المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيروت تحولت إلى مصنع إنتاج الشباب لوظائف خارج البلاد



أبوتركي
15-02-2007, 02:10 AM
بيروت تحولت إلى مصنع إنتاج الشباب لوظائف خارج البلاد
لبنانيون يهجرون وطن الأحلام

الشباب حزموا امتعتهم وينتظرون في المطار ..أو على ابواب السفارات


15/02/2007 ينظر أسامة قباني، احد الذين خططوا لعملية تجديد وسط بيروت في تسعينات القرن الماضي الى شاشة الكمبيوتر بتوق تشوبه الكآبة.
تعبر السيارات البراقة بأزيزها شوارع المدينة التي بعثت فيها الحياة من جديد، في حين يتنقل الزوار الانيقون بين المتاجر والمطاعم.. يخترق ذلك كله صوت قباني قائلا 'ان التحدي الاكبر هو ان نعيد للناس الشعور بالراحة عند المجيء الى بيروت.
وضع اعلان وزارة السياحة قبل خمس سنوات عندما ولد لبنان كبلد من جديد بعد حرب طويلة ومدمرة وبدا مستقبله مشرقا وواعدا.
اما اليوم فقد التحق قباني بجمع يتزايد عدده من اللبنانيين الذين يفكرون في ترك البلاد. فوسط المدينة المزدحم الذي كان محور اعلانه التجاري تحول الى مدينة اشباح. وسط هجرة زواره على امتداد النظر نتيجة اعتصام المعارضة الذي يقوده حزب الله منذ شهرين ضد حكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب.
التوترات السياسية
وكان الكثير من اللبنانيين تركوا البلاد منذ الصيف الماضي نتيجة الحرب الاسرائيلية ضد لبنان واستمرارالتوترات السياسية التي ادت في الآونة الاخيرة الى صدامات مذهبية في العاصمة راح ضحيتها سبعة اشخاص.
لا يوجد احصاءات مؤكدة حول عدد الاشخاص الذين غادروا او الذين يعتزمون ذلك، لكن الدلائل من السفارات وخدمات الهجرة تؤكد ان الآلاف ذهبوا وسيذهبون، بحسب غيتا حوراني، خبيرة الهجرة في جامعة القديس يوسف.
وتضيف حوراني ان دراسة حديثة اظهرت ان 60% من الخريجين الجدد اعربوا عن رغبة حقيقية في مغادرة لبنان.
وترى حوراني، بناء على ادلة ملموسة ان الهجوة من لبنان تشهد زيادة دراماتيكية. اذ تقول 'الفارق بين الفترة التي سبقت الحرب ان الناس كان لديهم املا. اما الآن فهم لا يرون مستقبلا في البلاد'.
واظهرت دراستها ان الخوف الاكبر الذي يعتري اولئك الراغبين في الهجرة يتمثل في عدم الاستقرار السياسي واندلاع عنف طائفي ومذهبي.
صراع المستقبل
يقول قباني 'انه صراع حول مستقبل البلاد. فهل سنظل جزءا من الصراع الاقليمي ضد اسرائيل او الاهتمام اولا بمصالح بلدنا الخاصة مثل جميع الدول العربية الاخرى؟'.
ويضيف انه مثله مثل كثيرين غيره لا يريدون ان يكونوا جزءا من المواجهة الاقليمية.
وقد نقل قباني، منذ الحرب، جزءا من اعماله الى دبي، حيث تقضي زوجته واطفاله معظم وقتهم.
فادي عبود، رئيس اتحاد الصناعيين في لبنان يقول انه اصبح من الصعب العثور على العمالة الماهرة متحسرا في الوقت ذاته على فشل الحكومات المتعاقبة في الاحتفاظ بالوظائف داخل البلاد. 'لقد تحولنا الى مصنع لانتاج الشباب للوظائف خارج البلاد' على حد قوله.
وكان لبنان شهد موجات من الهجرة، احدثها كان خلال الحرب الاهلية (1975 - 1991). لكن بالنسبة لمعظم اللبنانيين، مثل قباني الذي عاد في 1991 بعد تلقي دراسته في الولايات المتحدة الاميركية، انها المرة الثانية التي يهاجرون فيها وهم يشعرون بانها قد تكون الى الابد.
الجميع يرغب في المغادرة
الرغبة في مغادرة البلاد منتشرة على نطاق واسع وبين مختلف الجماعات الدينية والاثنية وطبقات المجتمع. فبحسب كارول كونتافيلس التي تعمل لدى وكالة للتوظيف 'انني اعمل مع الجميع من النادل الى الرئيس التنفيذي والجميع يريد المغادرة'.
ارباب العمل في دول الخليج المزدهرة اقتصاديا ادركوا هذه الهجرة المتنامية فعملوا على خفض معدلات الاجور والرواتب. اذ تقول كونتافيلس 'كنت في السابق قادرة على تحصيل راتب يصل الى 10 آلاف دولار شهريا لمديرين في الادارة المتوسطة. اما اليوم، يعرض ارباب العمل نصف ذلك الاجر. وقد غادر بالفعل العديد من ذوي المستويات العالية'.
كان على كونتافيلس ان تجد مطلع هذا الشهر محاميا ذا خبرة في الاعمال والشركات وقد وجدت ان عدد 90% من ال 45 مرشحا كان ملائما للوظيفة من الذين تملك لهم سيرة ذاتية قد غادروا البلاد سلفا.
وتضيف قائلة 'عندما تحدثت اليهم قبل سبعة اشهر رفض نصفهم عروض عمل خارج لبنان'.
وفي الخليج
ويقدر الاقتصادي مروان اسكندر وجود 350 الف لبناني يعملون في الخليج، اذ يقول 'ذلك الرقم يشكل نحو ثلث القوة العاملة للبنان'.
ويضيف انه في الوقت الذي يشكل ذلك تأثيرا سلبيا في توليد ايرادات داخل لبنان، فان تدفق العمالة يخفض معدلات البطالة ويوفر للبلاد ما لا يقل عن 4،5 مليارات دولار سنويا من حوالات مالية، يحتاجها لبنان بشدة لدعم ميزان المدفوعات.