المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحراج .. سوق الهاربين من غول الأسعار



أبوتركي
10-02-2007, 04:02 PM
الحراج .. سوق الهاربين من غول الأسعار

دعوة مفتوحة للتسوق طوال الأسبوع

الأثاث والأدوات المنزلية القديمة والحديثة بأسعار لا تقاوم
غرفة نوم جديدة ب 1000 ريال ومتر الستائر يبدأ من 10 ريالات
أجهزة التكييف والثلاجات والتلفزيونات المستعملة.. أهم السلع التي تجذب الجمهور


تحقيق: مجدي صالح : سوق الحراج أحد أهم الأسواق الشعبية في الدوحة وتأتي شهرته التاريخية لكونه من الأسواق التي تميزت بنوع معين من التجارة وهي تجارة السلع المستعملة.

وفي الماضي كان الناس يطلقون علي سوق الحرج سوق المقاصيص بمعني سوق الناس المفلسين وهذه التسمية متعارف عليها في منطقة الخليج العربي.

وسوق الحراج كان في الأصل عبارة عن تجار يبيعون للناس حاجاتهم المستعملة التي ربما استغنوا عنها لعدم حاجتهم لها أو لحاجتهم الملحة للمال وكانت طريقتهم في البيع تتم بطريقة التجوال في السوق ثم يقومون بالتحريج عليها أي الإعلان عنها بصوت عال. وهؤلاء الناس أو التجار يطلق عليهم اسم الدلالون وهي جمع دلال وهم ينادون علي بعض الأشياء البسيطة والخفيفة مثل الذهب أو السلاح أو بعض الساعات أو حتي الملابس. وإذا لم يجدوا المشتري المناسب يرجعون البضاعة إلي أصحابها ويأخذون غيرها من الأشياء. وبعد أن كثرت الأشياء المراد بيعها من الناس اضطروا أن يتخذوا لهم مكاناً يقفون فيه وأمامهم بضائعهم ثم أصبح لهم سوق خاص بهم يجمعون فيه كل الأشياء المستعملة المراد بيعها.

وسمي سوق الحراج لأن التاجر منهم لا يقف صامتاً بل ينادي علي ما يوجد لديه ويطلقون علي هذه المناداة الحراج ولهذا سمي سوقهم بهذا الاسم.

وكانت بداية سوق الحراج عبارة عن دكة صغيرة في شارع ضيق مواز لسوق الدلاوة الذي كان يقع خلف مركز شرطة الدوحة سابقاً والذي يقع في الجهة الجنوبية الغربية من سوق القيصرية أو السوق الداخلي ومع التطور الذي حدث وازدياد الناس وكثرة البضائع المستعملة المراد بيعها تحول سوق الحراج إلي مكان أكبر وساحة أوسع في سوق جديد أنشئ خلف مسجد الأحمد الموجود في جهة الشرق من السوق الداخلي أو سوق القيصرية.

وبعد حريق هذا السوق انتقل سوق الحراج إلي سوق البصل الذي شمل كل التجار ببضائعهم المختلفة وظل سنوات حتي انتقل منذ سنوات معدودة إلي المكان الذي يقع فيه الآن بمنطقة النجمة.

والسوق ذو الملامح الشعبية البسيطة الآن تبلغ مراحل الذروة فيه بعد صلاة العصر من كل يوم رغم أن أغلب التجار يأتون إلي السوق وفتح محالهم منذ السابعة أو الثامنة صباحاً من كل يوم ثم يأخذ بعضهم راحة الظهيرة من الواحدة حتي الرابعة عصراً. ورغم أن السوق يفتح أبوابه لحركة البيع والشراء كل يوم إلا أن يوم الجمعة يشهد حركة دائبة وغير عادية أكثر من أيام الأسبوع الأخري نظراً لأن الجمعة هو يوم الراحة الاسبوعية ينتهز فيه الناس الفرصة لشراء حاجياتهم وبضائعهم.

والسوق الذي يتميز بنظافته ونظامه تجد فيه المحال التجارية علي كافة مستوياتها فمنها المحال الكبيرة الحجم والتي تتخصص في بيع وتجارة الأثاث والمفروشات المختلفة أو تلك التي تتخصص في بيع الأجهزة الكهربائية المستعملة خاصة أجهزة التكييف والثلاجات و الغسالات. إلا أن النشاط التجاري الغالب في سوق الحراج يتمثل في تجارة الأثاث الجديد البسيط والمتوسط والفاخر والمستورد من أغلب دول العالم.. وتأتي تجارة المفروشات في المرتبة الثانية من أنشطة السوق.

بجانب هذه المحلات الكبيرة والمتخصصة في السوق تجد في السوق الأكشاك أو الصندقة الخشبية التي تبيع السلع البسيطة الجديدة منها والمستعملة.

أحد محلات المفروشات الكثيرة في السوق يقوم أيضاً بأعمال التنجيد والتفصيل للستائر والأنتريهات والمجالس العربية ومدير المحل عماد حمدي العربي الجنسية يقول: إننا نبيع أقمشة المفروشات والستائر بالاضافة إلي تنجيد وتصنيع المجالس العربية والافرنجية. وعن أنواع أسعار الأقمشة التي يستخدمها يقول: إن لدينا أنواعاً عديدة من الأقمشة منها الصيني والاسباني والفرنسي والتركي والسوري.. أما أغلي أنواع تلك الأقمشة هي الاسباني والفرنسي والتركي.

وسعر المتر من القماش الصيني يبدأ من 10 ريالات أما سعر المتر من القماش الاسباني فيبدأ من 25 ريالاً إلي 45 حسب الخامة وكذلك أسعار الأقمشة الفرنسية. ويضيف: إن قماش الستائر يختلف عن قماش الكراسي.. كما أننا نبيع كل شيء جديد.

ويشكو عماد من كثرة وجود الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرض ويعرقلون حركة المرور في شوارع السوق.. ويحذر عماد من أنهم سبق أن تسببوا من قبل في إحداث حريق بسبب إهمالهم وعشوائتهم.

يعرض محمد رنزير - آسيوي الجنسية- مجموعة من المراتب والبطاطين والألحفة الجديدة في محله وبجانب ذلك يعرض بعض الأسرة الصغيرة المصنوعة من المعدن. ويقول إن كل المعروضات التي عندي جديدة غير مستعملة. إلا أنها تتميز بالأسعار المعتدلة. وعن أسعار معروضاته يقول زنزير: إن سعر البطانية السنجل ب 65 ريالاً أما البطانية الدوبل فيبلغ سعرها 120 ريالاً وسعر اللحاف 65 ريالاً والمرتبة الصغيرة الطبية ب 100 ريالاً والمرتبة العادية ب 30 ريالاً وهي محشوة بالأسبونج أما المرتبة الكبيرة الطبية فيبلغ سعرها 250 ريالاً. أما أسعار السلع الأخري في المحل فيشرح رنزير أن لدينا أسرة يقوم بشرائها العذاب من المقيمين والوافدين حيث يبلغ سعر السرير غير العريض 90 ريالاً والسرير ذو الدورين ب 175 ريالاً وهي أسرة مصنوعة من المعدن.

أما عن عالم الأدوات الكهربائية المستعملة فهي متوافرة بكثرة خاصة أجهزة التكييف المستعملة بالاضافة إلي الثلاجات والبوتاجازات.

صاحب أحد هذه المحال ويدعي ناصر علي أحمد- آسيوي الجنسية- يقول: إن أسعار أجهزة التكييف المستعملة تتوقف حسب نوع المكيف وحالته فيقول: مثلاً سعر المكيف ماركة الجنرال المستعمل بمبلغ 650 ريالاً أما مكيف الوستنجهاوس فيبلغ 350 ريالاً والمكيف الناشيونال 350 ريالاً والأنواع السابقة هي من مكيفات الشباك المتوسطة الحجم.

وعن أسعار الأدوات الكهربائية والمنزلية الأخري التي عنده في المحل يقول ناصر: إن لدينا بوتاجز بفرن حالة جيدة بمبلغ 250 ريالاً وثلاثة متوسطة الحجم ب 550 ريالاً وأخري ب 850 ريالاً وثلاثة صغيرة نسبياً ب 400 ريال وتلفزيون 29 بوصة ب 800 ريال.. كما يستعرض ناصر غرفة نوم كاملة مكونة من دولاب متوسط الحجم وسرير و2 كومودينو وتسريحة ومرتبة كلها جديدة يقول إن سعرها ألف ريال.

السوق لا يتوقف نشاطه علي التجارة في المحلات الكبيرة فقط بل إن النشاط يشمل أيضاً تجار الصندقة أو الأكشاك وهم تجار صغار يقومون بإستئجار محلاتهم الخشبية الصغيرة بحوالي 1100 ريال شهرياً وييبعون في محلاتهم كل شيء خاصة الأشياء الصغيرة التي لا تأخذ حيزاً كبيراً في المكان.. من هؤلاء التجار عزت جول وهو آسيوي الجنسية والذي يستعرض مكونات صندقته الصغيرة فيقول إنني أقوم ببيع عدة أنواع من السلع حيث أقوم ببيع السيوف والخناجر حيث يبلغ سعر الخنجر 40 ريالاً أو 50 ريالاً حسب حجمه أما الخنجر فيتراوح سعرها ما بين 10 - 15 - 20 ريالاً حسب حجمه أيضاً.. ويضيف عزت جول إن هذه البضائع تأتينا من دبي وأنا أشتريها من تاجر إيراني يبيع لنا هذه الأشياء منذ عشر سنوات تقريباً كما أننا نقوم ببيع سلع أخري تحتاجها الورش كمعدات صغيرة مثل المفكات والمفاتيح وآلات الثقب والتخليج وغيرها وهي جميعها تمتاز بأسعارها الرخيصة التي في متناول أصحاب الدخول المحدودة وأصحاب الحرف والورش الصغيرة. ويعمل عزت الذي يبلغ من العمر حوالي 70 عاماً حوالي إحدي عشرة ساعة يومياً حيث يقوم بفتح محله الصغير من السابعة صباحاً إلي الثانية عشرة والنصف ظهراً ثم من الساعة الثالثة عصراً حتي التاسعة مساء.

السوق أيضاً به تجار سريحة أصغر كثيراً من التجار أصحاب الصندقة فهناك من يأتي ببعض السلع المستعملة البسيطة ويعرضها للبيع علي جوانب الطرق في السوق فمنهم من يأتي ببعض الملابس المستعملة أو الأحذية المستعملة أو الأواني وأدوات المطبخ المستعملة بل منهم من جاء للتجارة ببعض أدوات الموسيقي المستعملة. من هؤلاء شيخ مسن يبلغ الخامسة والسبعين من عمره يدعي الحاج صقر سالمين يعرض أمامه عوداً وربابة وبعض الدفوف أو التارات بالاضافة إلي طاقم قهوة قديم مزركش ومنقوش من النحاس الأصفر.

ويعرض الحاج صقر سالمين بضاعته قائلاً: إن سعر العود ب 350 ريالاً والربابة ب 60 ريالاً أما سعر التارة الدف ب 50 ريالاً سعر التارة الكبيرة 60 ريالاً أما سعر طقم القهوة فيبلغ 80 ريالاً. والحاج صقر يري أن قيامه بالتسلية والمجيء إلي السوق يومياً أفضل من الجلوس علي المقاهي أو تضييع الوقت في عمل غير نافع ويقول: إنني بلا عمل الآن ولذلك فإنني أحب المجيء إلي السوق حتي لو كان بغرض هذه التجارة البسيطة لأنها أفضل من الجلوس بغيرعمل في المنزل أو علي المقهي.

وفي السوق التقينا أبو عيسي - قطري الجنسية الذي يقول عن نفسه: إنني هنا أقدم تاجر في سوق الحراج حيث أنني أعمل في سوق الحراج منذ عام 1976 أما عن طريقة البيع والشراء في أسواق المستعمل فيقول أبو عيسي إن هناك طريقتين رئيسيتين في طريقة البيع والشراء في السوق. الطريقة الأولي وهي أن تأتي سيارة الشخص الذي يريد بيع حاجاته إلي السوق فيتم التحريج عليها- أي المناداة عليها- حتي يتم بيعها في المزاد العلني لأعلي سعر. أما الطريقة الثانية فيقوم أناس باقتناص السيارات علي أبواب السوق بسعر زهيد.

ويكرر أبو عيسي شكواه من كثرة الباعة الجائلين الذين يفترشون ببضائعهم علي جوانب السوق ولا يدفعون أي إيجار أو رسوم. ويقول: إن بعض المحلات تقوم أيضاً بوضع أغراضها علي الأرصفة العامة.

كما يطالب أبو عيسي بإيجاد مسجد كبير ودورات مياه عمومية أكثر.

وأبو عيسي الذي يتاجر في الأثاث الجديد والمستعمل يري أن السوق تتوافر به جميع الخدمات من صرافات آلية ومحلات سوبر ماركت وخدمات وغيرها.

أما عن تجارة الموبايل المستعمل فالسوق لا يعج بالكثيرين منهم ويأتون فقط إليه بعد صلاة العصر ويفترشون ببضائعهم القليلة إما وهم جلوس علي الأرض أو واقفين وفي أيديهم من 3 إلي 6 من الموبايل القديم والمستعمل. ويمكن للمشتري أن يقوم بالفصال فالسمة الأساسية في تجارة المستعمل عموماً والجديد أيضاً هي الفصال.

أحد مرتادي السوق ويدعي محمد الشيبة وهو قطري الجنسية يقول إن السوق جيد خاصة للفقراء والمساكين الذين يجدون حاجاتهم فيه بسعر معقول. وهو السوق الأول والأقدم من نوعه في الدوحة وفي الأسواق الشعبية كلها ومرتاديه من أصحاب الدخول المحدودة ويجدون حاجتهم فيه بكل يسر وسهولة ويعتبر متنزهاً للناس في أوقات الإجازات خاصة أن موقعه يقع في وسط البلد.

ويشيد محمد الشيبة بإدارة السوق ونظافته وتوافر الأمن فيه ويقول: إن السوق منظم وتشرف عليه إدارة السوق من حيث النظافة والأمن.. كما أن جميع السلع تتوافر فيه بكميات معقولة تتيح للمشتري الاختيار بحرية ويسر.

وكان يجب علينا أن نلتقي مدير السوق عزت حسن محمد لنتعرف منه عن الجديد في خططهم المستقبلية لتطويره فقال: كان لدينا حوالي 80 محلاً لتجارة السلع المستعملة والآن تقلص عدد هذه المحلات إلي 45 محلاً فقط. أما أغلب المحلات فهي تبيع السلع الجديد فقط وبها أنواع متعددة منها المفروشات والأدوات الكهربائية والأثاث.

وأشار مدير السوق إلي أنه يتم الآن تخصيص جزء كبير بالسوق لاستخدامه كمحلات تجارية لبيع الملابس الجاهزة والأقمشة والالكترونيات والأجهزة الكهربائية كبديل للمحلات التي تم ازالتها بمنطقة محلات وسط البلد. ويضيف عزت حسن: إن هذا السوق كان عبارة عن جزء تجاري وجزء ورش حدادة ونجارة وتم نقل الورش للمنطقة الصناعية ويتم الآن إحلال محال تجارية عادية مكانها.

أما عن سبب تقلص محلات بيع المستعمل فيقول مدير السوق إن السبب في ذلك يرجع إلي أن السلع والمنتجات الجديدة القادمة من الصين ودول شرق أسيا أصبحت رخيصة جداً حتي أنها أصبحت أرخص من بعض المنتجات القديمة.

وعن مشكلة البائعة الجائلين يقول: إن بلدية الدوحة تقوم دائماً بالتعاون معنا في هذا الأمر حيث تقوم بتنظيم الحركة في السوق وتقليص المشاكل التي يسببها عدم التزام الباعة الجائلين.

وعن دورات المياه يقول: إن جميع المحلات الكبيرة تقريباً يوجد بها دورات مياه.. أما دورات المياه العامة فهي موجودة حيث يوجد 6 حمامات عمومية ونقوم بعمل صيانة دورية لها كل ثلاثة أشهر خاصة أنها دائماً ما تكون معرضة للتخريب والإفساد ونحن لا نملك أفراد أمن كافيين لحراسة كل شيء.

في كل الأحوال فإن سوق الحراج يعتبر الملاذ الأخير للفقراء ومحدودي الدخل لانقاذهم من غول الأسعار.

ولـ الذيب ـد
10-02-2007, 06:32 PM
يعطيك العافية اخوي

خالد32
10-02-2007, 08:43 PM
الحين بعد ما كتبوا في الجرايد بيرفعون الاسعار في الحراج كحركه تصحيحيه و تأديبيه