تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : متداولون سعوديون متفائلون بصمود المؤشر وآخرون يرون الحذر واجباً



أبوتركي
12-02-2007, 02:12 PM
بعد أربعة أيام خضراء
متداولون سعوديون متفائلون بصمود المؤشر وآخرون يرون الحذر واجباً


الرياض - نضال حمادية

أعطت أربعة أيام من الارتفاع المتواصل لمؤشر السوق السعودية المتداولين جرعة من التفاؤل، اختلفوا على مقدارها ومدى كفايتها لاستعادة الثقة والحفاظ على المسار الصاعد للسوق بكافة قطاعاتها.

ففيما أعرب متداولون عن ارتياحهم العميق لـ"صمود المؤشر" في وجه الإشاعات المروجة لنزوله، أشار آخرون إلى أن "الحذر واجب" وأن الحديث عن خروج السوق من أزمتها استنادا لإغلاقات الأيام الماضية، قد يكون مبكرا بعض الشيء.


صراعٌ لم يُحسم

وفي هذا السياق شبه المستثمر نايف المباركي حال بعض المتداولين بالصراع الذي لم يتم حسمه بعد "بين ذكريات التجربة المؤلمة للسنة الماضية، والتوقعات المبشرة التي لم يتضح كثير من معالمها تماما"، وبناء عليه فإن قرار هؤلاء المتعاملين لا يزال "متذبذبا وقابلا للتحول 180 درجة مع أي تغير لاتجاه المؤشر"، ما يعني أن الدخول بكامل السيولة أو بالجزء الأكبر منها وفي شركات محددة، لم يأخذ طريقه بعد إلى صغار المتداولين، الذين يمارسون بمجموعهم تأثيرا واضحا على حركة السوق، سواء بالنسبة لحجم التداولات أو قيمتها.

ورأى المباركي أن مما يعيق اتخاذ القرار الحاسم في صفوف صغار المستثمرين حاليا عدة أمور، منها تأخر جدولة الاكتتابات القادمة وتحديد مواعيدها بدقة، لاسيما اكتتاب مصرف الإنماء، وانتظار استلام الأرباح النقدية، فضلا عن الترقب الدائم لصدور قرارات مصيرية عن هيئة سوق المال، مثل قرار تقسيم السوق أو السماح للشركات بشراء نسبة من أسهمها.


هل تتعافى السوق؟

واعتبر المستثمر محمد النافع أن أكثر ما يمكن أن يبعث التفاؤل في نفوس المتعاملين في السوق السعودية، هو "صمود المؤشر" أمام موجة الإشاعات التي سعت للضغط عليه عبر الترويج لنزوله يوما بعد يوم، فما إن أغلقت السوق على ارتفاع يوم الثلاثاء الماضي 6-2-2007، حتى بادر البعض للتحذير من هبوط كبير يوم الأربعاء 7-2-2007، ولما حصل عكس ما أشاعوه، بدأ الترويج لمؤشر أحمر مع يوم السبت 10-1-2007 فخابت ظنونهم، لكنهم لم ييأسوا وأعادوا بث أفكارهم المثبطة عن تداول يوم الأحد، ولا زالوا مستمرين في مسعاهم، تارة تحت غطاء تحذير المستثمرين وإسداء النصح لهم، وتارة بحجة المعطيات والمؤشرات الفنية، رغم أنهم غالبا ما "يتنصلون من هذه المؤشرات، مرددين أن السوق السعودية لا يمكن أن تنطبق عليها قواعد التحليل الفني التقليدي، وذلك عندما تتم مواجهتهم بالواقع الذي يخالف ما سبق أن جزموا بحدوثه".

وتابع النافع إن المستثمرين وحدهم وبقرارهم الشخصي قادرون على الاستمرار في هذا النهج، متجاهلين الإشاعات السلبية والأخبار المغرضة والتحذيرات الفارغة التي لا تستند إلى دليل ملموس، وإن أول خطوة لتعافي السوق السعودية هي في تخلصها من "داء الشائعات"، وهو أمر يسير لايحتاج لأكثر من "إغلاق أذنيك، وعدم التفكير بما سمعت، وكأنك لم تسمعه أبدا"، حسب تعبير النافع.


دفعة مهمة

وقال المستثمر فيصل العنزي " إن إنهاء تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع، منح السوق دفعة مهمة للاستمرار بهذا المنحى، والذي سيتضح أكثر فأكثر إذا ما نال المؤشر تقديرا إيجابيا آخر مع نهاية الأسبوع الحالي، كما هو متوقع بإذن الله".

واستدرك العنزي "ومع ذلك فإن الحذر يبقى واجبا، من ناحية عدم النظر للسوق ككتلة واحدة ومتجانسة، حيث اعتاد البعض فهم إشارات الدخول للسوق بأنها سارية المفعول على جميع الشركات بلا استثناء، مع أنه لا علاقة لهذه بتلك إطلاقا"، مضيفا أن قسما غير قليل من المتداولين نال خبراته الحالية عبر "التدريب على رأس العمل" أي أنه كان يتداول ويتعلم بنفس الوقت، ما يشير إلى صعوبة نسيان "الدروس التي تلقاها، والتي كلفه بعضها ثمنا باهظا".


بعيدا عن مرمى الانتقادات

وفي شأن متصل ألمح المستثمر مطلق محمد إلى إن موجة الارتفاعات الأخيرة أبعدت هيئة سوق المال عن مرمى انتقادات المتداولين لأول مرة منذ فبراير 2006، حيث إن ذكر الهيئة لم يعد يرد على لسان كل متداول لدى حديثه عن السلبيات كما هي العادة في أيام الهبوط المتتالية، وهذا يدل على أمرين اثنين أولهما أن تحميل الهيئة وزر جميع أخطاء السوق كان مبالغة أملتها ظروف الإحباط والبحث عن مبررات جاهزة للتعثر والخسارة.

أما الأمر الثاني فهو سلوك سلبي جدا وفق رأي مطلق، ويتمثل في الشعور بالرضا التام عن كل شيء في السوق لمجرد تحول لون المؤشر إلى الأخضر، ما يعني توقف المتداولين عن مطالباتهم واقتراحاتهم التي كانوا يبدونها طيلة الفترة الماضية حرصا منهم على إصلاح السوق، وبمعنى آخر فقدان الكثير من حرارة التفاعل بين المتعاملين والسوق بما تمثله من شركات وجهات رسمية مسؤولة عنها، مبديا قلقه من العودة إلى المربع الأول حين كان صعود السوق مغطيا على جميع السلبيات إلى أن تفاقمت وأفرزت ما أفرزته من عواقب غير حميدة.