Smart
12-01-2007, 11:21 PM
تحية لأم غانم
بقلم: سيد عبدالقادر
عندما نظرت إليه لم استطع ان أرفع عيني عن وجهه الملائكي، فعيناه الصغيرتان تشعان بالذكاء، وابتسامته تضفي على وجهه بهاءً نادراً، انه طفل غير عادي في كل شيء.. حتى في اعاقته التي يقدر الأطباء نسبة حدوثها بواحد في المليون. اسمه غانم.. وعمره ثلاثة أعوام ونصف، جاء إلى البحرين للمشاركة في المهرجان الدولي للتأهيل الذي اقامته المنظمة الدولية للتأهيل بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسة الوطنية لرعاية المعوقين.. فاستطاع رغم حجمه الصغير، ووزنه القليل (تسعة كيلوجرامات ونصف فقط) ان يأسر قلوب الجميع!!
يطلق الأطباء على اعاقته النادرة «متلازمة التراجع الذيلي« لأنه بلا قدمين تقريبا، وبلا حوض، وبثلث أضلاع الإنسان، وبعدد قليل من الفقرات، أو كما تقول أمه الصابرة المؤمنة بقضاء الله انه مجرد رأس ويدين..!! كان ميلاده مفاجأة للجميع إلا أن أمه السيدة إيمان العبيدلي، التي أخبرها الطبيب منذ أربع سنوات اثناء مراجعة روتينية لحملها انها حامل بتوأم، أحدهما لطفل معوق.. وباستحياء قال لها الطبيب لماذا لا تجهضين نفسك لترحميه؟.. فردت بلا تردد «ربه الذي خلقه ارحم عليه مني ومنك«. وجاء غانم إلى الحياة، وعندما لاحظت امه ان أبناء العائلة يخشون الاقتراب منه، وهو يزحف على الأرض، ويسخرون بمناداته بـ «الحية« بـ «الثعبان«.. لم تغضب ولم تصرخ في وجوههم. قررت ان تروي حكايته لكل الاطفال، طافت بالمدارس والجمعيات والنوادي، وردت لهم ان غانم طفل مثلهم له ظروف خاصة، ومن حقه ان يلعب ويمرح كما يلعبون ويمرحون. ولم تكتف بهذا القدر بل أخذت تكتب كتبا للأطفال، بها حكايات.. ودائما ما يكون غانم هو بطل الحكاية.. حتى أصبح غانم الرابح دائما.. كما تسميه والدته هو بطل لعشرات الحكايات التي يحفظها الاطفال القطريين. قالت لي عندما التقيتها لإجراء حوار لمجلة «الإرادة الخليجية« التي يترأس تحريرها اللواء الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، انني لم أحزن ولم أشعر بأي احباط لأنني أم لغانم.. بل أشعر انه هدية من القدر، وان الله منحني ميزة لم يمنحها لامرأة مثلي. وقالت: اتمنى ان انجب عشرة أطفال، ولن أشعر بأي حزن لو كانوا مثل غانم.. فغانم قد ملأ علي حياتي، ولقد فعلت أنا وأبوه كل ما استطعنا لتوفير حياة كريمة له، أعددنا له كرسيا خاصا في فرنسا ليتحرك به، واقنعنا مدرسة بقبوله وسنبذل قصارى جهدنا لاسعاده، أما المستقبل فهو بيد الله. تحية لهذه المرأة المؤمنة، التي أرجو ألا تنسوا اسمها أبدا تحية لإيمان العبيدلي.. التي تؤكد كل لحظة ان الايمان بالله قول وفعل.. وان وراء كل معوق قادر على مواجهة ظروفه الصعبة أم عظيمة. انها قصة مهداة إلى كل أم لمعوق بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين الذي مر علينا منذ أيام.
مقال شاهدته في أخبار الخليج البحرينية
منقول
بقلم: سيد عبدالقادر
عندما نظرت إليه لم استطع ان أرفع عيني عن وجهه الملائكي، فعيناه الصغيرتان تشعان بالذكاء، وابتسامته تضفي على وجهه بهاءً نادراً، انه طفل غير عادي في كل شيء.. حتى في اعاقته التي يقدر الأطباء نسبة حدوثها بواحد في المليون. اسمه غانم.. وعمره ثلاثة أعوام ونصف، جاء إلى البحرين للمشاركة في المهرجان الدولي للتأهيل الذي اقامته المنظمة الدولية للتأهيل بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسة الوطنية لرعاية المعوقين.. فاستطاع رغم حجمه الصغير، ووزنه القليل (تسعة كيلوجرامات ونصف فقط) ان يأسر قلوب الجميع!!
يطلق الأطباء على اعاقته النادرة «متلازمة التراجع الذيلي« لأنه بلا قدمين تقريبا، وبلا حوض، وبثلث أضلاع الإنسان، وبعدد قليل من الفقرات، أو كما تقول أمه الصابرة المؤمنة بقضاء الله انه مجرد رأس ويدين..!! كان ميلاده مفاجأة للجميع إلا أن أمه السيدة إيمان العبيدلي، التي أخبرها الطبيب منذ أربع سنوات اثناء مراجعة روتينية لحملها انها حامل بتوأم، أحدهما لطفل معوق.. وباستحياء قال لها الطبيب لماذا لا تجهضين نفسك لترحميه؟.. فردت بلا تردد «ربه الذي خلقه ارحم عليه مني ومنك«. وجاء غانم إلى الحياة، وعندما لاحظت امه ان أبناء العائلة يخشون الاقتراب منه، وهو يزحف على الأرض، ويسخرون بمناداته بـ «الحية« بـ «الثعبان«.. لم تغضب ولم تصرخ في وجوههم. قررت ان تروي حكايته لكل الاطفال، طافت بالمدارس والجمعيات والنوادي، وردت لهم ان غانم طفل مثلهم له ظروف خاصة، ومن حقه ان يلعب ويمرح كما يلعبون ويمرحون. ولم تكتف بهذا القدر بل أخذت تكتب كتبا للأطفال، بها حكايات.. ودائما ما يكون غانم هو بطل الحكاية.. حتى أصبح غانم الرابح دائما.. كما تسميه والدته هو بطل لعشرات الحكايات التي يحفظها الاطفال القطريين. قالت لي عندما التقيتها لإجراء حوار لمجلة «الإرادة الخليجية« التي يترأس تحريرها اللواء الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، انني لم أحزن ولم أشعر بأي احباط لأنني أم لغانم.. بل أشعر انه هدية من القدر، وان الله منحني ميزة لم يمنحها لامرأة مثلي. وقالت: اتمنى ان انجب عشرة أطفال، ولن أشعر بأي حزن لو كانوا مثل غانم.. فغانم قد ملأ علي حياتي، ولقد فعلت أنا وأبوه كل ما استطعنا لتوفير حياة كريمة له، أعددنا له كرسيا خاصا في فرنسا ليتحرك به، واقنعنا مدرسة بقبوله وسنبذل قصارى جهدنا لاسعاده، أما المستقبل فهو بيد الله. تحية لهذه المرأة المؤمنة، التي أرجو ألا تنسوا اسمها أبدا تحية لإيمان العبيدلي.. التي تؤكد كل لحظة ان الايمان بالله قول وفعل.. وان وراء كل معوق قادر على مواجهة ظروفه الصعبة أم عظيمة. انها قصة مهداة إلى كل أم لمعوق بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين الذي مر علينا منذ أيام.
مقال شاهدته في أخبار الخليج البحرينية
منقول