المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &&&&& الحسد والحسود &&&&&



سوبرقطري
14-02-2007, 02:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله

الحســــــــــــــــــــــــد

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، وبعد..

فهذه كلمات في "الحســد"؛ ذلك المرض القلبي الخطير، الذي إذا استقر في القلوب أنهكها، وإذا سرى في المجتمعات فرقها، وكان من ناتجه تشتت الجهود، وفشل المساعي.

وكم حريٌّ بالمرء أن يتفقد أحواله بين الحين والآخر، ويصونها من هذاء الداء الخطير أن يسري إليها دون تيقظ وانتباه.

قال بعض الأدباء: "الحسد داء ينهك الجسد، ويفسد الود، علاجه عسر، وصاحبه ضجر، وهو باب غامض وأمر متعذر، وما ظهر منه فلا يداوى، وما بطن منه فمداويه في عناء، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دب إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء"(1).

وقال بعض الناس لجلسائه:" أي الناس أقل غفلة؟

فقال بعضهم: صاحب ليل، إنما همه أن يصبح. فقال: إنه لكذا وليس كذا.

وقال بعضهم: المسافر، إنما همه أن يقطع سفره. فقال: إنه لكذا وليس كذا.

فقالوا له: فأخبرنا بأقل الناس غفلة. فقال: الحاسد، إنما همه أن ينزع الله منك النعمة التي أعطاكها، فلا يغفـل أبداً".

ويروى عن الحسن أنه قال: الحسد أسرع في الدين من النار في الحطب اليابس.

وما أتي المحسود من حاسده إلا من قِبَل فضل الله عنده ونعمه عليه، قال الله عز وجل: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾(2).

والحسد عقيد الكفر، وحليف الباطل، وضد الحق، وحرب البيان؛ فقد ذم الله أهل الكتاب به فقال: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ﴾(3).

منه تتولد العداوة، وهو سبب كل قطيعة، ومنتج كل وحشة، ومفرق كل جماعة، وقاطع كل رحم بين الأقرباء، ومحدث التفرق بين القرناء، وملقح الشر بين الخلطاء، يكمن في الصدر كمون النار في الحجر.

ولو لم يدخل على الحاسد بعد تراكم الغموم على قلبه، واستمكان الحزن في جوفه، وكثرة مضضه ووسواس ضميره، وتنغص عمره وكدر نفسه ونكد عيشه، إلا استصغاره نعمة الله عليه، وسخطه على سيده بما أفاد غيره، وتمنيه عليه أن يرجع في هبته إياه، وأن لا يرزق أحداً سواه، لكان عند ذوي العقول مرحوماً، وكان لديهم في القياس مظلوماً، وقد قال بعض الأعراب: "ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد: نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم".


والحسد -رحمك الله- أول خطيئة ظهرت في السموات، وأول معصية حدثت في الأرض،
فابنا آدم حيث قتل أحدهما أخاه، فعصى ربه وأثكل أباه، وبالحسد طوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين.

لقد حمله الحسد على غاية القسوة، وبلغ به أقصى حدود العقوق، فأنساه من رحمه جميع الحقوق، إذ ألقى الحجر عليه شادخاً وأصبح عليه نادماً صارخاً.

ومن شأن الحاسد إن كان المحسود غنياً أن يوبخه على المال فيقول: جمعه حراماً ومنعه أثاماً، وألب عليه محاويج أقاربه فتركهم له خصماء، وأعانهم في الباطن وحمل المحسود على قطيعتهم في الظاهر، وقال له: لقد كفروا معروفك، وأظهروا في الناس ذمك، فليس أمثالهم يوصَلون، فإنهم لا يشكُرون.

وإن وجد له خصماً أعانه عليه ظلماً، وإن كان ممن يعاشره فاستشاره غشه، أو تفضل عليه بمعروف كفره، أو دعاه إلى نصر خذله، وإن حضر مدحه ذمه، وإن سئل عنه همزه، وإن كانت عنده شهادة كتمها، وإن كانت منه إليه زلة عظمها، وقال: إنه يحب أن يعاد ولا يعود، ويرى عليه العقود.


وإن كان المحسود ذا دين قال: متصنع يغزو ليوصى إليه، ويحج ليثنى بشيء عليه، ويصوم لتقبل شهادته، ويظهر النسك ليودع المال بيته، ويقرأ في المسجد ليزوجه جاره ابنته، ويحضر الجنائز لتعرف شهرته.

وما لقيتَ حاسداً قط إلا تبين لك مكنونه؛ بتغير لونه وتخوص عينه، وإخفاء سلامه، والإقبال على غيرك والإعراض عنك، والاستثقال لحديثك، والخلاف لرأيك.


ولو سلم المخذول قلبه من الحسد لكان من الإسلام بمكان، ومن السؤدد في ارتفاع، فوضعه الله لحسده، وأظهر نفاقه.

وما خالط الحسد قلباً إلا لم يمكنه ضبطه، ولا قدر على تسجينه وكتمانه، حتى يتمرد عليه بظهوره وإعلانه، فيستعبده ويستميله، ويستنطقه لظهوره عليه فهو أغلب على صاحبه من السيد على عبده، ومن السلطان على رعيته، ومن الرجل على زوجته ومن الآسر على أسيره.



والغل نتيج الحسد، وهو رضيعه، وغصن من أغصانه، وعون من أعوانه، وشعبة من شعبه، وفعل من أفعاله، كما أنه ليس فرع إلا له أصل، ولا مولود إلا له مولد، ولا نبات إلا من أرض، ولا رضيع إلا من مرضع، وإن تغير اسمه؛ فإنه صفة من صفاته، ونبت من نباته، ونعت من نعوته.

ورأيت الله جل جلاله ذكر الجنة في كتابه فحلاها بأحسن حلية، وزينها بأحسن زينة، وجعلها دار أوليائه ومحل أنبيائه، ففيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ، فذكر في كتابه ما منّ به عليهم من السرور والكرامة عندما دخلوها وبوأها لهم فقال: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾(5).

فما أنزلهم دار كرامته إلا بعد ما نزع الغل والحسد من قلوبهم، فتهنوا بالجنة، وقابلوا إخوانهم على السرر، وتلذذوا بالنظر في مقابلة الوجوه لسلامة صدورهم، ونزع الغل من قلوبهم، ولو لم ينزع ذلك من صدورهم ويخرجه من قلوبهم، لافتقدوا لذاذة الجنة، وتدابروا وتقاطعوا وتحاسدوا، وواقعوا الخطيئة، ولمسهم فيها النصب، وأعقبوا منها الخروج، لأنه عز وجل فضل بينهم في المنازل، ورفع درجات بعضهم فوق بعض في الكرامات، وسنى العطيات.

فلما نزع الغل والحسد من قلوبهم ظن أدناهم منزلة فيها، وأقربهم بدخول الجنة عهداً، أنه أفضلهم منزلة، وأكرمهم درجة، وأوسعهم داراً بسلامة قلبه، ونزع الغل من صدره، فقرت عينه وطاب أكله؛ ولو كان غير ذلك لصاروا إلى التنغيص في النظر بالعيون، والاهتمام بالقلوب، ولحدثت العيوب والذنوب.

وما أرى السلامة إلا في قطع الحاسد، ولا السرور إلا في افتقاد وجهه، ولا الراحة إلا في صرم مداراته، ولا الربح إلا في ترك مصافاته.

فإذا فعلت ذلك فكل هنياً مرياً، ونم رضياً، وعش في السرور ملياً.

ونحن نسأل الله الجليل أن يصفي كدر قلوبنا، ويجنبنا دناءة الأخلاق، ويرزقنا حسن الألفة والاتفاق، وأن يحسن توفيقنا".

منقول

قمرهم كلهم.
14-02-2007, 02:47 PM
جزاك الله خير

خاربه خاربه
14-02-2007, 02:49 PM
omen omen omen

ماشاء الله عليك مواضيعك كلها رائعه

وجزاك ربي الخير يارب:app:

M.D.Luffy
14-02-2007, 02:50 PM
عين الحسود فيها عوووووووووووووووووووووود

امل الحب
14-02-2007, 02:51 PM
جزاااك الله كل خير..

سوبرقطري
14-02-2007, 02:54 PM
جزاك الله خير
حا ضرين للطيبين اخوي

سوبرقطري
14-02-2007, 02:55 PM
omen omen omen

ماشاء الله عليك مواضيعك كلها رائعه

وجزاك ربي الخير يارب:app:
حا ضرين اختي الكريمة _ والعفو

سوبرقطري
14-02-2007, 02:55 PM
عين الحسود فيها عوووووووووووووووووووووود
حاضرين اخوي الكريم _ العفو

سوبرقطري
14-02-2007, 02:56 PM
جزاااك الله كل خير..
العفو

قـــــــــــ44ــــــطر
14-02-2007, 03:37 PM
جزاك الله خيرا موضوع جميل

بدور
14-02-2007, 03:44 PM
ونحن نسأل الله الجليل أن يصفي كدر قلوبنا، ويجنبنا دناءة الأخلاق، ويرزقنا حسن الألفة والاتفاق، وأن يحسن توفيقنا".

اللهم آآآآآآآآآمين وجزاك الله خير موضوع متكامل

عاشق الدوحه
15-02-2007, 01:57 AM
اسأل العفو والعافيه في الدنيا والاخره
واسأل ان يطهر قلوبنا وان ينجينا من الحاسدين الخائبين
والله يكفينا شرهم وجعلهم مايكثرون
((قل اعوذ برب الفلق---------------------الخ الايه))
والحمدلله على الصحه والعافيه
والحمدلله ان الخير والرزق بيد الله سبحانه
والله يرزقنا الجنه ويبعدنا من النار - واسال الله حسن الخاتمه
وشكرا على الموضوع

اّل ثاني 77
15-02-2007, 03:22 AM
جزاك الله خير على الموضوع الطيب..........

رياني1212
15-02-2007, 07:06 AM
الحسو لا يسود ويعطيك العافية خيوووووووووه

ابوالجازي
15-02-2007, 07:08 AM
ما شاء الله عليك اخوي

الله يعطيك الصحفه والعافيه

وان شاء الله دوم مميز

سوبرقطري
15-02-2007, 05:25 PM
جزاك الله خيرا موضوع جميل
بارك الله فيك

abo rashid
15-02-2007, 06:43 PM
جزاك الله خير

سوبرقطري
15-02-2007, 11:35 PM
جزاك الله خير
حاضرين للطيبين اخوي

سوبرقطري
15-02-2007, 11:38 PM
ونحن نسأل الله الجليل أن يصفي كدر قلوبنا، ويجنبنا دناءة الأخلاق، ويرزقنا حسن الألفة والاتفاق، وأن يحسن توفيقنا".

اللهم آآآآآآآآآمين وجزاك الله خير موضوع متكامل
حا ضرين اختي الكريمة _ والعفو

سوبرقطري
15-02-2007, 11:39 PM
اسأل العفو والعافيه في الدنيا والاخره
واسأل ان يطهر قلوبنا وان ينجينا من الحاسدين الخائبين
والله يكفينا شرهم وجعلهم مايكثرون
((قل اعوذ برب الفلق---------------------الخ الايه))
والحمدلله على الصحه والعافيه
والحمدلله ان الخير والرزق بيد الله سبحانه
والله يرزقنا الجنه ويبعدنا من النار - واسال الله حسن الخاتمه
وشكرا على الموضوع
العفو اخوي _

khaldoon
15-02-2007, 11:44 PM
جزاك الله كل خير اخوي ع ع قطر

jajassim
16-02-2007, 12:01 AM
موضوع جميل أخوى والله يعطيك العافية