المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القبيلة جبل العرب المنيع يلجأون اليه حين خوفهم وينزلون سهوله حين أمنهم



مطيع الله
29-01-2007, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن التعصب خصلة في كل خلق الله إلى يوم القيامة، ومن التعصب ما هو محمود وما هو مذموم، وفي رأيي أن ما هو مذموم هو الذي نراه اليوم بيننا ونتفق على نبذه ومقته وهو التعصب لجمع المال والفوز بالدنيا، أما التعصب المحمود فهو كثير وأوله التعصب لدين الله الإسلام ثم التعصب للقوم والقبيلة والفئة والمدينة والقرية والوطن الأكبر.

قامت الدولة الحديثة في العالم العربي على نبذ القبلية والمناطقية وجردت أبناء القبائل في أنحاء كثيرة من وطننا العربي من أسمائهم وسيماهم القبلية والمناطقية في الشام ومصر والمغرب العربي والعراق وأنحاء الجزيرة العربية.

هكذا فهم رجال الدولة من أصحاب التجارة أن الحضارة والقبلية ضدان لا يجتمعان، كيف لا وهم قد ورثوا أفكارهم وثقافتهم من الدول الإستعمارية الغربية كبريطانيا وفرنسا والدولة المسلمة المتجبرة تركيا.

انزوت القبائل والعشائر والعصبيات المناطقية العربية على نفسها في زوايا مظلمة من عالمنا العربي وتحولت حياتها وطبائعها ومهنها في ظل الدولة الحديثة الموعودة، فمن كانت مهنته الزراعة ومن كانت مهنته الرعي ومن كانت مهنته الصناعة تحولوا جميعاً إلى مهن جديدة كان عليهم بذل الكثير من الوقت لتعلمها ليكونوا الطبقة الكادحة عندما يحسنونها.

تحولت مصادر الرزق والعمل إلى مراكز بعيدة عن تجمعات تلك الفئات لتجبرها على التحول والهجرة والتكدس في مراكز قليلة في القطر الواحد ولتتحول تلك المراكز الى علب كبريت مضغوطة لا خدمات ولا اسكان ولا كرامة ولتكون آفة على القيم والأخلاق لتلك الفئات.

ماتت الصناعات الحرفية والطرق الزراعية وطرق الري بتحول أهلها إلى عالة على الدولة في انتظار منح الدولة وهباتها وأصبح أهل تلك المهن يعانون من بطالة تمتد لسنين طويلة.

وهكذا أهمل ملاك الثروة الحيوانية من أغنام وإبل وخيل في صنعتهم وباعوها بأقل أثمانها علهم يجدون ما يشترون به سيارة جديدة أو السكنى في قصور الطين تحت ضغط شباب تلك الفئات المتطلع لركب الحضارة.

يقول أحد تجار الخيل العربية الأصيلة من الغرب: لقد حملنا آخر شحنة من الخيل العربية الأصيلة من جزيرة العرب في الستينات من ميناء عدن.

هكذا أفلح الإنجليز والفرنسيون فيما فشلت فيه تركيا من القضاء على القبلية العربية بأيدي أبنائها.

حاربت الدولة العربية الحديثة القبلية ووصمتها بالعار والشنار وكأنها العائق الوحيد أمام تحضر الدولة، لتعود بعدها وتقول بل السبب في الدين فهو الذي بقي بعد القضاء على القبلية، إذا كل سبب للمانعة والتعصب هو متهم بالوقوف عائقاً أمام ركب الحضارة التي لا تقوم إلى على أنقاض كل أسباب القوة والمنعة لدى العرب.

لقد قام دين الإسلام على المهاجرين والأنصار من قريش والأوس والخزرج، ثم استقوى بالقبائل العربية قبيلة بعد أخرى حتى ساد الجزيرة والعراق والشام.

قامت أولى الحروب ضد الصليبيين على يدي أسامة بن منقذ صاحب حصن شيزر يسانده في ذلك العشائر العربية كما ذكر هو، ذكر في كتابه الإعتبار أنه وفد إلى أحد ملوك الصليبيين في الشام فاستعجب الصليبي كيف تقتل فرساننا يا أسامة وتهزم جيوشنا ونحن رجال عظام الهامات وفرساننا أعظم خلقاً وأطول منكم وأنت رجل قصير القامة ونحيل الجسد فقال اسامة بن منقذ نحن رجال الحرب فمتى ركبنا خيلنا عليت رماحنا هاماتكم أيها الملك.

لقد استضعف الفرنسيون الجزائر في حكم الداي الجزائري وطمعوا بالقمح الذي كانت كل أوروبا تعتمد عليه في القرن الثامن عشر، وتحركت أساطيلهم ناحية الجزائر واحتلوها بيسر ولم يعق دولتهم الموعودة غير تعصب القبائل البدوية والعصبيات المناطقية في الريف الجزائري بقيادة القائد عبد الكريم الخطابي الذي كان يسكن الجبل والسهل ويركب الجمل والخيل وهكذا استمرت هذه الحرب الضروس بين الطرفين لتنتهي بطرد الفرنسيين بعد مائة وستون عاماً من الممانعة والمجالدة، فكيف يكون الحال لو لم توجد تلك العصبيات التي عاشت خمسة أجيال من الجهاد ضد المحتل.

ثم طمع الطليان في ليبيا فوقف لهم الجبل الأشم عمر المختار مستمداً قوتة من الله ثم العلم الذي معه ثم من عشيرته والعشائر العربية حوله فكان يحاربهم وهم معهم كل الأسلحة وهو لا يملك إلى البندقية والسيف والرمح، وكانوا لا يجدون له أثر فكل يوم في مكان جديد هو وعشيرته فما كان منهم إلى إحراق الحقول وقتل المواشي وإنشاء المعسكرات وحشر الناس فيها عل يقف عن حربهم، وقد انتصر عليهم وهو ميت رحمه الله.

وفي العراق ثارت القبائل العراقية والمدن العراقية ضد المحتل الإنجليزي في الجنوب والغرب بداية من الفلوجة التي اطلقت فيها أول رصاصة في 1920 من القرن الماضي.

وفي ساحل عمان ورأس الخيمة حارب القواسم واليعاربة المحتلين ثلاثة قرون 300 سنة من البرتغاليين إلى الهولنديين إلى الألمان إلى الإنجليز.

كانت القبلية العربية والعصبية أيا كانت سبباً لقوة دولة الخلافة الأولى وما بعدها بداية بقبائل الإزد العمانية التي كان رجالها جيش الفتوحات الأولى، ثم العصبيات التي كانت قوة للدول العربية التي قامت على ثغور العالم الإسلامي المواجهة لدول النصارى المحاربة لدولة الإسلام.

وفي جزيرة العرب لم تستطع أي دولة محتلة السيطرة على السواحل فضلاً عن الداخل، وما استقر لها الأمر في السواحل إلا بحبل من سكان تلك السواحل الذين فرضوا الأمن وأمنوا الطريق للقوافل البريطانية البحرية والبرية.

وللمفارقة تقوم تلك الدولة الحديثة بجهود أبناء القبائل العربية التي حاربت الإستعمار ودحرته ثم يكون جزائها الجهل والفقر والعنصرية ضدها.

ذهبت دول وقامت دول وأجيال بعد أجيال وعادت بريطانيا التي كانت عظمى لتجني ما حصدت على مدى قرون في العراق والتي ظنت أنها تخلصت من القبلية التي تسميها المقيتة فماذا وجدت؟؟

لقد انهارت الدولة وتعطلت مصالح الناس وتوقف كل شيء والناس الآن يتطلعون لمن يرشدهم أو يأمرهم وينهاهم ليطيعوه فقد تعودوا إطاعة من يأمر ويقدم المصالح من ماء وكهرباء وعلاج وغذاء، أتت بريطانيا وربيبتها أمريكا في طوعها وقد أعدوا العدة من قبل.

ثارت البندقية الأولى ضد المحتل في شارع حيفا بأيدي العشائر العربية حسب قول الشيخ الضاري ثم الفلوجة ثم قطعت الطرق المؤدية إلى بغداد كلياً، فجنوباً اللطيفية والمحمودية وشرقاً بعقوبة وكل قرى ديالا وشمالاً بلد ثم تكريت وغرباً الأنبار الفلوجة والقائم والرمادي، ثم ثارت في غرب الشمال في تلعفر ثم في الموصل.

هكذا إنهار كل شيء وبقيت القبيلة، انهارت الدولة التي قامت على نبذ القبيلة وعاشت القبيلة التي مقتت عقود من الزمن على أيدي المصلحين الإجتماعيين في الدولة التي سميت حديثة.

أشعل القبليون الفقراء وأشقائهم المتعصبون لمناطقهم وقراهم الأرض ناراً تحت أقدام المحتل في العراق وكان أهل الصحراء الأقدر على مجابهة العدو في كل طريق، كان أهل القرى والقصبات يتحصنون داخل مدنهم وقراهم فلا يدخلها العدو وأهل الريف العراقي خارج المدن وعلى مداخلها وعلى كل الطرق الخارجية يجعلون الطريق مهالك للعدو الصليبي، فيبقى العدو محصوراً إن تقدم ثارت أمامه وإن تراجع ثارت خلفه.

لقد رأيناهم في الأفلام التي يصورونها وكأننا معهم إن رأيتهم في المدن رأيت آثار الغنى عليهم وإن رأيتهم في الطرقات الخارجية رأيتهم بهيئتهم التي تغيض العدو الثوب العربي والشماغ العربي، يرمون ويكبرون وينصرهم الله.

إذا ذهبت كل كنوز العراق وخيراته في أيدي المحتل وأعوانه وبقي رأس ماله بعد الإسلام وهو القبيلة والعشيرة والتعصب لفئة أو بلدة أو مدينة والكرامة العربية.

بهذه الكنوز التي أثبتت حوادث الدهر أنها باقية في العرب سينتصر العرب ليحققوا هدفهم الأسمى وهو ظهور الإسلام على ما سواه وإعلاء كلمة التوحيد الخالصة من الشرك، كما كانوا عندما دمروا ملك كسرى وقيصر.

ويبقى بعض أبناء العرب إن أمن العدو عقد معه العهود والمواثيق ولعن القبلية وإن خاف انكفأ الى جحره وترك القتال لأهله يقاتلون فيقتلون ويقتلون فإذا انتصروا ووضعت الحرب أوزارها قام يطلب الرياسة والقيادة ويلعن القبلية والتعصب الجاهلي.

عاشت القبيلة والعشيرة العربية وعاش التعصب للمبادئ والأهل والقرية والمدينة، عاش العرب وعاشت العصبيات والنصر والتمكين لمجاهدي العراق وفلسطين.

ابوالجازي
29-01-2007, 07:21 PM
الله يجزيك الخير اخوي على هالموضوع الطيب

ان شاء الله يكون تعصبنا محمود

الله ينصرهم

البركان
29-01-2007, 10:10 PM
فعلا التعصب صفه مذمومه ومنتنه

شكرا لك اخى الغالى على طرح هذا الموضوع

مطيع الله
30-01-2007, 12:46 AM
الله يجزيك الخير اخوي على هالموضوع الطيب

ان شاء الله يكون تعصبنا محمود

الله ينصرهم

شاكر لك أبو الجازي
وإن شاء الله يكون كذلك

مطيع الله
30-01-2007, 12:46 AM
فعلا التعصب صفه مذمومه ومنتنه

شكرا لك اخى الغالى على طرح هذا الموضوع

البركان
شاكر مشاركتك
شكلك ما قريت الموضوع كامل؟