المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحاكم العـربي .. بين مطرقة الرئاسة ، وسندان العجز الشعبي ...



امل الحب
12-02-2007, 06:07 PM
المتابع لتلك الحملة التي تـُشن عبر وسائل الإعلام على الحكام العرب بالسب والشتم والتجريح ، يضن وللوهلة الأولى أن الشعوب العربية وصلت للمثالية واكتمل نموها وحسها الديني والعقلي والوطني والأخلاقي ، ولم يثنها عن استرداد المغتصبات ، والتحليق في عالم الشعوب الرائدة ... إلا هؤلاء الحكام فقط !!!!

وليسمح لي الجميع بوقفة عقلانية لا عاطفية نستلهم من خلالها واقع الشعب العربي ، قبل أن نلقي التهم جزافاً من على منبر العجز .

سأبدأ من مشكلة العرب والمسلمين الكبرى ، فلسطين المحتلة ، حيث لم يـُجمع الشعب العربي في يوم من الأيام على مناصرة تلك القضية إلا بشكل وقتي ، عندما ترتكب إسرائيل مجزرة جماعية ويتناولها الإعلام ، يخرج الناس للشوارع منددين بهذه الطريقة في القتل ، تسوقهم العواطف لا المصير المشترك ولا القضية المشتركة ، داعين بالويل لإسرائيل وأمريكا ، أما القتل الفردي والزوجي فلا يستحق في نظر البعض التنديد الجماعي .

وفي داخل تلك الدولة الفلسطينية يكمن الشرخ الكبير بين الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة ، فخير مثال تلك الأصوات الشعبية ( لا الحكومية ) التي تشكك في المقاومة الفلسطينية وفي نزاهة وقدرة منظمة حماس التي تتولى الرئاسة ، وهناك من أبناء فلسطين من يسعى مع اليهود للإطاحة بها .

عمليات القتل التي يقوم بها اليهود لقادة المنظمات الجهادية في فلسطين قاطبة ، لا تتم إلا بالتعاون من بعض أبناء فلسطين في توجيه الطائرات الإسرائيلية لأهدافها البشرية المختارة .
وهذا ماحدث كذلك في لبنان عام 1996م في الهجوم الإسرائيلي بما يسمى بعملية ( عناقيد الغضب ) فقد ألقت السلطات اللبنانية على عدد من اللبنانيين يقومون بتوجيه الطائرات الإسرائيلية إلى أهدافها وتزويد العدو بالإحداثيات الدقيقة لتلك الأهداف ، وهو ما يحدث الآن في تلك الحرب الدائرة ، ومن أبناء لبنان ( أحد الشعوب العربية ) . !!!

وفي العراق تولى عدد كبير من أبناء الشعب العراقي مساعدة أمريكا في احتلالهم وبسط نفوذها على دولتهم وعلى جميع التراب العراقي ، وما زال هؤلاء البعض يقدمون للمحتل المساعدات بشتى أنواعها ، حتى وصل بهم الحال إلى مقاتلة أبناء جلدتهم جنباً إلى جنب مع الغزاة ، وهناك من أبناء العراق من يؤيد فكرة التقسيم التي ينادي بها المحتل .

ونبقى في الشأن العراقي لنذكـّر ذلك الشارع ( العربي ) الذي خرج غاضباً من تلك الممارسات التي طالت معتقلي سجن أبو غريب على أيدي المحتل الأمريكي ، تلك الأعمال الوحشية التي تنم عن حقد دفين لهذه الأمة ، لنقول لذلك الشارع ... أين تلك التهديدات بالانتقام لهؤلاء المغلوبون المظلومون المكلومون ؟ التي ضن الجميع أنها ستأكل الأخضر واليابس ، فقد ذهبت أدراج الرياح !!!!

وأثناء الاجتياح العراقي للكويت ، والاحتلال العربي العربي ، لم تقف الشعوب العربية ضد الغزو الذي يعد وصمة في جبين كل العرب ، أو في موقف محايد على الأقل ، رغم المآسي والمعاناة التي تكبدها الشعب الكويتي إبان الاحتلال ، من قتل وتعذيب وانتهاك أعراض ( من أخيه العربي ) حتى وصل الحال ببعض الشعوب العربية إلى تضييق الخناق على أبناء الكويت الموجودين في تلك الدول آنذاك .

وخرجت المظاهرات في العديد من الدول العربية مؤيدة للرئيس العراقي ومباركة له هذه الخطوة وتطالبه بالاستمرار ...

( واصل واصل يا صدام من البصرة للدمام ) تلك كانت شعارات البعض في مظاهراتهم !!!!

وأين تلك الأصوات الشعبية عندما استبيحت الأعراض والدماء والأموال في العراق ، وأين هم الآن عن زعيمهم الذي طالما تغنوا به ( صدام حسين ) ولماذا هان عليهم إلى هذه الدرجة ، وتركوه في هذا الذل والهوان الأمريكي ؟ !!!!

بعدما اجتاحت القوات الأمريكية أفغانستان ، خرجت المظاهرات في العديد من الدول العربية والإسلامية منادية فيما نادت به مقاطعة البضائع الأمريكية ، ولكن تلك المظاهرات والشعارات كالحمل الكاذب ما لبث أن ظهرت حقيقته وتلاشى ، وأصبح من المألوف لدى الكل عمليات القتل التي تقوم بها أمريكا ضد النساء والأطفال في هذا البلد ، واختفى ذاك الغضب الشعبي المصطنع ، ونداءات المقاطعة التي لم تتجاوز الحناجر . وبقي المحتل بحماية ومؤازرة من أبناء أفغانستان .

ناهيك عن الفساد الأخلاقي والإداري والمالي المستشري في جميع الدول العربية بلا استثناء ، والذي ارتفع بنسب تفوق الخيال ، وأصبحت الدنيا الهم الأكبر وهاجس الجميع ، فألقت بظلالها على تعاملات البشر ، واختفى معها مبدأ الحلال والحرام في الكثير من التعاملات المالية ، وانتشر الربا كانتشار النار في الهشيم وسادت الرشاوى وطرق النصب والاحتيال في الاستيلاء على أموال العامة من الناس ، من خلال مساهمات صورية وشركات وهمية ، جل ذلك ليس للحكومات أي ضلع فيه .

فأصبحت المحاكم الشرعية في بلداننا العربية وللأسف الشديد تزخر بالكثير من الخلافات والمنازعات المالية الأسرية ، بين الإخوة والآباء والأبناء ، وسادت القطيعة والشحناء والضغناء ، وانقطعت أواصر القربى والمحبة بين أبناء الرجل الواحد ، وانتشرت دور العجزة والأيتام نتيجة لذلك التناحر والتباغض .. عندما أصبحت الدنيا هي الهم الأكبر لدى السواد الأكبر .

وهل يعقل أن تصل نسبة المؤدين للزكاة بين تلك الشعوب العربية المنادية بالحرية إلى أقل من ( 30 % ) ؟ !!!
كما تفيد التقارير المالية لإحدى المؤسسات التي تـُعنى بتلك التعاملات المالية ، وأن مجموع رؤوس الأموال العربية لرجال الأعمال العرب في البنوك الغربية ، تتجاوز ( 250 ) مليار دولار ، أي أنها أموال شعبية وليست حكومية ، ويضيف التقرير بان نسبة الزكاة فقط من تلك الأموال كفيلة بجعل الشعوب العربية تعيش في رغد من العيش .

والأهم في ذلك هو الواقع المفترض والذي مفاده ، لو أن الحكام العرب رضخوا لمطالب الشعوب بالتعبئة الشعبية العامة وتجييش الجيوش لحرب إسرائيل ، فهل هذه الجموع وتلك الأصوات التي لا تنقطع المطالبة بالحرب ، ستلبي النداء ؟
أم ستتوارى خلف الذرائع والحجج في التخلف عن تلك التعبئة ؟ !!!! وهذا ما أكاد أجزم به .

فلو أن ما تتفوه به تلك الشعوب ، تؤمن به إيماناً يقيناً جازماً قلباً وقالباً لانعكس ذلك على الحكومات أيضاً ، وكان دافعاً لتلبية تلك المطالب ، ولكن الراعي أعلم بالرعية ، ويعي أن تلك الشعارات جوفاء ، ولو جـُمع هذا الحشد المتظاهر وأعطي العتاد والعدة من الأسلحة الفتاكة ووسائل النقل التي تـُقـِلـُهُ لحدود إسرائيل ، لألقى الجميع العتاد والعدة إلى غير رجعة .

فهل الشعوب التي نهضت ونفضت عنها غبار الركون والخنوع كان بيد الحكام المتزعمون لتلك الشعوب ؟

فلن نشم رائحة الحرية كشعوب عربية ، مالم نصلح من حالنا ونلجأ لشريعتنا الإسلامية الصحيحة ، ونبتعد عن الكراهية المبطنة والتناحر العربي العربي ، بين أبناء الأمة ، فلا الخليج وثرواته بمعزل عن ذاك العداء العربي الداخلي لما حباه الله من نعمة ، ولا الدول الفقيرة والأقل فقراً بمنأى عن تلك العداءات ، فأصبحنا كشعوب عربية متفرقون وقلوبنا شتى .

فالحاكم في هذه الحالة ليس بموسى يستطيع أن يسخر ما أوتي من قدرة خارقة في سبيل تحقيق مطالب الشعوب ، وهو على يقين بأن القصور يشمل الجميع حاكماً ومحكوماً ، ولا يستطيع كذلك خلق جيل مثالي في تحمل المسؤوليات والملمات والصعاب ، بصبر وصدق وإخلاص ، إذا ماكان هذا الشعب قادراً على صنع المعجزات .



لا ينهض الشعب إلا حين يدفعـه ،،،،، عزم الحياة إذا ما ستيقظت فيه
والقيد يألفـَهُ الأموات .. مالبثوا ،،،،، أمــا الحيــاة فـيـبليــها وتـبـلـيه

البركان
12-02-2007, 08:03 PM
فأصبحنا كشعوب عربية متفرقون وقلوبنا شتى .

اختى الغاليه

قسما بالله الذى لااله الا هو لقد اصبتى كبد الحقيقه

اشكرك من الاعماق واتمنى التوفيق لك

امل الحب
13-02-2007, 05:41 PM
فأصبحنا كشعوب عربية متفرقون وقلوبنا شتى .

اختى الغاليه

قسما بالله الذى لااله الا هو لقد اصبتى كبد الحقيقه

اشكرك من الاعماق واتمنى التوفيق لك

العفووو اخي الكريم..

كل الشكر لك لمرورك عالموضوع..

دمت بود..

شـــوق
13-02-2007, 11:17 PM
يعطيج العافيه أختي أمل:)

اّل ثاني 77
14-02-2007, 02:43 AM
اولا: كل الشكر لج على الموضوع القييم فعلا
ثانيا : أعتقد أن الشعوب العربيه اسوأ من الحكومات العربيه ركضه وراء قنوات الأغاني والشهوات والملذات إلى من رحم ربي .......
واشكرج مره ثانيه على الموضوع............

امل الحب
14-02-2007, 02:16 PM
يعطيج العافيه أختي أمل:)

الله يعاافيج وتسلمين عالمرور..

امل الحب
14-02-2007, 02:17 PM
اولا: كل الشكر لج على الموضوع القييم فعلا
ثانيا : أعتقد أن الشعوب العربيه اسوأ من الحكومات العربيه ركضه وراء قنوات الأغاني والشهوات والملذات إلى من رحم ربي .......
واشكرج مره ثانيه على الموضوع............

العفوووووووو وتسلم عالمرور والتعليق..

بالفعل اصبح هم الشعب الراحة ومشاهدة التلفاز ومايهمه اي شي ثاني..