تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خسائر الأسهم تنعش أرباح الأطباء النفسيين والمستشفيات تكسب 25 مليون ريال



ROSE
05-02-2007, 04:21 PM
خسائر الأسهم تنعش أرباح الأطباء النفسيين والمستشفيات تكسب 25 مليون ريال



لم تقتصر الخسائر التي شهدتها سوق الاسهم المحلية على فقدان الأموال فقط، بل أدت لخسارة بعض المستثمرين حياتهم وكذلك صحتهم النفسية واستقرارهم الاجتماعي وبالتالي مراجعة العيادات النفسية لايجاد العلاج النفسي لهم بعد خسارة اموالهم. وترافقت هذه الخسائر مع ضياع احلام صغار المساهمين بالثراء المدعوم بأسباب اقتصادية، مثل ارتفاع أسعار النفط ووجود فائض في الموازنة، إضافة إلى إتاحة القروض المصرفية للموظفين وظهور قوة شرائية، حتى باتت حياتهم مرتبطة بمؤشر السوق صعودًا وهبوطًا.

وكانت سوق المال تكبدت خسائر كبيرة خلال عام 2006، حيث فقد المؤشر السعودي أكثر من 53% من قيمته، وبلغت خسائر السوق السعودية وحدها 320 مليار دولار حسب الاحصائيات الاخيرة لسوق المال .وحسب بيانات القيمة السوقية للبورصات الخليجية بنهـاية عام 2006 فإن السوق السعودية تصدرت خسائر أسواق المال الخليجية والتي بلغت نحو 442 مليار دولار نتيجة التراجعات التي شهدتها تلك البورصات، وفاق مجموع خسائر البورصات الخليجية عام 2006 الإيرادات النفطية لهذه الدول خلال العام نفسه، بمرة ونصف المرة.

هذه الخسائر استفادت منها المستشفيات الخاصة خلال الفترة الحالية لتحقق ارباحا كبيرة لم تكن تتوقعها و قدرت في الوسط الاقتصادي باكثر من 25 مليون ريال وذلك لكثرة المراجعين من المساهمين الذين زادت خسائرهم بشكل كبير خلال الشهر الماضي وزادت خسائر سوق الاسهم معهم وفتحت الباب امام كثير من المستشفيات لتحقيق ارباح من هذا المرض الجديد حيث بدأت في استقبال حالات من الانهيارات النفسية والعصبية للمساهمين وخاصة ممن فقدوا نصف اموالهم في سوق الاسهم المحلية. ووصف بعض الاطباء الوضع العام انه غير عادي وان هناك ارتفاعا في عمليات الاستقبال بشكل كبير فيما قال بعض المساهمين ان الوضع الحالي للسوق ساهم في مراجعة كثير من المستثمرين للمستشفيات الخاصة للعلاج من المرض النفسي . ودفعت خسائر الاسهم السعودية خلال الاسبوع الماضي الى تنامي عدد مراجعي هذه العيادات، وهو ما انعكس على تحقيق بعضها اعلى معدلاتها الربحية منذ افتتاحه. ويقول الدكتور محمد ابراهيم حبادي من مستشفى الحرس الوطني بجدة ان الوضع خطير وان هناك اقبالا كبيرا خلال الشهر الماضي لكثير من المراجعين الذين اصابهم الإحباط والاكتئاب بشكل كبير نتيجة القلق النفسي الذي صاحب الكثير من المساهمين الذين ياتون للبحث عن العلاج بشكل يومي وهذا بلا شك ادى الى وضع خطط في بعض المستشفيات لفتح عيادات خاصة ومتكاملة تعرف بعيادة مرضى الاسهم، ووصف الدكتور محمد الوضع العام في سوق الاسهم بأنه ساهم في زيادة الاقبال على العيادات الخارجية والخاصة في كثير من المستشفيات خاصة ان هناك مساهمين يشتكون من امراض اخرى تصاحب القلق النفسي والاكتئاب منها الصداع اليومي وارتفاع الضغط والسكر والصداع المتكرر وزيادة المضاعفات المختلفة.

كما يقول الدكتور عبدالعزيز البوكر من مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة وهو ايضا مستثمر في سوق الاسهم: عاصرت اكثر من انهيار، لكن هذا اشدها وتأثيره في نفسيات الناس كان كبيرا جدا، كثير منهم أصبحوا يتلقون العلاج لدى أقسام نفسية بعد الحالة النفسية التي تعرضوا لها من جراء الخسائر الفادحة التي بلغت لدى بعضهم 90 في المائة من رؤوس اموالهم».ودعا الدكتور البوكر السعوديين الخاسرين في سوق الاسهم، الى عدم البكاء على اللبن المسكوب، حيث اننا اصبحنا نركز الحديث والخطاب الى صناع السوق لانهم هم الذين يتحكمون في نفسيات السوق ومن الخطأ توجيه الخطاب للافراد لانهم في النهاية حتى لو كونوا مجموعات فلا تأثير لهم، لذلك سنتحدث عن جزئية مهمة، وهي تأثير السوق في العامل النفسي وتأثير العامل النفسي على السوق.

وتابع يقول ان جميع العوامل الاساسية لعودة الثقة في السوق أصبحت ضعيفة ولكن ما زال هناك امل كبير في عودة الثقة بفضل بعض العوامل وهي في طور الانتهاء، لكن الاساسيات موجودة، والامر يعتمد الان على صنّاع السوق الذين يجب عليهم التعامل بشكل جيد مع السوق الذي بدا واضحا استعادته للثقة من جديد.واكد ان هناك ارتفاعا وخسائر في سوق الاسهم ساهمت في زيادة المراجعين وبالتالي الكسب اللا محدود من المستشفيات الخاصة منهم وبشكل غير مباشر في تحقيق مبالغ جيدة من عمليات العلاج والخروج من مر سوق الاسهم.ونطالب هيئة سوق المال بايجاد حلول جذرية. وعن الوضع النفسي لمستثمري البورصة بعد تلك الخسائر يشير الدكتور محمد شاوش استشاري الطب النفسي والمشرف على مستشفى الأمل بجدة إلى أن معظم المتعاملين في سوق الأسهم عرضة لأمراض القلق والتوهم، وان هناك ازدياد معدل نسبة الأمراض العقلية كالهوس والاكتئاب الذهني والضلالات المرضية، فضلاً عن زيادة حالات العنف الأسري ومحاولات الانتحار والسلوك الإدماني. ويرى الدكتور شاوش أن ثمة تحول خطير في البنية الاجتماعية، فالمجتمع أصبح يؤمن بالشائعات وينساق خلفها دون تفكير أو تريث أو استرشاد بآراء العقلاء حتى ساد سوء الظن بين الناس والريبة من أعمالهم، وانعكس ذلك على المعاملات بين الأفراد على المستوى اليومي، وأصبح الشخص فاقدًا للثقة في الآخرين حتى في أقرب الناس إليه.وأشار إلى أن من اكتووا بنار الأسهم أصبحوا ضائقي النفس سريعي الاستثارة والعصبية على أنفسهم وعلى من حولهم، مما أدى إلى آثار سلبية على الأسر بارتفاع نسبة الطلاق وقلة الإنتاج في العمل وتعطيل مصالح الناس وعدم الدقة في الإنجاز وزيادة حالات التسرب الوظيفي إما للاتجاه لسوق الأسهم أو للهروب منها، مما يشكل خسارة حقيقية، مؤكدًا أن شعور الناس بالأمان أصبح مفقودًا؛ لأن كل فرد لا يدري ماذا سيحدث له مستقبلاً، خصوصًا عندما يستدين من البنوك وتحسب عليه الأرباح المركبة.

وأوضحت الدكتورة فاطمة محمد الكعكي استشارية الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة أن من أصعب الحالات التي راجعتها سيدات فقدن كل ثرواتهن في السوق وتعرضن إلى تهديد من أزواجهن بالطلاق بسبب دخولهن سوق الأسهم بدون موافقتهم.وأشارت إلى أن كثيرا من الاسر فقدت أموالها أو منازلها أو مجوهراتها بسبب سوق الأسهم وتعاني من متاعب نفسية هستيرية.

وفي تطور ملحوظ كشف الدكتور سعيد بن غرم الله الغامدي استشاري الطب الشرعي والمشرف على مركز الطب الشرعي أن نسبة الانتحار ارتفعت في السعودية لتصل إلى 109 حالات، منها 85 ذكورًا و24 إناثًا، علمًا بأن النسبة الكبرى كانت بين الرجال الذين بلغوا سن النضج وذلك بسبب مشاكل نفسية أو اجتماعية من أبرزها الهبوط الحاد في مؤشر سوق الأسهم. ومن جهته، يقول الدكتور وائل أبو هندي مدرس الطب النفسي إن صدى التعامل بالبورصة بدأ يظهر بعيادات الطب النفسي خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة الثلاث الأخيرة منها. و أن هناك العديد من الأعراض النفسية المرتبطة بالتعامل بالبورصة منها ما يصل إلى درجة الاكتئاب، لكن العرض الأكثر شيوعا يتمثل في الاستحواذ الفكري والسلوكي على الفرد المتعامل الذي يصل في بعض الأحيان إلى عدم الإقلاع عن التعامل في البورصة.وهذا يتشابه إلى حد كبير -حسب قول أبو هندي- مع إدمان العقاقير المخدرة، حيث يرفض الشخص وقف تعاملاته رغم تكبده خسارة وراء خسارة ليصل إلى ما يشبه «المقامرة المرضية». وأضاف أن هذا النوع من الأمراض النفسية ذات العلاقة بالتعامل في البورصة بدأ يظهر بالعديد من دول الخليج العربي، بعد انتشاره بشكل واضح في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.كما أن هناك علاقة بين التعامل بالبورصة والوسواس القهري؛ فزيادة الاهتمام والضغوط تتسبب في الوساوس العادية، لكن مع زيادتها تتحول إلى وساوس قهرية.وعلى هذا يكون الطريق شاقا والعبء ثقيلا على فريق «المساندة النفسية» لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لعدد كبير من مستثمري البورصات العربية هذه الأيام.

كما تشير الدكتورة هبة عيسوي أستاذة الطب النفسي إلى نفسية المتعامل لما بعد تعرضه للصدمات أو عنصر المفاجأة. وهذا يعتبر من أكثر العوامل التي تسبب ضغطا نفسيا على المتعاملين بالبورصة لأن الإنسان بطبيعته عدو ما يجهل.والتعامل في البورصة لا ينفصل عن سيكولوجية الشخص وسلوكه فلا بد أن تتوافر في المستثمر أو المتعامل في البورصة العديد من العوامل والمؤهلات النفسية التي تبدأ بما يعرف بالتركيز المعرفي ويجب ألا يكون المتعامل في البورصة أهوج بطبعه.كما يجب أن يتمتع المستثمر بمهارة تقويم الذات فالمندفع لا يتمتع بهذه المهارة، وقد يستمر الشخص في مواصلة التعامل رغم الخسارة إصرارا منه على تعويض ما خسره دون تقويم ذاته ومحاولة الوقوف على أسباب الخسارة.