جمال النعيمي
06-07-2005, 05:03 AM
لكي أريح القاريء من الانتظار, أبدأ بالقول بإن لكل منا بوصلة موجهة إما الي ارضاء الله عز وجل, وإما الي ارضاء الناس, وإما الي إرضاء نفسه.
والبوصلة هي للتشبيه, أي علي سبيل المجاز, ويسميها الخالق جل وعلا وجهة ولكل وجهة هو موليها( البقرة148).. فهذا وجهته الله, وهذا وجهته الناس, وذاك وجهته نفسه..
فالذي وجهته الله يتجه بكل قواه الي ارضاء خالقه وموجده, نية وقولا وعملا, ولا يتواني عن أي قول أو فعل أو جهد في سبيل تحقيق هذه الغاية التي لا يستبدلها بغيرها ولا يتحول عنها, طمعا في مرضاة الله جل شأنه, وأملا في ثوابه وسعيا الي جنته.. ولو تعارض أي شيء معه وجهته تلك, نبذه وتركه غير آسف ولا متردد.. وهو يجعل عبادته وحياته كلها ومماته في الله قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين( الأنعام162).
وهو لا يرضي عن وجهته هذه بديلا, وان ضعف في موقف من المواقف ونسي, سارع الي الاستغفار والتوبة ولم يبطيء بذلك والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون, أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين( آل عمران135 ـ136), ولم يصروا علي ما فعلوا أي لم يتمادوا في المعصية.. فالله يغفر لهم ضعفهم وتجاوزاتهم اذا ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم, وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: قال الله تعالي: يابن آدم انك ما دعوتني وروجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي المهم هو الاسراع الي التوبة وعدم التلكؤ سابقوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله... الحديد21.
والذي وجهته الناس, يسعي الي ارضائهم بأي شكل ولو أغضب بذلك ربه.. يريد ارضاء رئيسه( مثلا) من خلال الوشاية بزملائه في العمل,ونقل ما يتحدثون به فيما بينهم اليه, أو التحامل علي زميل له لان ذلك يعجب رئيسه, وقد ينقل اليه أشياء لم يقلها.. كذبا وبهتانا.. أو زوج يسيء معاملة أبنائه من زيجة سابقة أو يهملهم, لكي يحظي برضاء زوجته الجديدة وذلك علي حساب ضميره وعلي حساب مشاعر الابوة نفسها تجاههم, وفي النهاية مسئوليته عنهم أمام ربه.. وهناك صنف من الناس يسعي بكل جهده لكي تسلط عليه الأضواء, فيصبح مشهورا, ولا يعبأ بأي شي يقف في طريق تحقيق هذا الهدف ـ وهو الشهرة ـ وقد يلجأ الي اساليب غريبة وحتي طريفة, ليتحدث عنه الناس.. فالناس قبلته.. والناس وجهته..وصنف آخر من هؤلاء يتوخي أن يتصرف علي النحو الذي يرضي الناس, أو علي النحو الي يعتقد أنه يرضي الناس.. فيفعل أشياء أو يمتنع عن فعل أشياء تحت شعار الناس حيقولوا إيه؟! لا يهم ان كان مقتنعا بما يفعل أو بما يمتنع عن فعله, وانما هو يتصرف علي النحو الذي لا يصطدم بمشاعر الناس حسب ظنه.. مثال ذلك شخص توفيت زوجته, وهو يريد أن يتزوج بواحدة تعني به وبأولاده من زوجته المتوفاة.. ولكنه يمتنع عن فعل ذلك لأنه يخشي كلام الناس.. والذي يصب في خانة عدم الوفاء لزوجته..
عمدة القول إن الانسان الذي بوصلته الله هو من خير البرية, والانسان الذي بوصلته نفسه هو من شر البرية.. أما الذي بوصلته الناس فهو حائر علي طول الخط.. لا يستقر علي رأي ولا يثبت علي موقف, لأنه في الواقع لا موقف له ولا رأي!! وانما يتبع ما يقوله الناس أو ما يظنونه.. والناس متقلبة بطبيعتها.. وانت لا تستطيع مهما حاولت أن ترضي جميع الناس..[ فهم لا يرضون أبدا.. مثلما يقول المثل لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب( ! )] فإرضاء الناس غاية لا تدرك.. وان انت تكلفت أن ترضيهم فلن تحقق من ذلك شيئا..
والشيء الذي يليق بالانسان الواثق من نفسه, أن يكون له موقف لا يتأثر بما يقوله الناس.. طالما كان مقتنعا به وبشرعيته, أي بأنه عمل مشروع لا غبار عليه.
والبوصلة هي للتشبيه, أي علي سبيل المجاز, ويسميها الخالق جل وعلا وجهة ولكل وجهة هو موليها( البقرة148).. فهذا وجهته الله, وهذا وجهته الناس, وذاك وجهته نفسه..
فالذي وجهته الله يتجه بكل قواه الي ارضاء خالقه وموجده, نية وقولا وعملا, ولا يتواني عن أي قول أو فعل أو جهد في سبيل تحقيق هذه الغاية التي لا يستبدلها بغيرها ولا يتحول عنها, طمعا في مرضاة الله جل شأنه, وأملا في ثوابه وسعيا الي جنته.. ولو تعارض أي شيء معه وجهته تلك, نبذه وتركه غير آسف ولا متردد.. وهو يجعل عبادته وحياته كلها ومماته في الله قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين( الأنعام162).
وهو لا يرضي عن وجهته هذه بديلا, وان ضعف في موقف من المواقف ونسي, سارع الي الاستغفار والتوبة ولم يبطيء بذلك والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون, أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين( آل عمران135 ـ136), ولم يصروا علي ما فعلوا أي لم يتمادوا في المعصية.. فالله يغفر لهم ضعفهم وتجاوزاتهم اذا ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم, وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: قال الله تعالي: يابن آدم انك ما دعوتني وروجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي المهم هو الاسراع الي التوبة وعدم التلكؤ سابقوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله... الحديد21.
والذي وجهته الناس, يسعي الي ارضائهم بأي شكل ولو أغضب بذلك ربه.. يريد ارضاء رئيسه( مثلا) من خلال الوشاية بزملائه في العمل,ونقل ما يتحدثون به فيما بينهم اليه, أو التحامل علي زميل له لان ذلك يعجب رئيسه, وقد ينقل اليه أشياء لم يقلها.. كذبا وبهتانا.. أو زوج يسيء معاملة أبنائه من زيجة سابقة أو يهملهم, لكي يحظي برضاء زوجته الجديدة وذلك علي حساب ضميره وعلي حساب مشاعر الابوة نفسها تجاههم, وفي النهاية مسئوليته عنهم أمام ربه.. وهناك صنف من الناس يسعي بكل جهده لكي تسلط عليه الأضواء, فيصبح مشهورا, ولا يعبأ بأي شي يقف في طريق تحقيق هذا الهدف ـ وهو الشهرة ـ وقد يلجأ الي اساليب غريبة وحتي طريفة, ليتحدث عنه الناس.. فالناس قبلته.. والناس وجهته..وصنف آخر من هؤلاء يتوخي أن يتصرف علي النحو الذي يرضي الناس, أو علي النحو الي يعتقد أنه يرضي الناس.. فيفعل أشياء أو يمتنع عن فعل أشياء تحت شعار الناس حيقولوا إيه؟! لا يهم ان كان مقتنعا بما يفعل أو بما يمتنع عن فعله, وانما هو يتصرف علي النحو الذي لا يصطدم بمشاعر الناس حسب ظنه.. مثال ذلك شخص توفيت زوجته, وهو يريد أن يتزوج بواحدة تعني به وبأولاده من زوجته المتوفاة.. ولكنه يمتنع عن فعل ذلك لأنه يخشي كلام الناس.. والذي يصب في خانة عدم الوفاء لزوجته..
عمدة القول إن الانسان الذي بوصلته الله هو من خير البرية, والانسان الذي بوصلته نفسه هو من شر البرية.. أما الذي بوصلته الناس فهو حائر علي طول الخط.. لا يستقر علي رأي ولا يثبت علي موقف, لأنه في الواقع لا موقف له ولا رأي!! وانما يتبع ما يقوله الناس أو ما يظنونه.. والناس متقلبة بطبيعتها.. وانت لا تستطيع مهما حاولت أن ترضي جميع الناس..[ فهم لا يرضون أبدا.. مثلما يقول المثل لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب( ! )] فإرضاء الناس غاية لا تدرك.. وان انت تكلفت أن ترضيهم فلن تحقق من ذلك شيئا..
والشيء الذي يليق بالانسان الواثق من نفسه, أن يكون له موقف لا يتأثر بما يقوله الناس.. طالما كان مقتنعا به وبشرعيته, أي بأنه عمل مشروع لا غبار عليه.