المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لجنة الطاقة في «الاسكوا» تفتتح دورتها السادسة برعاية وزارة الطاقة القطرية



أبوتركي
05-02-2007, 07:59 AM
لجنة الطاقة في «الاسكوا» تفتتح دورتها السادسة برعاية وزارة الطاقة القطرية

كتب ــ هيثم حسام الدين

بدأت اجتماعات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا» أعمالها أمس، وثمن رؤساء الوفود المشاركون جهود دولة قطر لاستضافتها هذه الدورة، بعد أن حالت الظروف الحالية في لبنان من عقدها في بيروت.

وألقى المهندس يحيى شامية رئيس الدورة الخامسة للجنة الطاقة «ممثل فلسطين» كلمة الافتتاح الذي نظم في فندق ريتز كارلتون - الدوحة قال فيها: ان انعقاد الدورة السادسة للطاقة في هذا التاريخ إنما هو تنفيذ للقرار 268 (د-23)للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) والذي اعتد التوصيات المتصلة بمواعيد انعقاد واجتماعات الهيئات الفرعية للاسكوا، وقد كان من المفترض انعقادها في شهر ديسمبر 2006 ، ولما كان من المتعذر عقد اللجنة في ذلك الموعد في الدوحة، فقد تم التنسيق مع دولة قطر «وزارة الطاقة والصناعة»، بأن تعقد الدورة السادسة في هذا التاريخ، وليتسنى الوقت الكافي لهذه اللجان أن ترفع تقريرها بعد انعقاد دورتها . للأمين التنفيذي للاسكوا لأخذها في الاعتبار ضمن إطار التقارير المتصلة بالتقدم المحرز في تنفيذ برامج عمل الاسكوا عند انعقاد الدورة الوزارية القادمة والمقررة في عام 2008، ولقد اوكل مكتب الدورة الخامسة للجنة الطاقة الى الأمانة التنفيذية للاسكوا ، منذ انتخابه وحتى الآن ومهمة متابعة التوصيات الصادرة عن الدورة الخامسة للجنة الطاقة ونأمل ان تقدم الأمانة التنفيذية تقريرا للجنة الموقرة بهذا الشأن.

وأضاف شامية: في ضوء القرار 227 (د-21) للجنة الاقتصادية والاجتماعية فإن رئاسة الدورة السادسة للجنة الطاقة ستكون لدورة قطر، ممثلة بسعادة السيد عيسى شاهين الغانم، مدير إدراة التخطيط في قطر للبترول ونائب مجلس إدارة المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) فأتمنى لسعادته ولأعضاء مكتب الدورة السادسة الذين سيتم انتخابهم، التوفيق في مهامهم ولاجتماعنا النجاح في تحقيق أهدافه المرجوة.

كما توجه شامية بالشكر لدورة قطر، ممثلة بسعادة النائب الثاني رئيس مجلس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة، على استضافتها لاجتماع هذه الدورة للجنة الطاقة ، وواصل الشكر لجميع أعضاء لجنة الطاقة، والسيدة مرفت تلاوي، وكيل الامين العام، والأمين التنفيذي للاسكوا ولخبراء الاسكوا المعنيين وللمعنيين في «قطر للبترول» على ما بذلوه من جهد للتهيئة لهذا الاجتماع والعمل على انجاحه، والشكر موصول أيضا لجميع العاملين في مجال الطاقة في دول الاسكوا على ما يبذلون من جهد لدفع عجلة العمل في مجال الطاقة، بما يحقق التنمية المستدامة لشعوبنا.

الدور القطري

وبدورها قدرت السيدة مرفت تلاوي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الـ «اسكوا» استجابة دولة قطر لاستضافة هذا الاجتماع قائلة: لابد من أن اسجل هنا مدى التقدير للدور الكبير الذي قامت وتقوم به دولة قطر من أجل استقرار اوضاع لبنان في اعقاب حرب اسرائيل الأخيرة عليها، سواء على الصعيد السياسي خاصة في مجلس الأمن لاستصدار القرار 1701 أو على صعيد المساعدات العينية والمادية المقدمة للبنان، ولقد شعرت بامتنان الشعب اللبناني لذلك حينما زرت بنت جبيل في جنوب لبنان والتي وعدت قطر بإعادة إعمارها، فتحية لدولة قطر والتي تتفق جهودها واهداف الاسكوا في تحقيق التكامل الاقليمي والشكر موصول كذلك لجميع الدول العربية التي ساندت لبنان في الظروف التي يمر بها. كما أشكر سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية، النائبَ الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة لرعايته هذه الدورة، كما أرحب بالسادة أعضاءِ لجنة الطاقة وجميع الحضور لمشاركتهم في هذا الاجتماع.

وأضافت تلاوي: في زمن يعتمد فيه الاقتصاد على الطاقةِ بصورةٍ متنامية، نرى التسابقَ على مصادرِ النفطِ والغازِ الطبيعي بشكلٍ غيرِ مسبوق، فتتضافرُ الجهودُ الاقتصاديةُ والسياسيةُ والعسكريةُ سعياً وراء مصادرِ النفط ِوالغاز أينما وُجِدَتْ، ولا سيما أن الإحصائياتِ تتوقّعُ أن يزيدَ استهلاكُ الطاقةِ في العالمِ بأكثرِ من 50% في الربعِ الأوّلِ من القرنِ الحادي والعشرين.

وقالت: يضطلع قطاعُ الطاقةِ في الدول العربية بدورٍ فعّالٍ على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إذ توفّرُ الدولُ النفطيةُ الطاقةَ للجميعِ، مُعْتَمِدَةً سياسةً متوازِنةًَ بهدفِ الحفاظِ على النموِّ العالمي. وعلى الصعيد الاقليمي فإن العائدات التي تُحَقِّقُها موارِدُ النفطِ الخام والغازِ الطبيعي لا تزالُ من أهمِّ مصادرِ الدخلِ القوميّ في معظمِ دولِ الاسكوا، وسَتَسْتَمِرُّ كذلكَ لعقودٍ مُقْبِلَةٍ وذلكَ حتى بالنسبةِ للدولِ غيرِ النفطية التي تستفيدُ بالتحويلاتِ النقديةِ مِن قِبَلِ أبنائِها العاملينَ في الدولِ النفطية بالإضافةِ إلى أَمْوالِ الاستثمارِ المباشرِ في هذه الدول.

وأضافت: على الرغمِ من هذا الدورِ الحَيَوي، يواجِهُ قطاعُ الطاقةِ تَحَدَّّياتٍ متعدّدةٍ قدْ تؤثِّرُ على عمليةِ التنميةِ المستدامةِ في المنطقة، إذْ أنَّ القطاعَ ما زالَ يعاني في بعض مرافقه الاسْتِخْدامِ غيرِ الرَّشيدِ للطاقة (إنتاجاً واستهلاكاً) بخاصةٍ فيما يتعلقُ بِقِطاعاتِ الاستخدامِ النِّهائي، بالإضافةِ إلى أنَّ نِسْبَةَ 20% من سكانِ المنطقةِ يفتَقِرونَ إلى المصادرِ الحديثةِ للطاقةِ ولا سيّما الكهرباء. ولا يغطّي إمدادُ الكهرباءِ في بعضِ دولِ الاسكوا 50 % من المناطق، كما تعاني نسبةٌ من سكانِ المناطقِ الحَضَرِيّةِ الفقيرةِ عدمِ انتظامٍ في إمداداتِ الكهرباءِ وصعوبةِ الحصولِ على مصادرِ الوقودِ السائلةِ والغازية، إضافة إلى التأثيراتِ البيئيةِ السلبيةِ الناجمةِ عنِ القطاع، لذلك فمن أَجْلِ استخدامِ الطاقةِ لتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ في دولِ المنطقة، تَعْمِلُ الدُوَلُ جاهدةً لمواجهةِ التَحَدّياتِ الكبيرةِ التي تُواجِهُ هذا القطاعَ كتأمينِ خدماتِ الطاقةِ للمناطقِ المَحْرومَة، وتحسينِ كفاءةِ استخدامِها في القطاعاتِ المختلفة، وذلك بالتزامنِ مع الإدارةِ الاقتصادية للقطاع. إضافةً إلى وَضْعِ السياساتِ الجاذبةِ للاستثمارِ في مجالِ نُظُمِ الطاقةِ لتحقيقِ التنميةِ المُسْتدامةِ وخَلْقِ شَراكاتٍ فاعلةٍ في هذا المجال.

وأشارت تلاوي إلى أن قِطاعُ الطاقةِ شهد تَنامِياً في التوجُّهِ العالمي نحوَ تحقيقِ التكامُلِ بينَ التنميةِ والبيئة، حيثُ أكّدَتِ الاتفاقياتُ والوثائقُ الصادرةُ عنِ العديدِ منَ المؤتمراتِ والاتفاقياتِ الدوليةِ على أهَمّيَةِ الطاقةِ في تحقيقِ التنميةِ المُستدامة، كإعلانِ الألفيّةِ الذي رَبَطَ الحَدَّ مِنَ الفُقْرِ بِتَوْفيرِ خدماتِ الطاقَةِ الأساسيّةِ للمناطقِ الرّيفيةِ والفقيرة، كما أكّدَتْ خطّة جوهانسبرغ على الموضوعِ ذاته، لذلك فقد أَوْلَتِ الأمانةُ التنفيذية للاسكوا اهتماماً كبيراً لإسهام قطاعِ الطاقة، في تحقيقِ التنميةِ المستدامةِ كما سَعَتْ إلى تعزيزِ التعاوُنِ بينَ الدُّوَلِ الأعضاءِ في هذا المجال. ودعماً للتعاون العربي فقد َتَمَّ إنشاء شَراكةٍ فاعِلةٍ بينَ جامعةِ الدُّوَلِ العربيّة والاسكوا وبرنامجِ الأُمَمِ المتّحدةِ للبيئة وذلكَ بتشكيلِ أمانةٍ مُشْتَرَكَةٍ بينها لمَجْلِسِ الوزراءِ العرب المسؤولين عنْ شؤونِ البيئة تتولى ايضاً مسئولية الاعداد العربي لدورات لجنة التنمية المستدامة. ولما كانت دولة قطر ترأس الدورة الخامسة عشر للجنة والتي تركز على تحديد الاستراتيجيات والسياسات اللازمة لتعزيز دور قطاع الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة فقد أعدت الاسكوا وثيقة للعرض على لجنتكم الموقرة حول الرؤى والسياسات المقترح ان تتبناها الدول العربية في مجال الطاقة من أجل التنمية المستدامة وذلك لمناقشتها للاستفادة من آرائكم حولها. والمرجو أن يحرص السادة أعضاء اللجنة والخبراء المشاركون على اتاحة ما تخلص اليه مناقشتكم لممثلي الدول الذين سيشاركون في فعاليات الدورة الخامسة عشرة للجنة التنمية المستدامة، حتي يمكن أن يتم تنسيق وتوحيد التوجه العربي خلال مناقشات اللجنة.

وأشادت السيدة مرفت تلاوي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ «اسكوا» (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا) بدولة قطر حكومة وشعباً وبالإنجازات اللافتة التي تحققت على صعيد التنمية المستدامة والتي تؤهل قطر لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية القائمة.

وقالت تلاوي ان الدورة السادسة للجنة الطاقة في «اسكوا» سوف تناقش التقدم المحرز في مشروع التعاون مع دولة قطر في مجال تحسين كفاءة الطاقة في قطاع الكهرباء القطري، وأضافت أنه من المقرر أن يشهد اجتماع الدورة مناقشة عامة حول سياسات الدول العربية في مجال الطاقة من أجل التنمية المستدامة، وإنجازات قطاع الطاقة في مجال التنمية المستدامة في دول «اسكوا» خلال السنوات الخمس الأخيرة في إطار «خطة جوهانسبرغ للتنفيذ».

وعرض المشاركون في الاجتماع ما تم تنفيذه في مجال الطاقة منذ الدورة الخامسة للجنة الطاقة بما في ذلك متابعة تنفيذ توصيات الدورة الخامسة للجنة الطاقة، والتقدم المحرز في تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالطاقة في إطار برنامج عمل «اسكوا» منذ انعقاد الدورة الخامسة للجنة الطاقة.

التنمية والتطوير

ثم ألقى السيد عيسى شاهين الغانم ممثل دولة قطر في لجنة الطاقة في إطار الاسكوا نيابة عن سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة كلمة قال فيها: لقد تطلعنا منذ البداية لتكون اجتماعات هذه اللجنة المهمة في رحاب دولة قطر استشرافا لأهمية المواضيع التي تبحثها ودعما للجهد الفني التوافقي الذي تقوم به الاسكوا لتعزيز مسيرة التنمية والتطور لدى الدول الاعضاء فيها ، املا في بناء مستقبل أكثر اشراقا ومساهمة في التعبير عن الدور الريادي الذي تلعبه دول منطقة غربي آسيا على المستويين الإقليمي والعالمي فيما يتعلق بالطاقة والبيئة والحياة الأفضل لنا وللاجيال القادمة .

لقد سعت دولة قطر لتسخير هذه الطاقة كمورد حيوي ليكون في مصلحة الإنسان وعنصرا أساسيا لتطوير حياته .

كما تعلمون فإن جل الثروة الطبيعية التي تتمتع بها دولة قطر هي من الغاز الطبيعي، مصدر الطاقة الاكثر رفقا بالبيئة ولعلها دعوة طبيعية الى اهمية استخدام مصادر الطاقة النظيفة «لما في ذلك من محافظة على البيئة» والتي في المحافظة عليها تأمين لحياة أفضل لأجيالها وابقاء لإمكانات موارد الحياة للأجيال القادمة.

وإذ تأتي اجتماعات لجنتكم الموقرة هذه قبيل انعقاد اجتماعات لجنة التنمية المستدامة في إطار الامم المتحدة ، فلعلها فرصة طيبة لإيصال نتائج هذا الاجتماع رسالة عربية آسيوية تدعو الناس للمحافظة على هذا المورد الطبيعي النظيف والنافذ لخدمة الإنسان وغطاء هذا المورد قيمته الحقيقية .

واضاف الغانم لقد تحملت قطر مسؤولية رئاسة لجنة التنمية المستدامة الخامسة عشرة في إطار الامم المتحدة، باسم دول آسيا والدول العربية. وقد نظرنا الى هذه المسؤولية كتكليف وتشريف لنا من إخواننا لنسعى أن نخط نهج المستقبل المعني باستدامة عناصر غبقاء إمكانات الحياة على كوكبنا، مع التركيز على الموضوعات الاساسية التي حددتها خطة جوهانسبرغ للتنمية المستدامة في مجال الطاقة وهيك تعزيز غمدادات الطاقة، تحسين كفاءة الطاقة، الطاقة المتجددة، تقنيات الوقود الأحفوري المتقدمة، والطاقة والنقل.

ولعل أهمية بحث هذه الموضوعات، خاصة فيما يتعلق ببلداننا، لا تأتي فقط من أهمية التزامنا جميعا بمبادئ وخطة جوهانسبرغ، خاصة في ضوء ما أمكن تحقيقه في دول الاسكوا من أهداف هذه الخطة، بل أيضا من كون منطقتنا تعتبر المصدر الاول للطاقة، وهو أمر يحملنا مسؤولية إضافية تجاه العالم، فكما نعلم جميعا ان الطاقة هي العنصر الأساسي للتطور المدني للمجتمع الإنساني ككل.