نديم
12-01-2007, 03:03 PM
عفوا لإدراجها هنا ربما هنا المكان المناسب كون المقالات عامة عن الشركة وهي مقالات أعجبتني ,
المؤسسات المدرجة وتحديات البقاء
بسام السمّان*
يشكل التحول من شركة خاصة إلى شركة مساهمة عامة، توجهاً متنامياً دفع العديد من المؤسسات إلى السير في ركبه. ومع ذلك، فقد يفرض هذا الأمر بالنسبة للمؤسسات التي يعتمد وجهودها ونموها على تنفيذ المشاريع، تحدياً كبيراً عندما يتعلق بالإفصاح عن الوضع المالي. فعلى الرغم من تبني الهيئات المالية والتنظيمية في المنطقة للمعايير الدولية الخاصة بإفصاح الشركات المدرجة عن وضعها المالي، إلا أن تلك المعايير قد لا تفي بالغرض بالنسبة للشركات التي يعتمد نموها على نجاح مشاريعها.
والقيمة السهمية للشركة التي تستمد وجهودها من مشاريعها، تعتمد عادة على ثلاثة عناصر رئيسية هي "عدد المشاريع التي نفذتها"، و"كفاءتها في تنفيذ تلك المشاريع، و"مشاريعها المستقبلية المتوقعة". والواقع أن عدد المشاريع التي يمكن للشركة أن تنجزها أو التي تتوقع أن تحصل عليها، يعتمد على مجموعة من العوامل بما فيها القدرة التنافسية والسمعة وسجل الإنجازات والخبرة والملاءة المالية، والإمكانيات والقدرة على تطوير الأعمال. ولا شك في أن هذه العوامل مرتبطة هي أيضاً بمستوى النمو العام للسوق وعدد المشاريع المطروحة فيها ومستوى استقرارها.
والقدرة على الحصول على مشاريع جديدة بشكل متواصل، تمثل بحد ذاتها تحدياً بالنسبة لهذا النوع من المؤسسات، باعتبار أن ذلك يؤثر بشكل مباشر على قيمتها السوقية. وعادة ما تتصدى المؤسسات لهذا التحدي عبر إطلاق مبادرات استراتيجية تركز على زيادة حصتها السوقية، والتوسع في مناطق جديدة، وعقد الصفقات مع عملاء معروفين، والدخول في شراكات استراتيجية وغير ذلك.
ومع ذلك، فإن التحدي الكبير بالنسبة لتلك المؤسسة يبدأ عند تكون مطالبة بتسليم مشروع ما حسب الجدول الزمني المتفق عليه وضمن الميزانية المحددة. وفي الوقت الذي تفتقر فيه منطقتنا إلى دراسات حول المشاريع التي تجاوزت الميزانية المحددة أو تخطت الجدول الزمني المتفق عليه، كشف هذا النوع من الدراسات في الولايات المتحدة عن حقائق مثيرة يجب التوقف عندها. فقد تبين أن نسبة مشاريع قطاع تقنية المعلومات التي أنجزت ضمن الميزانية والجدول الزمني المحددين لا تتجاوز 17%. وأظهرت تلك الدراسات أن المشاريع تتجاوز ميزانياتها بنحو 90% وجداولها الزمنية بنسبة تقارب 120%. وكنتيجة لذلك، فإن 51% من مشاريع تقنية المعلومات تتخطى الميزانية المقررة، في حين يتم إلغاء 30% منها. وليس الحال أفضل في باقي القطاعات. فقد كشفت دراسات أخرى أن العديد من مشاريع قطاع الغاز والنفط يتجاوز الميزانيات والجداول الزمنية المحددة بنسبة 82%، فضلاً عن أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2009 سيكون هناك أكثر 85 ألف عامل دون مستوى المؤهلات المطلوبة، الأمر الذي سيزيد من تحديات تسليم المشاريع بنجاح.
ترى ماذا تعني تلك الأرقام بالنسبة للمؤسسات التي قطعت وعوداً بتحقيق أرباح تتجاوز الرأسمال المستثمر في المشاريع؟ أو بالنسبة للذين قرروا الاستثمار في مثل هذه المؤسسات، وما تأثير ذلك على القيمة السوقية للمؤسسة مستقبلاً؟ وماذا تعني تلك الأرقام للهيئات المالية والحكومية التي يفترض أن تضمن قيام تلك المؤسسات بتقديم تقارير عن أوضاعها المالية الحقيقية؟
والسبب الذي يكمن وراء وجود مثل هذه المؤشرات السلبية، يتمثل في حقيقة أن هذه المشاريع هي ببساطة الوسيلة التي تقوم المؤسسات من خلالها بالاستثمار في الحاضر على أمل تحقيق مكاسب في المستقبل. ويمكن أن تكون هذه الاستثمارات عرضة لمخاطر عديدة بما في ذلك الفشل في تحديد الميزانية الصحيحة أو تقديرها بدقة، وعدم توزيع النفقات بالشكل الصحيح، وعدم تقدير العائدات بشكل دقيق خلال عملية التنفيذ، والتقدير الخاطئ للمكاسب، والإدارة غير الصحيحة للمشروع ومخاطره، والفشل في إدارة بالتغيرات، والفشل في تحقيق النتائج المرجوة.
والفضائح الأخيرة التي تورطت فيها "إينرون"، و"ورلدكوم"، و"فيليب هولتزمان"، وغيرها، تظهر لنا كيف أن المؤسسات التي تعتمد على المشاريع فقدت قدرتها على البقاء. وأدت تلك الفضائح في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مطالبة الشركات العامة المدرجة بالالتزام بما يعرف بقانون "ساربانز-أوكسلي"(sox). ويقضي هذا القانون بأن تتبع المؤسسات ممارسات تتطلب إدارة فعالة للأداء، والإبلاغ السريع عن مستوى الأداء، والاحتفاظ بسجلات محدثة عن المشروع، وتوثيق كافة عملياته.
وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقتنا. ففي ظل العدد غير المسبوق من المشاريع التي تشهدها، فإن فشل المنطقة في تبني مثل هذه الإجراءات الوقائية يمكن أن يؤدي إلى عجز المؤسسة التي تعتمد على المشاريع، عن تقديم صورة واضحة عن قيمتها الحقيقية. وعليه، يبغي على هذه المؤسسات أن تبادر إلى تطبيق ممارسات مثبتة للحد من المخاطر التي تهدد المشاريع من جهة، وتعزز آفاق الفرص التي توفرها من جهة أخرى.
* الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "سي إم سي إس
المؤسسات المدرجة وتحديات البقاء
بسام السمّان*
يشكل التحول من شركة خاصة إلى شركة مساهمة عامة، توجهاً متنامياً دفع العديد من المؤسسات إلى السير في ركبه. ومع ذلك، فقد يفرض هذا الأمر بالنسبة للمؤسسات التي يعتمد وجهودها ونموها على تنفيذ المشاريع، تحدياً كبيراً عندما يتعلق بالإفصاح عن الوضع المالي. فعلى الرغم من تبني الهيئات المالية والتنظيمية في المنطقة للمعايير الدولية الخاصة بإفصاح الشركات المدرجة عن وضعها المالي، إلا أن تلك المعايير قد لا تفي بالغرض بالنسبة للشركات التي يعتمد نموها على نجاح مشاريعها.
والقيمة السهمية للشركة التي تستمد وجهودها من مشاريعها، تعتمد عادة على ثلاثة عناصر رئيسية هي "عدد المشاريع التي نفذتها"، و"كفاءتها في تنفيذ تلك المشاريع، و"مشاريعها المستقبلية المتوقعة". والواقع أن عدد المشاريع التي يمكن للشركة أن تنجزها أو التي تتوقع أن تحصل عليها، يعتمد على مجموعة من العوامل بما فيها القدرة التنافسية والسمعة وسجل الإنجازات والخبرة والملاءة المالية، والإمكانيات والقدرة على تطوير الأعمال. ولا شك في أن هذه العوامل مرتبطة هي أيضاً بمستوى النمو العام للسوق وعدد المشاريع المطروحة فيها ومستوى استقرارها.
والقدرة على الحصول على مشاريع جديدة بشكل متواصل، تمثل بحد ذاتها تحدياً بالنسبة لهذا النوع من المؤسسات، باعتبار أن ذلك يؤثر بشكل مباشر على قيمتها السوقية. وعادة ما تتصدى المؤسسات لهذا التحدي عبر إطلاق مبادرات استراتيجية تركز على زيادة حصتها السوقية، والتوسع في مناطق جديدة، وعقد الصفقات مع عملاء معروفين، والدخول في شراكات استراتيجية وغير ذلك.
ومع ذلك، فإن التحدي الكبير بالنسبة لتلك المؤسسة يبدأ عند تكون مطالبة بتسليم مشروع ما حسب الجدول الزمني المتفق عليه وضمن الميزانية المحددة. وفي الوقت الذي تفتقر فيه منطقتنا إلى دراسات حول المشاريع التي تجاوزت الميزانية المحددة أو تخطت الجدول الزمني المتفق عليه، كشف هذا النوع من الدراسات في الولايات المتحدة عن حقائق مثيرة يجب التوقف عندها. فقد تبين أن نسبة مشاريع قطاع تقنية المعلومات التي أنجزت ضمن الميزانية والجدول الزمني المحددين لا تتجاوز 17%. وأظهرت تلك الدراسات أن المشاريع تتجاوز ميزانياتها بنحو 90% وجداولها الزمنية بنسبة تقارب 120%. وكنتيجة لذلك، فإن 51% من مشاريع تقنية المعلومات تتخطى الميزانية المقررة، في حين يتم إلغاء 30% منها. وليس الحال أفضل في باقي القطاعات. فقد كشفت دراسات أخرى أن العديد من مشاريع قطاع الغاز والنفط يتجاوز الميزانيات والجداول الزمنية المحددة بنسبة 82%، فضلاً عن أن التقديرات تشير إلى أنه بحلول عام 2009 سيكون هناك أكثر 85 ألف عامل دون مستوى المؤهلات المطلوبة، الأمر الذي سيزيد من تحديات تسليم المشاريع بنجاح.
ترى ماذا تعني تلك الأرقام بالنسبة للمؤسسات التي قطعت وعوداً بتحقيق أرباح تتجاوز الرأسمال المستثمر في المشاريع؟ أو بالنسبة للذين قرروا الاستثمار في مثل هذه المؤسسات، وما تأثير ذلك على القيمة السوقية للمؤسسة مستقبلاً؟ وماذا تعني تلك الأرقام للهيئات المالية والحكومية التي يفترض أن تضمن قيام تلك المؤسسات بتقديم تقارير عن أوضاعها المالية الحقيقية؟
والسبب الذي يكمن وراء وجود مثل هذه المؤشرات السلبية، يتمثل في حقيقة أن هذه المشاريع هي ببساطة الوسيلة التي تقوم المؤسسات من خلالها بالاستثمار في الحاضر على أمل تحقيق مكاسب في المستقبل. ويمكن أن تكون هذه الاستثمارات عرضة لمخاطر عديدة بما في ذلك الفشل في تحديد الميزانية الصحيحة أو تقديرها بدقة، وعدم توزيع النفقات بالشكل الصحيح، وعدم تقدير العائدات بشكل دقيق خلال عملية التنفيذ، والتقدير الخاطئ للمكاسب، والإدارة غير الصحيحة للمشروع ومخاطره، والفشل في إدارة بالتغيرات، والفشل في تحقيق النتائج المرجوة.
والفضائح الأخيرة التي تورطت فيها "إينرون"، و"ورلدكوم"، و"فيليب هولتزمان"، وغيرها، تظهر لنا كيف أن المؤسسات التي تعتمد على المشاريع فقدت قدرتها على البقاء. وأدت تلك الفضائح في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مطالبة الشركات العامة المدرجة بالالتزام بما يعرف بقانون "ساربانز-أوكسلي"(sox). ويقضي هذا القانون بأن تتبع المؤسسات ممارسات تتطلب إدارة فعالة للأداء، والإبلاغ السريع عن مستوى الأداء، والاحتفاظ بسجلات محدثة عن المشروع، وتوثيق كافة عملياته.
وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقتنا. ففي ظل العدد غير المسبوق من المشاريع التي تشهدها، فإن فشل المنطقة في تبني مثل هذه الإجراءات الوقائية يمكن أن يؤدي إلى عجز المؤسسة التي تعتمد على المشاريع، عن تقديم صورة واضحة عن قيمتها الحقيقية. وعليه، يبغي على هذه المؤسسات أن تبادر إلى تطبيق ممارسات مثبتة للحد من المخاطر التي تهدد المشاريع من جهة، وتعزز آفاق الفرص التي توفرها من جهة أخرى.
* الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "سي إم سي إس