة المنطقة شيء آخر، الأوساخ والمخلفات معالم لها، والغبار والأتربة طقس دائم هناك، والأشجار والمسطحات الخضراء معدومة، المجاري والمياه تطفح على الشوارع من حين لآخر.. وشفط الصرف الصحي من الأعمال المربحة هذه الأيام، فسعر نقلة السيارة الواحدة ذات الحجم المتوسط ارتفع من 75 إلى 375 ريالاً.
الليل قصة أخرى للمنطقة، فبعد خروج العاملين فيها ونوم الآخرين بعد يوم مضن يسود المنطقة ظلام دامس بسبب انعدام إضاءة الشوارع، ولا ترى إلا أشباحا وكلابا سائبة تتجول فيها، ونظراً لانعدام الاهتمام بخدمات المنطقة، تشجع ضعاف النفوس من سكان المنطقة لتقديم خدماتهم من خمور ودعارة وأفلام خليعة، وبلغ عدد البلاغات الأمنية لدى الشرطة أكثر من 40 بلاغاً يومياً، والله أعلم بالمخفي.
يقول أحد الصناعيين إنه رتب زيارة لوفد من رجال أعمال الشركات التي يتعامل معها لزيارة مصنعه بالمنطقة، وكانت الزيارة قبل المساء، وأنه لم يجد تبريرا يستطيع أن يفسر به لزواره تخلف المنطقة، وكان حرجه أشد حين تاه في الظلام وقت خروجهم من المصنع، ويقول إن المنطقة بشكلها الحالي تمثل أسوأ انطباع يمكن أن يقدم عن دولة قطر.
نعلم أن بعض المسؤولين تحدثوا عن تطوير المنطقة وإنشاء مناطق صناعية أخرى، لكننا منذ زمن ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، ومازال التاجر ورجل الأعمال يجد الأمرين في الحصول على أرض لمزاولة نشاطه، فقائمة الانتظار طويلة وأسعار السوق السوداء تكسر الظهر، والخدمات المقدمة محدودة ولا تجاري سرعة التطور مع الاقتصاد القطري.
والأمر يتطلب سرعة النهوض بالمنطقة وتطويرها، وإنشاء مناطق أخرى منظمة ومقسمة إلى قطاعات صناعية وخدمية وسكنية، تتوافر بها كافة البنى الأساسية، وكذلك تسهيل الإجراءات والقوانين والحد من نشاط سماسرة الأراضي، والأهم الاهتمام بإنشاء بيئة استثمارية جيدة للمستثمر القطري والأجنبي لتكون المنطقة الصناعية وأمثالها رافداً أساسياً لجذب الفرص الاستثمارية لاقتصاد الدولة.
فاصلة أخيرة:
مسيعيد قبل عدة سنوات كانت مهملة مثل المنطقة الصناعية قبل أن تنقل مسؤولية إدارتها من وزارة البلدية إلى مؤسسة قطر للبترول، فتبدل أمرها من حال إلى حال.
عبد اللطيف آل محمود
=====
اعجبني جدا هذا المقال فاحببت ان انقله لكم ،، واعتقد انه يهمنا نحن الشباب وخاصة ممن تعشق سياراتهم الحوادث و( الخراب ) وتدمن على المبيت خارج المنزل متسكعة من كراج الى آخر :)
تقبلوا مني كل الود ،،