المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الرمل تستفحل وطوابير الشاحنات تنتظر لأيام للحصول على نقلة واحدة



أبوتركي
18-02-2007, 03:07 AM
أصحاب العلاقة يطالبون بفتح التراخيص لإنشاء مصانع جديدة لسد النقص ..أزمة الرمل تستفحل وطوابير الشاحنات تنتظر لأيام للحصول على نقلة واحدة

70 ألف طن احتياجات السوق و36 ألف طن حجم الإنتاج بعجز يومي 34 ألف طن
أسعار الرمل تقفز إلى 3 أضعاف بسبب ارتفاع أجور النقل لارتباطها بتكدس الشاحنات أمام المصنع

سائقو الشاحنات: ننتظر في الطوابير من 3 ايام إلى أسبوع للحصول على نقلة واحدة
تجار: لم نعد قادرين على سداد الأجرة الشهرية للشاحنات بسبب وقوفها أمام المصنع بدون عمل

طابور «خصوصي» للشاحنات التابعة لشركات تعمل في مشاريع حيوية وطابور للعامة يتحرك ببطء شديد

الكعبي: المصنعان الحاليان غير قادرين على تلبية الطلب المحلي على الرمل
مصطفوي: معامل الردي مكس معطلة بسبب نقص الرمل مما يعطل المشاريع العقارية
خالد الكواري: الحل الجذري للأزمة يكمن في فتح تراخيص لإنشاء مصانع جديدة لغسل الرمل
يوسف الكواري: استغلال بشع من بعض أصحاب الشاحنات في رفع أجور النقل بشكل خيالي

متابعة: نائل صلاح :

ما زال السوق المحلي يعاني من نقص كبير في مادة الرمل المغسول المستخدمة في عملية البناء، مما ينذر بتعطل بعض المشاريع العقارية والعمرانية التي تشهدها الدولة حاليا، الامر الذي دعا عدد من رجال الأعمال وأصحاب مصانع الخرسانة الجاهزة إلى دق ناقوس الخطر، مطالبين بضرورة معالجة أزمة الرمل بشكل جذري، قبل ان تتفاقم وتصل إلى حد يعطل المشاريع التنموية في الدولة.

وفي هذا السياق حاولت لجنة الصناعة بغرفة تجارة وصناعة قطر البحث عن حلول لهذه المشكلة عندما عقدت في ديسمبر الماضي اجتماعا موسعا برئاسة السيد راشد ناصر الكعبي رئيس اللجنة، وحضور ممثلين عن مصانع الخرسانة الجاهزة وممثلين عن مصنع قطر لمعالجة الرمال، فيما تغيب عن الاجتماع ممثلو مصنع غسيل الرمل التابع لشركة قطر لصناعة الاسمنت.

الاجتماع لم يخرج بنتيجة عملية لمعالجة الأزمة، بل اقتصر على تشديد المجتمعين على خطورة مشكلة نقص الرمل المغسول التي اصبحت تهدد مصانع الخرسانة الجاهزة بالتوقف عن العمل، وتهدد مشاريع البناء والبنية التحتية بالتعطيل والتأخير في الانجاز، ودعوتهم إلى ضرورة حل المشكلة من خلال العمل على زيادة عدد مصانع الرمل المغسول لتلبية احتياجات النهضة العمرانية المتزايدة.

واذا كان السيد عبد الرحمن الانصاري ممثل الشركة القطرية للصناعات التحويلية التي يتبعها مصنع غسيل الرمل، قد طمأن المشاركين في الاجتماع بان الشركة بصدد القيام بتوسعات لزيادة إنتاج المصنع من 16 ألف طن يوميا في الوقت الحالي، إلى 40 ألف طن يوميا في منتصف 2007، فان هذه التطمينات لقيت ترحيبا شديدا من أصحاب مصانع الخرسانة، الذين اشادوا بهذه الخطوة، لكنهم بنفس الوقت اكدوا انها لن تكون كافية لحل المشكلة، وان هنالك ضرورة لإنشاء مصانع جديدة لغسل الرمل، لسد الاحتياجات المحلية.

وفيما يقدر الكعبي احتياجات السوق المحلي من مادة الرمل المغسول بنحو 70 ألف طن يوميا، فان حجم الإنتاج الحالي للمصنعين الوحيدين لا يتجاوز نصف حجم الاحتياجات، فمصنع غسيل الرمل التابع للشركة التحويلية يقف إنتاجه الحالي عند 16 ألف طن يوميا فقط، اما بالنسبة لمصنع الرمل التابع لشركة قطر للاسمنت، فاعتمادا على ما اعلنته الشركة في الصيف الماضي، فان إنتاج المصنع ارتفع في اكتوبر الماضي من 10 الاف طن إلى 20 ألف طن يوميا.

وسط هذه الأزمة التي يشهدها السوق المحلي بسبب نقص مادة الرمل المغسول، قامت الشرق بجولة ميدانية أمام مدخل مصنع غسل الرمل التابع لشركة قطر للاسمنت، حيث شاهدت اعدادا كبيرة من الشاحنات تصطف في طوابير طويلة بانتظار فرصة الدخول إلى المصنع لتحميل الرمل، فالشاحنة الواحدة تضطر إلى الانتظار أمام المصنع لمدة تتراوح بين 3 ايام إلى 6 ايام، حتى تتمكن من الدخول وتحميل نقلة رمل واحدة، بسبب نقص الرمل وتكدس الشاحنات، وهو الامر الذي شكا منه أصحاب مصانع الخرسانة الجاهزة وشركات المقاولات.

سائقو الشاحنات ايضا، شكوا من التأخير في استلام الرمل من المصنع، وقالوا لـ الشرق ان الشاحنات تتكدس أمام المصنع لعدة ايام حتى تتمكن من تحميل نقلة واحدة، مشيرين إلى ان هذه الأزمة بدأت منذ نحو شهرين وما زالت متواصلة، ولا يعلمون متى تنتهي.

ملل الانتظار

يقول احد السائقين لـ الشرق ان مصنع الرمل يتبع نظاما عجيبا في ادخال الشاحنات لتحميل الرمل، حيث يوجد طابوران اثنان للشاحنات، الاول طابور خصوصي "سبيشال"، وهو مخصص للشاحنات التي تتبع للشركات الكبرى التي تعمل في مشاريع كبيرة وحيوية مثل مشروع المطار، وهذا الطابور يتحرك بشكل سلس إلى حد ما، حيث تمكث الشاحنة يوم واحد أو يومين لتتمكن من تحميل نقلة واحدة، اما الطابور الثاني فهو لبقية الشاحنات والتي تعود بعضها لافراد عاديين او تجار، يشترون الرمل ويبيعونه في السوق، وهؤلاء يضطرون للانتظار لمدة تصل في بعض الاحيان إلى سبعة ايام لحين الحصول على نقلة رمل واحدة.

السائق ابراهيم يقول انه جاء بالشاحنة قبل خمسة ايام وما زال ينتظر دوره في تحميل الرمل، مشيرا إلى ان الايجار الشهري للشاحنة يبلغ 16 ألف ريال، وانه في الشهر الماضي لم يتمكن من جمع قيمة الاجرة، بل وخسر ما يزيد على ثلاثة الاف ريال بسبب التأخير في تحميل الرمل، حيث انه يشتري الرمل من المصنع ويبيعه في السوق.

ويقول زميله سليمان انه ينتظر مع شاحنته منذ سبعة ايام، وحتى الان لم يحظ بتحميل نقلة رمل واحدة، مشيرا إلى انه في بعض الايام يترك شاحنته في الساحة الترابية الكبيرة أمام مصنع الرمل ليلا، ليعود اليها في صباح اليوم التالي، وفي ايام اخرى يضطر إلى النوم في الشاحنة، وهو الامر الذي اكده السائق عبد العزيز والذي يتاجر بالرمل لحسابه الخاص.

في المقابل يقول احد السائقين والذي يعمل لحساب احدى الشركات الكبرى، انه جاء بشاحنته قبل يوم واحد ويتوقع ان يحمل نقلة الرمل في اليوم التالي، مشيرا إلى انه يحمل وصلا يخوله الوقوف في الطابور الخصوصي كون شركته تعمل لاحد المشاريع الكبرى في الدولة.

أزمة حقيقية

جولة الشرق في الساحة الترابية المجاورة لمدخل مصنع الرمل، كشفت عن وجود أزمة حقيقية في توافر مادة الرمل، فالشاحنات التي تقف أمام المصنع بانتظار دورها في تحميل الرمل، تزيد على المئات، في حين طوابير الشاحنات ساكنة وبالكاد تتحرك.

هذا الوضع لم يكن مفاجئا للسيد راشد الكعبي رئيس لجنة الصناعة بغرفة تجارة وصناعة قطر، حيث ابلغ الشرق ان اللجنة مهتمة بايجاد حل لأزمة الرمل، وانها - اي اللجنة - ستدعو قريبا إلى عقد اجتماع يحضره ممثلو جميع الاطراف المعنية بأزمة الرمل، بهدف التوصل إلى حلول عملية لهذه الأزمة، مشيرا إلى انه في الاجتماع الاول للجنة، عرضت شركة الصناعات التحويلية خطتها في زيادة الإنتاج من 16 ألف طن يوميا إلى 30 ألف طن يوميا، بما يساعد من تخفيف حدة الأزمة.

ويرى الكعبي انه حسب المشاريع التي تم الاعلان عنها للفترة المقبلة وحسب مشاريع الدولة المستقبلية، فان حاجة السوق المحلي من الرمل تتزايد بما لا يمكن مصنعي الرمل الموجودين حاليا في قطر من تغطية الطلب المتنامي على الرمل، وبالتالي فانه يعتقد ان الحل للأزمة يكمن في ان تسمح وزارة الصناعة بفتح تراخيص جديدة، لان المصنعين الحاليين غير قادرين على تلبية الطلب المحلي، موضحا ان احتياجات السوق تقدر بنحو 70 ألف طن يوميا، وهي كمية تفوق قدرة المصنعين على الإنتاج بأكثر من الضعف.

ويضيف: " مصانع الردي مكس متعطلة الان عن الإنتاج بسبب نقص الرمل، والسيارات تنتظر ثلاثة ايام للحصول على نقلة واحدة، لذلك نضطر إلى ارسال ما بين 20 إلى 30 سيارة إلى المصنع لكي نحجز دور لكل سيارة، كما ان الأسعار ارتفعت بسبب التكلفة الاضافية التي فرضتها أجور النقل بسبب التأخير في تحميل الرمل.

ويؤكد الكعبي انه دعا شركة قطر للاسمنت التي تمتلك مصنعا للرمل إلى حضور الاجتماع السابق للجنة الصناعة في الغرفة، "لكنهم لم يردوا علينا ولم يعبروا عن اي اهتمام".

ويدعو الكعبي وزارة الصناعة إلى فتح تراخيص جديدة لمصانع الرمل، مشيرا إلى ان السوق المحلي بحاجة إلى اربعة مصانع اضافية على الاقل، على ان يتم توزيعها في الشمال والجنوب وام باب.

ويعتقد الكعبي ان بدء الشركة الحكومية التي اعلن عن تأسيسها مؤخرا، في إنتاج الرمل في يونيو المقبل كما هو متوقع، سوف يساعد في تخفيف حدة أزمة الرمل، ولكن بشكل مؤقت، اذ لابد من تأسيس مصانع اضافية جديدة.

ويضيف ان أصحاب مصانع الطابوق والردي مكس والمقاولات لديهم استثمارات بملايين الريالات ويتضررون الان بسبب نقص الرمل، مشيرا إلى وجود العديد من رجال الأعمال الراغبين في إنشاء مصانع رمل ولكن ينقصهم الترخيص، ويضيف ان أصحاب مصانع الردي مكس مستعدون لتشكيل تحالف فيما بينهم للاشتراك في مصنع للرمل او اكثر، ولكن الامر يتطلب اولا موافقة وزارة الصناعة على فتح مصانع رمل جديدة.

نقص في الإنتاج

من جهته يرى السيد عبد الحميد مصطفوي رئيس شركة البناء القطرية، ان صناعة الرمل لم تواكب التطور العمراني في الدولة، فمن غير المعقول ان تنتظر السيارة ثلاثة ايام على الاقل أمام مصنع الرمل من اجل تحميل نقلة رمل واحدة، فالوضع مزري للغاية ويتطلب حلا جذريا، داعيا شركة قطر للاسمنت التي تمتلك مصنع الرمل الذي يفترض ان يتحمل العبء الاكبر من احتياجات السوق المحلي، إلى التصرف من خلال التوسع وزيادة الإنتاج.

ويؤكد ان معامل الردي مكس معطلة حاليا بسبب نقص الرمل، كما ان المشاريع العقارية تتعطل وتتأخر بسبب هذا الامر، مشيرا إلى ان الشركة ترسل اكثر من سيارة لكي تحجز دورا وتحصل على نقلة كل ثلاثة ايام، بينما قبل الأزمة كانت السيارة الواحدة تحمل اربع نقلات رمل في اليوم الواحد، ويضيف ان نقص الرمل وتكدس الشاحنات، أسهم بشكل كبير في الازدحام المروري في شوارع الدوحة.

فك الاحتكار

يعتقد خالد بن جبر بن طوار الكواري عضو المجلس البلدي المركزي ورئيس احد مصانع الردي مكس، ان حل أزمة الرمل يكمن في فك احتكار مصانع الرمل وفتح تراخيص للقطاع الخاص لبناء مصانع رمل جديدة، حيث ان هذه المادة اساسية بالنسبة لمعامل الخرسانة وبالنسبة لجميع مشاريع البناء مثلها مثل الاسمنت.

ويؤكد الكواري ان نقص الرمل ادى إلى تعطيل إنتاج مصانع الخرسانة بما يهدد بقاءها وبما يهدد ايضا الحركة العمرانية في البلد، موضحا ان حجم الإنتاج الحالي من الرمل لا يغطي نصف الطلب فقط، وبالتالي فان المطلوب هو مضاعفة حجم الإنتاج.

ويشير إلى ان أزمة الرمل استفحلت بشكل كبير خلال الايام الماضية حيث تضطر السيارة الواحدة للوقوف لاكثر من ثلاثة ايام للحصول على نقلة واحدة.

ويضيف: " الان يوجد شركة حكومية تحصلت على تصريح لبناء مصنع رمل، ولكن هذا لا يكفي، حيث ان حجم المشاريع القائمة والمشاريع التي يتم التخطيط لها يجعل من الضرورة زيادة عدد المصانع بشكل اكبر لمضاعفة الإنتاج بما يغطي احتياجات السوق المحلي"، مشيرا إلى ان الغرفة عقدت اجتماعا لبحث نقص الرمل وحضرته شركة الصناعات التحويلية ولكن لم تحضره شركة الاسمنت، وتم التباحث في الامر، ووصلنا إلى نتيجة مفادها ضرورة فتح التراخيص للقطاع الخاص لبناء مصانع للرمل حتى يصبح هنالك تنافس بما يضمن توافر هذه المادة باستمرار.

ويؤكد الكواري ان تكلفة طن الرمل ارتفع من 21 ريالا قبل الأزمة إلى نحو 65 ريالا الان، وذلك بسبب ارتفاع أجور النقل، حيث ان أسعار الرمل لم تتغير ولكن الذي تغير هو أجور نقلها، وبالتالي فان سعر طن الرمل بما فيه اجرة النقل ارتفع باكثر من ثلاثة أضعاف من 21 ريالا إلى 65 ريالا.

ويضيف ان مصانع الخرسانة الجاهزة تتحمل الان خسائر جسيمة نتيجة تعطل الإنتاج، ونتيجة ارتفاع تكلفة الرمل، ورغم ذلك فان مصانع الخرسانة تضطر إلى عدم رفع أسعار الخرسانة الجاهزة وذلك لعدة اسباب، ابرزها ان هذه المصانع تعمل وفق استراتيجية بعيدة المدى، وبالتالي فانها تجاري الازمات التي تقع بين فترة واخرى، لكنه يرى ان استمرار أزمة الرمل لمدة طويلة ربما يقود بعض مصانع الخرسانة إلى الاغلاق، لان استمرار الخسائر لا يخدم استمرار عمل هذه المصانع.

وعلاوة على ذلك، يشير الكواري إلى ان وجود عدد كبير من مصانع الخرسانة لا يسمح بان يقدم احد المصانع على رفع الأسعار، لان المنافسة شديدة، وبالتالي فان هذه المصانع تفضل تحمل الخسارة لفترة معينة، على رفع الأسعار، موضحا ان مصانع الخرسانة تقبل بهامش ربحي بسيط لا يتجاوز 8% ولكنها تعتمد على زيادة حجم الإنتاج.

أجور النقل

ومن جهته يقول رجل الأعمال يوسف الكواري انه بات واضحا وجود شح كبير في الرمل، حيث ان الإنتاج من المصنعين لا يكفي لتغطية احتياجات ومتطلبات السوق مع طفرة المشاريع وزيادة الطلب على مواد البناء ومن بينها الرمل، وبالتالي لا بد لمصنعي الرمل من توسعة الإنتاج.

ويضيف انه برغم ذلك، فان مشكلة الرمل لا تكمن بشكل مباشر في مصنعي الرمل، وان كان هنالك تاخير في التسليم، بل ان المشكلة الاكبر تكمن في أجور النقل، حيث ارتفعت أجور النقلة الواحدة من 600 ريال إلى 3000 ريال، وذلك في استغلال بشع من قبل بعض أصحاب الشاحنات التي يتم استئجارها بهدف نقل الرمل، مضيفا: " اصبحت تكلفة نقلة الرمل من الامارات او السعودية إلى قطر، ارخص من تكلفة نقلها من مصنعي الرمل في قطر، وهذا امر مأساوي ولابد من حله".

ويرى ان التأخير في تسليم الرمل ليوم او يومين لا يعني بالضرورة ان يقوم أصحاب السيارات برفع أجور النقل إلى هذا المستوى الباهض، معربا عن اعتقاده بعدم وجود مشكلة في الترخيص للمستثمرين ورجال الأعمال لبناء مصانع للرمل، ويقول: " لا يوجد قيود، ولا يوجد احتكار لمصانع الرمل، بل ان المجال مفتوح أمام الجميع، متابعا: " ليس بالضرورة ان يطلب المستثمر الارض الصناعية من الدولة، بل يمكن استئجار ارض للمشروع من اي مواطن يمتلكها، واقامة مصنع للرمل عليها، ولكن البعض يريد تقليل التكلفة وانتظار ان يحصل على ارض من الدولة لاقامة المصنع، وهو في الحقيقة ما يعيق بعض رجال الأعمال من اقامة مصانع للرمل.

أبوتركي
18-02-2007, 03:29 AM
في ظل أزمة الرمل التي تهدد مشروعات البناء والتشييد ..الكعبي: النائب الاول أصدر توجيهاته بتسهيل وحل مشاكل المصنع لتلبية احتياجات النهضة العمرانية


إنتاج المصنع سيرتفع من 16 ألف طن إلى 35 ألف طن بحلول الربع الأخير من العام
استثماراتنا في المصنع حوالي 80 مليون ريال لتوسيع خطوط الإنتاج وإدخال معدات حديثة
لا ننكر وجود أزمة والبلاد بحاجة لمصنع آخر لحل المشكلة بشكل جذري
ارتفاع الأسعار يتسبب فيه سائقو الشاحنات الذين يشترون التريب بـ 660 من المصنع ويبيعونه بأكثر من 4000 ريال
لايوجد احتكار لكننا نعطي أولوية لمشروع المطار والمشاريع الحكومية الكبرى في رأس لفان
مشاكل المياه ونزول الأمطار والطرق عقبات تحد من عمليات الأنتاج

عبد الله محمد احمد :

اكد السيد ناصر راشد سريع الكعبي رئيس مجلس ادارة مصنع قطر لمعالجة الرمال (التابع للشركة القطرية للصناعات التحويلية) ان سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد اصدر توجيهاته بتسهيل وتذليل كافة العقبات التي تواجه مصنع قطر لمعالجة الرمال وذلك لمعالجة ازمة الرمال التي تواجه مختلف مشروعات البناء والتشييد والعمل على تلبية احتياجات النهضة العمرانية الضخمة التي تشهدها البلاد حاليا وقال: ان خطط المصنع التي يجري تنفيذها حاليا تهدف الى رفع انتاجية المصنع من 16 الف طن الى 20 الف طن في شهر ابريل القادم ثم رفعها الى اكثر من 35 الف طن يوميا بحلول الربع الاخير من هذا العام 2007 مشيرا الى ان اجمالي استثمارات المصنع تصل الى حوالي 80 مليون ريال لتوسيع خطوط الانتاج وادخال ماكينات ومعدات حديثة.

واكد الكعبي في مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي بمقر المركز الرئيسي لمجموعة السريع انه تم فتح اعتماد باكثر من 13 مليون دولار لتوريد معدات حديثة للمصنع وادخال ماكينات متطورة تضاعف من حركة الانتاج وتحافظ على البيئة.

وقال: ان انتاج المصنع تطور بشكل كبير عما كان عليه منذ افتتاح المصنع في اكتوبرعام 1992 فقد صمم المصنع بطاقة انتاجية تبلغ حوالي 3 آلاف طن في اليوم وبتكلفة 16 مليون ريال قطري وهو تابع بنسبة 100% للشركة القطرية للصناعات التحويلية وان المصنع حقق طفرة في الانتاج تفوق 16 الف طن في اليوم وبانتاج نوعين من الرمل المغسول (الناعم والخشن) كما حدث تطور ضخم في الميكانات والبلوزرات وغيرها من المعدات وان المصنع تمكن من خلال ادخال ماكينتين جديدتين من رفع الانتاج من 3 الاف طن في اليوم الى 1200 طن في الساعة الواحدة.

نقص المياه

اكد الكعبي ان المصنع يواجه العديد من المشكلات التي تتمثل في شح المياه التي يحتاج المصنع اليها بشكل كبير حيث تتوقف كافة العمليات على توفر المياه المطلوبة حتى يتمكن المصنع من العمل بكامل طاقته 18 ساعة في اليوم، هذا فضلا عن مشاكل نزول الامطار مما يعطل العمليات الخاصة بمعالجة الرمل الى جانب المشاكل المتعلقة بالطرق وتعطيل حركة انسياب المواد الخاصة بالمصنع فالعمليات الجارية حاليا بطريق سلوى تتسبب في ازدحام شديد وفي إطالة وبعد المسافة في توريد المواد للمصنع في الوقت المناسب مشيرا الى ان اسعار المواد الخاصة بعمليات الانتاج قد ارتفعت بشكل كبير حيث ارتفع الرمل بنسبة 100% والمياه بنسبة 100% وايجار الارض بنسبة 1000% كما ان عمليات الصيانة الضرورية التي تتم من وقت لاخر تتسبب في تأخير عمليات الانتاج وهو امر لابد من حله والا توقف العمل كليا.

واكد ان الازمة سوف تنفرج بشكل كامل قبل نهاية العام الحالي اذا صدق والتزم المورد في توريد معدات المصنع في الوقت المحدد وقال انه لاينكر ان هناك ازمة رمل ولكن هذه الازمة سوف تحل خلال الشهور القادمة من خلال جهود وانتاج مصنع قطر لمعالجة الرمال ومصنع قطر للاسمنت مشيرا الى تكامل جهود المصنعين باعتبارهما من شركات الخدمات التي تهمها مصلحة البلاد وخدمة الاقتصاد الوطني وليست شركات تجارية همها تحقيق المزيد من الارباح مشيرا الى انه على الرغم من ارتفاع مدخلات الانتاج الا ان سعر الطن من الرمل في المصنع ظل ثابتا 22 ريالاً للطن.

تلاعب بالاسعار

وقال ان ارتفاع اسعار الرمل والازمة الحالية في الرمل يتسبب فيها بعض سائقي الشاحنات الذين يشترون التريب من المصنع بحوالي 660 ريالاً ويبيعونه الى الجهات الاخرى باكثر من 4000 ريال مشيرا الى ان اجراءات وضوابط سوف تتخذ لمعالجة و تنظيم هذه العملية.

واشار الكعبي إلى ان ازمة الرمل هي مثل ازمة الاسمنت لها انعكاساتها السالبة على حركة تنفيذ مشروعات البناء والتشييد والتأثير على سرعة انجاز متطلبات النهضة العمرانية التي تعيشها قطر حاليا، كما انها تتسبب في خسائر لاشك فيها للمقاولين فازمة الرمل هي ازمة جديدة لا تتجاوز مدتها ستة اشهر وان البلاد بحاجة لمصنع اخر بطاقة انتاج المصنعين الحاليين لتلبية الطلب المتزايد من الرمال في حال عملت هذه المصانع الثلاثة بطاقتها القصوى لتلبية عمليات الطلب المتزايد خاصة ان هناك العديد من التراخيص الخاصة بهذه المصانع لم ينفذ منها شئ ونحن نرحب بقيام كل الشركات الجديدة فكل يعمل من اجل خدمة الوطن.
واشار الكعبي إلى ان مصانع الرمل تواجه بعض المشاكل الخاصة بلوائح وقوانين المجلس الاعلى للبيئة والبلدية وملاك الاراضي خاصة ان هناك مواقع معينة للرمل الجيد مثل المرعانة ومنطقة ام باب مشيرا الى ان رمل مسيعيد لايصلح.

ونفي الكعبي أية عمليات للاحتكار قائلا:(لايوجد احتكار ولكننا نعطي اولوية لمشروع المطار والمشاريع الحكومية الكبرى في رأس لفان) ونفي ايضا تكدس السيارات وانتظارها لايام امام المصنع حتى تستطيع اخذ حصتها من الرمل وقال: إن التكدس ناتج من البعض الذين يريدون بيع (دورهم) لاخرين وقال: إن المصنع يقوم بتزويد ما بين (300 ـ 400) سيارة يوميا وباكثر من 13 الف طن. مشيرا الى حدوث عمليات تلاعب وتحايل من بعض اصحاب الشاحنات والسيارات حيث يأخذون الرمل المغسول من المصنع ويقومون بخلطه برمال غير مغسوله ويبعونه لاصحاب المصانع الخاصة وفي السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها تصل الى اكثر من 4000 الاف لتريب وذلك لمضاعفة مداخيلهم وارباحهم مما يهدد بعض المباني وان ضبط هؤلاء ليس من اختصاص المصنع وانما هو عمل الجهات الرقابية. مؤكدا ان المصنع يطبق افضل معايير الجودة التي وضعتها هيئة المواصفات والمعايير الحكومية.

تقديم ضمان بنكي

واشار الكعبي الى ان الطريق الاسلم للشركات لاخذ حصتها من الرمل هو ان تقوم هذه الشركات بتقديم ضمان بنكي للمصنع وذلك لتفادي مشاكل الشيكات المرتدة بالاضافة لوضع نظام خاص يتضمن رخصة البناء الصادرة من البلدية يوضح فيها اسم صاحب المشروع ورقم السيارة حتى يتمكن المصنع من توزيع الرمل على اصحاب المشاريع الحقيقية.

وعن الرؤية والخطط المستقبلية للتوسع قال: ان ذلك يعتمد على حجم الطلب واحتياجات الدولة في مختلف المشروعات فبعض الاحيان قد تكون هناك ازمات في اوقات محدودة لا تستمر على المدى الطويل فقد توجد الان ازمة سكن ولكن على المدى الطويل سوف يحدث توازن بين العرض والطلب ويصبح معظم ما يبنى من شقق وفلل وابراج وعمائر وبيوت الان لا يوجد من يسكنها على المدى الطويل، وكذلك الحال بالنسبة لمصانع معالجة الرمال فاذا اندفع الناس في اقامة العديد من المصانع فاننا قد نصل الى مرحلة لن نجد من يشترى انتاج هذه المصانع فتصاب بالكساد والخسائر الاقتصادية.

منع الاحتكار

وكان المجلس البلدي المركزي قد اوصى في فبراير 2006بمنح رخص جديدة لمصانع الرمل المغسول ومنع احتكاره من قبل المصنعين الموجودين حاليا، ومنح رخص جديدة لمصانع معالجة الرمل المغسول بالاضافة الى فتح وحدات انتاجية للمصانع الموجودة حاليا، كما تقرر بيع الرمل المغسول بالمتر المكعب وليس بالطن كما يباع حاليا، للتخلص من قضية الغش في الاوزان الذي تساعد عليه المياه العالقة بالرمال، وكانت قضية الرمل المغسول أثيرت في قاعة المجلس البلدي المركزي وتم تحديد المشكلة بانها تتمثل في ان المصانع العاملة في مجال معالجة الرمال هما مصنعان فقط الاول: مصنع قطر لغسيل الرمل التابع لشركة قطر الوطنية لصناعة الاسمنت والثاني: هو مصنع قطر لمعالجة الرمل المملوك للشركة القطرية للصناعات التحويلية حيث ان الكميات المنتجة من الرمل المغسول من المصنعين يوميا يتم بيعها مباشرة وفي نفس يوم الانتاج حيث ان الطلب على الرمل المغسول يفوق الكميات المنتجة منه.

الغرفة تدعو الى انشاء 10 مصانع

وعلى صعيد اخر كانت لجنة الصناعة التابعة لغرفة تجارة وصناعة قطر قد أوصت في اجتماع عقدته لبحث مشكلة نقص الرمل المغسول وتأثيراته السلبية على الطفرة العمرانية التي تشهدها قطر بزيادة عدد المصانع العاملة في مجال غسيل الرمل لتصبح عشرة مصانع على الأقل وذلك لكسر الاحتكار القائم وتوفير المادة الاستراتيجية بالكميات اللازمة والأسعار المناسبة للمواطن ويتم ذلك بفتح تراخيص اقامة مصانع غسيل الرمال للقطاع الخاص والجدير بالذكر ان وزارة الطاقة والصناعة لا تمانع بل تمنح الترخيص لهذا الغرض ولكن الأمر متعلق بوزارة الشؤون البلدية والزراعة التي لا تخصص الأراضي اللازمة في المكان المناسب لهذا الغرض بالاضافة إلى الترخيص للشركات بإقامة مصانع لغسل الرمل لاستخداماتها الخاصة أسوة بدول مجلس التعاون الخليجية.

كما أوصى الاجتماع الذي حضره القائمون على أمر مصانع الرمل المغسول بزيادة عدد محاجر الرمل والتي على أساسها تقوم صناعة الرمل المغسول حيث ان منح الترخيص فقط بإقامة مصنع لغسيل الرمال من دون الترخيص بمحجر لاستخراج الرمال يكون لا معنى له لأن المحاجر الحالية حكر على المصنعين العاملين في غسيل الرمال.

إلغاء الزيادة الايجارية للاراضي

كما أوصت اللجنة المشتركة بين وزارة الطاقة والصناعة وغرفة تجارة وصناعة قطر في اول اجتماع لها عقد بمقر الغرفة، بإلغاء الزيادة على القيمة الايجارية للاراضي في المنطقة الصناعية الجديدة، والتي تفرض بعد بدء الانتاج، والعمل على تخفيضها دعما للصناعة.

وجاءت هذه التوصية بعد نقاشات ساخنة من قبل المشاركين في الاجتماع الذين قالوا انه عند التعاقد يتم منح الارض للمستثمر بايجار قيمته خمسة ريالات للمتر الواحد، ثم ترتفع القيمة الى عشرة ريالات بعد بدء انتاج المصنع. والسماح لأصحاب مصانع الخرسانة الجاهزة بإنشاء وحدات صغيرة لغسل الرمال ملحقة بمصانعهم، وتخصيص منطقة لمصانع الخرسانة تكون قريبة من المنطقة الصناعية الحالية، وشفافية الاسعار بالنسبة للقيمة الايجارية للاراضي الصناعية، بحيث يكون السعر ثابتا وألا يزيد على ريالين للمتر الواحد.

حماية الحياة الفطرية

وكانت قرارات قد صدرت من بعض الجهات المختصة بمنع العمل في محاجر الرمل في منطقة مسيعيد بحجة ان هذه المحاجر تؤثر علي البيئة والحياة الفطرية والبرية فيما يؤكد اصحاب شركات المقاولات ان هذا القرار تسبب في وقف العمل بالمشروعات العمرانية الكبري وكبد الشركات خسائر كبيرة بسبب تعطل العمل ودخولها في غرامات التأخير فضلا عن تأثيره علي ارتفاع أسعار الرمل وقلة المعروض منه وعدم كفايته لسد الاحتياجات المتزايدة من الرمل.

حسين بن عاقول
18-02-2007, 03:42 AM
الله يعطيك الف عافية يا اخوي بوتكري علي هالموضوع
هالتكدس مب من الحين من فترة طويلة جدا هذيلة اصحاب الشاحنات يعانون من الانتظار بطابوربين يومين الي اسبوع