المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة الأثاث المحلي صامدة رغم المنافسة و ارتفاع تكاليف الانتاج



أبوتركي
13-02-2007, 08:34 AM
منافسة المنتجات المستوردة تعوق تقدمها ..صناعة الأثاث المحلي صامدة رغم المنافسة و ارتفاع تكاليف الانتاج



محمد مذكر: رغم ارتفاع مصاريف التشغيل لم ترتفع أسعارنا بنفس المستوى
محمد صادق: أخشاب ال (ام دي اف) ارتفعت بشكل ملحوظ وأسعار الاصباغ تسابق الريح
هارون الرشيد: ارتفاع التكاليف قللت نسبة الارباح في صناعة الأثاث

تحقيق: ابراهيم القديمي :

يحاول أصحاب مصانع الاثاث المحلي ان يبحثوا عن موضع قدم لهم في السوق المحلي المفتوح الذي تتنازعه المنافسة الشديدة من قبل الاثاث المستورد القادم اليها من كل بقاع الارض. وكغيرها من الانشطة التجارية تواجه صناعة الاثاث المحلي عددا من الصعوبات التي قللت نسبة الارباح الا ان تلك الصعوبات لم تقض على هذا النشاط القديم في السوق القطري.

فارتفاع اسعار المواد الخام الداخلة في صناعة الاثاث من اخشاب واصباغ وزجاج واجور عمالة فنية ماهرة واجور محلات ومكائن ونقليات ادت الى ارتفاع تكلفة المنتج مقابل ارتفاع نسبة زهيدة في الاسعار فعلى سبيل المثال غرفة النوم المحلية كانت تباع قبل 3 سنوات ب 1800 ريال مقارنة 2300 ريال حاليا وفي المقابل قفزت اسعار ايجارات المحل في سوق الحراج من 2000 ريال الى 4100 ريال اما اسعار الاخشاب فارتفعت من 55 ريالاً للوح في 2005 الى 165 في 2006 أي بفارق هائل في فترة زمنية وجيزة كما زادت اسعار اخشاب نوع (ام دي اف) 12 مل من 35 الى 43 ريالاً.

وحسب تجار الاثاث فقد شهدت اسعار الطلاء (نوع تنر) ارتفاعا مهولا حيث سجل سعر الجالون الكبير 100 ريال مقابل 55 ريالاً في الماضي القريب وقفزت اسعار متر الزجاج المستورد الداخل في صناعة التسريحات من 20 ريالاً الى 35 ريالاً أي نسبة ارتفاع اسعار 90%.

ويضاف الى ما تقدم ارتفاع اجور العمال والفنيين (النقاشين) التي شهدت هي الاخرى ارتفاعاً ملحوظا كما اجبرت البلدية شركات صناعة الاثاث ان تخصص اماكن لمناجرها في الصناعية بدلا من التصنيع داخل المحل في سوق الحراج حيث كان يقسم المحل الى قسمين: جزء للعرض وجزء للمعدات وهذا الوضع أدى الى ارتفاع نسبة التكاليف.

إذن هل تستطيع صناعة الاثاث المحلي الاستمرار في ظل هذه المعطيات الجديدة ؟ وهل ستواصل الاسعار ارتفاعها الصاروخي في القادم من الايام ؟ وهل تستطيع ان تقاوم المستورد من حيث التشكيلات والجودة والضمان الطويل؟ يقول محمد مذكر علي مدير معرض السد للاثاث ان الاسعار التي شهدها السوق القطري مؤخرا انعكست بشكل مباشر على صناعة الاثاث فارتفعت مصاريف التشغيل وفي المقابل لم تشهد اسعار مبيعاتهم ارتفاعا يوازي ارتفاع اسعار التكلفة مما ادى الى انخفاض الارباح غير انه يؤكد ان الشغل وعملية المبيعات لم تتراجع بشكل كبير وظلت في معدل متوسط واضاف: ان الخشب الاندونيسي (اللوح) 120*240سم وسمك 16 مل كان سعره في 2005 يتراوح بين 54و55 ريالا لكن حاليا وصل سعره الى 165 ريالاً كما ان الطلاء المحلي الداخل في صبغ غرف النوم ارتفع سعر الكرتون من 40 ريالاً الى 160 ريالاً (الكرتون يحتوى على 4 جالون).

اما الزجاج المستورد فيقول مذكر ان اسعاره ارتفعت هي الاخرى فوصل سعر المتر الى 35 ريالاً مقابل 20 ريالاً في الماضي أي نسبة الارتفاع 90% كما ارتفعت اسعار القبضات من 15 يالاً الى 22 للكرتون وايجار المحل قفز من 2300 الى 3630 ريالاً وقال ان التتر شهد ارتفاعا كبيرا من 55 الى 100ريال للعلبة واضاف: على الرغم من هذا الارتفاع الا ان اسعارنا ما زالت معقولة 2200 ريال للغرفة و5000 ريال للغرفة التي تحتوي على تشكيلات فنية.

الاثاث المستورد

وقال مذكر ان بعض انواع الاثاث المستورد تدخل اخشابا اقل جودة في مقابل ان الاثاث المحلي تدخل فيه اخشاب ذات جودة عالية وبسؤاله عن عدد المحلات العاملة في قطاع تصنيع الاثاث فقال لا توجد احصائية دقيقة لكن هنا في سوق الحراج يبلغ عدد المحلات حوالى 32 محلآً وقد تكون هناك محلات اخرى في الصناعية كما ان المحلات هنا متاجرها في الصناعية.
قلت لمذكر ما هي نوعية العمالة الداخلة في نشاطكم فقال نحتاج الى نجارين وصباغين وفنيي تشكيل وسائقين لتوصيل المنتج للزبون الى بيته مشيرا الى أن بعض المصانع الكبيرة تضم حوالى 200 عامل وفني.

واضاف ان الخشب الذي ندخله في صناعتنا يستوردمن اندونيسيا وماليزيا والصين والهند وافضله خشب التيك المستورد من الهند وبورما.
ويسلط مذكر الضوء على اوجاع المهنة فيقول كنت احضر عامل من النيبال بـ 700 ريال لكن الآن بـ 1000 يال و1100 ريال والعامل البنغالي بـ 1200 ريال مشيرا الى ان حجم الاجور الآسيوية تحددها اتفاقيات موقعة بين الحكومات.

أسعار تصاعدية

وقال محمد صادق مسؤول مبيعات في معرض الغريب التجاري للاثاث ان حركة البيع في صناعة الاثاث متوسطة لافتا الى ان الاسعار ارتفعت بشكل كبير في مقابل اننا نبيع بسعر يغري الزبون فمثلا غرفة النوم نبيعها ب 2300 ريال او 2400 ريال على اعلى تقدير ومع هذا نجد ان اسعارالاخشاب الاندونيسي نوع ام دي اف زادت بشكل ملحوظ وكذا الايجار والرواتب والزجاج والراوتب.

وقال هارون الرشيد مدير معرض النعيمي ان المواد الداخلة في صناعة الاثاث ارتفعت اسعارها بشكل مضاعف وبقيت اسعار المنتجات متدنية الى حد ما واضاف زمان حينما كانت الاسعار رخيصة وكان العمل والارباح ممتازة لكن الان مع الارتفاع تناقصت الارباح واشار الى اننا نمنح الزبون ضمان سنة كاملة على المنتج. ويشير زميله عبدالعليم صديق الى ان اسعار المواد الخام والتكاليف ارتفعت بشكل كبير مما اثر على مستوى الارباح. وقال ابو عبدالله ان قطاع صناعة الاثاث المحلي يشكل رافدا مهما لتزويد السوق المحلي بمنتجات تتمتع بقدر لا بأس به من الجودة مع اسعار منافسة لانه ليس كل الناس خاصة من المقيمين يقدرون على شراء الاثاث المستورد نظرا لارتفاع اسعاره وهنا تتولى مصانع الاثاث المحلي تزويد زبائنها بغرف نوم ومطابخ ودواليب بأسعار معقولة جدا ولهذا تحتاج الى تشجيع الناس لها وخاصة اذا علمنا ان غرفة نوم مستوردة قد تكلف 30 الف ريال وربما اكثر من ذلك.

وقال أحد الزبائن: تؤمن محلات بيع الاثاث المحلي ما يحتاج اليه العرسان محدودي الدخل وتتمتع تلك الصناعة بنقوش جميلة ومواد خام جيدة، صحيح قد تكون غير منافسة للمستورد في بعض الحالات الا ان اسعارها تشجع الزبون على اقتنائها حيث يبلغ سعر الغرفة 2400 ريال وهو سعر معقول جدا لغرفة نوم مكونة من سرير ودولاب 4 درف و2 كومدينو وتسريحة كبيرة.

احتياطات السلامة

إضافة الى فاجعة الاسعار والمنافسة تواجه محلات بيع الاثاث المحلي مشكلة الحرائق واحتياطات السلامة حيث شهد السوق في الماضي حرائق أدت الى خسائر فادحة لارباب المحلات.. يقول عبدالعزيز حسن موظف في سوق الحراج انه تم منح جميع الورش في السوق مهلة لتصفية نشاطها بناء على طلب ادارة الدفاع المدني وبلدية الدوحة وبالفعل قامت هذه الورش بنقل نشاطها الى المنطقة الصناعية.