ابوالجازي
16-01-2007, 12:46 AM
أمام المرآة جلســت.. وأخذت أتصفح مجلات تصفيف الشعر .. فيما كانت المصففة اللبنانيه تلعب في خصلات شعري وتقترح علي مايناسبه من تسريحات تتلائم و جو الحفلة المميزة التي سأحضرها الليلة ..
هل قلت مميزة ؟!
لا .. ليس هذا قولي .. بل نُهى هي من يتوقع ذلك
احساسها أخبرها ..كما تقول
ولكن أين هي ؟ .. لقد تأخرت
اتفقنا أن نلتقي هنا .. اتصلت عليها أعاتبها على التأخير :
- ألستِ أنتِ من طلب مني الحضور مبكرة ؟!
- نعم .. نعم ولكنني اضطررت للمرور بـ خلود لأخذ الساعة والعقد .. لن أتاخر .. إذا كان المحل مزدحم احجز لي بعدك مباشره ..فأنا قادمه
ثم أغلقت الخط .. وبدأت الكوافيرة عملها
لا أدري كم مضى من الوقت عندما دخلت تلك المرأة المذعورة وهي تحوقل وتسترجع .. تناهى إلى سمعي بعض حديثها .. كانت تصف حادثا مروعا رأته في طريقها إلى هنا .. أخذت تتحدث عن السيارة التي تحولت إلى كومة حديد ..وعن فتاة مسجاة على الرصيف وقد اصطبغ بلون دمها .. قالت : يبدو أنها ميته .. فقد لفت في عباءتها ..
حاولت أن أتجاهل حديثها .. وانشغل بزينتي
واخيرا انتهيت .. وحان دور نهى .. لكنها لم تأتِ ..فاتصلت بها :
( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن .. .. )
وأعيد الطلب مرة أخرى .. ويأتي الجواب نفسه :
( إن الهاتف ... ) !
شيئا فشيئا بدأ القلق يسكن نفسي .. وأخذت أذرع المحل ذهابا وإيابا في عصبية ظاهره .. فيما عاد ذهني يستحضر صورة الحادث والفتاة الملقاة على الرصيف .. كانت الصورة تهزني بعنف .. وأنا أكاد أصرخ :
لا .. لن تكون هي
يستحيـــــــل
ليس هذا الطريق الذي تسلكه عادةً ..
وجدت نفسي أمام منزل عائلتها .. لاأدري كيف وصلت ولكنني دلفت بخطى واهيه إلى الداخل لأجد والدتها أمامي .. تفرك يديها في قلق .. وقبل أن اسألها قالت :
نهى في المستشفى
تعرضت لحادث على الطريق .....
سقطت .. أسرعت هي تحضر لي الماء
وأخذت تهديء من روعي ..وتقول :
اطمئني نهى بخير .. اتصل أخوها من المستشفى
يقول انها مجرد كدمات
صدقيني هي بخير
عرفت أنك لستِ بخير .. ولم أستطع أن أقول ذلك ..حتى لنفسي
حاولت أن أصرخ .. ولكن صوتي اختنق بداخلي وأبى الظهور .. في الوقت الذي دخل فيه شقيقك بوجه لايحمل الخير ..
هربت ..
هربت إلى حيت لا أسمع الأصوات .. ولاأرى الوجوه وهي تتلقى نبأ وفاتك
دفنت وجهي في راحتيّ .. لا أدري هل غفوت أم غبت عن الوعي .. وأفقت على ليلة مميزة .. كالتي كان احساسك يتخيلها .. بل أكثر
لم أرَ قبل هذا معزيات يرفلن في ثياب عرس
لم أرَ حزانى في كامل زينتهن وحليــهن قبل اليـــوم !!
المكان مزدحم بحثت عن والدتك .. وجلست إلى جانبها .. أشارت إلى أن اقترب ثم طلبت مني أن أقوم بتدليك قلبها .. أشعر به يكاد أن يطير ويفارق صدرها ليلحق بـك
في الصباح ذهبوا لوداعك .. أما أنا فكما تعرفين أضعف من أن أقف هناك
لم أجرؤ ابداُ..
أردت لكل هذا أن ينتهي .. وأن أصحو لأراكِ أمامي ونكمل مابدأناه .. أعلم أنني أرجو مستحيلاً !
( نهى أون لاين ) هكذا كتبتي اسمك في هاتفي النقال .. كثيره هي المرات التي اتصلت فيها بهذا الرقم ..لم يخطر لي ابدا أنه لن يبقى ( أون لاين ) طويلا .. فهل خطر لكِ ذلك ؟
الآن .. وبعد مرور عام على وفاتك
الجميع يتماثل للشفاء..إلا أنا
لاأزال موجوعــة .. يغتالني ألم فقدك
اعترف إنني اعتدت على غيابك .. ولكن ليس الغياب الأبدي
بقي أشياء كثيره لم نفعلها .. وبقي الكثير من الأحلام ..وفارس الأحلام والوظيفه ...
هكذا تغادرين في عجل !
ليتك أمهلتني .. أعطيتني فرصة لأعيد ترتيب حياتي بدونــك
كان رحيلك مبكرا ولكن يعزيني ذكراك الطيبه
قلبك النظيف .. برك بوالدتك .. حرصك على الصلاة
نهــى .. طبتِ حيـــة وميتـــة
منقوووووووووووووووول
هل قلت مميزة ؟!
لا .. ليس هذا قولي .. بل نُهى هي من يتوقع ذلك
احساسها أخبرها ..كما تقول
ولكن أين هي ؟ .. لقد تأخرت
اتفقنا أن نلتقي هنا .. اتصلت عليها أعاتبها على التأخير :
- ألستِ أنتِ من طلب مني الحضور مبكرة ؟!
- نعم .. نعم ولكنني اضطررت للمرور بـ خلود لأخذ الساعة والعقد .. لن أتاخر .. إذا كان المحل مزدحم احجز لي بعدك مباشره ..فأنا قادمه
ثم أغلقت الخط .. وبدأت الكوافيرة عملها
لا أدري كم مضى من الوقت عندما دخلت تلك المرأة المذعورة وهي تحوقل وتسترجع .. تناهى إلى سمعي بعض حديثها .. كانت تصف حادثا مروعا رأته في طريقها إلى هنا .. أخذت تتحدث عن السيارة التي تحولت إلى كومة حديد ..وعن فتاة مسجاة على الرصيف وقد اصطبغ بلون دمها .. قالت : يبدو أنها ميته .. فقد لفت في عباءتها ..
حاولت أن أتجاهل حديثها .. وانشغل بزينتي
واخيرا انتهيت .. وحان دور نهى .. لكنها لم تأتِ ..فاتصلت بها :
( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن .. .. )
وأعيد الطلب مرة أخرى .. ويأتي الجواب نفسه :
( إن الهاتف ... ) !
شيئا فشيئا بدأ القلق يسكن نفسي .. وأخذت أذرع المحل ذهابا وإيابا في عصبية ظاهره .. فيما عاد ذهني يستحضر صورة الحادث والفتاة الملقاة على الرصيف .. كانت الصورة تهزني بعنف .. وأنا أكاد أصرخ :
لا .. لن تكون هي
يستحيـــــــل
ليس هذا الطريق الذي تسلكه عادةً ..
وجدت نفسي أمام منزل عائلتها .. لاأدري كيف وصلت ولكنني دلفت بخطى واهيه إلى الداخل لأجد والدتها أمامي .. تفرك يديها في قلق .. وقبل أن اسألها قالت :
نهى في المستشفى
تعرضت لحادث على الطريق .....
سقطت .. أسرعت هي تحضر لي الماء
وأخذت تهديء من روعي ..وتقول :
اطمئني نهى بخير .. اتصل أخوها من المستشفى
يقول انها مجرد كدمات
صدقيني هي بخير
عرفت أنك لستِ بخير .. ولم أستطع أن أقول ذلك ..حتى لنفسي
حاولت أن أصرخ .. ولكن صوتي اختنق بداخلي وأبى الظهور .. في الوقت الذي دخل فيه شقيقك بوجه لايحمل الخير ..
هربت ..
هربت إلى حيت لا أسمع الأصوات .. ولاأرى الوجوه وهي تتلقى نبأ وفاتك
دفنت وجهي في راحتيّ .. لا أدري هل غفوت أم غبت عن الوعي .. وأفقت على ليلة مميزة .. كالتي كان احساسك يتخيلها .. بل أكثر
لم أرَ قبل هذا معزيات يرفلن في ثياب عرس
لم أرَ حزانى في كامل زينتهن وحليــهن قبل اليـــوم !!
المكان مزدحم بحثت عن والدتك .. وجلست إلى جانبها .. أشارت إلى أن اقترب ثم طلبت مني أن أقوم بتدليك قلبها .. أشعر به يكاد أن يطير ويفارق صدرها ليلحق بـك
في الصباح ذهبوا لوداعك .. أما أنا فكما تعرفين أضعف من أن أقف هناك
لم أجرؤ ابداُ..
أردت لكل هذا أن ينتهي .. وأن أصحو لأراكِ أمامي ونكمل مابدأناه .. أعلم أنني أرجو مستحيلاً !
( نهى أون لاين ) هكذا كتبتي اسمك في هاتفي النقال .. كثيره هي المرات التي اتصلت فيها بهذا الرقم ..لم يخطر لي ابدا أنه لن يبقى ( أون لاين ) طويلا .. فهل خطر لكِ ذلك ؟
الآن .. وبعد مرور عام على وفاتك
الجميع يتماثل للشفاء..إلا أنا
لاأزال موجوعــة .. يغتالني ألم فقدك
اعترف إنني اعتدت على غيابك .. ولكن ليس الغياب الأبدي
بقي أشياء كثيره لم نفعلها .. وبقي الكثير من الأحلام ..وفارس الأحلام والوظيفه ...
هكذا تغادرين في عجل !
ليتك أمهلتني .. أعطيتني فرصة لأعيد ترتيب حياتي بدونــك
كان رحيلك مبكرا ولكن يعزيني ذكراك الطيبه
قلبك النظيف .. برك بوالدتك .. حرصك على الصلاة
نهــى .. طبتِ حيـــة وميتـــة
منقوووووووووووووووول