أبوتركي
15-02-2007, 02:04 AM
القصور في تعلم الشريعة عائق رئيسي أمام الارتقاء الوظيفي
متى يصبح المدير في المصارف الإسلامية مديرا ؟
المهنيون يدخلون إلى البنوك الإسلامية من بوابة نظيرتها التقليدية
15/02/2007 تعريب وإعداد: إيمان عطية
عندما حث شامشاد اختر، محافظ البنك المركزي في باكستان المصرفيين على الاستعداد للفرص الواعدة في صناعة المصارف الاسلامية، كان ذلك بمنزلة تذكير قوي لفرص العمل الجديدة التي يقدمها النمو المتوقع في هذه الصناعة.
وكان اختر قد اشرف على بداية الدخول القوي للمصارف الاجنبية الى السوق الباكستانية، احدثها كان شراء ستاندارد تشارترد، البنك العالمي المتخصص في الاسواق الناشئة، يونيون بنك الباكستاني. ويقول مسؤولو البنك المركزي ان مصارف عالمية اخرى تبحث عن فرص مماثلة للشراء، لكنهم رفضوا الافصاح عن تلك الجهات. ويقود الاهتمام العالمي بالمصارف الباكستانية عاملان داخليان رئيسيان. فمن جهة تقدم المصارف الباكستانية فرصا واعدة نظرا للارباح الكبيرة التي حققتها خلال العامين الماضيين التي عكست بدورها انتعاشا اقتصاديا مستمرا.
ومن جهة اخرى، فان التعداد السكاني الكبير لباكستان الذي لا يقل عن 160 مليون نسمة وتزايد عدد الزبائن الذين يلجأون للبنوك من اجل الحصول على خدمات مصرفية كالرهن العقاري وقروض السيارات، يشكل فرصة نمو بعيدة المدى.
البحث عن الفرص
لكن مع بدء رصد ومعاينة المصارف الاجنبية لقطاع المصارف الاجنبية، يقر الكثير بالحاجة ايضا الى بحث الفرص في سوق المصارف والتمويل الاسلامي في منطقة الشرق الاوسط، القريبة من باكستان، تذكر الايرادات القوية للنفط على مدى الاعوام القليلة الماضية، بالفرص التي توفرها المصارف الاسلامية. وبالتالي، فان المهنيين المصرفيين من الشباب الواعد في باكستان تواقون للبحث عن فرص عمل في الشرق الاوسط، ومن المنطقي ان تشكل المصارف الاسلامية وجهة استقطاب للكثيرين.
وبالنسبة لاولئك الداخلين الجدد الى سوق العمل الاسلامي، يظل هناك سؤال خادع معلق: ما هي الشهادات العلمية او المؤهلات الاخرى المطلوبة لتصبح مصرفيا اسلاميا؟
ان الاجابة عن هذا السؤال الذي يحير الكثيرين مباشرة جدا: فببساطة شديدة لا وجود لشهادات علمية معيارية تؤهلهم للدخول وشغل وظيفة في مصرف اسلامي.
الطريق التقليدي
في باكستان، تقدم جميع البنوك تقريبا خدمات العمليات المصرفية الاسلامية التي تعمل كفرع للبنك التقليدي. لذا فان الطريقة الطبيعية، بالنسبة للعديد من الداخلين الجدد لتأهيل انفسهم كمصرفيين اسلاميين في المستقبل هي الالتحاق ببنك تقليدي ومن ثم السعي وراء الانتقال الداخلي الى فرعه الاسلامي للحصول على خبرة كافية قبل الانتقال الى مصرف اسلامي.
ويسلك البعض الآخر الطريق التقليدي من خلال الحصول على شهادة الماجستير في الاقتصاد والمالية او مؤهلات عالية في المحاسبة قبل البحث عن وظيفة في مصرف اسلامي.
يقول مسؤول في البنك المركزي الباكستاني 'اذا كنت مرشحا لوظيفة وتحمل شهادة من جامعة رفيعة المستوى في علوم الادارة والمال والاعمال ومسلحا بشهادة ماجستير في ادارة الاعمال فان فرصك في الحصول على الوظيفة في المصرف الاسلامي تبدو كبيرة جدا.
اقبال سليم، شاب حديث التخرج يحمل شهادة الماجستير في التجارة، اختار اخيرا ان يعمل لدى بنك تجاري بعد محاولات استكشاف فرص العمل لدى المصارف الاسلامية.
ويقول سليم ان العائق الرئيسي امام المصرفيين الاسلاميين المحتملين يكمن في حقيقة انه رغم تحصيلهم العلمي ونيلهم لشهادات في مواد ذات صلة بالمصارف وعمل البنوك الا انهم لا يملكون اي معرفة بالشريعة الاسلامية.
معرفة في الشريعة
وبالنسبة للمصارف الاسلامية، يتعين على المهنيين ان يمتلكوا معرفة كافية في الشريعة قبل بلوغ وشغل وظائف متقدمة في السلم الوظيفي.
ويضيف 'لعل ذلك الجزء الاكثر صعوبة في هذا التحدي. اذ كيف يمكن الحصول على شهادة مهنية والبرهنة ايضا على المعرفة والمهارة في مبادئ المصارف الاسلامية'.
ولا تأتي شكوكه تلك من دون اسباب. فالمصارف الاسلامية تتبع قواعد تستند الى التشريعات الدينية مثل توزيع عوائد على الودائع دون ضرورة الابقاء عليها كأرباح منتظمة وذلك لان الاسلام يحرم دفع ارباح محددة سلفا كونها غير شرعية.
وعوضا عن ذلك يتم استخدام ما اصطلح على تسميته بنظام المشاركة في الربح والخسارة، حيث يعتبر المودعون والمقترضون شركاء في العملية في حين تعمل البنوك كوسيط وتفرض رسوما للمساعدة على انجاز العملية.
وتعمل المصارف الاسلامية تحت اشراف ورقابة هيئة الرقابة الشرعية التي يدقق اعضاؤها من علماء الشريعة في جميع القرارات الرئيسية المتعلقة بالاقراض والاستثمارات والودائع.
تحديات الصناعة
واذا لم يكن المصرفيون الاسلاميون مؤهلين كفاية لادارة مؤسساتهم والعمل الى جانب هيئة الرقابة الشرعية فان كثيرين يجدون ان فرصهم في التقدم وارتقاء السلم الوظيفي اصبحت محدودة.
يقول رئيس مصرف اسلامي باكستاني 'ان التحديات التي تشكلها هذه الصناعة، رغم النمو السريع للفرص فيها، كبيرة. فليس من السهل على شخص لم يختبر ابدا هذا النوع من المصارف ان يضطلع به'. لكن سعيد شاهد وهو محاسب باكستاني شاب اختار الالتحاق بمصرف اسلامي يعمل وفقا لمعتقداته الدينية يرى ان المخاطر المصاحبة لخياره تستحق المجازفة اذ عاد شاهد اخيرا من الشرق الاوسط في رحلة مكنته من استكشاف الفرص الصاعدة في هذه المنطقة الثرية بالنفط.
ويقول 'اذا التحقت بمصرف اسلامي في باكستان الآن، اعتقد انه سيكون لي مستقبل في الشرق الاوسط'.
وفي الوقت ذاته، يعتقد سليم ان من السهل صد الكثير من الشباب المتوقع دخولهم الى سوق العمل بسبب عجزهم عن فهم الشريعة، وهي مادة لم يتعلمها كثيرون في جامعاتهم. لكن عندما يتغلب الخريجون على هذا المانع ويدخلون العمل باي شكل، فسوف تكون امامهم فرص واعدة.
متى يصبح المدير في المصارف الإسلامية مديرا ؟
المهنيون يدخلون إلى البنوك الإسلامية من بوابة نظيرتها التقليدية
15/02/2007 تعريب وإعداد: إيمان عطية
عندما حث شامشاد اختر، محافظ البنك المركزي في باكستان المصرفيين على الاستعداد للفرص الواعدة في صناعة المصارف الاسلامية، كان ذلك بمنزلة تذكير قوي لفرص العمل الجديدة التي يقدمها النمو المتوقع في هذه الصناعة.
وكان اختر قد اشرف على بداية الدخول القوي للمصارف الاجنبية الى السوق الباكستانية، احدثها كان شراء ستاندارد تشارترد، البنك العالمي المتخصص في الاسواق الناشئة، يونيون بنك الباكستاني. ويقول مسؤولو البنك المركزي ان مصارف عالمية اخرى تبحث عن فرص مماثلة للشراء، لكنهم رفضوا الافصاح عن تلك الجهات. ويقود الاهتمام العالمي بالمصارف الباكستانية عاملان داخليان رئيسيان. فمن جهة تقدم المصارف الباكستانية فرصا واعدة نظرا للارباح الكبيرة التي حققتها خلال العامين الماضيين التي عكست بدورها انتعاشا اقتصاديا مستمرا.
ومن جهة اخرى، فان التعداد السكاني الكبير لباكستان الذي لا يقل عن 160 مليون نسمة وتزايد عدد الزبائن الذين يلجأون للبنوك من اجل الحصول على خدمات مصرفية كالرهن العقاري وقروض السيارات، يشكل فرصة نمو بعيدة المدى.
البحث عن الفرص
لكن مع بدء رصد ومعاينة المصارف الاجنبية لقطاع المصارف الاجنبية، يقر الكثير بالحاجة ايضا الى بحث الفرص في سوق المصارف والتمويل الاسلامي في منطقة الشرق الاوسط، القريبة من باكستان، تذكر الايرادات القوية للنفط على مدى الاعوام القليلة الماضية، بالفرص التي توفرها المصارف الاسلامية. وبالتالي، فان المهنيين المصرفيين من الشباب الواعد في باكستان تواقون للبحث عن فرص عمل في الشرق الاوسط، ومن المنطقي ان تشكل المصارف الاسلامية وجهة استقطاب للكثيرين.
وبالنسبة لاولئك الداخلين الجدد الى سوق العمل الاسلامي، يظل هناك سؤال خادع معلق: ما هي الشهادات العلمية او المؤهلات الاخرى المطلوبة لتصبح مصرفيا اسلاميا؟
ان الاجابة عن هذا السؤال الذي يحير الكثيرين مباشرة جدا: فببساطة شديدة لا وجود لشهادات علمية معيارية تؤهلهم للدخول وشغل وظيفة في مصرف اسلامي.
الطريق التقليدي
في باكستان، تقدم جميع البنوك تقريبا خدمات العمليات المصرفية الاسلامية التي تعمل كفرع للبنك التقليدي. لذا فان الطريقة الطبيعية، بالنسبة للعديد من الداخلين الجدد لتأهيل انفسهم كمصرفيين اسلاميين في المستقبل هي الالتحاق ببنك تقليدي ومن ثم السعي وراء الانتقال الداخلي الى فرعه الاسلامي للحصول على خبرة كافية قبل الانتقال الى مصرف اسلامي.
ويسلك البعض الآخر الطريق التقليدي من خلال الحصول على شهادة الماجستير في الاقتصاد والمالية او مؤهلات عالية في المحاسبة قبل البحث عن وظيفة في مصرف اسلامي.
يقول مسؤول في البنك المركزي الباكستاني 'اذا كنت مرشحا لوظيفة وتحمل شهادة من جامعة رفيعة المستوى في علوم الادارة والمال والاعمال ومسلحا بشهادة ماجستير في ادارة الاعمال فان فرصك في الحصول على الوظيفة في المصرف الاسلامي تبدو كبيرة جدا.
اقبال سليم، شاب حديث التخرج يحمل شهادة الماجستير في التجارة، اختار اخيرا ان يعمل لدى بنك تجاري بعد محاولات استكشاف فرص العمل لدى المصارف الاسلامية.
ويقول سليم ان العائق الرئيسي امام المصرفيين الاسلاميين المحتملين يكمن في حقيقة انه رغم تحصيلهم العلمي ونيلهم لشهادات في مواد ذات صلة بالمصارف وعمل البنوك الا انهم لا يملكون اي معرفة بالشريعة الاسلامية.
معرفة في الشريعة
وبالنسبة للمصارف الاسلامية، يتعين على المهنيين ان يمتلكوا معرفة كافية في الشريعة قبل بلوغ وشغل وظائف متقدمة في السلم الوظيفي.
ويضيف 'لعل ذلك الجزء الاكثر صعوبة في هذا التحدي. اذ كيف يمكن الحصول على شهادة مهنية والبرهنة ايضا على المعرفة والمهارة في مبادئ المصارف الاسلامية'.
ولا تأتي شكوكه تلك من دون اسباب. فالمصارف الاسلامية تتبع قواعد تستند الى التشريعات الدينية مثل توزيع عوائد على الودائع دون ضرورة الابقاء عليها كأرباح منتظمة وذلك لان الاسلام يحرم دفع ارباح محددة سلفا كونها غير شرعية.
وعوضا عن ذلك يتم استخدام ما اصطلح على تسميته بنظام المشاركة في الربح والخسارة، حيث يعتبر المودعون والمقترضون شركاء في العملية في حين تعمل البنوك كوسيط وتفرض رسوما للمساعدة على انجاز العملية.
وتعمل المصارف الاسلامية تحت اشراف ورقابة هيئة الرقابة الشرعية التي يدقق اعضاؤها من علماء الشريعة في جميع القرارات الرئيسية المتعلقة بالاقراض والاستثمارات والودائع.
تحديات الصناعة
واذا لم يكن المصرفيون الاسلاميون مؤهلين كفاية لادارة مؤسساتهم والعمل الى جانب هيئة الرقابة الشرعية فان كثيرين يجدون ان فرصهم في التقدم وارتقاء السلم الوظيفي اصبحت محدودة.
يقول رئيس مصرف اسلامي باكستاني 'ان التحديات التي تشكلها هذه الصناعة، رغم النمو السريع للفرص فيها، كبيرة. فليس من السهل على شخص لم يختبر ابدا هذا النوع من المصارف ان يضطلع به'. لكن سعيد شاهد وهو محاسب باكستاني شاب اختار الالتحاق بمصرف اسلامي يعمل وفقا لمعتقداته الدينية يرى ان المخاطر المصاحبة لخياره تستحق المجازفة اذ عاد شاهد اخيرا من الشرق الاوسط في رحلة مكنته من استكشاف الفرص الصاعدة في هذه المنطقة الثرية بالنفط.
ويقول 'اذا التحقت بمصرف اسلامي في باكستان الآن، اعتقد انه سيكون لي مستقبل في الشرق الاوسط'.
وفي الوقت ذاته، يعتقد سليم ان من السهل صد الكثير من الشباب المتوقع دخولهم الى سوق العمل بسبب عجزهم عن فهم الشريعة، وهي مادة لم يتعلمها كثيرون في جامعاتهم. لكن عندما يتغلب الخريجون على هذا المانع ويدخلون العمل باي شكل، فسوف تكون امامهم فرص واعدة.