ابوالجازي
11-02-2007, 10:59 AM
هي سيدة أربعينية أنيقة .. تكسو ملامحها البشاشة والمرح متحدية خطوط التجاعيد التي بدأت ترتسم بوضوح على بشرتها البيضاء .وفي شعرها بعض خيوط من شيب تتلألأ كالشهب في الظلام ..رغم أنها صففته بنظام ليطغى سواده على بياضه .. وبين الفينة والأخرى كانت تحرك يدها لتشُدّ بها (الشيــلة ) الخفيفة وتستر بها ماأنكشف منه .رفيقاتها يسمينها (ملح الجلسة ) فالجلسة لاتحلو بدون أم هند وسوالفها .. أما هو فكانت تتحدث عنه بودٍ ملحوظ وتسميه (أبو البنات ) ..وتُطّعم حديثها عنه بقولها : الله يحفظه ....الله يستر عليه ..سألتها : وأين هو ؟؟
قالت وهي تضحك : "عند حريــمه ..!!"
- هل له زوجات غيرك ؟!
ضحكت أيضا وقالت :" أنا ماني زوجةٍ له ..
"وعندما رأت استغرابي أضافت :"تعرف البيت الوقف ؟! ..حلف أبو هند قبل عشرين سنة يخليني مثل البيت الوقف ..معلقه ..لامتزوجه ولا مطلقة ..ومن هاك الوقت لهالحين ..وأنا بيت وَقْف .."ثم أنطلقت ضحكاتها تجلجل المكان ..بينما كانت دموعها تتساقط لا أدري هل كانت تضحك أم تبكي ؟؟..
هل كانت دموع فرح ..أم ألم ؟!كان لدي رغبة شديدة للاستزادة من أخبار أم هند ..قلت لها :لقد أســــــاء لكِ كثيرا ..أجابت وهي تلوح بيدها : "خلاص ماهو بعد عشرين سنة ..الاساءات صارت ذكريات "طاح الحطب ..وفات العتب ماعاد أذكر شيء من اللي صار ..رغم إني ذاك الوقت ظنيت جروحي ماتنتداوى .."
سألتها : مالذي حدث بينكم ؟وأنطلقت تروي قصتها : قالت أنها تزوجته صغيرة بالطريقة التقليدية ..ولكنها أحبته بجنون وأصبح هو كل عالمها ..ومضت السنوات وكأنها أيام وهما يعيشان في سعادة غامرة ..أخذا حياتهما بالطول والعرض كما قالت ..سافرا كثيرا وزارا بلدانا عديدة وفي آخر سفرة أصطحبت معها صديقة عمرها فادية وأبنائها .. فقد كان زوج فادية دائم الانشغال ولطالما أشتكت منه ..وقد ارتفعت حدة شكواها في الآونة الأخيرة وخاصة بعد عودتهما من السفر ..كانت أم هند تنصح صديقتها بالصبر ..وكان رد فادية : إنه لايحمل من الصفات مايشجعها على الصبر عليه عوضا عن البقاء معه تحت سقف واحد ..تركت فادية بيت الزوجية وذهبت إلى أهلها ..ووصل إلى مسامع أم هند إن زوج فادية طلقها بناء على رغبتها..ومرت الأيام ..تقول أم هند : " كانت بنتي الصغيرة تعبانة ..وكنت جالسه عند رأسها بالكمادات يوم سمعت صوت أبو هند ينادي ويطلب البخور ..أخذت مبخرتي وحطيت فيها أغلى عود وأنا أقول : الغالي للغالي ..ورحت لابو هند اللي كان متكشخ على الآخر ..ذكرت الله عليه ..وقلت وأنا أدور بالمبخرة حوله ..حوطتـــك باسم الله من عين الحسود ..قال وهو يعدل غترته :
- هااا ... وش رأيك ياأم هند ؟؟
- رأيي ؟؟! ..قمر الليلة وكل ليلة ..
قال : لا ..أنا يكفيني الليلة وبس ..سألته : على وين العزم إن شاء الله ؟؟قال : معزوم على زواج واحد من أخوياي ...قلت : خســارة ..لو ماكانت البنت تعبانة كان رحت معك .
طلع أبو هند من عندي وأنا أذكر اسم الله عليه ..وبعد طلعته بشوي ..اتصلت علي وحدة من صديقاتي وقالت : - مادريتي عن فادية .. قلت : خير .. وش بها ؟؟
قالت : تزوجت ..قلت :الله يبشرك بالخير ..ويوفقها ..فادية طيبة وتستاهل كل خير ..
قالت : الله لايوفقها ..لاهي طيبة ولاتستاهل الخير .. .فادية خذت رجلك ياأم هند ..قالت هالكلمة وقعدت تكررها ..رميت السماعة وطحت ..صحيت في المستشفى ..كانوا أهلي مجتمعين عندي ..قلت لهم : خلوه يطلقني ..أنا ماعاد أبيه ... قولوا له يطلقني .."لم يكن طلب الطلاق مجرد كلمات تقولها أم هند تحت تأثير الصدمة ..بل كانت صادقة ومصممة على الطلاق ..فهي على حد قولها لاتريد العيش مع رجل كذب عليها وخدعها وجرح مشاعرها بالزواج من أعز صديقاتها ..ولكن أبو هند أجاب : بأنه لازال يحبها ..ولايستطيع فراقها ..قالت : لو كان يحبني ماجرحني ..وقهرني ..ولفكر بما ستجره علي فعلته من ألآم ..لا أريد البقاء معه ..ثم أردفت قائلة :خرجت من المستشفى ..وعدت إلى منزلي ..كانت الذكريات الجميلة في كل مكان ولكن الواقع المرير طغى عليها وأفقدها جمالها وقيمتها ..دخلت إلى غرفتي ..تلك الغرفة التي طالما جمعتنا ..نظرت إلى السرير كان عليه وســادة واحدة ..هو أراد ذلك ..قال وسادة واحدة تكفينا فهو لايطيق الابتعاد عني .يريدني دائما بجانبه ..بالقرب منه ..يسمع أنفاسي ..وتحضن عيناي ملامحه قبل أن تغفو ..ِلمَ فعــل ذلك ؟؟مرت شهور لا أعرف عددها وأنا كل ليلة أحتضن وسادتي وأبكي ..أما وهو فقد قال كلمته : ( لن أطلقها ..وسأبقيها كالبيت الوقف ) ..قال وفعل .حاولت الانشغال ..ونسيان ماحدث ..والالتفات لبيتي ورعاية بناتي ..كانت تصلني أخباره ..لم يتفق هو وفادية ، طلقها وتزوج أخرى..بعد مدة يطلق الأخرى ويعود إلى فادية ..ليتزوج عليها بعد ذلك من إحدى قريباتها لم يعد يذكرنا إلا بالمصروف الذي يحضره كل شهر خلال زيارة قصيرة يأخذ فيها بناته ليقضين اليوم معه ..أما أنا فلم يتوقف نزف جراحي رغم مرور عدة سنوات على زواجه ..وذات مســاء ....أعددت أغراض صغيراتي ليذهبن مع والدهن في الصباح في زيارته المعتادة .. ثم ذهبت إلى غرفتي ..كانت ليلة لن أنساها .. المطر يتساقط بغزارة ..وومضات البرق تنير الغرفة المظلمة ..وأنا ممدة على سريري أبكي يمزقني الحنين إليه ... لازال حبه فتيا في قلبي ولم يزده البعاد إلا شوقا ..صعدت إلى سطح منزلي ..وجلست تحت المطر ..رفعت يدي إلى السماء ومن بين دموعي دعوته : يارب .يارب ..انزع حبه من قلبي وأرحني منه ..يارب ..يارب وأخذت أدعو ..وأدعو ..وقطرات المطر تتساقط بغزارة ..تضربني .تبللني ..سحبت ردائي عن صدري لأفسح لها المجال لتدخل وتغسل داخلي ..شعرت بلهيب قلبي وهو يبرد ..ثم ينطفيء نزلت وأنا أشعر براحة كبيرة ..هدوء ..طمأنينة تملأ نفسي ..ونمت نوما عميقا هانئا ..وفي الصباح بحثت عن صغيراتي فلم أجدهن ..أدركت أن والدهن قد حضر وأخذهن لقضاء اليوم عنده ..وفي المساء وعند عودتهن ..وقفت كبراهن تخاطبني برجاء ..أن أذن لوالدها بالدخول والسلام علي وأسمح له بأن يأتي إلينا بدلا من ذهابهن إليه .. قبلتها وقلت لها : لكِ ماطلبت ..خرجت مسرعة ونادت والدها ..بينما كنت أرتجف فهذا أول لقاء يجمعني به بعد فعلته تلك .. ومنذ سنوات ..لاأدري كيف ستكون مشاعري ؟ كيف سأستقبله ..دخل ..كان دخوله هذه المرة مختلفا لم يتحرك قلبي له ..لم أعد أرى فيه زوجي وحبيبي سابقا ... لم يعد يمثل لي أكثر من أخ ... شعر هو بذلك .ورأيت علامات الاستغراب بادية على وجهه ..لم يتوقع هذا التغيير والآن وبعد مضي السنوات الطويلة لازال يزورنا ..ويجلس معنا .. يذكرني بسابق الود ..كففته بلطف ..فالماضي انتهى ولاسبيل للعودة إليه ...هو فقط أبو بناتي ..قال : إنه لم يعد لديه أمل في عودتي ولكنه لن يطلقني ابدا ..وسأبقى الزوجة والحبيبة ...مع وقف التنفيذ ..ضحكت وهي تقول : يعني مثل البيت الوقف
منقوووووووول
قالت وهي تضحك : "عند حريــمه ..!!"
- هل له زوجات غيرك ؟!
ضحكت أيضا وقالت :" أنا ماني زوجةٍ له ..
"وعندما رأت استغرابي أضافت :"تعرف البيت الوقف ؟! ..حلف أبو هند قبل عشرين سنة يخليني مثل البيت الوقف ..معلقه ..لامتزوجه ولا مطلقة ..ومن هاك الوقت لهالحين ..وأنا بيت وَقْف .."ثم أنطلقت ضحكاتها تجلجل المكان ..بينما كانت دموعها تتساقط لا أدري هل كانت تضحك أم تبكي ؟؟..
هل كانت دموع فرح ..أم ألم ؟!كان لدي رغبة شديدة للاستزادة من أخبار أم هند ..قلت لها :لقد أســــــاء لكِ كثيرا ..أجابت وهي تلوح بيدها : "خلاص ماهو بعد عشرين سنة ..الاساءات صارت ذكريات "طاح الحطب ..وفات العتب ماعاد أذكر شيء من اللي صار ..رغم إني ذاك الوقت ظنيت جروحي ماتنتداوى .."
سألتها : مالذي حدث بينكم ؟وأنطلقت تروي قصتها : قالت أنها تزوجته صغيرة بالطريقة التقليدية ..ولكنها أحبته بجنون وأصبح هو كل عالمها ..ومضت السنوات وكأنها أيام وهما يعيشان في سعادة غامرة ..أخذا حياتهما بالطول والعرض كما قالت ..سافرا كثيرا وزارا بلدانا عديدة وفي آخر سفرة أصطحبت معها صديقة عمرها فادية وأبنائها .. فقد كان زوج فادية دائم الانشغال ولطالما أشتكت منه ..وقد ارتفعت حدة شكواها في الآونة الأخيرة وخاصة بعد عودتهما من السفر ..كانت أم هند تنصح صديقتها بالصبر ..وكان رد فادية : إنه لايحمل من الصفات مايشجعها على الصبر عليه عوضا عن البقاء معه تحت سقف واحد ..تركت فادية بيت الزوجية وذهبت إلى أهلها ..ووصل إلى مسامع أم هند إن زوج فادية طلقها بناء على رغبتها..ومرت الأيام ..تقول أم هند : " كانت بنتي الصغيرة تعبانة ..وكنت جالسه عند رأسها بالكمادات يوم سمعت صوت أبو هند ينادي ويطلب البخور ..أخذت مبخرتي وحطيت فيها أغلى عود وأنا أقول : الغالي للغالي ..ورحت لابو هند اللي كان متكشخ على الآخر ..ذكرت الله عليه ..وقلت وأنا أدور بالمبخرة حوله ..حوطتـــك باسم الله من عين الحسود ..قال وهو يعدل غترته :
- هااا ... وش رأيك ياأم هند ؟؟
- رأيي ؟؟! ..قمر الليلة وكل ليلة ..
قال : لا ..أنا يكفيني الليلة وبس ..سألته : على وين العزم إن شاء الله ؟؟قال : معزوم على زواج واحد من أخوياي ...قلت : خســارة ..لو ماكانت البنت تعبانة كان رحت معك .
طلع أبو هند من عندي وأنا أذكر اسم الله عليه ..وبعد طلعته بشوي ..اتصلت علي وحدة من صديقاتي وقالت : - مادريتي عن فادية .. قلت : خير .. وش بها ؟؟
قالت : تزوجت ..قلت :الله يبشرك بالخير ..ويوفقها ..فادية طيبة وتستاهل كل خير ..
قالت : الله لايوفقها ..لاهي طيبة ولاتستاهل الخير .. .فادية خذت رجلك ياأم هند ..قالت هالكلمة وقعدت تكررها ..رميت السماعة وطحت ..صحيت في المستشفى ..كانوا أهلي مجتمعين عندي ..قلت لهم : خلوه يطلقني ..أنا ماعاد أبيه ... قولوا له يطلقني .."لم يكن طلب الطلاق مجرد كلمات تقولها أم هند تحت تأثير الصدمة ..بل كانت صادقة ومصممة على الطلاق ..فهي على حد قولها لاتريد العيش مع رجل كذب عليها وخدعها وجرح مشاعرها بالزواج من أعز صديقاتها ..ولكن أبو هند أجاب : بأنه لازال يحبها ..ولايستطيع فراقها ..قالت : لو كان يحبني ماجرحني ..وقهرني ..ولفكر بما ستجره علي فعلته من ألآم ..لا أريد البقاء معه ..ثم أردفت قائلة :خرجت من المستشفى ..وعدت إلى منزلي ..كانت الذكريات الجميلة في كل مكان ولكن الواقع المرير طغى عليها وأفقدها جمالها وقيمتها ..دخلت إلى غرفتي ..تلك الغرفة التي طالما جمعتنا ..نظرت إلى السرير كان عليه وســادة واحدة ..هو أراد ذلك ..قال وسادة واحدة تكفينا فهو لايطيق الابتعاد عني .يريدني دائما بجانبه ..بالقرب منه ..يسمع أنفاسي ..وتحضن عيناي ملامحه قبل أن تغفو ..ِلمَ فعــل ذلك ؟؟مرت شهور لا أعرف عددها وأنا كل ليلة أحتضن وسادتي وأبكي ..أما وهو فقد قال كلمته : ( لن أطلقها ..وسأبقيها كالبيت الوقف ) ..قال وفعل .حاولت الانشغال ..ونسيان ماحدث ..والالتفات لبيتي ورعاية بناتي ..كانت تصلني أخباره ..لم يتفق هو وفادية ، طلقها وتزوج أخرى..بعد مدة يطلق الأخرى ويعود إلى فادية ..ليتزوج عليها بعد ذلك من إحدى قريباتها لم يعد يذكرنا إلا بالمصروف الذي يحضره كل شهر خلال زيارة قصيرة يأخذ فيها بناته ليقضين اليوم معه ..أما أنا فلم يتوقف نزف جراحي رغم مرور عدة سنوات على زواجه ..وذات مســاء ....أعددت أغراض صغيراتي ليذهبن مع والدهن في الصباح في زيارته المعتادة .. ثم ذهبت إلى غرفتي ..كانت ليلة لن أنساها .. المطر يتساقط بغزارة ..وومضات البرق تنير الغرفة المظلمة ..وأنا ممدة على سريري أبكي يمزقني الحنين إليه ... لازال حبه فتيا في قلبي ولم يزده البعاد إلا شوقا ..صعدت إلى سطح منزلي ..وجلست تحت المطر ..رفعت يدي إلى السماء ومن بين دموعي دعوته : يارب .يارب ..انزع حبه من قلبي وأرحني منه ..يارب ..يارب وأخذت أدعو ..وأدعو ..وقطرات المطر تتساقط بغزارة ..تضربني .تبللني ..سحبت ردائي عن صدري لأفسح لها المجال لتدخل وتغسل داخلي ..شعرت بلهيب قلبي وهو يبرد ..ثم ينطفيء نزلت وأنا أشعر براحة كبيرة ..هدوء ..طمأنينة تملأ نفسي ..ونمت نوما عميقا هانئا ..وفي الصباح بحثت عن صغيراتي فلم أجدهن ..أدركت أن والدهن قد حضر وأخذهن لقضاء اليوم عنده ..وفي المساء وعند عودتهن ..وقفت كبراهن تخاطبني برجاء ..أن أذن لوالدها بالدخول والسلام علي وأسمح له بأن يأتي إلينا بدلا من ذهابهن إليه .. قبلتها وقلت لها : لكِ ماطلبت ..خرجت مسرعة ونادت والدها ..بينما كنت أرتجف فهذا أول لقاء يجمعني به بعد فعلته تلك .. ومنذ سنوات ..لاأدري كيف ستكون مشاعري ؟ كيف سأستقبله ..دخل ..كان دخوله هذه المرة مختلفا لم يتحرك قلبي له ..لم أعد أرى فيه زوجي وحبيبي سابقا ... لم يعد يمثل لي أكثر من أخ ... شعر هو بذلك .ورأيت علامات الاستغراب بادية على وجهه ..لم يتوقع هذا التغيير والآن وبعد مضي السنوات الطويلة لازال يزورنا ..ويجلس معنا .. يذكرني بسابق الود ..كففته بلطف ..فالماضي انتهى ولاسبيل للعودة إليه ...هو فقط أبو بناتي ..قال : إنه لم يعد لديه أمل في عودتي ولكنه لن يطلقني ابدا ..وسأبقى الزوجة والحبيبة ...مع وقف التنفيذ ..ضحكت وهي تقول : يعني مثل البيت الوقف
منقوووووووول