ابوالجازي
23-01-2007, 02:59 PM
تشرق شمس الصباح مرسلة أشعتها الذهبية تداعب وجنة فاطمة وتزيد خصلات شعرها توهجا ..تتملل فاطمة في فراشها وتفتح عينيها بتثاقل ولكنها سرعان ماتنهض وتتوجه نحو نافذتها لتطل من هذه النافذة الصغيرة على عالم القرية الصغير ..كانت أغلب العيون متجهة إلى نافذة فاطمة ترقبها في صمت وتوجس ..حتى أن بعض النوافذ فتحت فقط لتراقب نافذة فاطمة ..
أزعج فاطمة فضول القرية فأغلقت نافذتها في وجوههم وفي وجه أشعة الشمس ...ولكنها تراجعت وأعادت فتح النافذة بثقة ..فمتى كان فتح النوافذ جريمة ؟!!
سرت همهمات في القرية (لقد فتحت فاطمة نافذتها ) قالت عجوز : ربما كانت تنتظر أحدا ..أجابت أخرى : لقد رأيته شاب كان يمر في الصباح من أمام النافذة وقد تسمرت عيناه عليها ... وقالت ثالثة وهي تعض شفتيها : لابد إنها تعرفه ويعرفها .....
فاطمة المطلقة الجميلة كانت تصم آذانها عن كل ذلك ..وعجائز القرية اللاتي كن يأتين بحجة زيارة والدتها المقعدة ثم يرمقهن بنظرة ازدراء ويرمين الكلام عليها تلميحا وتصريحا ..قلن لها : لم تفتحين نافذتك يافاطمة ؟.. أنتِ شابة ومطلقة عيب أن تفتحي النافذة ..
تواجه فاطمة كل ذلك بالصمت ..الصمت ولاشئ غيره ..في الماضي كانت تحرص على إيصال هدفها من فتح النافذة إلى الجميع ..وبإستماتة ...أما الآن فلا .. نساء القرية لايفهمن إلا مايردن فهمه ..لذلك لافائدة ترجى من الحديث معهن ..
بحثت فاطمة عن شخص آخر تبثه همها ..تذكرت صديقتها صباح ..نعم هي الآن في حاجتها فالصديق عند الضيق كما تقول الحكمة العربية ...
اتجهت فاطمة إلى مدرسة محو الأمية حيث تقوم صباح بالتدريس لعجائز القرية
كانت صباح منهمكة في عملها تدّرس بإخلاص حرصت على أن تُعلّم العجائز ألف باء الأبجدية ..ولكنها لم تعلمهن ألف باء احترام مشاعر الآخرين ..لم تقل لهن أن يتركن فاطمة في حالها وإلا تكون نافذتها هي حديث مجالسهن ..
واخيرا ألتفتت صباح لصديقتها وأقبلت تستمع لحديثها ..جلست فاطمة مع صديقتها وأخذت تحكي وتحكي ..أخبرتها كل شئ ..كانت صباح تنصت وهي مطرقة حتى فرغت فاطمة من حديثها ...عندها رفعت صباح رأسها وقالت فيما يشبه الرجاء :
فاطمة لم لاتغلقين النافذة ؟!
فاطمة التي صدمتها إجابة صديقتها غير المتوقعه قالت في غضب : أهذا كل مالديكِ ياصديقتي المتعلمة !! لا . لن أغلق نافذتي ..لن أمنع الشمس والهواء من الدخول ..لن أوصد نافذتي أمام أصوات العالم الخارجي ...لن أحبس نفسي في حجرة مغلقة ... صباح أجيبيني : هل أخطئ بفتح نافذتي ؟؟
صباح : لا . ولكن أهل القرية هم من يخطئ الفهم ...
فاطمة : ولماذا يحاسبونني على فهمهم ؟
صباح : لا أدري ولكنك مضطرة لمجاراتهم ..حالك حال الجميع
فاطمة : لا لست مضطرة ..لن أجاريهم ..ولن أغلق نافذتي ..
عادت فاطمة حزينة إلى منزلها ..في تلك الليلة لم تفتح النافذة ..حاولت أن تعيش بدون نافذة ..قالت لنفسها : ريما أستطيع أن استغني عن الشمس والهواء وعن الناس ايضا ..لم لا أجرب ؟؟
وما إن بزغ الصباح حتى كاد الاختناق أن يقتل فاطمة ..أسرعت إلى النافذة فتحتها بحذر ..لم تحاول أن تطل من خلالها ..تناهى إلى سمعها أصوات الصبية الصغار المتجهين إلى مدارسهم كانوا يقتربون من نافذة فاطمة ..ويتوقفون ليلقوا بكلمات الغزل على مسامعها ..فقد قال لهم أهاليهم أن فاطمة تفتح نافذتها لتسمع كلام الغزل ..وربما خطر لهم أن يجربوا حظهم ..
تكومت فاطمة على نفسها حزينة مقهورة ..لن يخلصها من هذا العذاب إلا زوج يأتي من بعيد ويأخذها إلى بعيد ..بعيد جدا ..إلى حيث لاترى هذه القرية ولاتسمع أصوات أهلها ....
تحقق مرادها وحضر الزوج وأخذها إلى حيث كانت تتمنى بعيدا عن هذه القرية فقد كانت بلدته تبعد مئات الاميال ..ولكن هذه المئات لم تمنع أصوات عجائز القرية من الوصول إلى مسامع زوج فاطمة :
...... كيف تتزوج بفتاة تفتح نافذتها وتطل من خلالها ؟؟
شعر الزوج بالخزي والعار ..قال لنفسه :إنها تفتح نافذتها ..ومن يعلم كما حدثت رجلا مع هذه النافذة ..وكم ....وكم ...... وعادت فاطمة إلى قريتها مطلقة للمرة الثانية ..وازدادت الألسن حدة ..وأصبحت نافذة فاطمة حديث القرية والقرى المجاورة
ولكن هذا لم يزد فاطمة إلا تصميما على ترك النافذة مفتوحة ..مهما كانت الاصوات قاسية ..ومهما كانت الكلمات جارحة ..ستبقى النافذة مفتوحة
وفي محاولة أخيرة زارتها صباح وقالت لها :
فاطمة لم لاتغلقين النافذة ؟؟
أجابت فاطمة :
لقد تساوت الخيارات ياصديقتي فلن يصمتوا حتى لو أغلقتها
صباح : فاطمة أغلقي النافذة إنها المرة الأخيرة التي أقول لك ذلك ..فقد لاأستطيع زيارتك مرة أخرى ..فنافذتك المفتوحة قد جلبت السمعة السيئة على القرية كلها !
خرجت صباح تاركة صديقتها فاطمة في غرفتها ونافذتها مفتوحة يتسلل منها بصيص من ضوء وأصوات كثيرة تتهامس عن صاحبة النافذة المفتوحة
منقووووول
أزعج فاطمة فضول القرية فأغلقت نافذتها في وجوههم وفي وجه أشعة الشمس ...ولكنها تراجعت وأعادت فتح النافذة بثقة ..فمتى كان فتح النوافذ جريمة ؟!!
سرت همهمات في القرية (لقد فتحت فاطمة نافذتها ) قالت عجوز : ربما كانت تنتظر أحدا ..أجابت أخرى : لقد رأيته شاب كان يمر في الصباح من أمام النافذة وقد تسمرت عيناه عليها ... وقالت ثالثة وهي تعض شفتيها : لابد إنها تعرفه ويعرفها .....
فاطمة المطلقة الجميلة كانت تصم آذانها عن كل ذلك ..وعجائز القرية اللاتي كن يأتين بحجة زيارة والدتها المقعدة ثم يرمقهن بنظرة ازدراء ويرمين الكلام عليها تلميحا وتصريحا ..قلن لها : لم تفتحين نافذتك يافاطمة ؟.. أنتِ شابة ومطلقة عيب أن تفتحي النافذة ..
تواجه فاطمة كل ذلك بالصمت ..الصمت ولاشئ غيره ..في الماضي كانت تحرص على إيصال هدفها من فتح النافذة إلى الجميع ..وبإستماتة ...أما الآن فلا .. نساء القرية لايفهمن إلا مايردن فهمه ..لذلك لافائدة ترجى من الحديث معهن ..
بحثت فاطمة عن شخص آخر تبثه همها ..تذكرت صديقتها صباح ..نعم هي الآن في حاجتها فالصديق عند الضيق كما تقول الحكمة العربية ...
اتجهت فاطمة إلى مدرسة محو الأمية حيث تقوم صباح بالتدريس لعجائز القرية
كانت صباح منهمكة في عملها تدّرس بإخلاص حرصت على أن تُعلّم العجائز ألف باء الأبجدية ..ولكنها لم تعلمهن ألف باء احترام مشاعر الآخرين ..لم تقل لهن أن يتركن فاطمة في حالها وإلا تكون نافذتها هي حديث مجالسهن ..
واخيرا ألتفتت صباح لصديقتها وأقبلت تستمع لحديثها ..جلست فاطمة مع صديقتها وأخذت تحكي وتحكي ..أخبرتها كل شئ ..كانت صباح تنصت وهي مطرقة حتى فرغت فاطمة من حديثها ...عندها رفعت صباح رأسها وقالت فيما يشبه الرجاء :
فاطمة لم لاتغلقين النافذة ؟!
فاطمة التي صدمتها إجابة صديقتها غير المتوقعه قالت في غضب : أهذا كل مالديكِ ياصديقتي المتعلمة !! لا . لن أغلق نافذتي ..لن أمنع الشمس والهواء من الدخول ..لن أوصد نافذتي أمام أصوات العالم الخارجي ...لن أحبس نفسي في حجرة مغلقة ... صباح أجيبيني : هل أخطئ بفتح نافذتي ؟؟
صباح : لا . ولكن أهل القرية هم من يخطئ الفهم ...
فاطمة : ولماذا يحاسبونني على فهمهم ؟
صباح : لا أدري ولكنك مضطرة لمجاراتهم ..حالك حال الجميع
فاطمة : لا لست مضطرة ..لن أجاريهم ..ولن أغلق نافذتي ..
عادت فاطمة حزينة إلى منزلها ..في تلك الليلة لم تفتح النافذة ..حاولت أن تعيش بدون نافذة ..قالت لنفسها : ريما أستطيع أن استغني عن الشمس والهواء وعن الناس ايضا ..لم لا أجرب ؟؟
وما إن بزغ الصباح حتى كاد الاختناق أن يقتل فاطمة ..أسرعت إلى النافذة فتحتها بحذر ..لم تحاول أن تطل من خلالها ..تناهى إلى سمعها أصوات الصبية الصغار المتجهين إلى مدارسهم كانوا يقتربون من نافذة فاطمة ..ويتوقفون ليلقوا بكلمات الغزل على مسامعها ..فقد قال لهم أهاليهم أن فاطمة تفتح نافذتها لتسمع كلام الغزل ..وربما خطر لهم أن يجربوا حظهم ..
تكومت فاطمة على نفسها حزينة مقهورة ..لن يخلصها من هذا العذاب إلا زوج يأتي من بعيد ويأخذها إلى بعيد ..بعيد جدا ..إلى حيث لاترى هذه القرية ولاتسمع أصوات أهلها ....
تحقق مرادها وحضر الزوج وأخذها إلى حيث كانت تتمنى بعيدا عن هذه القرية فقد كانت بلدته تبعد مئات الاميال ..ولكن هذه المئات لم تمنع أصوات عجائز القرية من الوصول إلى مسامع زوج فاطمة :
...... كيف تتزوج بفتاة تفتح نافذتها وتطل من خلالها ؟؟
شعر الزوج بالخزي والعار ..قال لنفسه :إنها تفتح نافذتها ..ومن يعلم كما حدثت رجلا مع هذه النافذة ..وكم ....وكم ...... وعادت فاطمة إلى قريتها مطلقة للمرة الثانية ..وازدادت الألسن حدة ..وأصبحت نافذة فاطمة حديث القرية والقرى المجاورة
ولكن هذا لم يزد فاطمة إلا تصميما على ترك النافذة مفتوحة ..مهما كانت الاصوات قاسية ..ومهما كانت الكلمات جارحة ..ستبقى النافذة مفتوحة
وفي محاولة أخيرة زارتها صباح وقالت لها :
فاطمة لم لاتغلقين النافذة ؟؟
أجابت فاطمة :
لقد تساوت الخيارات ياصديقتي فلن يصمتوا حتى لو أغلقتها
صباح : فاطمة أغلقي النافذة إنها المرة الأخيرة التي أقول لك ذلك ..فقد لاأستطيع زيارتك مرة أخرى ..فنافذتك المفتوحة قد جلبت السمعة السيئة على القرية كلها !
خرجت صباح تاركة صديقتها فاطمة في غرفتها ونافذتها مفتوحة يتسلل منها بصيص من ضوء وأصوات كثيرة تتهامس عن صاحبة النافذة المفتوحة
منقووووول