المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأسيس بنك «سورية الدولي الإسلامي» ثمرة للعلاقات القطرية السورية المتميزة



أبوتركي
14-02-2007, 02:46 AM
عبد الباسط الشيبي مدير عام بنك قطر الدولي الإسلامي لـ«الشرق»: تأسيس بنك «سورية الدولي الإسلامي» ثمرة للعلاقات القطرية السورية المتميزة


الاكتتاب حظى باستجابة كبيرة من المواطنين السوريين
ندوات في المحافظات للتعريف بخطط المصرف الجديد

دمشق ـ هدى سلامة :
أكد السيد عبد الباسط الشيبي مدير عام بنك قطر الدولي الإسلامي، عضو اللجنة التأسيسية لبنك سورية الدولي الإسلامي، أن تأسيس بنك سورية الدولي الإسلامي إنجاز اقتصادي مهم يأتي ثمرة للعلاقات المتميزة التي تجمع قطر وسورية، والتي أرسى دعائمها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد.

وأوضح السيد الشيبي في حوار لـ «الشرق» أن اللجنة التأسيسية للبنك لاقت كل الدعم اللازم والتشجيع من سورية قيادة وحكومة وشعباً، مشيراً إلى أن عمليات الاكتتاب على أسهمه التي ستستمر حتى الرابع من الشهر القادم تلاقي نجاحاً منقطع النظير.

هنا نص الحوار:

ü ما رأيكم بدخول البنوك الإسلامية إلى سورية؟

- أعتقد أن هذه البنوك الإسلامية تأخرت كثيراً، وكان لا بد لها أن تدخل السوق السورية قبل هذا الوقت بكثير، لكن نظراً لعدم وجود قانون للمصارف الإسلامية لم تستطع هذه البنوك أن تعمل في السوق السورية.

الآن، وفي ظل القوانين والتشريعات الجديدة أتيحت الفرصة أمام البنوك الخاصة، التقليدية منها والإسلامية للمساهمة بدور فعال في عملية التنمية الاقتصادية في سورية التي أرسى دعائمها فخامة الرئيس بشار الأسد، حيث أصبحت الأرضية خصبة وجاهزة لتعمل البنوك الإسلامية.

ü كيف سيكون تأثير هذه البنوك على السوق الاقتصادية السورية؟

- هذه البنوك ستساهم في تشغيل الكثير من المدخرات المعطلة حالياً والأموال المكتنزة وغير المستثمرة، وستعمل على إدخال هذه المدخرات في عملية الاقتصاد وبالتالي سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد.

من ناحية ثانية، فإن البنوك الإسلامية ستزيد من حدة المنافسة مع البنوك التقليدية وهذه المنافسة ستؤدي إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المصرفية وإلى الابتكار وإلى إيجاد أدوات تمويلية جديدة.

هذا كله ينعكس بشكل إيجابي على الصناعة المصرفية وعلى التعامل مع البنوك بشكل عام.

ü لماذا اخترتم سورية بالذات لاستثماراتكم؟

- لدينا قناعة تامة بوجود أرضية خصبة للعامل المصرفي الإسلامي، إلى جانب عوامل كثيرة تشجعنا لدخول السوق السورية، أهمها توافر إرادة سياسية قوية بأن يكون للبنوك الإسلامية وجود في السوق السورية، إلى جانب الحركة الانفتاحية الحاصلة في سورية في ظل القوانين والتشريعات الجديدة، هذا يعني أن العوامل السياسية والاقتصادية المشجعة متوافرة ومتضافرة مع بعضها، بالإضافة إلى إيماننا العميق بقدرة الكادر البشري السوري الذي يستطيع الأخذ بزمام الأمور في العمل المصرفي الإسلامي، والسوريون لهم بصمات واضحة في هذا المجال.

ü كيف تقيمون استقبال الجمهور السوري لمواضيع كانت إلى حدٍ قريب غريبة عنه: مثل عمليات الاكتتاب على الأسهم، والاستثمار في المصارف الإسلامية؟

- هذا الاستقبال له شقان، أولهما على المستوى الرسمي حيث حصلنا على كل الدعم والحافز والتشجيع من المسؤولين.

وهنا أريد أن أنتهز هذه المناسبة لأشكر سورية قيادة وحكومة وشعباً على الدعم الذي قدمته لنا خلال هذه الفترة التأسيسية لبنك سورية الدولي الإسلامي.

أما الاستقبال في الشق المتعلق بالجمهور، فهو لا يقل أهمية عن الاستقبال الرسمي الذي لاقيناه.

خلال الأيام القليلة التي قضيناها في سورية شعرنا بمدى تعطش الجانب السوري للمصارف الإسلامية، ولمسنا إدراكه لأهمية وجودها، ذلك كله ترافق مع إقبال كبير لاقته الحملة وانعكس بشكل إيجابي جداً على عمليات الاكتتاب الجارية.

ü قمتم بعدة جولات على الكثير من المحافظات السورية بهدف التعريف ببنك سورية الدولي الإسلامي، كيف هي النتائج؟

-جيدة جداً والحمد لله، فقد التقينا بالسادة المحافظين، وأعضاء غرف الصناعة، والتجارة، وشخصيات مهمة ومتنوعة من رجال الأعمال والمهتمين بالعمل المصرفي وخاصة الإسلامي منه.

سعينا خلال جولاتنا إلى إقامة عدة ندوات للتعريف بالعمل المصرفي الإسلامي والتعريف ببنك سورية الدولي الإسلامي، ونحن سعداء جدا بالنتائج.

نحن ننطلق في عملنا من نقطة هي أن دورنا الأساسي سيكون تثقيفياً يهدف إلى توعية الناس بالعمل المصرفي الإسلامي وإعلامهم بمدى أهميته و نوعيته، وكيف تستطيع المصارف الإسلامية أن تساهم في خدمة الاقتصاد والمجتمع أيضاً.

ü السوق السورية ما زالت بكراً بالنسبة للمصارف الخاصة، وبالذات للمصارف الإسلامية، ماذا ستكون حصتكم من هذه السوق وكيف تتوقعون أن تكون المنافسة؟

- نحن، كبنك إسلامي، ما زلنا حديثي العهد في سورية.

ومع هذا فنحن مستبشرون بالخير، ونتوقع نجاحاً مهماً، ونأمل أن ينمو البنك تدريجياً إلى أن يأخذ حصته التي يستحقها من السوق. أنا متأكد أن الالتزام الديني في سورية قوي وواضح ولا لبس فيه، وهذا عامل مشجع ولا شك.

هنا أود التنويه، أن البنك الإسلامي لا يقدم خدماته فقط للمسلمين، إنما للجميع دون استثناء نحن نقدم خدمة مصرفية متميزة ونتعامل مع جنسيات مختلفة، وخدماتنا لن تكون حكراً على دين أو مذهب.

ü من المعروف أن نسبة 49 % من رأسمال بنك سورية الدولي الإسلامي تعود لمستثمرين قطريين، ونسبة 51% طرحت على الاكتتاب من قبل المواطنين السوريين هذه الشراكة كيف ستنعكس على العلاقات السورية القطرية؟

- نحن حرصنا على أن تكون نسبة 51 % من أسهم البنك موزعة على جميع شرائح المجتمع السوري من مؤسسات وأفراد، بهدف أن تعم الفائدة على أكبر عدد ممكن من المواطنين.

لا شك أن خطوة تأسيس البنك هي إنجاز اقتصادي مهم يأتي ثمرة للعلاقات المتميزة التي تجمع بين حكومتي قطر وسورية، هذه العلاقات التي أرسى دعائمها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد.

هنا أريد أن أؤكد على الحرص الكبير الذي توليه القيادة القطرية الحكيمة كي يتجه المستثمرون القطريون إلى الشقيقة سورية للاستثمار فيها نظراً لوجود المناخ الاستثماري الملائم.

أريد أن أنوه إلى أن طرح خمسة ملايين ومائة ألف سهم على الاكتتاب بقيمة تعادل 51 مليون دولار في أكبر عملية اكتتاب تشهدها البلاد هو تعبير صادق عن إيماننا بجدوى وأهمية الاستثمار في سورية.

ü كيف تقيمون الإقبال على عمليات الاكتتاب؟

- الإقبال جيدٌ ومبشرٌ، ونحن مرتاحون جداً لنتائجه، حتى أني لا أبالغ إذا قلت إنه إقبال منقطع النظير.

ü الرئيس بشار الأسد التقى بأعضاء اللجنة التأسيسية لبنك سورية الدولي الإسلامي, كيف كانت أجواء اللقاء؟

- نحن تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد، وكانت أجواء اللقاء مريحة جداً وإيجابية.

هذا اللقاء يدل على اهتمام فخامته بالاستثمارات القطرية في سورية، ويدل على عمق العلاقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وقائديهما الحكيمين.

مجرد اللقاء بفخامته يعني مدى اهتمام فخامته الكبير الذي يوليه في سبيل تحديث الاقتصاد السوري والسير به نحو الانفتاح اللازم.

لقد أبدى السيد الرئيس ترحيبه الكبير بتأسيس البنك في سورية، ترسيخا للوشائج والعلاقات الاقتصادية مع قطر ومواكبة للتطور الكبير في العلاقات السياسية بين الشعبين الشقيقين.

وكانت توجيهات السيد الرئيس لنا مهمة، بحيث نعتبرها أرضية صلبة لانطلاقتنا بالاستثمار في سورية.

واكدت اللجنة التأسيسية للبنك برئاسة الشيخ خالد بن ثاني بن عبد الله آل ثاني خلال اللقاء حرصها على تطوير الشراكات المصرفية والاستثمارية مع قطاع الأعمال السوري، وأشادت بمناخ الاستثمار في سوريا وبانشاء هيئة للاستثمار تسهم في تعزيز البنية الاستثمارية وتشجيع تدفق رؤوس الأموال الخليجية والعربية والدولية الي سوريا.

وشددنا خلال اللقاء على أن بنك سوريا الدولي الاسلامي سيقوم بدور فعال في دعم ومساندة الصناعة المصرفية في سورية وتوفير شبكة من الخدمات والمنتجات المصرفية الحديثة المتوافقة مع الشريعة الاسلامية، بما يساعد على تطوير وإزدهار البلد.

ü يقال إن رأس المال جبان، ما هي التطمينات التي تقدمونها للسوريين كي تكون استثماراتهم في أمان قدر المستطاع؟

- رأس المال يكون في خطر عند غياب التشريعات والقوانين الناظمة والضابطة لعملية الاستثمار، لكن في سورية يوجد الكثير من القوانين والتشريعات الحديثة التي أشاعت مناخاً مشجعاً على الاستثمار وجلب رؤوس الأموال.

كل ذلك ساهم في الانطلاقة الجيدة لمصرفنا، ولا ننسى أن البنوك الإسلامية مثلها مثل البنوك الأخرى، تخضع لرقابة المصرف المركزي والجهات الأخرى، وهذا يبعث على القناعة بأن الاستثمار سيكون ناجحاً ومميزاً في سورية، وهناك عدة عوامل تساهم في نجاح البنك وأولها الدعم الذي تقدمه الحكومة السورية ووجود النوايا الصادقة، والمناخ الاقتصادي في سورية والاصلاحات التي تشهدها والتي كانت عامل جذب مهما للمستثمرين، ما يعزز الثقة بنجاح البنك في عمله.

ü وأنتم تتابعون سير عمليات الاكتتاب على أسهم بنك سورية الدولي الإسلامي، ما هي دعوتكم للمواطنين السوريين؟

- أدعو الجميع للمساهمة والتعامل مع هذا البنك، فالاستثمار في بنك سورية الإسلامي هو استثمار آمن ومميز، والاكتتاب على أسهمه يعتبر من أفضل طرق الاستثمار، وتجربتنا الناجحة والمهمة في بنك قطر الدولي الإسلامي شاهدة على ذلك.

وأحب أن أشير الى أن من غايات بنك سورية الدولي الإسلامي: تقديم الخدمات المصرفية وممارسة اعمال التمويل والاستثمار القائمة على غير أساس الفائدة وتطوير وسائل اجتذاب الأموال والمدخرات وتوجيهها نحو المشاركة في الاستثمار المنتج بأساليب ووسائل مصرفية لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وإضافة إلى العمليات المصرفية المختلفة التي سيقدمها، فإن بنك سورية الدولي الإسلامي سيسعى لتقديم خدمات سوق راس المال في حال مباشرة سوق دمشق للأوراق المالية (البورصة)لأعماله، ومن أبرز هذه الخدمات:
خدمات الوساطة المالية ( بيع وشراء الأسهم لصالح البنك أو لصالح الغير، إصدار الصكوك الإسلامية، تأسيس وإدارة المحافظ الاستثمارية، خدمات الاستشارات المالية، والاستثمار المالي.