المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سُئلَ شَيخُ الإسْلام رحمَه اللَّه عما شَجَرَ بين الصحابة علي، ومعاوية، وطلحة،وعائشة ؟



ابن ادم
06-02-2007, 06:28 PM
السؤال :
سُئلَ شَيخُ الإسْلام رحمَه اللَّه عما شَجَرَ بين الصحابة علي، ومعاوية، وطلحة، وعائشة هل يطالبون به أم لا‏؟

المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

قد ثبت بالنصوص الصحيحة أن عثمان وعليًا، وطلحة، والزبير، وعائشة، من أهل الجنة، بل قد ثبت في الصحيح أنه لا يَدْخُل النارَ أحَدٌ بايع تحت الشجرة‏.‏
وأبو موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، هم من الصحابة، ولهم فضائل ومحاسن‏.‏
وما يحكى عنهم كثير منه كَذِب، والصدق منه إن كانوا فيه مجتهدين، فالمجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر، وخطؤه يغفر له‏.‏
وإن قُدِّرَ أن لهم ذنوبًًًًا، فالذنوب لا توجب دخول النار مطلقًًًًا، إلا إذا انتفت الأسباب المانعة من ذلك وهي عشرة‏:‏
منها التوبة، ومنها الاستغفار، ومنها الحسنات الماحية، ومنها المصائب المكفرة، ومنها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها شفاعة غيره، ومنها دعاء المؤمنين، ومنها ما يهدي للميت من الثواب والصدقة والعتق، ومنها فتنة القبر، ومنها أهوال القيامة‏.‏
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "خَيْر القرونِ القرنُ الذي بُعِثْتُ فيه، ثم الذين يَلُونَهُم، ثم الذين يلونهم‏"‏‏‏.‏
وحينئذ، فمن جزم في واحد من هؤلاء بأن له ذنبًا يدخل به النار قطعًا، فهو كاذب مفتر‏.‏
فإنه لو قال ما لا علم له به لكان مبطلًًًًا، فكيف إذا قال ما دلت الدلائل الكثيرة على نقيضه‏؟‏ فمن تكلم فيما شجر بينهم وقد نهى اللّه عنه؛ من ذمهم أو التعصب لبعضهم بالباطل فهو ظالم معتد‏.‏
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "تَمْرُقُ مارقة على حين فُرْقَة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق"‏‏، وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال عن الحسن "إن ابني هذا سيد، وسيصلح اللّه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"‏‏‏.‏
وفي الصحيحين عن عمار أنه قال "تقتله الفئة الباغية‏"‏‏، وقد قال تعالى في القرآن‏:‏ ‏{‏‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ‏}‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 9‏]‏ ‏.‏
فثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف على أنهم مؤمنون مسلمون، وأن عليَّ بن أبي طالب والذين معه كانوا أولى بالحق من الطائفة المقاتلة له.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)

http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=7019

سوبرقطري
06-02-2007, 08:10 PM
بارك الله فيك اخوي

خاربه خاربه
06-02-2007, 09:49 PM
جزاك ربي الخير وكل الشكر لك

ابن ادم
07-02-2007, 02:59 PM
حياكم الله حياكم الله

nyzk
07-02-2007, 08:49 PM
بارك الله فيك

وقا ايظا شيخ الإسلام: «و كذلك نؤمن بالإمساك عما شَجَرَ بينهم، و نعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، و هُم كانو مجتهدين، إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح مغفورٌ لهم خطؤهم. و ما كان لهم من السّيئات، و قد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفر لهم إما بتوبةٍ أو بحسناتٍ ماحية أو مصائب مكفّرة. و ما شجر بينهم من خلاف فقد كانو رضي الله عنهم يطلبون فيه الحق و يدافعون فيه عن الحق، فاختلفت فيه اجتهاداتهم، و لكنهم عند الله عز وجل من العدول المرضي عنهم. و من هنا كان منهج أهل السنة والجماعة هو حفظ اللسان عما شَجَرَ بينهم، فلا نقول عنهم إلا خيراً و نتأوَّل و نحاول أن نجد الأعذار للمخطئ منهم و لا نطعن في نيّاتهم فهي عند الله، و قد أفضو إلى ما قدَّمو، فنترضى عنهم جميعاً و نترحَّم عليهم و نحرص على أن تكون القلوب سليمة تجاههم»


وعمر بن عبد العزيز، لمّا سأله بعضهم عن أحداث تلك الفتنة، قال:
«تلك دماءٌ قد سَلِمَتْ منها أيدينا، فلا نُلطِّخَ بها ألسِنتُنا».