أبوتركي
18-02-2007, 01:05 AM
أسواق شعبية قديمة تتحول إلى مزارات سياحية تجذب الملوك
قطر تنتشل سياحتها من النسيان
18/02/2007 الدوحة - القبس:
بعيدا عن المناوشات السياسية التي تجري بين إيران وأميركا من جراء الملف النووي الإيراني وما يمكن أن يتمخض عن تلك المناوشات إذا ما تصاعدت وتيرتها، تنهمك قطر التي لا تبعد عن إيران سوى 40 دقيقة طيران في بعث مقوماتها السياحية من جديد، علها تنجح في اللحاق بقاطرة السياحة في المنطقة التي ما زالت دبي تمسك بدفة قيادتها.
في مختلف مناطق العاصمة الدوحة، تتناثر مواقع تراثية عدة نساها الزمن، بعضها موجود على شكل أسواق شعبية قديمة، وبعضها الآخر على شكل أحياء تجارية، هذه المناطق أعيد تأهيلها وتحولت بفكرة مباشرة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى أماكن تراثية جاذبة بعد أن تم هدم بعضها لإعادة بنائه من جديد وأعيد ترميم بعضها الآخر بهدف جذب السياح اليها.
لقد كان ثمن تلك الفكرة باهظا، لكن السلطات القطرية المعنية بتنشيط الجانب السياحي تأمل أن يكون لها دور فعال في المساهمة بجعل السياحة مصدرا أساسيا من مصادر الدخل الوطني وتقليل اعتماد اقتصاد البلاد على إيرادات النفط والغاز التي يغرق فيها مثله في ذلك كبقية دول الخليج.
سوق واقف الذي يقع في قلب الدوحة مثال حي على نمط التفكير الذي أصبح سائدا في عقول القائمين على تنشيط القطاع السياحي في قطر، هذا السوق يعد الأقدم على الإطلاق من بين كل أسواق البلاد، كان في حال يرثى لها قبل أن يستعيد بريقه المفقود عقب تدخل مباشر من المكتب الهندسي التابع للديوان الأميري القطري الذي قام بإعداد مخطط جديد للسوق شيد بموجبه مجددا على شكل بناء تراثي قطري من الزمن القديم.
ملك وملكة اسبانيا كانا من أوائل الزوار الأجانب للذين قاما بزيارة السوق أثناء تواجدهما في الدوحة قبل بضعة أشهر، حيث جالا في أروقته واطلعا على معروضاته التي تقتصر فقط على التوابل الهندية والأعشاب والعطور الشرقية والبخور والتحف وغيرها من المنتجات التراثية القديمة.
ومنذ انتهاء أعمال ترميمه وإعادة افتتاحه منذ بضعة أشهر، تحول سوق واقف الى مزار سياحي يرتاده السياح القادمين الى قطر كما يقول عبد الله الهاجري وهو شاب قطري يملك متجرا صغيرا لبيع التحف والهدايا النحاسية في السوق.
لقد أصبح المكان تحفة معمارية ومتنفسا فريدا لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في قطر، فضلا عن المهتمين من زوار البلاد.. يضيف الهاجري وقد كانت السعادة تغمر ملامحه لأن متجره كان من بين المحال التي زارها ملك وملكة اسبانيا.
وبالنسبة الى خليفة المسلماني وهو خبير ومثمن عقاري قطري، فإن عمليات هدم المناطق القديمة وإعادة ترميم المواقع التراثية سيجعل من الدوحة مقصدا سياحيا على مستوى المنطقة، مؤكدا أن الحفاظ على التراث يشكل أساس الاستقطاب السياحي.
وتخصص الحكومة القطرية ما يتراوح بين 550 الى 824 مليون دولار سنويا لغايات هدم واستملاك المناطق القديمة وإعادة ترميمها.
شركة بكتل الأميركية الشهيرة تتولى حاليا أعمال ترميم المواقع السياحية في قطر، وتحديدا ما يتصل بهدم المناطق القديمة وإعادة بنائها من جديد بهدف تعزيز جاذبيتها السياحية، في حين كانت هذه الشركة قد نفذت مشروعات عديدة مماثلة في أبوظبي ودبي والكويت.
ومن بين المهام الموكلة الى الشركة، العمل على تخضير مدينة الدوحة خصوصا الأماكن المحيطة والقريبة من منطقة الدفنة والخليج الغربي التي باتت تعرف بمنطقة 'الأبراج والفنادق'، حيث البنايات الشاهقة التي تتراوح ارتفاعاتها ما بين 30 الى 120 طابقا.
هذه الأبراج بدأت في واقع الأمر تشكل جانبا مهما من إطلالة العاصمة القطرية الجديدة ليس على المنطقة فحسب، بل والعالم كذلك، حيث سيكون هناك نحو 300 برج تعانق سماء الدوحة عقب مرور خمسة أعوام تقدر تكاليفها الإجمالية بأكثر من 20 مليار دولار، في حين تجري راهنا أعمال تشييد أكثر من 100 برج وقد أوشك بعضها على الانتهاء.
ولا يقتصر الأمر عند جانب الأبراج في تعزيز النشاط السياحي، بل يتخطاه الى قيام الحكومة القطرية بتبني خطة سياحية عملاقة تفوق تكاليفها الإجمالية 15 مليار دولار وتعد الأضخم من نوعها على مستوى المنطقة.
هذه الخطة التي مضى نحو عامين على دخولها حيز التنفيذ الفعلي يراد لها أن ترسخ أقدام قطر كوجهة سياحية في المنطقة كما يقول أكبر الباكر رئيس مجلس إدارة هيئة السياحة والرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية.
ومن أبرز ملامح الخطة، افتتاح المرحلة الأولى من مطار الدوحة الدولي الجديد عام 2008 الذي يجري بناؤه على ثلاث مراحل بتكلفة إجمالية تفوق 5.5 مليارات دولار.
ولدى اكتمال أعمال بنائه، سيكون بمقدور المطار الجديد استيعاب 50 مليون مسافر، ليتساوى في طاقته الاستيعابية مع مطار شارل ديغول في باريس ومطار فورت ورث في دالاس، كما سيكون مصمما لاستقبال طائرة (إيرباص A380-800 سوبر جامبو العملاقة).
يرى القائمون على قطاع السياحة القطري أن مطار الدوحة الدولي الجديد من شأنه أن يعزز الخطط التنموية المتسارعة ليضع قطر في مكانة مميزة تمكنها من توفير أرقى مستويات وخبرات السياحة والسفر على مستوى العالم.
وحسب أرقام رسمية، فإن عدد سكان قطر يصل في الوقت الراهن الى نحو 800 الف نسمة، في حين تشير التوقعات الى أن هذا العدد سيبلغ 1.4 مليون نسمة في غضون السنوات الخمس المقبلة.
طموح إلى 1.4 مليون سائح
تضع قطر نصب أعينها الإرتقاء بأعداد السياح الوافدين اليها سنويا من 700 الف سائح حاليا الى 1.4 مليون سائح بحلول عام 2010، كما تخطط لزيادة أعداد الغرف الفندقية من 3700 غرفة الى 10 آلاف غرفة، فيما يتوقع أن يبصر النور خلال وقت وشيك مجموعة فنادق عالمية راقية مثل هيلتون وشنجر وماريوت وروتانا ورينيسانس وشانغريللا وسوفيتيل، لتضيف 2550 غرفة للطاقة الاستيعابية للفنادق القائمة.
وبشكل مواز لكل هذه الجهود، أطلقت قطر مفهوم المدن العصرية الذي يعد واحدا من أهم المبادرات الرئيسية الكبرى نحو تحفيز النشاط السياحي للبلاد.
مشروع الجزيرة الاصطناعية المعروفة ب 'لؤلؤة الخليج' هو أول تلك المبادرات كما يقول الباكر، وتصل مساحة الجزيرة التي بدأت ملامحها بالظهور قبالة شواطئ العاصمة الدوحة الى نحو أربعة ملايين متر مربع، في حين تقدر تكاليفها الإجمالية ب 5.2 مليارات دولار، بينما سيكون بإمكانها استيعاب 30 الف ساكن، والأجنبي الذي سيشتري منزلا فيها سيعتبر تلقائيا مقيما في البلاد كما هو الحال في دبي.
وعدا عن لؤلؤة الخليج، أوجدت الحكومة القطرية نحو 18 منطقة مختلفة سمحت لغير القطريين بحق التملك فيها لمدة 99 عاما.
قطر تنتشل سياحتها من النسيان
18/02/2007 الدوحة - القبس:
بعيدا عن المناوشات السياسية التي تجري بين إيران وأميركا من جراء الملف النووي الإيراني وما يمكن أن يتمخض عن تلك المناوشات إذا ما تصاعدت وتيرتها، تنهمك قطر التي لا تبعد عن إيران سوى 40 دقيقة طيران في بعث مقوماتها السياحية من جديد، علها تنجح في اللحاق بقاطرة السياحة في المنطقة التي ما زالت دبي تمسك بدفة قيادتها.
في مختلف مناطق العاصمة الدوحة، تتناثر مواقع تراثية عدة نساها الزمن، بعضها موجود على شكل أسواق شعبية قديمة، وبعضها الآخر على شكل أحياء تجارية، هذه المناطق أعيد تأهيلها وتحولت بفكرة مباشرة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى أماكن تراثية جاذبة بعد أن تم هدم بعضها لإعادة بنائه من جديد وأعيد ترميم بعضها الآخر بهدف جذب السياح اليها.
لقد كان ثمن تلك الفكرة باهظا، لكن السلطات القطرية المعنية بتنشيط الجانب السياحي تأمل أن يكون لها دور فعال في المساهمة بجعل السياحة مصدرا أساسيا من مصادر الدخل الوطني وتقليل اعتماد اقتصاد البلاد على إيرادات النفط والغاز التي يغرق فيها مثله في ذلك كبقية دول الخليج.
سوق واقف الذي يقع في قلب الدوحة مثال حي على نمط التفكير الذي أصبح سائدا في عقول القائمين على تنشيط القطاع السياحي في قطر، هذا السوق يعد الأقدم على الإطلاق من بين كل أسواق البلاد، كان في حال يرثى لها قبل أن يستعيد بريقه المفقود عقب تدخل مباشر من المكتب الهندسي التابع للديوان الأميري القطري الذي قام بإعداد مخطط جديد للسوق شيد بموجبه مجددا على شكل بناء تراثي قطري من الزمن القديم.
ملك وملكة اسبانيا كانا من أوائل الزوار الأجانب للذين قاما بزيارة السوق أثناء تواجدهما في الدوحة قبل بضعة أشهر، حيث جالا في أروقته واطلعا على معروضاته التي تقتصر فقط على التوابل الهندية والأعشاب والعطور الشرقية والبخور والتحف وغيرها من المنتجات التراثية القديمة.
ومنذ انتهاء أعمال ترميمه وإعادة افتتاحه منذ بضعة أشهر، تحول سوق واقف الى مزار سياحي يرتاده السياح القادمين الى قطر كما يقول عبد الله الهاجري وهو شاب قطري يملك متجرا صغيرا لبيع التحف والهدايا النحاسية في السوق.
لقد أصبح المكان تحفة معمارية ومتنفسا فريدا لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في قطر، فضلا عن المهتمين من زوار البلاد.. يضيف الهاجري وقد كانت السعادة تغمر ملامحه لأن متجره كان من بين المحال التي زارها ملك وملكة اسبانيا.
وبالنسبة الى خليفة المسلماني وهو خبير ومثمن عقاري قطري، فإن عمليات هدم المناطق القديمة وإعادة ترميم المواقع التراثية سيجعل من الدوحة مقصدا سياحيا على مستوى المنطقة، مؤكدا أن الحفاظ على التراث يشكل أساس الاستقطاب السياحي.
وتخصص الحكومة القطرية ما يتراوح بين 550 الى 824 مليون دولار سنويا لغايات هدم واستملاك المناطق القديمة وإعادة ترميمها.
شركة بكتل الأميركية الشهيرة تتولى حاليا أعمال ترميم المواقع السياحية في قطر، وتحديدا ما يتصل بهدم المناطق القديمة وإعادة بنائها من جديد بهدف تعزيز جاذبيتها السياحية، في حين كانت هذه الشركة قد نفذت مشروعات عديدة مماثلة في أبوظبي ودبي والكويت.
ومن بين المهام الموكلة الى الشركة، العمل على تخضير مدينة الدوحة خصوصا الأماكن المحيطة والقريبة من منطقة الدفنة والخليج الغربي التي باتت تعرف بمنطقة 'الأبراج والفنادق'، حيث البنايات الشاهقة التي تتراوح ارتفاعاتها ما بين 30 الى 120 طابقا.
هذه الأبراج بدأت في واقع الأمر تشكل جانبا مهما من إطلالة العاصمة القطرية الجديدة ليس على المنطقة فحسب، بل والعالم كذلك، حيث سيكون هناك نحو 300 برج تعانق سماء الدوحة عقب مرور خمسة أعوام تقدر تكاليفها الإجمالية بأكثر من 20 مليار دولار، في حين تجري راهنا أعمال تشييد أكثر من 100 برج وقد أوشك بعضها على الانتهاء.
ولا يقتصر الأمر عند جانب الأبراج في تعزيز النشاط السياحي، بل يتخطاه الى قيام الحكومة القطرية بتبني خطة سياحية عملاقة تفوق تكاليفها الإجمالية 15 مليار دولار وتعد الأضخم من نوعها على مستوى المنطقة.
هذه الخطة التي مضى نحو عامين على دخولها حيز التنفيذ الفعلي يراد لها أن ترسخ أقدام قطر كوجهة سياحية في المنطقة كما يقول أكبر الباكر رئيس مجلس إدارة هيئة السياحة والرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية.
ومن أبرز ملامح الخطة، افتتاح المرحلة الأولى من مطار الدوحة الدولي الجديد عام 2008 الذي يجري بناؤه على ثلاث مراحل بتكلفة إجمالية تفوق 5.5 مليارات دولار.
ولدى اكتمال أعمال بنائه، سيكون بمقدور المطار الجديد استيعاب 50 مليون مسافر، ليتساوى في طاقته الاستيعابية مع مطار شارل ديغول في باريس ومطار فورت ورث في دالاس، كما سيكون مصمما لاستقبال طائرة (إيرباص A380-800 سوبر جامبو العملاقة).
يرى القائمون على قطاع السياحة القطري أن مطار الدوحة الدولي الجديد من شأنه أن يعزز الخطط التنموية المتسارعة ليضع قطر في مكانة مميزة تمكنها من توفير أرقى مستويات وخبرات السياحة والسفر على مستوى العالم.
وحسب أرقام رسمية، فإن عدد سكان قطر يصل في الوقت الراهن الى نحو 800 الف نسمة، في حين تشير التوقعات الى أن هذا العدد سيبلغ 1.4 مليون نسمة في غضون السنوات الخمس المقبلة.
طموح إلى 1.4 مليون سائح
تضع قطر نصب أعينها الإرتقاء بأعداد السياح الوافدين اليها سنويا من 700 الف سائح حاليا الى 1.4 مليون سائح بحلول عام 2010، كما تخطط لزيادة أعداد الغرف الفندقية من 3700 غرفة الى 10 آلاف غرفة، فيما يتوقع أن يبصر النور خلال وقت وشيك مجموعة فنادق عالمية راقية مثل هيلتون وشنجر وماريوت وروتانا ورينيسانس وشانغريللا وسوفيتيل، لتضيف 2550 غرفة للطاقة الاستيعابية للفنادق القائمة.
وبشكل مواز لكل هذه الجهود، أطلقت قطر مفهوم المدن العصرية الذي يعد واحدا من أهم المبادرات الرئيسية الكبرى نحو تحفيز النشاط السياحي للبلاد.
مشروع الجزيرة الاصطناعية المعروفة ب 'لؤلؤة الخليج' هو أول تلك المبادرات كما يقول الباكر، وتصل مساحة الجزيرة التي بدأت ملامحها بالظهور قبالة شواطئ العاصمة الدوحة الى نحو أربعة ملايين متر مربع، في حين تقدر تكاليفها الإجمالية ب 5.2 مليارات دولار، بينما سيكون بإمكانها استيعاب 30 الف ساكن، والأجنبي الذي سيشتري منزلا فيها سيعتبر تلقائيا مقيما في البلاد كما هو الحال في دبي.
وعدا عن لؤلؤة الخليج، أوجدت الحكومة القطرية نحو 18 منطقة مختلفة سمحت لغير القطريين بحق التملك فيها لمدة 99 عاما.