المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجع مخزونات الغاز الطبيعي يقلص خسائر أسواق النفط



أبوتركي
17-02-2007, 04:04 AM
تراجع مخزونات الغاز الطبيعي يقلص خسائر أسواق النفط




تراجعت أسعار النفط أمس بمقدار 5 سنتات متأثرة بارتفاع درجات الحرارة. وسجل الخام الأميركي الخفيف 9, 57 دولاراً. وكانت الأسعار قد استقرت في ختام تداولات اليوم السابق قرب 58 دولاراً للبرميل حيث أبطلت المتاعب في مصفاة تكرير كندية أثر التوقعات بتراجع الطلب على الوقود مع اعتدال الطقس في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم.


لكن النفط قلص خسائره وسط أنباء عن حريق في مصفاة تكرير بطاقة 118 ألف برميل يومياً تابعة لشركة امبريال أويل في نانتيكوك بمقاطعة أونتاريو الكندية ومع تراجع حاد في مخزونات الغاز الطبيعي دفع أسعار الوقود صعوداً. وكانت الأسعار متراجعة معظم فترات اليوم مع توقع خبراء الأرصاد الجوية انكساراً خلال الأيام المقبلة في موجة الصقيع التي عصفت بشمال شرق الولايات المتحدة أكبر منطقة مستهلكة لزيت التدفئة الأمر الذي قد يفضي إلى اعتدال درجات الحرارة حتى مارس.


وقال فيل فلين المحلل لدى الارون تريدنج في شيكاغو «لا أنباء جديدة تدفع السوق صعوداً والحديث عن قرب اعتدال الطقس جعل السوق تعلن انتهاء فصل الشتاء للمرة الثانية هذا الشتاء». ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن درجات حرارة أكثر اعتدالاً قد تستمر إلى مارس بنهاية فصل الشتاء. وأوضح مايك بالميرينو خبير الأرصاد لدى دي.تي.ان ميتيورلوجكس «نتوقع أن نرى تحولاً إلى درجات حرارة أكثر اعتدالاً بداية من النصف الثاني من الأسبوع الجاري».


وتراجعت أسعار الخام بأكثر من دولار منتصف الأسبوع بعدما أظهرت بيانات حكومية هبوط مخزونات نواتج التقطير التي تشمل زيت التدفئة بأقل من توقعات المحللين. وساعدت بداية معتدلة على غير المعتاد لفصل الشتاء في شمال شرق الولايات المتحدة على دفع أسعار الخام الأميركي لأدنى مستوياتها في 20 شهراً عندما سجلت 90, 49 دولاراً منتصف يناير الماضي. ورغم تحسن الأسعار منذئذ إلا أن صعودها توقف قرب مستوى 60 دولاراً للبرميل.


ويرى بعض المحللين أن السوق تفتقر إلى قوة الدفع ومن المرجح أن تظل متقلبة ومحصورة في نطاق ضيق. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس الخميس هبوط مخزونات الغاز الطبيعي 259 مليار قدم مكعب الأسبوع الماضي بما يقترب كثيراً من تراجعها القياسي 260 مليار قدم مكعب المسجل في يناير 1997. وتوقع المحللون انخفاض المخزونات 252 مليار قدم مكعب.


في الأثناء قال روي ميسون من مؤسسة أويل موفمنتس الاستشارية إن صادرات نفط أوبك من المتوقع أن تشهد تراجعاً طفيفاً في الأسابيع الأربعة حتى الثالث من مارس لتقترب المنظمة أكثر من الوفاء بتعهداتها لخفض المعروض. وقدر روي أن صادرات أوبك المنقولة بحراً بحساب متوسط أربعة أسابيع ستتراجع إلى 03 ,24مليون برميل يومياً مقارنة مع 19, 24 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة السابقة حتى الثالث من فبراير.


وأوضح ميسون «القصة تغيرت نوعاً ما في فبراير نظراً لتعديل الأرقام بالخفض، لديك تراجع واضح في شحنات أوبك في أول شهرين من 2007». واتفقت أوبك العام الماضي على خفض المعروض 2 ,1 مليون برميل يومياً من أول نوفمبر وعلى تقليصه ثانية 500 ألف برميل يومياً من أول فبراير الجاري. وتسري تخفيضات الإنتاج على عشر من دول المنظمة مع استبعاد العراق والعضو الجديد أنجولا.


لكن أحدث تقرير لأوبك أظهر أن المنظمة قد تضطر لضخ المزيد من النفط هذا العام لتعويض إمدادات أقل من المتوقع من منتجين آخرين. وتوقعت المنظمة في تقريرها عن أسواق النفط لشهر فبراير أن يبلغ متوسط الطلب على خامها هذا العام 25 ,30 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 09, 30 مليون برميل يومياً في تقديرات سابقة.


وأضافت أوبك أنها قد تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الذي تقدر أن يبلغ 2, 1 مليون برميل يومياً أي أن ينمو بنسبة 5, 1% هذا العام إذا تكرر الاعتدال الاستثنائي في درجات الحرارة. وقال التقرير «إذا عاد الطقس الدافئ خلال الأسابيع المقبلة سيتأثر نمو الطلب على النفط بنحو 200 ألف برميل يومياً على الأقل في العام بكامله وبالتالي فإن البيان المعدل لنمو الطلب العالمي على النفط قد يبلغ مليون برميل يومياً فقط».


وقالت المنظمة إن الخفض في إمداداتها بمقدار 7, 1 مليون برميل يومياً الذي أعلنته في اجتماعين في قطر ونيجيريا العام الماضي يحقق نجاحاً في الموازنة بين العرض والطلب في السوق. وأضاف التقرير «حتى الآن حقق الخفض الذي أعلن في الدوحة وابوجا نجاحاً في خفض بعض من فائض المعروض وتقريب السوق من التوازن».


وتابع «حتى مع هذه التخفيضات هناك اقتناع على نطاق واسع بأن السوق مازالت تشهد معروضاً كبيراً». وضخت الدول العشر الأعضاء المشتركة في نظام حصص الإنتاج 76 ,26 مليون برميل يومياً في يناير بانخفاض بمقدار 112 ألف برميل يومياً عن ديسمبر لكن المنظمة قالت نقلاً عن مصادر ثانوية إن إنتاجها ظل أعلى من المستوى المستهدف البالغ 3 ,26 مليون برميل يومياً.


ويعفى العراق وانجولا التي انضمت للمنظمة الشهر الماضي من تنفيذ الخفض. وتتوقع أوبك أن يبلغ متوسط إمدادات النفط من خارج المنظمة 7, 50 مليون برميل يومياً هذا العام بارتفاع 2, 1 مليون برميل يومياً عن 2006 وبانخفاض 170 ألف برميل يومياً عن تقديرات سابقة.


وستضخ دول من خارج المنظمة مثل المكسيك والولايات المتحدة وقازاخستان خاماً أقل مما كان متوقعاً. وكان تراجع الإنتاج من حقول متقادمة وانتكاسات مثل الأعاصير التي ضربت خليج المكسيك قد أبطأت من نمو الإنتاج من خارج أوبك في السنوات القليلة الماضية مما زاد من الحاجة إلى نفط أوبك.


وبدت نظرة أوبك لسوق النفط هذا العام أكثر تشاؤماً من نظرة وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح لست وعشرين دولة صناعية ومقرها باريس. ورفعت الوكالة هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام بعد أن عدلت توقعاتها للطلب من الصين وأبلغت أوبك أن أي تخفيضات أخرى في الإنتاج ستحدث نقصاً ملحوظاً في المعروض في السوق.