المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة السيارات بوسط أوروبا تواجه نقصاً في العمالة



أبوتركي
15-02-2007, 08:11 AM
تحولت من غرب القارة إلى شرقها
صناعة السيارات بوسط أوروبا تواجه نقصاً في العمالة




مع تحول صناعة السيارات الاوروبية من الغرب الى الشرق في السنوات العشر الاخيرة نالت سلوفاكيا سمعة باعتبارها ديترويت في قلب أوروبا.

وتملك شركات مثل فولكسفاجن وبيجو وكيا مصانع في المنطقة أو أنها بصدد اقامة خطوط انتاج لاستغلال العمالة الرخيصة وانخفاض الضرائب وموقع سلوفاكيا.

لكن المصانع الجديدة امتصت قوة العمل المتاحة الى الحد الذي أصبح معه على منتجي السيارات عرض حوافز بل والبدء في جلب عمال من دول أخرى.

قال دوسان دفوراك المتحدث باسم كيا موتورز الكورية الجنوبية أحدث شركة تدشن نشاطا هنا “نرى نقصا بالعمالة في تخصصات معينة. ثمة نقص كبير في العمالة عالية التأهيل... أعلنا عن وظائف محددة في الدول المجاورة”.

ويمثل فرانتشيك باردي البالغ من العمر 27 عاما وسبق له العمل في عدة مصانع للسيارات حالة نموذجية. فعندما بدأ يبحث عن عمل جديد كان تواقا للاختيار قبل أن يستقر اخر الامر على مصنع بيجو الجديد في ترنافا.

ولا يمانع باردي في السفر لاكثر من 150 كيلومترا كل أسبوعين الى العمل رغم أن شقته على مقربة من مصنع كيا قرب بلدة زيلينا بجنوب غرب البلاد.

وقال وهو يختبر نظم التبريد على خط انتاج السيارة بيجو 207 “ذهبت أيضا لاجراء مقابلة لدى كيا لكن الراتب لم يكن جيدا”. وتابع “أبلغوني أن هناك فرصة للترقي الوظيفي هنا كما عرضوا علي سكنا وهكذا قبلت هذه الوظيفة”.

من السهل معرفة لماذا اختارت بيجو ستروين الفرنسية هذا البلد الصغير الريفي بالاساس لنقل الانتاج من مصنعها قرب كوفنتري في بريطانيا المقرر اغلاقه هذا العام.

ولا يقتصر الامر على أن الاجور أقل من ثلثها في غرب أوروبا لكن الحكومة تعرض أيضا حوافز مغرية ونظاما ضريبيا مشجعا.

ووفقا لمؤسسة جيه.دي باور اوتوموتيف فوركاستنج لتوقعات الصناعة يصل انتاج سلوفاكيا من السيارات بحلول عام 2012 الى نحو 840713 سيارة سنويا متجاوزة أي بلد اخر في العالم قياسا الى عدد السكان.

وقالت جيه.دي باور انها أنتجت العام الماضي 267032 سيارة متخلفة عن جارتيها في وسط أوروبا جمهورية التشيك التي أنتجت 826629 سيارة وبولندا التي أنتجت 589561 سيارة.

وفي مواجهة نقص العمالة سلكت بيجو وغيرها من الشركات مسارا أكثر مباشرة لتخريج فنيين مهرة وعمال لخطوط الانتاج.

وقال بيتر سفيتش المتحدث باسم بيجو في سلوفاكيا “قررنا التعاون مع المعاهد الفنية بحيث يمكنها اعداد أناس مؤهلين لصناعة السيارات”.

وتابع: “من الاهمية بمكان ليس لنا فقط ولكن لموردينا أيضا أن يحصلوا على عمالة جيدة”.

وذكر معهد برايس ووترهاوس كوبرز لصناعة السيارات أنه بحلول عام 2011 سترتفع طاقة انتاج السيارات في بولندا وجمهورية التشيك والمجر وسلوفاكيا بنسبة 43 في المائة الى 46ر3 مليون سيارة سنويا بما يعادل نحو أربعة في المائة من انتاج السيارات الخفيفة في العالم.

لكن تلك الزيادة مع تخفيف قيود العمل في غرب أوروبا ستؤجج المعركة على العمالة الماهرة.

وقالت سيلفيا نوسالوفا المتحدثة باسم فولكسفاجن سلوفاكيا كبرى شركات البلاد من حيث المبيعات والدعامة الاساسية للقطاع منذ عام 1991 “نستشعر بالفعل نقص العمالة المؤهلة”.

وأضافت نوسالوفا التي تسهم شركتها بنسبة 16 في المائة من صادرات سلوفاكيا “جلب العمالة من الخارج سيكون حتميا على الارجح عندما يعمل صناع السيارات الثلاثة بطاقتهم الانتاجية الكاملة”.

وتستشعر فولكسفاجن الضغط بالفعل. فالحافلات التي تؤجرها الشركة تقل العمال الى مصنع التجميع التابع لها قرب العاصمة براتسيلافا يوميا من مناطق تبعد ما يصل الى 100 كيلومتر. ونحو 17 في المائة من موظفيها البالغ عددهم تسعة آلاف يسكنون لأبعد من 150 كيلومترا.

وتدفق المئات من منتجي المكونات على المنطقة للاقتراب قدر الامكان من خطوط الانتاج وسد الطلب على المكونات المختلفة، مما أسهم بشكل أكبر في استنزاف سوق العمل الصغيرة بالبلاد.

وفي سلوفاكيا وحدها يتوقع اتحاد صناعة السيارات السلوفاكي امكانية توفير ما يصل الى نحو 40 ألف فرصة عمل جديدة في القطاع في غضون ثلاث الى أربع سنوات ليصل الاجمالي الى 100 ألف فرصة بما يعادل نحو مثلي مستوي 2004.

وبعض المستثمرين مثل المشروع المشترك بين فورد موتور الامريكية ومورد المكونات الالماني جيتراج يستقرون بالفعل في شرق سلوفاكيا الاقل ازدحاما منجذبين الى توافر العمالة الماهرة أو الى أسواق شرقية مزدهرة مثل روسيا.

وقالت كارول توماس المحللة لدى جيه.دي باور “في وسط أوروبا هناك الكثير من مصانع السيارات المقامة في محيط 200 كيلومتر.. انها مصدر جذب كبير للموردين”.

وأضافت “أصبح وسط أوروبا كله أكثر شحا في العمالة الجيدة”.