المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصف العالم يستخدم الهواتف الجوالة في العام الحالي



أبوتركي
17-02-2007, 05:17 AM
نصف العالم يستخدم الهواتف الجوالة في العام الحالي

أغلبهم في الدول النامية.. و35 في المائة منهم يتواصلون عبر «نوكيا»


برشلونة: ناصر التميمي

عندما اخترعت الشركة الفنلندية «نوكيا» قبل نحو 23 عاما أول هاتف جوال اسمه «موبيرا سيناتور»، لم يخطر على بال أحد أبدا أن الهواتف الجوالة ستصبح أكثر وسائل الاتصال تحببا للجمهور في جميع أنحاء العالم، وأن تتحول «نوكيا» إلى الرائدة في هذا المجال وتتربع على المركز الأول في سوق الهواتف الجوالة عالميا بعد عقدين من الزمان.

فخلال اكثر من عقدين من الزمن، منذ عام 1984 عندما طرح اول هاتف جوال تطورت الهواتف الجوالة بطريقة دراماتيكية، وتطور معها نظام الاتصالات بشكل جذري، فمن اول هاتف جوال كبير الحجم وبطاريته ضعيفة مع مكالمات متقطعة، الى هاتف صغير متكامل بحجم اليد قادر على اداء العديد من الوظائف المتنوعة.

فالجيل الاول من الهواتف الجوالة مهد الطريق لظهور نظامي GSM) و(CDMA، ليتم بعدها تطوير نظام الجيل الثالث (3G)، فيما يعكف حاليا المختصون على تطوير تقنية الجيل الرابع.

وفي هذا السياق توقعت شركة نوكيا الفنلندية أكبر منتج للهواتف الجوالة في العالم، في مؤتمر برشلونة للاتصالات الجوالة، أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف الجوال في العالم العام المقبل سيصل إلى ثلاثة مليارات مشترك، متوقعة وصول مستخدمي الهواتف الجوالة في العالم إلى أربعة مليارات مستخدم عام 2010.

وقال أولي بيكا كالاسفو الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا، إن خدمات الاتصال عبر الهاتف الجوال ستواصل تطورها، بما في ذلك الانترنت والتلفزيون. وأضاف أن الموجة القادمة للانترنت ستجعلها بالفعل خدمة جوالة، بحيث يمكن لأي شخص التواصل مع الاخرين والبحث عن المعلومات من أي مكان يوجد فيه.

وأشار إلى أن توفير المواد الموسيقية والافلام والبرامج التلفزيونية عبر الانترنت للهواتف الجوالة، سيلعب دورا في انتشار هذه الخدمات الاتصالية.

من جهتها قدرت مؤسسة «وايرلس انتليجنس» عدد مستخدمي الهواتف الجوالة حاليا بنحو 2.6 مليار شخص، مشيرة الى ان معظم النمو سيأتي من منطقة اسيا / باسفيك، الا ان اعلى المعدلات ستأتي من الهند والصين وباكستان وبنغلاديش، مبينة ان نحو 60 في المائة من مستخدمي الهواتف الجوالة يتركز حاليا في الدول النامية.

وأفادت المؤسسة البحثية المعروفة، التي تتخذ من لندن مقرا لها، بأن عام 2007 سيشهد اضافة 409 ملايين مستخدم جديد للهواتف الجوالة، بمعدل نمو سنوي يبلغ 15 في المائة.

لكن «وايرلس انتليجنس»، أكدت ان افريقيا ستكون أسرع مناطق العالم نموا على صعيد استخدام الهواتف الجوالة، حيث من المتوقع ان تبلغ نسبة النمو 28 في المائة، تليها في المرتبة الثانية منطقة الشرق الاوسط بنسبة نمو تبلغ 22 في المائة.

وهنا يعزو البنك الدولي سبب انتشار الهواتف الجوالة الى الجدوى الاقتصادية، حيث ان تكلفة تقديم تغطية الهواتف الجوالة للافراد تعادل 10 في المائة فقط من تكلفة تقديم الهواتف الثابتة، مبينا ان تكاليف تغطية الهواتف الجوالة تتراجع باستمرار.

ولعل التغيير الاكبر مع ذلك حدث في الهواتف الجوالة نفسها، فقد اصبحت رخيصة الثمن نسبيا، بعدما كانت الموديلات الاولى تكلف نحو 4 الاف دولار للجهاز الواحد، بل ان العديد من الشركات المشغلة، في الوقت الراهن، تقدم الهاتف الجوال مجانا مع عقود الاشتراك السنوية.

ووفقا لمؤسسة ((IDC فان مبيعات الهواتف الجوالة تجاوزت حاجز المليار جهاز عام 2006، لأول مرة منذ اكثر من 23 عاما عندما طرحت نوكيا اول هاتف جوال في العالم. وتجدر الاشارة هنا الى ان مبيعات الهواتف الجوالة بلغت في منتصف الثمانينات 100 الف جهاز فقط، لترتفع في عام 1997 الى مليون جهاز، لتبلغ مبيعات العام الماضي 1.019 مليار جهاز بزيادة قدرها 22.5 في المائة عن 2005. واشارت «آي دي سي» الى ان نوكيا باعت لوحدها، ولاول مرة في تاريخها، اكثر من 100 مليون جهاز في الربع الرابع من عام 2006، لتؤكد ريادتها على صعيد سوق الهواتف الجوالة، بحصة قدرها 35.2 في الربع الرابع، وشحنت نوكيا 348 مليون جهاز لعام 2006 كله أي بحصة بلغت 34.1 في المائة. وينبغي الاشارة هنا الى ان نوكيا تعتبر اكبر مصنع للكاميرات الرقمية في العالم، كما انها اكبر مصنع لاجهزة تشغيل الموسيقى (MP3).

صحيح انه ربما توقع (او تمنى) احدهم عند شرائه هاتفا جوالا عام 1984 ان يصبح ذلك الهاتف اصغر حجما، وارخص ثمنا، واخف وزنا، الا ان عددا محدودا ربما تصور ان يتحول الهاتف الجوال الى «كومبيوتر جوال». ولعل تجربتي الشخصية تصب في هذا الاتجاه تماما، فعندما غادرت الاسبوع الماضي من لندن الى مدينة برشلونة الاسبانية لحضور مؤتمر ومعرض «الجيل الثالث للنظام العالمي للهواتف الجوالة» الاكبر من نوعه في قطاع الاتصالات في العالم، الذي انتهت فعالياته اول من امس الخميس، اكتشفت حجم التغيير الكبير الذي طرأ على قطاع الهواتف الجوالة من خلال تجربتي الشخصية البسيطة.

فقد كنا في الماضي نضطر لحمل العديد من الاجهزة الالكترونية، من بينها كاميرا للتصوير، ومسجل للتسجيل، وجهاز للاستماع الى الموسيقى مع بعض الاقراص المدمجة، فضلا عن الكومبيوتر الشخصي، ونعاني في العديد من الاماكن في قاعة الصحافيين من اجل استخدام الانترنت.

الا ان تجربة هذا العام كانت سلسة وبدون تعقيدات، وشكرا للهاتف الجوال، فمن خلال جهاز جوال واحد كنت احمله تمكنت من اداء جميع المهمات المطلوبة، فالجهاز ذاته استخدمته في التقاط الصور وتصوير الفيديو، كما تمكنت عبره من تسجيل كافة المقابلات الصحافية التي اجريتها، فضلا عن التحدث من خلاله والاستماع الى الموسيقى خلال اوقات الفراغ. وعندما واجهتني مشكلة في استخدام الانترنت عبر الكومبيوتر الشخصي من خلال تقنية (الواي فاي)، كان هاتفي الجوال هو المنقذ، بكل سهولة اوصلني لشبكة الانترنت وتمكنت من خلاله ارسال كافة الايميلات المطلوبة. أي باختصار كان ذلك الهاتف بمثابة مركز صحفي صغير «جوال» جعلني اتابع العمل بكل ثقة.