المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخوفات من انهيار الدولار وهبوط أسعار النفط دون مستوى 50 دولاراً للبرميل



سيف قطر
22-01-2007, 06:26 AM
فاينانشيال تايمز تستقصي آراء محللين وكتاب ..تخوفات من انهيار الدولار وهبوط أسعار النفط دون مستوى 50 دولاراً للبرميل

تاريخ النشر:يوم اللإثنين ,22 يَنَايِر 2007 1:12 أ.م.



استبعد اقتصاديون أن ينهار الدولار في 2007، رغم أنهم قالوا إن هناك أسباباً لا تحصى لانهياره.. وردت هذه التوقعات ضمن استقصاء لآراء كتاب صحيفة «فاينانشيال تايمز» حيث توقع كريس جايلز أن يقل الفرق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى عام 2007، وأن يظهر الاقتصاد الأمريكي على أنه في موقف ضعيف. وتشعر البنوك المركزية بتوتر شديد حول مواصلة إقراض الولايات المتحدة والمخاطرة بالتعرض لخسائر فادحة. لكن الصين ـ وفق جايلز ـ غير مستعدة للتوقف عن شراء الدولارات بأعداد تصل إلى مئات المليارات. وطالما تريد الصين المحافظة على أسعار الصرف التي تديرها الحكومة، فإن الدولار سيكون مدعوماً بقوة كبيرة. وهذا الوضع غير قابل للاستدامة على المدى الطويل، لكنه قابل للاستمرار في 2007.

وحول هبوط أسعار النفط إلى ما دون 50 دولارا قالت كارولا هيوز، إن هناك احتمالا بهبوط أسعار النفط دون مستوى 50 دولاراً للبرميل لمدة غير معلومة خلال عام 2007. ورغم أنه من المتوقع إنتاج كميات من النفط من الآبار الجديدة، فإن التأخير بسبب النقص في الأيدي العاملة والفولاذ وأجهزة الحفر، سيقلل من الكميات التي يمكن أن تصل إلى السوق.

وفي شأن تحول دول النفط إلى اليورو بدلا من الدولار قالت رولا خلف، لا نتوقع أن تحذو دول الخليج العربية حذو طهران وتأمر بأن تتم جميع التعاملات باليورو، خصوصاً مبيعات النفط الخام التي تتم تقليدياً بالدولار. وقالت إن هذا الإجراء لن تكون له جدوى اقتصادية تذكر (فمعظم العملات الخليجية مرتبطة بالدولار)، وليست له جدوى سياسية تذكر (فالخليج يشعر بمخاوف شديدة من إيران).

لكن ربما ـ وفق خلف ـ أن يكون هناك قدر كبير من تنويع العملات يواكب تحولات في الواردات، فقد ألمحت الإمارات إلى أنها يمكن أن تخفض إلى النصف مقتنياتها من الدولار، بينما قلصتها قطر.
لكن الصناديق الاستثمارية الحكومية الهائلة التي تحصل على معظم الثروة العائدة من النفط، يبدو أن شهيتها قلت للاستثمارات في الولايات المتحدة، وهي تبحث حالياً عن صفقات في أوروبا وآسيا. لكن كما ذكر صندوق النقد الدولي، التحول في أماكن الاستثمار لا يعني بالضرورة تحولاً عن الموجودات القائمة على الدولار.

هل ينهار الدولار؟
لا، فالعملات تتحدى في العادة أدوات المتوقعين، لكن الدولار سيصمد سنة أخرى أمام القوى العالمية. صحيح أن هناك أسباباً جيدة لا تحصى لانهياره، وسيسجل العجز التجاري الأمريكي رقماً قياسياً جديداً لعام 2006. ومن المتوقع أن يقل الفرق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى عام 2007. ويظهر الاقتصاد الأمريكي على أنه في موقف ضعيف، وتشعر البنوك المركزية بتوتر شديد حول مواصلة إقراض الولايات المتحدة والمخاطرة بالتعرض لخسائر فادحة.

لكن الصين غير مستعدة للتوقف عن شراء الدولارات بأعداد تصل إلى مئات المليارات. وطالما تريد الصين المحافظة على أسعار الصرف التي تديرها الحكومة، فإن الدولار سيكون مدعوماً بقوة كبيرة. وهذا الوضع غير قابل للاستدامة على المدى الطويل، لكنه قابل للاستمرار في 2007.

كريس جايلز
هل يضمحل تعافي الاقتصاد الياباني؟
هذا أمر ممكن تماماً، ما لم تتصرف السلطات بحكمة. فقد هبط النمو الاقتصادي السنوي إلى 0.8 في المائة في الربع الثالث. ومازال شبح الانكماش الاقتصادي قائماً. أما الأرباح والاستثمارات والصادرات فقد استردت عافيتها، لكن الطلب الاستهلاكي مازال ضعيفاً.

في هذه الأثناء، تعاملت حكومة آبي بصورة مترددة حتى الآن مع الإصلاحات الهيكلية اللازمة لتحسين الإنتاجية البطيئة. وتحاول الحكومة جهدها لتثبيت وضع الدين العام الهائل في اليابان عن طريق تقليل الإنفاق. لكن التقليص الحاد للإنفاق يمكن أن يهلك الاقتصاد المجهد أصلاً. وسيحدث الشيء نفسه لو أن بنك اليابان شدد السياسة النقدية قبل الأوان. ويبدو أن البنك المركزي تواق للحصول على فرصة لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، رغم أن التضخم الأساسي لا يزال سالباً.

أخيراً، ستتضرر الصادرات التي تشكل أحد الجوانب المضيئة في الاقتصاد الياباني، لو حدث ارتفاع حاد في سعر الين أو حدث هبوط في الاقتصاد العالمي. وحتى لو تجنبت اليابان السقوط في هاتين الحفرتين، فمن المرجح أن يظل نموها عاديا وغير مميز.

جي دو جونكيير
هل تشهد أسواق الأسهم هبوطاً حاداً؟
نعم، سيحدث ذلك في وقت ما خلال العام. أما إذا كانت الأسعار ستبلغ نهاية العام عند مستوى أدنى بكثير من ذي قبل، فهذا شأن آخر. فهناك موجة عالمية هائلة من السيولة دفعت بأسعار الموجودات التي من قبيل السندات والسلع والعقارات إلى الأعلى. وربما لا تكون أسعار الأسهم على هذا القدر من الارتفاع، لكن التقييمات لا تزال عالية. وسيساعد في هذا الوضع النمو الاقتصادي الجيد ومواصلة عمليات الاندماج والاستحواذ.

لكن ارتفاع الأسعار الذي يبلغ الآن السنة الرابعة، بدأت تظهر عليه علامات الكبر والضعف، وسيتباطأ نمو الإيرادات وستنقلب دورة الائتمان. وهناك قدر يفوق الحد من التهاون والرضا عن الذات في توقع الهبوط الناعم للاقتصاد الأمريكي والتضخم المتدني والمخاطر الجيوبوليتكية. والأمر المرجح سيكون وقوع خسائر حادة وليس مكاسب قوية.

كريستوفر براون هيومز
هل تهبط أسعار النفط دون 50 دولاراً؟
هناك احتمال بهبوط أسعار النفط دون مستوى 50 دولاراً للبرميل لمدة غير معلومة خلال عام 2007. ورغم أنه من المتوقع إنتاج كميات من النفط من الآبار الجديدة، فإنّ التأخير بسبب النقص في الأيدي العاملة والفولاذ وأجهزة الحفر، سيقلل من الكميات التي يمكن أن تصل إلى السوق.

وحتى دون ذلك، فإن الأعاصير والحوادث والإرهاب وغياب الاستقرار السياسي والحرب (أو التهديد بوقوعها) والحكومات المعادية التي تعيد تأكيد سيطرتها على حقول النفط في بلادها، كل ذلك سيتضافر لإبقاء الأسعار مرتفعة.

ثم هناك دائماً منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك". فخلال الأشهر الثلاثة الماضية أثبتت المنظمة عزمها وقدرتها على إبقاء الأسعار فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل الواحد.
ويأتي السؤال الكبير من جانب الطلب، فهل سيواصل الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الصيني النمو ودفع الطفرة في أسعار النفط؟ إذا كان الجواب بالنفي، فإن جميع الرهانات ستلغى وسيظهر الذين يتوقعون حركة أسعار النفط مرة أخرى في مظهر لا يختلف كثيراً عن مذيع النشرة الجوية.

كارولا هيوز
هل يصبح البترودولار بترويورو؟
هذا ما ترغب فيه إيران. لكننا لا نتوقع أن تحذو دول الخليج العربية حذو طهران وتأمر بأن تتم جميع التعاملات باليورو، خصوصاً مبيعات النفط الخام التي تتم تقليدياً بالدولار. فهذا الإجراء لن تكون له جدوى اقتصادية تذكر (فمعظم العملات الخليجية مرتبطة بالدولار)، وليست له جدوى سياسية تذكر (فالخليج يشعر بمخاوف شديدة من إيران).

لكن ربما يكون هناك قدر كبير من تنويع العملات يواكب تحولات في الواردات. فقد ألمحت الإمارات إلى أنها يمكن أن تخفض إلى النصف مقتنياتها من الدولار، بينما قلصتها قطر.
لكن الصناديق الاستثمارية الحكومية الهائلة التي تحصل على معظم الثروة العائدة من النفط، يبدو أن شهيتها قلت للاستثمارات في الولايات المتحدة، وهي تبحث حالياً عن صفقات في أوروبا وآسيا. لكن كما ذكر صندوق النقد الدولي، التحول في أماكن الاستثمار لا يعني بالضرورة تحولاً عن الموجودات القائمة على الدولار.

رولا خلف
هل تبقي لبريطانيا شركات بريطانية؟
في 2007 ستقتنص الشركات الأجنبية المزيد من الشركات البريطانية المعروفة، بما في ذلك ـ على ما يبدو ـ بورصة لندن. فإذا استسلمت بورصة لندن، ستزداد حمى الجدال حول عواقب هذه الفورة في شراء الشركات، خصوصاً إذا واصل شركاؤنا الأوروبيون صد العروض الأجنبية لشراء كبريات الشركات الوطنية.

لكن انفتاح بريطانيا أمام رأس المال الأجنبي خدم اقتصادها بصورة جيدة، خصوصاً في الحي المالي في لندن، حيث لا يوجد بنك استثماري كبير مملوك للشركات البريطانية. وسيكون هناك عدم استقرار إذا واصلت العروض الأجنبية للاستحواذ على الشركات البريطانية تفوقها على الاستحواذات البريطانية في الخارج. لكن لأن زعماء عالم الأعمال والقادة السياسيين يعارضون منذ وقت طويل الحمائية ومنتقديها في الخارج، لن يكون بمقدورهم فعل أي شيء لموازنة مد الاستحواذات دون أكل كميات ضخمة من الفطيرة المتواضعة.

جون ويلمان
هل تتم صفقة أسهم خاصة بقيمة 100 مليار دولار؟
لا. خلال عام 2006 ازدادت وتيرة صفقات الأسهم الخاصة وكبر حجمها، واقتربت بعض الصفقات عند نهاية العام من 50 مليار دولار. وجعل هذا الشركات التي من قبيل «بلاكستون» و«كولبيرج كرافيس روبرتس» تذهب إلى أبعد من تخصصها التقليدي، وهو الشركات متوسطة الحجم، والاستيلاء على الشركات العالمية العملاقة.

بل إن ديفيد روبنشتاين، الشريك المؤسس لشركة كارلايل، وجد نفسه مدفوعاً أثناء حديث مع «فاينانشيال تايمز» إلى أن يتوقع صفقة لشراء إحدى الشركات العامة في 2007 تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، كما توقع صفقة بقيمة 100 مليار دولار بنهاية عام 2008.

وتوقع بعض المراقبين بلوغ الأرقام المؤلفة من 12 خانة قبل نهاية عام 2008. وهناك توقعات بإمكانية أن يتم شراء شركة التجزئة «هوم ديبو» Home Depot بهذا المبلغ. لكن رغم وجود كميات كافية من الأسهم لتمويل الصفقات التي من هذا القبيل، ورغم أن أسواق الدين تتمتع بالمرونة، إلا أن هذا الأمر لن يحدث. ذلك أن التنفيذيين في الشركات الضخمة يحتاجون إلى قدرة هائلة لإقناع المساهمين بالموافقة على تكويم الديون على عمليات الاستحواذ. ثم إن صناديق الأسهم الخاصة لديها الكثير من الصفقات الأصغر من الأرقام المذكورة التي تشغل وقتها ونشاطها.

جون جابر
هل تغلبت «بوينج» على «إيرباص»؟
لا، لكن يمكن أن يغفر لك أنك فكرت في أنها فعلت ذلك. إن صنع الطائرات الكبيرة احتكار عالمي بين قوتين وحين تعلو حظوظ إحدى الشركتين تهبط حظوظ الأخرى. كما أن للقطاع دورات حياة طويلة جداً للمنتج. وحين تتعثر، فيمكن أن يستغرق استجماع الخطى مرة ثانية سنوات طويلة.

وتشهد «بوينج» نمواً بعد أن كانت في موقع دفاعي. وخلال ستة من سبعة أعوام بدأت في 1999، تفوقت مبيعات «إيرباص» على مبيعات «بوينج»، حسب عدد الطلبات الجديدة التي يتم حجزها. لكن في 2006 عادت «بوينج» أخيراً لتصبح الفائزة من جديد. ومنذ عام 2003 قامت «إيرباص» بتسليم عدد من الطائرات يزيد على تلك التي سلمتها «بوينج». وستفعل الأمر نفسه مرة أخرى عام 2006، ومن المرجح كذلك أن تكون في الصدارة من حيث الطلبيات التي يتم تسليمها عام 2007 بفضل الطلبيات المتراكمة لديها.

لكن «بوينج» أخذت المبادرة بتطوير طائرات جديدة ـ أهمها «دريملاينر 787» طويلة المدى، ذات الطاقة المتوسطة، التي يتوقع أن تبدأ الخدمة عام 2008.
وفازت «بوينج» بأكثر من 430 طلبية لشراء الطائرة 787، ما جعلها تتفوق على «إيرباص» في قطاع رئيسي في السوق.
وبدأت «بوينج» هجومها المضاد تماماً في الوقت الذي عانت فيه «إيرباص» من عدد من الكوارث والعديد من المصائب الذاتية، إذ تأخرت زعيمة علاماتها التجارية الـ «سوبرجمبو A380» عامين على الأقل، مع صراعها لتحقيق إنتاج على شكل سلسلة. وسوف تكون طائرتها «A350» التي تمت الموافقة عليها أخيراً كي تتنافس مع «دريملاينر 787»، متأخرة خمس سنوات على الأقل عن منافستها.
وستكون المعركة التالية على قطاع رئيسي من الطائرات المتينة «حمير الشغل» ذات الهيكل الضيق والممر الواحد. ولن تستطيع أي من الشركتين المصنعتين تحمل الخسارة.