ابوالجازي
28-01-2007, 06:19 PM
الحاجة أُمُّ الاختراع
هكذا كُتب على اللوحة البيضـــاء التي تُزين مدخل مدرستنا
بالنسبة لي كانت :
الحاجـة أُمُّ ... الذل
ولا أعلم لِمَ تصر مدرستي على تذكيري بها عند كل دخول وخروج!
.
.
في حجرة الصف المتخم بنـــا طرحت المعلمة سؤالا من النوع السهل الذي لاتتعدى إجابـته : نعم / لا
رفعت أصبعي : أنا يا أســـــتاذة .. أنا يا..
ممتــــــــــــازة
كان هذا تعليقها على إجابتي .. ممتازة !!
أحسست أنها تبالغ في تشجيعي ..ولم أستغرب ذلك منها فـهي تعرف ظروفنــــا
الحقيقه أن كل من في المدرسة يعرف ظروفنـــا
فأنا ابنة المستخدمة الفقيرة.. قدِمت أسرتي من مدينة منسية في ذيل الخريطة .. لتسكن في ملحق صغير في ثانوية البنات التي يعمل بها والداي ..
زوج وزوجـــة ..وبناتهما السبع ، إضافة إلى ابنهما المراهق "المريض نفسيــــا"
في الواقع ..أن أخي ليس مريضا نفسيا كما تشيع والدتي بل مدمــن
وهذا هو سرنا الكبير الذي تحرص أمي على ألا نخبر به أحدا .. وأن نكتفي بالقول بأن (أخوي جاته الحالة) لـنبرر الموقف كلما تساءل الجيران عن سر صرخاتــــــــنا !!
والحــالة صعبة .. عندما تضطر أمنا لإغلاق الغرفة علينا وحراستها كي لايهاجمنا شقيقنا أو يحاول الإعتداء علينا !!
والأصعب ألا نستطيع الشكوى .. وأن نرضخ للتوصيات خوفا من مغبة إفشاء السر:
ستجدن أنفسكن في الشــارع بلا مأوى
عرضة للكلاب الضالة لتنهش لحومكن
لن يقبل أحد بوجود مدمن في مدرسة بنات
الحذر ..الحذر من الحديث
فـــــــ نصمت
ونصمت
يوما بعد يوم يغتالنا الصمت والخـــوف ..
مسكينة أمي تظن أنها تحمينــــــا
ولاتعلم أنا بحاجة إلى من يحمينـــــــا منها
من يحمينا من أهلنا ؟!
هكذا كُتب على اللوحة البيضـــاء التي تُزين مدخل مدرستنا
بالنسبة لي كانت :
الحاجـة أُمُّ ... الذل
ولا أعلم لِمَ تصر مدرستي على تذكيري بها عند كل دخول وخروج!
.
.
في حجرة الصف المتخم بنـــا طرحت المعلمة سؤالا من النوع السهل الذي لاتتعدى إجابـته : نعم / لا
رفعت أصبعي : أنا يا أســـــتاذة .. أنا يا..
ممتــــــــــــازة
كان هذا تعليقها على إجابتي .. ممتازة !!
أحسست أنها تبالغ في تشجيعي ..ولم أستغرب ذلك منها فـهي تعرف ظروفنــــا
الحقيقه أن كل من في المدرسة يعرف ظروفنـــا
فأنا ابنة المستخدمة الفقيرة.. قدِمت أسرتي من مدينة منسية في ذيل الخريطة .. لتسكن في ملحق صغير في ثانوية البنات التي يعمل بها والداي ..
زوج وزوجـــة ..وبناتهما السبع ، إضافة إلى ابنهما المراهق "المريض نفسيــــا"
في الواقع ..أن أخي ليس مريضا نفسيا كما تشيع والدتي بل مدمــن
وهذا هو سرنا الكبير الذي تحرص أمي على ألا نخبر به أحدا .. وأن نكتفي بالقول بأن (أخوي جاته الحالة) لـنبرر الموقف كلما تساءل الجيران عن سر صرخاتــــــــنا !!
والحــالة صعبة .. عندما تضطر أمنا لإغلاق الغرفة علينا وحراستها كي لايهاجمنا شقيقنا أو يحاول الإعتداء علينا !!
والأصعب ألا نستطيع الشكوى .. وأن نرضخ للتوصيات خوفا من مغبة إفشاء السر:
ستجدن أنفسكن في الشــارع بلا مأوى
عرضة للكلاب الضالة لتنهش لحومكن
لن يقبل أحد بوجود مدمن في مدرسة بنات
الحذر ..الحذر من الحديث
فـــــــ نصمت
ونصمت
يوما بعد يوم يغتالنا الصمت والخـــوف ..
مسكينة أمي تظن أنها تحمينــــــا
ولاتعلم أنا بحاجة إلى من يحمينـــــــا منها
من يحمينا من أهلنا ؟!