المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النائب الأول: قطر تخطط لاستثمار ما يفوق «130» مليارا لاستكمال تطوير البنية التحتية



أبوتركي
01-02-2007, 09:07 AM
النائب الأول: قطر تخطط لاستثمار ما يفوق «130» مليارا لاستكمال تطوير البنية التحتية

سيئول - قنا - بدأت أمس اعمال المنتدى الاقتصادي والتجاري لقطر وكوريا بفندق شيلا بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول ويستمر يومين. وقد اوضح سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في كلمة القاها امام المنتدى، الملامح الاساسية للرؤية الانمائية البعيدة المدى التي تنشدها دولة قطر والمستندة الى مبادئ الانفتاح والتقدم المستدام وذلك لتعزيز البيئة المواتية لتطوير التعاون الاقتصادي المشترك.

واوضح سعادته أن اولى المرتكزات الاساسية للرؤية الاقتصادية القطرية تبرز في الحيز السياسي حيث تنعم دولة قطر بنظام سياسي مستقر وهي تعمل على تطوير آليات عمل هذا النظام وعلى توسيع قاعدة المشاركة في اشكالها المختلفة .. مشيرا الى انه على الصعيد الخارجي تتفاعل دولة قطر بشكل ايجابي مع الاسرة الدولية عبر نسجها لعلاقات ودية وفاعلة مع كافة البلدان .. وقال انه انطلاقا من هذه المقومات السياسية الصلبة تضطلع دولة قطر بدور نشيط في معرض المساهمة في بلورة حلول سلمية للنزاعات في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم ككل.

وبين سعادته ان المرتكز الثاني للرؤية الانمائية البعيدة المدى يتمثل في التطوير المستمر لكل العناصر المؤثرة ايجابا في مناخ الاستثمار في الدولة سواء ما يتعلق منها بالاطار التشريعي والاداري او بمرافق البنى التحتية التجهيزية الاساسية ام بالخدمات العامة اللازمة لتطوير الموارد البشرية.

واضاف موضحا انه في المجال التشريعي والاداري شرعت دولة قطر في تنفيذ اصلاحات واسعة منذ سنوات تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى تشمل تكريس مبدأ المساواة امام القانون وقواعد الشفافية والمساءلة وزيادة مساهمة المرأة في الحياة الاقتصادية والعامة وتنظيم وتحسين شروط عمل الاجانب المقيمين وتشجيع هؤلاء على الاستثمار والمشاركة في النشاط الاقتصادي في كل ما يتعلق ببيع وشراء وتملك الاصول وتحويل المدخرات والتداول بالاسهم والسندات في سوق الاوراق المالية.

في الاطار التجهيزي والانشائي لفت سعادته الانتباه الى ان دولة قطر تولي اهتماما استثنائيا الى المضي بتطوير شبكات البنى التحتية الاساسية في مجال الاتصالات والمواصلات وشبكات الطرقات والطاقة الكهربائية والمياه وتحلية المياه والصرف الصحي وغيرها بما يعزز البيئة المحفزة للاعمال .. مشيرا ان دولة قطر تخطط لاستثمار ما يزيد على (130 مليار دولار) في السنوات الخمس القادمة لاستكمال تطوير مرافق البنية التحتية بما في ذلك المرافق التي تعنى بصورة خاصة بتعزيز قدرات البلاد الانتاجية في مجالات صناعة النفط والغاز والصناعات التحويلية والخدمات.

ونوه سعادة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فيما يخص الخدمات العامة الاساسية لاسيما الصحة والتعليم بأن دولة قطر قد بذلت ومازالت تبذل جهودا مكثفة لتطوير هذين القطاعين ومضاعفة نصيبيهما من اجمالي النفقات العامة .. موضحا أن هذا التوجه بالذات يرتبط مع حرص دولة قطر على تعزيز انفتاحها على التكنولوجيا وعلى عالم الابحاث والتطوير واقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي.

واكد سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمته امام المنتدى أنه من ضمن المرتكزات الاساسية للرؤية الانمائية استمرار تعزيز دولة قطر لموقعها التنافسي في انتاج النفط وخصوصا الغاز وتكثيف استثماراتها في هذا المرفق الاستراتيجي بهدف زيادة معدلات استغلال الاحتياطات المثبتة من هذه الموارد وتوسيع البحث عن احتياطات جديدة وذلك بهدف تلبية الاحتياجات المستقبلية المتعاظمة للسوق العالمية.

وقال ان دولة قطر تتوقع بموجب الخطط والبرامج الموضوعة والجاري تنفيذها ان تتحول الى مصدر رئيسي للغاز الطبيعي السائل الى كل من اوروبا واميركا الشمالية ووقعت العديد من عقود الاستثمار لهذا الغرض مع شركات بترولية عملاقة ولايزال المجال متاحا للعديد من الشركات لا سيما الكورية منها للمساهمة في تطوير انشطة عدة متفرعة او مكملة لسياسة الاستثمار في عمليات التنقيب والاستخراج والانتاج والتكرير والنقل وتبرز هذه الفرص بشكل خاص في قطاع الصناعات البتروكيماوية حيث تتمتع الشركات الكورية بميزات نسبية عدة.

واضاف سعادته ان مرتكزات الرؤية الانمائية تشمل كذلك تطوير واقع التكامل بين دولة قطر ومحيطها الاقرب اي المحيط الخليجي، فعالم الاعمال في دولة قطر شديد الانفتاح على عالم الاعمال في بلدان الخليج العربي الاخرى وانطلاقا من موقعها هذا تتطلع دولة قطر الى تطوير شراكات ذات طابع استراتيجي مع مستثمرين دوليين بما في ذلك خصوصا مستثمرين كوريين لبلورة فرص استثمار مشتركة في الاطار الخليجي الاوسع وذلك بالتعاون مع شركات بلدان مجلس التعاون.

واشار سعادة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الى أن الاداء الاقتصادي المميز والمتسارع الذي حققته دولة قطر في السنوات الاخيرة يعزز الامل في قدرتها على المضي قدما في طريق تجسيد رؤيته الانمائية البعيدة المدى حيث سجلت المؤشرات الماكرو اقتصادية الاساسية تحسنا مطردا خلال هذه الفترة .. خصوصا في ما يتعلق بمعدلات النمو الاقتصادي يتوقع ان تتضاعف في غضون العامين القادمين لتبلغ مستويات قياسية عام 2008 حسبما تشير اليه الدراسات المتاحة.

واوضح سعادته أن هذا الاداء الاقتصادي الفاعل يتزامن مع انفتاح اكبر على الاسواق العالمية وهو انفتاح يسعى بشكل حثيث الى الاستفادة القصوى من الجوانب الايجابية لظاهرة العولمة والى تلافي ما قد يرتبط بها من سلبيات .. مؤكدا ان انعقاد (جولة الدوحة) لمنظمة التجارة العالمية أتاح لدولة قطر قبل عامين التبصر بشكل ادق بالابعاد الدينامية لظاهرة العولمة وفي الطرق المثلى للتفاعل المثمر معها.

واعرب سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن ثقته بان مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والانمائي بين البلدين واسعة جدا ويقع على رجال الاعمال دور كبير لتدارس هذه المجالات والاستفادة منها .. مشيرا الى ادراك ابعاد المسيرة الانمائية الناجحة التي سطرتها جمهورية كوريا الجنوبية التي انتقلت خلال العقود الاربعة المنصرمة من دولة فقيرة الى قوة اقتصادية لا يستهان بها راهنا حيث باتت تحتل المرتبة الحادية عشرة عالميا بحسب تصنيف البنك الدولي. ومضى سعادته متحدثا عن دلالات النجاح في تسجيل فوائض تجارية هائلة وفوائض في الحساب الجاري الامر الذي قال انه انعكس ارتفاعا ملحوظا في حجم احتياطاتها الخارجية .. اضافة الى تمتعها بمعدلات نمو مرتفعة ومعدلات تضخم شبه معدومة وتقدم ملحوظ في نوعية الموارد البشرية ومستوى الرفاه الاجتماعى. واوضح أنه اضافة الى هذا وذاك ندرك بشكل خاص قوة النموذج الذي استطاعت جمهورية كوريا الجنوبية تسجيله في مجال التنمية الصناعية بالذات حيث نجحت على مدى عقود في الانتقال بهذا القطاع من مرحلة (احلال بدائل للمستوردات) خلال الخمسينيات الى مرحلة (الصناعات التصديرية) خلال الستينيات ومن ثم الى مرحلة تطوير (الصناعات الثقيلة) في مرحلة لاحقة وقد تمكنت بذلك من امتلاك مجموعة واسعة ومتنوعة من التقنيات والقدرات المؤسسية والخبرات الادارية والمؤهلات البشرية بهذا القطاع الحيوي والتي نرى ان لرجال الاعمال القطريين مصلحة اكيدة في الاطلاع على تفاصيلها واكتشاف الفرص الاستثمارية التي تتيحها في الاطارين القطري والخليجي.

قال ان هذا التوجه ينسجم مع رغبة دولة قطر في تحقيق قدر اكبر من التنويع في نشاطها الاقتصادي عبر تشجيعها للمشروعات الصناعية وزيادة حصة هذا القطاع في الناتج المحلي القائم ولا تقتصر نظرة الجانب القطري على اقامة وتطوير مثل هذه المشروعات الصناعية فقط بل هي تشمل ايضا المساهمة الفاعلة في اعداد وتدريب وادارة الموارد البشرية المحلية الملائمة بالاستفادة مما راكمته الصناعات الكورية من خبرات في هذا المجال كذلك تتطلع دولة قطر الى الاستفادة من التجربة الكورية في مجال الانفاق على البحث والتطوير .

واختتم سعادة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كلمته بالتاكيد على ان اعمال ومداولات المنتدى سوف تسهم في بلورة العديد من فرص التعاون بين البلدين وكذلك بين رجال الاعمال الكوريين والقطريين على قاعدة احترام المصالح المتبادلة والشروط المهنية المعترف بها عالميا .

كما القى سعادة السيد يوسف حسين كمال وزير المالية القائم باعمال وزير الاقتصاد والتجارة كلمة امام المنتدى الاقتصادي والتجاري لقطر وكوريا شكر فيها منظمي المنتدى. وركز سعادته في كلمته على استمرار النمو الاقتصادي لدولة قطر المبني على عدة عوامل من اهمها عدم ارتباطه بارتفاع اسعار النفط بالاضافة الى أن هذا النمو مرتبط بنمو القطاعات غير النفطية واعتماده كذلك على الخدمات. وأشار الى ان هناك اهتماما كبيرا من قبل دولة قطر بمجال التعليم والصحة وسياسة الاستقرار المالي والاقتصادي. وكان سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد وصل والوفد المرافق له الى سيئول الليلة الماضية في زيارة لكوريا تستمر يومين في اطار جولته الراهنة بعدد من الدول الآسيوية.