المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطريق إلى افغانستان



ابوالجازي
13-01-2007, 07:41 PM
علي ..شاب سعودي متحمس لدينه ، ملتزم به
ذات مساء وبعد صلاة المغرب جلس مع المصلين يستمع لحديث الشيخ الذي كان متأثرا يتهدج صوته وتبلل دموعه لحيته وهو يتحدث عن هوان المسلمين وذلهم ..
قصَّ الكثير من الحكايات التي يشيب لها الولدان عما يفعله الجيش الروسي بالمسلمين في أفغانستان
صرخ وهو يختم حديثه :

الجهــاد .. الجهــاد
إن تنصروا الله ينـــصركم

كان صدى صرخات الشيخ يتردد في مسامع علي فيلقي أثرا طيبا في نفسه الطيبة

الجهــاد .. الجهــاد
إن تنصروا الله ينـــصركم

عاد علي بجســده إلى المنزل ولكن تفكيره كان هنــاك .. في افغانستان حيث تنتهك حُرمات المسلمين وتسفك دماؤهم


الجهــاد .. الجهــاد
إن تنصروا الله ينـــصركم

شعر علي بقلبه وهو يلبي هذا النداء العظيم .. كان يردد وهو يستعد للذهاب إلى افغانستان :
من للمسلمين غيرنا ؟!
خرج علي ..لم يقف في طريقه شيء حتى دموع تلك العجوز المقعده التي تشبثت بثيابه وهي ترجوه البقاء
- ياعلي .. من لي ولهذا الشيخ غيرك ؟
فينا جهادك يابني !

بكى علي وهو يخاطبها برفق :
أماه ..نفســـي مُعلقة هناك .. حتى لو بقيتُ بقربك فلن تجديني
ثم قبّل رأسها وخرج .

في المطار ..كان الترحيب كبيرا بعلي ورفاقه فالدولة حريصة على نصرة المسلمين بالمال والرجال ..

وقف علي هنيهة يستحضر صورة أمه الباكية في ذهنه .. ربّت الشيخ على كتفه قائلا :
إنها إحـدى الحسنيين ..لا تتردد يابني


في الطريق إلى افغانستان عاش علي في جو روحاني .. الجميع من حوله تطفح وجوههم بالبشر .. لمَ لا ؟! وقد لبوا نداء الله
همس علي قبل أن يغمض عينيه : إني أجد ريح الجنــه
ثم استغرق في نومِ عميق يريح فيه جسده المنهك من طول السفر

عندما أفاق ..وبعد وصول القافلة .. اندفع علي متحمسا يبحث عن السلاح ..وعن الروس فنفسه تتوق للانتقام منهم .. ولكن ابو جهاد العربي استوقفه وقال له :
ماهكذا تورد الإبل ياعلي .. فلابد من التدريب ..واعداد جسدك ونفسك على تحمل المشاق

هبط حماسه.. عندما عرف أن كثيرا من الوقت يفصله عن هدفه .. ولكن مالبث أن تجدد هذا الحماس وهو يردد الأناشيد الدينية في ساحات التدريب .


بعد مضي عدة أشهر ..أصبح علي على أهبة الاستعداد للقتال .. خاض غمار المعارك ..قاتل الروس بشراسه .. أُعجب الجميع بشجاعته وجرأته وغيرته على دينه
كان دائما في مقدمة الصفوف .. يضرب ويحث على الضرب .
إلى أن أتى ذلك اليوم .. وكان كعادته في المقدمة يحث المجاهدين على النكاية بالعدو ..ولكن ... ولكن ..
توقفوا .. لاتضربوا ... صرخ علي
إنهم مسلمون ..أسمع صوت تهليلهم وتكبيرهم
توقفوا عن اطلاق النار هؤلاء مسلمون !
كان يبكي ويصرخ ولكن لامجيب
اقترب منه أبو جهاد ودفعه بقوة :
ويجك ياعلي .. هؤلاء أشد علينا من الروس
بل هم العدو الحقيقي لنــا
اضرب ياعلي ..ولاتأخذك فيهم إلاً ..ولاذمة !!

لم يستطع علي أن يضرب ..ابــدا
يستحيل أن يوجه نيران مدفعه لشيخ ملتحِ ..يصدع تكبيره في الأرجاء
ويح قلبي ..أنقتل من يشهد أن لاإله إلا الله


في الصباح أخذ أبو جهاد علي وأدخله على أحد مشائخهم الكِبار .. ومن عنده خرج علي وهو يتمنى أن يلقى ذلك الشيخ المُكبر بالأمس .. ليقتله شر قتله !!


استطاع المجاهدون تحرير الكثير من الأرضي الأفغانيه وفرضوا سيطرتهم عليها .. وأصبحوا يجدون وقتا للجلوس والاستماع للدروس والمحاضرات
كان القادة والمشائخ يتصدرون المجلس يتحدثون عن أحوال المسلمين ومآلت إليه
قال أحدهم :
والله إن سبب مصابنا هم هؤلاء الحكام الكفرة .. الذين نصروا العدو .. ونشروا الكفر والعهر ..وعطلوا فريضة الجهاد ..وتفرغوا لشهواتهم ونزواتهم


استغرب علي كثيرا فهذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها من ينتقد الحاكم .. بل هو أكثر من انتقاد إنه سبّ .. بل أكثر من ذلك ..إنه تكفير !!! من يجرؤ على ذلك << سأل نفســه بصوت خفيض
وجاءته الإجابة سريعا : أبو مصعب هو الذي يجرؤ على هذا .. ذلك الشيخ الوقور الذي لاتأخذه في الله لومة لائم .. لله درّه ..كم نحن بحاجة لعالم في شجاعته .
كان هذا هو حديث حسان رفيقه ..وقد وجد صداه في نفس علي.. وأكبر ذلك الشيخ أيما اكبــار !

ومع الوقت أستمرأ علي سب الحكام ولعنهم وتحميلهم مسؤولية ماتتعرض له الأمة الاسلامية من ويلات .. ولم يجد بعد ذلك غضاضة في تكفيرهم !.


تبرأ علي من اسمه .. ونسبــه ..ومن جنسيته ، ومن كل مايربطه بالجاهلية التي كان فيها ..فأصبح اسمه الآن أبو المقداد الافغاني .. بالضبط الشخصية التي أرادها مشائخه ، والتي ستحقق لهم أهدافهم

امتلأ حقدا على الأنظمة العربية المتخاذلة .. وخاصة النظام الحاكم في نجد والمتواطئ مع الصهيونية العالمية كما قال شيخه .. والذين مكنوا اليهود والنصارى من أرض الجزيرة العربية وأسكنوهم فيها .

انصب تفكيره على تغيير الأنظمة العربية وإقامة دولة الخلافة الاسلاميــة ..ونسي افغانستان ! التي تمزقت مرة أخرى ولكن هذه المرة ليست بيد الروس ..بل على يد أعدائهم وأصدقائنا الأمريكان .. فالمصالح هي سيدة الموقف في السياسة .


في لحظة صدق همس علي لرفيقه حسان قائلا :
في رقابنا بيعة لهؤلاء الحكام ..كيف نبرأ منها ؟؟!
أجابه بحزم : أنت في حلٍ منها فقد بايعتهم على اقامة شرع الله فعطلوه .. وتحاكموا إلى الطاغوت ..فبيعتهم باطلة ..وقد أفتى بذلك شيخنا

ارتاح علي لهذا الجواب .. وأسكت به نفسه المتساءلة .. فكلام الشيخ كله حق
وإذا أفتى مشائخنا .. فليس لنا من الأمر شيء ..هذا ماتعلّمه


بعد وقت قصير دُعي علي لمقابلة كبير القادة ووجد عنده الشيخ أبا مصعب الذي خاطبه قائلا :

- علي .. لقد لمسنا فيك شجاعتك وحماسك وغيرتك على دينك ..وبغضك لتلك الزمرة الحاكمة في بلاد العرب .. وبناء عليه فإنا نُعدك لأمرٍ عظيم .
أجاب علي :
- ماعرفت فيكم إلا الحرص على الاسلام والسعي لنصرة المسلمين ..وأنا كما عرفتموني على السمع والطاعة
- بارك الله فيك .. ونصر بك دينــه .. وإن أملنا فيك لكبير .. في أن تخلصنا أنت ورفاقك من الذل والهوان وتنفذون أمر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بإخراج المشركين من جزيرة العرب .
- وكيف لنا ذلك ( سأل علي )
- بالســلاح ولاشيء غيره .. السلاح الذي أتقنت صنعه واستخدامه
- المتفجرات ؟!! ولكن ..!
- ولكن ماذا ؟
- المتفجرات سيكون تأثيرها عظيما سيُقتل مسلمين لاذنب لهم وتُهدم بيوتٍ على أهلها .
- أنت في حلٍ من دمهم .. ولاشيء عليك .. فالمسلم لم يكن هدفا في حد ذاته.. بذلك أفتينا .
- كيف سأدخل بكمية كبيرة من المتفجرات ..ثم أعود دون أن يلحظني أحد .
- ومن قال أنك ستعود ..
- أقتل نفســـي ؟!! أنتحـر!!
- بل هي فدائية ..واستشهاد في سبيل الله ؟ وحكمنا بجوازها بعد أن حاصرنا الأعداء وضيقوا علينا
علي لازال مترددا .. يخاطبه شيخه :
ألا يسرك أن تشتري الآخرة
ألا يسرك أن تستقبلك الحور العين
ألا يسعدك .. أن لايكون بينك وبين الجنة الا أن تستشهد وتتناثر أشلاءك

- ورجال الأمن .. قد أتعرض للمقاومة
- اقتلهم ..ولاشيء عليك .. وقد أفتينا بجواز قتلهم إن حالوا بيننا وبين الكافر

علي أنت قدوة لرفاقك ..وفيك يرون صورة القائد المسلم .. الذي يسعى لتحقيق الهدف العظيم وإقامة شرع الله وإعادة الخلافة الاسلامية .. بكم سنحرر فلسطين ونرفع راية الاسلام عاليا ..
اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وحاربوا هؤلاء الحكام الكفرة فإنكم منصورون بإذن الله ..


ويستعد علي للسفر والعودة إلى بلاده .. ولكن ليس لزيارة أمه المريضة ..ولا للسؤال عن والده المســن .. ولكن للتفجير والانتقام .. مِن مــَن ؟ ولماذا ؟
لا أحــد يعلم ..


أردت الرد على موضوع الأخت صاحبة القلم الحزين ( التفجيرات في المملكة ..سؤال محيرني ) فوجدتني اكتب هذه القصة الطويلة التي رسمها خيالي ووضع السيناريو والحوار لها .. اتمنى أن تكون متضمنه لاجابتي عن تساؤلات صاحبة القلم الحزين ..مع الأخذ بعين الاعتبار أن علي قد يكون موظف ..مدرس .. طالب .. أو عاطل


منقووووووووول

البركان
14-01-2007, 12:57 PM
ويستعد علي للسفر والعودة إلى بلاده .. ولكن ليس لزيارة أمه المريضة ..ولا للسؤال عن والده المســن .. ولكن للتفجير والانتقام .. مِن مــَن ؟ ولماذا ؟
لا أحــد يعلم ..



لاحول ولاقوة الا بالله

موظف بالبورصه
14-01-2007, 01:40 PM
تسلم اخوي عالموضوع

ريم قطر
14-01-2007, 01:50 PM
لا حول ولا قوة الا بالله
تسلم على هالقصه المعبره

خاربه خاربه
14-01-2007, 02:00 PM
يعطيك العافيه يارب

واالف شكر لك للقصص الرائعه والمفيده وربي يهدي الجميع لفعل الخير:strong :dance

ابوالجازي
14-01-2007, 02:47 PM
ويستعد علي للسفر والعودة إلى بلاده .. ولكن ليس لزيارة أمه المريضة ..ولا للسؤال عن والده المســن .. ولكن للتفجير والانتقام .. مِن مــَن ؟ ولماذا ؟
لا أحــد يعلم ..



لاحول ولاقوة الا بالله
تسلم اخوي على المرور

ابوالجازي
14-01-2007, 02:48 PM
تسلم اخوي عالموضوع

الله يسلمك اخوي

والف شكر على مرورك

ابوالجازي
14-01-2007, 02:49 PM
لا حول ولا قوة الا بالله
تسلم على هالقصه المعبره

الله يسلمج اختي

والف شكر على مرورج

ابوالجازي
14-01-2007, 02:51 PM
يعطيك العافيه يارب

واالف شكر لك للقصص الرائعه والمفيده وربي يهدي الجميع لفعل الخير:strong :dance
الله يعافيج يارب

اللهم أمين

الله يقدرنا على فعل الخير اختي

والف شكر على مرورج الطيب

ROSE
14-01-2007, 04:56 PM
قرأت القصة وفرحت في بدايتها على روح الجهاد والحماس الذين تملكا من علي

ولكنني تفاجأت بباقي القصة التي تبين وتصور المسلمين وهم يقتتلون

ويحرضون بعضهم على بعض كلا فهذا ليس الاسلام الذي نعرفه ولا الجهاد

فكاتبة القصة ارادت بهذه القصة ان تشوه سمعة الاخوه المجاهدين في افغانستان

وهذا مالمسته من كتابتها ،، فلا اقول الا ان يهديها الله ويصلح بالها ويجعل قلمها

مؤمننا قبل ان ينشر سمومه وافكاره ومعتقداته



كل الشكر والتقدير لك اخوي ابو الجازي

ابوالجازي
14-01-2007, 05:07 PM
قرأت القصة وفرحت في بدايتها على روح الجهاد والحماس الذين تملكا من علي

ولكنني تفاجأت بباقي القصة التي تبين وتصور المسلمين وهم يقتتلون

ويحرضون بعضهم على بعض كلا فهذا ليس الاسلام الذي نعرفه ولا الجهاد

فكاتبة القصة ارادت بهذه القصة ان تشوه سمعة الاخوه المجاهدين في افغانستان

وهذا مالمسته من كتابتها ،، فلا اقول الا ان يهديها الله ويصلح بالها ويجعل قلمها

مؤمننا قبل ان ينشر سمومه وافكاره ومعتقداته



كل الشكر والتقدير لك اخوي ابو الجازي

الشكر لج اختي روز على هالرد والتعليق الرائع

الف شكر على مرورج

الرميحي
14-01-2007, 05:52 PM
دائما مواضعيك وابداعتك فوق

تسلم ابوالجازي

:app: :app:

khaldoon
14-01-2007, 07:24 PM
الله يجزيك كل خير يا الغالي ابو الجازي على هذه الاختيارات المميزه

relaax
14-01-2007, 10:47 PM
يعطيك العافيــــــــــــــه

ابوالجازي
14-01-2007, 10:51 PM
دائما مواضعيك وابداعتك فوق

تسلم ابوالجازي

:app: :app:

الابداع مايجي من فراغ اخوي الرميحي

لو مب تشجيعكم ومرورك وتواصلكم ماعتقد بيكون في ابداع

تسلم يالغالي على مرورك

ابوالجازي
14-01-2007, 10:51 PM
الله يجزيك كل خير يا الغالي ابو الجازي على هذه الاختيارات المميزه

الله يجزينا وياك الخير يالغالي

والف شكر على مرورك المميز ;)

ابوالجازي
14-01-2007, 10:52 PM
يعطيك العافيــــــــــــــه

الله يعافيك اخوي

والف شكر على مرورك

مطيع الله
15-01-2007, 07:14 AM
والله مصيبة حالة هالشباب
شاب وطاقة وروح فدائية مقدامة
زارت سوح الجهاد ضد الصليبيين وعذبتهم وأذاقتهم ما أذاقوا المسلمين
وفي ختام العمل تكون الفتنة في قتل النفس المعصومة كما نرى من قتل عشوائي بين الطرفين

عند فتنة الجمل قال أتقياء الصحابة رضوان الله عليهم: نعتزل الفتنة وحسابهم على الله

شكراً أخي

قطرية عسل
15-01-2007, 07:15 AM
تسلم أخــــــــــــوي .. وعساك على القوة :nice:

ابوالجازي
15-01-2007, 07:22 AM
والله مصيبة حالة هالشباب
شاب وطاقة وروح فدائية مقدامة
زارت سوح الجهاد ضد الصليبيين وعذبتهم وأذاقتهم ما أذاقوا المسلمين
وفي ختام العمل تكون الفتنة في قتل النفس المعصومة كما نرى من قتل عشوائي بين الطرفين

عند فتنة الجمل قال أتقياء الصحابة رضوان الله عليهم: نعتزل الفتنة وحسابهم على الله

شكراً أخي
العفو اخوي

والف شكر على مداخلتك ومرورك

ابوالجازي
15-01-2007, 07:22 AM
تسلم أخــــــــــــوي .. وعساك على القوة :nice:

الله يسلمج اختي

والف شكر على مرورج

jajassim
15-01-2007, 07:24 AM
كل الشكر والتقدير لك اخوي ابو الجازي

واختيار موفق

ابوالجازي
15-01-2007, 07:28 AM
كل الشكر والتقدير لك اخوي ابو الجازي

واختيار موفق
الشكر لك اخوي جاسم على مرورك

{راشد}
15-01-2007, 08:09 AM
لاهنت يابوالجازي,,

ويعطيك العافيه يارب,,

لك ودي

ابوالجازي
15-01-2007, 08:14 AM
لاهنت يابوالجازي,,

ويعطيك العافيه يارب,,

لك ودي

الله يعافيك اخوي راشد

والف شكر على مرورك اخوي